---

حكاية زوجة الأب – الفصل 40

في العامين اللذين تليا زواجي، لم يزرني أحد من عائلتي، ولم يتواصلوا معي على الإطلاق.

ربما كان من الغريب أن يقلقوا بشأن ابنتهم التي باعوها حرفيًا، لكن كان هناك سبب لذلك؛ فقد منعهم زوجي السابق تمامًا من الاقتراب.

والآن بعد وفاة زوجي، فسيكون من الغريب ألا يأتوا.

حتى والدي، الذي كان مهووسًا بالمقامرة والقتال، سدد ديونه مقابل بيعي، لكنه لم يتخلَّ عن عاداته. أما أمي وأخي، فلم يتمكنا من نسيان طعم الثروة التي ذاقوها سابقًا.

أرادت أمي أن أتزوج مجددًا بالشخص الذي تريده هي، بعد أن أصبحت أرملة.

لكن عائلتي لم تكن تهتم لا بسلامتي ولا بأمان أطفالي.

والآن، بما أنني لم أعد أرغب في إقامة علاقة تعاقدية كما فعلت في الماضي، فقد قررت قطع صلتي بهم.

قالت أمي:

"أنا آسفة بشأن ما حدث في المرة الماضية. فقط تجاوزت الحدود قليلًا… وأنتِ أيضًا كنتِ قاسية بعض الشيء."

على عكس لوكاس، الذي لم يتوقف عن الحديث بينما جلست أنا بلا تعبير، كانت أمي تحدّق بي بوجهٍ متيبس.

بل بالأحرى، كانت عيناها معلقتين بثوبي الفاخر ومجوهراتي.

العينان الخضراوان اللامعتان، تمامًا مثل عينَيّ، كانتا ممتلئتين بالمرارة. لم أصدق أن مثل هذه المرأة أنجبتني.

قالت، بنبرة ممتلئة بالاستياء، مما جعلني أرغب في الضحك:

"كيف لا تردّين على اعتذار أخيك؟"

"آه، أمي، أنا بخير………."

"بخير؟! هذا تصرف غير مهذب. هل تعتقدين أن هذا المنصب ملكك؟ من سمح لك بالجلوس هناك؟ امرأة لا تعرف مكانتها، ولا تزال ترفع أنفها في الهواء؟"

"أوه، أمي. لا تفعلي هذا. اهدئي."

بينما راقبت هذا الأداء المسرحي، تساءلت كيف لم أشعر من قبل بهذا الجو المصطنع والمشحون.

في السابق، لم أشعر بكل هذا البرود أو اللا مبالاة، ومع أنها لم تكن حنونة أبدًا، إلا أنني كنت أضعف أمام دموعها، حتى وإن جرحتني بكلماتها.

لن أكذب وأقول إن قلبي لم يتأثر بمسرحياتهم، لكنني كنت يائسة من كل ذلك، أردت فقط أن أخرج من دائرة عدم الثقة.

لماذا كانت علاقتنا معقدة لهذا الحد؟ عائلة جعلتني أعيش في صراع داخلي متناقض، جعلتني أقاتل لأقطع كل صلة لي بهم. والآن، أطفالي هم العائلة الوحيدة التي أملكها.

وبينما حافظت على وجهي الخالي من التعابير، توقفت أمي عن التأوه فجأة وغيّرت نبرتها:

"أنا فقط غاضبة، غاضبة! لم أرَ ابنتي منذ عامين، وهي لا تهتم بأمها المسكينة…"

"اخرجي."

ساد الصمت للحظة. نظرت إليّ أمي ولوكاس بدهشة، كأنهما لم يصدقا ما سمعاه. ثم قلت، بنبرة بدت مألوفة بشكل مرعب حتى في أذني، شبيهة بنبرة جيريمي:

"كنت سأستمع لما تريدين قوله، لكن يبدو أن ذلك مضيعة للوقت. السيدة إيغهوفير، كنتِ أول من وافق على زواجي، لذا فأنتِ لم تعودي تملكين أي علاقة بي. أنا متأكدة أنك تأملين في شيء، لكنني مجرد حارسة مؤقتة لهذا البيت، عليّ الحفاظ عليه لأُسلمه لأطفالي. لا تضيّعي أموالك في القدوم إلى هنا، واذهبي لتمكثي مع ابنك الذي تحبينه كثيرًا."

أثناء حديثي، احمر وجه لوكاس، لكنه بدا وكأنه يحاول تمالك نفسه بسبب وجود الفرسان بالخارج.

أما أمي فلم تفعل.

انسكبت أكواب الشاي على الطاولة، وفي اللحظة التالية، أمسكت شعري بقوة!

"أيتها الحقيرة الجاحدة، من أنجبك ورباكِ؟! عاهرة محظوظة تسللت إلى هذا المكان ولا تعترف بأمها."

بوووم!

مهما كانت الشتائم التي كانت على وشك التفوه بها، فقد قُطعت باقتحام الفرسان المفاجئ، حيث طرح أحدهم جسدها العلوي بعنف على الطاولة.

"سيدتي، هل أنتِ بخير؟"

أومأت برأسي، وحاولت إصلاح شعري المبعثر. دون أن ألتفت إلى أمي الصارخة أو لوكاس المتجمد، سألني الفارس مجددًا:

"كيف تودين أن نتعامل معها؟"

صرخت أمي:

"ماذا تفعلون؟! لا، أيها الفارس، ما هذا السلوك؟! أنا والدة سيدكم! أنا جدة أطفال هذا البيت!"

فأمرها الفارس وهو يسحب سيفه:

"اصمتي."

هدأت أمي فجأة.

أشرت للفارس أن يتركها، ثم نهضت من مكاني وقلت:

"السيدة إيغهوفير، لا تعودي مجددًا إلى هنا أبدًا. وأمر آخر، إن اقتربتِ من أطفالي، فستكون عواقبكِ أسوأ بكثير مما أنتِ فيه الآن."

في وقتٍ مضى، كنت أحبها كثيرًا وأتوق لعاطفتها، لكن ما يُقال بأن "الدم لا يصير ماءً" بات نكتة سخيفة.

ماذا كنتُ آمل عندما سمحت لها بالدخول؟ كنت أعلم أن هذا سيحدث على أي حال...

وبعد أن أُطلقت من قبضة الفارس الحديدية، جلست أمي على الأرض تلهث ثم بدأت تبكي بصوتٍ عالٍ.

تحرك لوكاس بسرعة، وبينما كانت تبكي، ركع على الأرض وأمسك بطرف ثوبي. رفعت يدي أمام الفرسان لمنعهم من سحبه، وأملت رأسي قليلاً.

قال:

"شوري، أختي الحبيبة، أرجوكِ لا تتخلي عن والدتنا. لقد كانت فقط غاضبة. أخبرتها ألا تفعل هذا. أنتِ تعرفين طبيعتها. الأمر صعب، لكنكِ تتجاهلينه تمامًا."

"هييييي!!"

حينها، دوّى صوت صراخ مدوٍّ من شخصية غير متوقعة.

وبلا حاجة للقول، أنا التي كنت واقفة بتعبير بارد، ولوكاس المتوسل، وأمي التي تب

كي وكأن العالم انتهى، التفتنا جميعًا في اللحظة ذاتها...

---

2025/07/30 · 2 مشاهدة · 726 كلمة
روبي
نادي الروايات - 2025