"عندما نقاتل الوحوش، علينا أن ننتبه ألا نصبح وحوشًا مثلهم.وعندما تحدق طويلًا في الهاوية، فإن الهاوية تحدق بك بالمثل."الظلام...

لا شيء سوى الظلام.

كل ما ينتظرني الآن هو السواد المطلق.

لقد قاتلت الكثير من المجرمين والمهرطقين.

كانوا كأنهم وحوش تتنفس، بلا روح، بلا ندم.

وفي كل مرة أقتل فيها أحدهم، أشعر أن شيئًا مني يموت معه.

كأن إنسانيتي تُسحب ببطء إلى ذلك الظلام الذي يبتلعني دون رحمة.

بدأت أتساءل... هل أنا مختلف عنهم فعلًا؟

هل القتل خطيئة؟

لا أظن.

لم أقتل بريئًا قط.

كنت أنتقم فقط من الفاسدين... من أولئك الذين لوثوا هذا العالم.

لم أكن أريد سوى أن يتألموا، كما تألمت أنا.

كما تألمت يوم قتلوا والدتي أمام عيني.

لقد وعدت أمي أنني سأنتقم لها مهما كلفني الأمر.

لكن... من أنا؟

من أصبحت بعد كل هذا الألم؟

قضيت سنوات أُدرّب نفسي بلا رحمة.

الأسلحة، السيوف، القتال، حتى المعرفة...

كل شيء تعلمته ليقودني إلى قاتلي أمي.

كنت أريد أن أكون مستعدًا. كنت أريد أن أكون قويًا.

لكن داخلي كان يحترق.

كنت ألوم نفسي على موتها، رغم أنني كنت حينها مجرد طفل لم يبلغ الخامسة.

قال الجميع إنني بريء.

لكن لم أصدقهم.

كنت أشعر دائمًا أنني السبب، وأنني... ضعيف.

كرهت نفسي.

كرهت ضعفي.

كرهت أنني لم أستطع حمايتها.

كل تلك المشاعر تراكمت في داخلي مع مرور الوقت...

لتصبح شيئًا آخر.

كراهية... ولكن هذه المرة موجهة نحوي.

كنت أملك القوة.

لكنني لم أصدق أنني قادر على استخدامها.

ظل صوت داخلي يهمس لي دائمًا: "لن تنتقم... لن تنجح... لن تصبح شيئًا."

أنا...

أنا...

لا شيء.

نكرة.

لا أستحق الحياة.

ولا أحد يستحقني.

هذه هي مشاعري الحقيقية تجاه نفسي.

لكن... رغم كل هذا، لن أستسلم.

سأكافح حتى النهاية.

لن أخسر أمام قدري... ولا أمام ضعفي.

بئسًا لكل من يظن أن مصيري هو الفشل!

لن أنتهي قبل أن أحقق وعدي لوالدتي.

طالما هناك شخص واحد يؤمن بي... لن أتوقف.

قلت يومًا:

"عندما تحدق في الهاوية، فإن الهاوية تحدق بك."

أما أنا... فلن أحدق فيها فحسب.

بل سأصبح الهاوية ذاتها.

2025/07/30 · 5 مشاهدة · 314 كلمة
نادي الروايات - 2025