2
موريس كلاين، الأمير الثالث للإمبراطورية المقدسة ديلكروس.
أضحوكة الكون بأسره
العار الذي لم يسبقه عار على عائلة الإمبراطورية.
كان هذا الأمير الأحمق، على النقيض التام لأبيه، الذي كان يُعتبر الإمبراطور الأقوى في التاريخ، ابنًا لا قيمة له ولم يرث مهاراته في السيف ولا حتى ذرة من قوته المقدسة.
كان مزاجه الحاد وأسلوب حديثه المبتذل، الذي لم يكن يشبه سلوك الإمبراطور الهادئ على الاطلاق ، مندفعاً زيادة عن اللزوم بشكل لا ريب فيه بحيث لا يمكن أن تفكر به بأنه أسلوب مراهقين عادي
ولم يكن من غير المعقول أن يهمس بعض الأساقفة والكهنة العظام بأن الأمير موريس ربما لا يكون الابن البيولوجي للإمبراطور المقدس.
وفجأة ، جاءت الفرصة الذهبية للأمير موريس، الذي بدا وكأنه محكوم عليه إلى الأبد بالغباء المؤبد
في أحد الأيام، أصيب فجأة بحمى شديدة...
عانى لمدة ثلاثة أيام وليالٍ من تجارب أقترب من الموت فيها ، ولكن عندما استعاد وعيه، أصبح شخصًا مختلفًا تمامًا.
لقد كان الجميع يفكرون في أن طباعه قد تغيرت حقًا بعد أن كاد يقترب من الموت
لكن الحقيقة كانت أن الأمير كان لديه سر عميق لا يستطيع الكشف عنه بسهولة للآخرين سر حول تحوله المفاجئ.
هذا لأن الشخص الذي فتح عينيه في جسد موريس المحتضر كان رجلاً يدعى لي سيونغجين ، وهو بشري من الأرض.
* * *
منذ سن مبكرة، كان لي سونغجين فتى يتمتع بعناد عجيب.
منذ طفولته، كان عنيدًا متمسكاً بالأشياء حتى النهاية، مما تسبب في أن يعيش والداه، على الرغم من كونه طفلهما الوحيد، حياة صعبة للغاية
"ممن ورث هذا العناد بحق خالق الجحيم؟"
كانت والدته تبكي عندما تنظر إلى ابنها الذي ما زال يرضع من مصاصته بعناد بعد أن تجاوز الرابعة من عمره، وكانت تشعر بالقلق بشأن مشاكل الأسنان المحتملة.
لكن ولحسن الحظ، نمت أسنانه اللبنية بشكل متساوٍ وجميل
وعندما ظنوا أن اهتمامه بالمصاصات قد انخفض الآن ، و بعد أن أصبح في الروضة ، بدأ يصر على عدم العودة إلى المنزل بعد المدرسة.
لم تنجح أي من محاولات إقناعه سواء وعده بتناول الوجبات الخفيفة في المنزل أو مشاهدة كرتون Pororo 1 . ( البرنامج كرتون حقيقي )
لم تستطع معلمات الروضة، اللاتي اشتبهن في تعرض الطفل لسوء المعاملة في المنزل بسبب رفضه العودة، سوى أن يشكوا في ابتسامة والدته المُحرَجة
وفي النهاية، استمر روتينهما مع قيام والدته أو والده بحمل الطفل، والتجول في الملعب حتى ينام، ثم العودة إلى المنزل في وقت متأخر من الليل.
مع دخول سيونغجين إلى المدرسة الابتدائية ونضجه قليلاً، تمكن والداه أخيرًا من التنفس الصعداء. فقد اعتقدا أنه على الأقل الآن في سن يسمح له بالتواصل.
كان الأمر كذلك حتى عاد ذات يوم إلى المنزل مع أقلام تلوين أحد زملائه في الفصل، مما أدى إلى مكالمة هاتفية من معلم الفصل في اليوم التالي.
وكانت هذه نهاية فترة قصيرة من السلام.
"لقد كسر أقلام التلوين الخاصة بي. لذلك قمت بضربه ."
"سيونغجين- آه .. هيونغ-تشول اعتذر بالفعل. من الخطأ أن تأخذ أشياء صديقك بالقوة."
أصبحت عيون الطفل حادة.
"إذن هل تقصدين أنه لو اعتذر ، فهذا كل شيء؟ ماذا عن أقلام التلوين الخاصة بي؟"
"يمكننا شراء المزيد من الأقلام الملونة."
"لماذا تشترين لي أقلام تلوين جديدة مع ان هيونغ تشول هو المخطئ ؟ الشخص الذي تسبب في الحادث يجب أن يتحمل المسؤولية."
لقد فقدت الأم القدرة على الكلام عندما فوجئت بإجابة ابنها، ولكن من وجهة نظر الطفل لم يكن تصرفه آن ذاك خاطئاً ابداً
بعد بعض التردد، قالت الأم أخيرًا
"سيونغجين- آه ، الصداقة لا تقدر بثمن مقارنة بتكلفة أقلام التلوين. عندما يعتذر صديق، عليك أن تقبل اعتذاره .. و إذا كنت لا تزال تشعر بالظلم، فلنناقش معا ما يجب عليك فعله بعد ذلك، حسنًا؟"
بدا الطفل غير راضٍ لكنه أومأ برأسه على مضض.
"لكن، كانت مجموعة أقلام التلوين الخاصة بك مكونة من 24 قلمًا. لماذا أخذت مجموعة أقلام التلوين المكونة من 56 قلمًا من هيونغ تشول؟"
"هذا من أجل تخفيف معاناتي النفسية. بالطبع، يجب أن أحصل على شيء أفضل من السابق ، أليس كذلك؟"
لم تتمكن أمه من معرفة ما إذا كان ابنها عبقرياً أم مجرد فتى وقح
بعد طفولة فريدة من نوعها، أصبح سيونغجين هادئًا جداً في المرحلة المتوسطة، كما لو كان شخصًا مختلفًا.
وكان والداه يراقبان بحذر لمعرفة ما إذا كان ابنهما "المختلف" إلى حد ما قد تكيف مع الحياة المدرسية.
لكن زيّه المدرسي وكتبه المدرسية كانت دائماً نظيفة، ولم تكن هناك أي علامة على التنمر.
لقد كبر أخيرا !
اصبح والدا سيونغجين في غاية السعادة.
لكن في الواقع، على الرغم من أنها تبدو سلمية على السطح، كانت الحياة المدرسية لسيونغجين فوضوية جداً والامر كله ان والديه لم يدركوا ذلك.
ورغم أنه فشل في اكتساب روح الود التي تمنى والداه أن يتمتع بها، لكنه اكتسب المكر والذكاء لإخفاء الحوادث عن معلم الفصل وعن والديه.
على سبيل المثال، كان من سوء حظه أن أصبح هدفًا لمتنمر في المدرسة، ولكن بعد أن هاجمه باستمرار لمدة ثلاثة أشهر، انتهى الأمر بالمتنمر واصدقائه إلى الارتعاش خوفاً وأعلنوا هدنة معه في النهاية
ومثال آخر .. طارد أحد أعضاء مجلس الطلاب الذي دخل في شجار معه لمدة أسبوع، مما تسبب في إصابته بالقلق الاجتماعي والأوهام التخيلية ، وفي النهاية أدى ذلك إلى غيابه عن المدرسة
كانت حياته المدرسية عبارة عن رحلة ملونة تتراوح بين العدالة والجريمة.
على الرغم من أنه لم يكن طالبًا متميزًا، إلا أنه كان مجتهدًا إلى حد ما، وفي نهاية حياته الدراسية، التحق سيونغجين بجامعة معقولة لمدة أربع سنوات في سيول.
كان يواعد نساءً باعتدال، وخدم في الجيش بعد أن أصبح طالبًا في السنة الثانية، ووجد عملاً في شركة صغيرة إلى متوسطة الحجم لائقة بعد التخرج.
- هذا مساعد المدير، هناك شيء غريب فيه
- حقًا؟ لكن ليس مجتهدًا وجيدًا في عمله؟
لقد تلقى نظرات مشبوهة من بعض رؤسائه الأكبر سناً، لكن ظاهريًا، قام سيونغجين بأداء دور عامل الشركة المجتهد بشكل لا تشوبه شائبة.
بدأت عروض العمل تتوالى عليه، وبدأ يغازل زميلة له في العمل.
لو لم يحدث شيء غير عادي، لكان من المحتمل أن يعيش حياة طبيعية، ويتزوج ويعيش دون أحداث غير عادية.
***
أغسطس 2035.
حادثة بوابة جيهينا
عندما ظهرت بوابات النجوم، التي كانت متصلة بعالم الشياطين جيهينا ، فجأة في جميع أنحاء العالم دون سابق إنذار، بدأت جيوش مكونة من الآلاف، عشرات الآلاف من الوحوش في الاندفاع للخارج.
ودُمرت المدن والمرافق في غمضة عين، وسقط العالم في حالة مؤقتة من الفوضى خلال أيام قليلة.
وبعد صراع شاق، بدأت البشرية، التي ركزت على عدد قليل من الجيوش التي تمكنت من إقامة خطوط دفاعية، في شن هجوم مضاد، لكن حجم الخسائر البشرية وصل إلى أرقام فلكية في غضون أيام قليلة.
ومع تدمير معظم مدنها الكبرى، تراجعت الحضارة الإنسانية بشكل كبير أيضًا.
نجا سيونغجين، الذي كان في رحلة عمل وكان محظوظًا بما يكفي للاحتماء بملجأ للقنابل داخل خط الدفاع. ومع ذلك، فقد خسر كل شيء، بما في ذلك عائلته وأساس حياته.
أمام هذه المأساة الإنسانية الهائلة، لم يبكي سيونغجين. بل كان يفكر بهدوء في الشخص الذي يجب أن يرد له هذا الدين، بينما كان يشاهد التدفق اللامتناهي للوحوش التي تتدفق من البوابات.
ظلت الوحوش تأتي بغض النظر عن عدد القتلى، لكن هذا الرجل العنيد لم يستسلم أبدًا بمجرد استهداف شيء ما.
أصبح سيونغجين صيادًا، و صيادًا محترفًا للوحوش.
بعد قتل الوحش، إذا لمس أحد جثته، يبدأ الجسد في امتصاص شيء غريب يشبه الطاقة في جسده، والذي أطلق عليه الصيادون هالة الوحش.
لقد أصبح الأشخاص الذين استوعبوا هذا الأمر قادرين على إظهار قدرات تتجاوز الحدود البشرية. وكأنهم استوعبوا جزءًا من قوة الوحش.
في بعض الأحيان كانت قوة بدنية بسيطة، وفي أحيان أخرى كانت قدرة من نوع التعزيز لإنشاء جلد خارجي صلب، وفي أحيان أخرى كانت تتجلى في شكل قوى عظمى مثل التحريك عن بعد.
كلما امتص الصيادون هالة الوحش، أصبحوا أقوى، وسرعان ما بدأ البشر الخارقون في الظهور والذين يمكنهم قتل الآلاف من الوحوش بمفردهم.
بدأت الإنسانية، التي كانت قد دفعت إلى حافة الهاوية، في دفع خط المواجهة إلى الوراء ببطء، واستمرت حرب الاستنزاف الطويلة لعقود من الزمن.
وكان من الغريب أن عالم الشياطين، الذي غزا الأرض بشكل طموح، واجه الدمار مع الأرض بعد عدة عقود من الزمان.
مع تزايد قوة الصيادين، أصبحت الوحوش التي تقتل البشر أقوى أيضًا. وأجبر الخط الأمامي، الذي حافظ على توازن ثابت للقوة، كلا الجانبين على استنفاد قدر لا يطاق من القوى العاملة
عندما وقفت فرقة الصيادين النهائية من البشرية أمام ملك الشياطين، الذي كان مختبئًا في أعماق قلب عالم الشياطين، استقبلهم ملك الشياطين بوجه قاتم وتنهد.
"و وصل الأمر إلى هذا الحد ؟ ماذا كنا نفعل منذ عقود اذاً ؟ أشعر بالخجل".
بالطبع، لم يهتموا بخيبة أمل ملك الشياطين. لم يتبق أي شيء تقريبًا على كلا الجانبين ، لم يكن لديهم الوقت حتى لالتقاط انفاسهم ووقف حرب الاستنزاف هذه.
الإبادة الكاملة من طرف واحد.
كان هذا هو الشيء الوحيد المتبقي بين عالم الشياطين والإنسانية.
بغض النظر عن موقفه المستسلم، كانت مقاومة ملك الشياطين عنيدة حتى النهاية.
لقد قاتلت فرقة الصيادين وملك الشياطين بلا كلل لمدة ثلاثة أيام وليال، وبحلول الليلة الثالثة، كان الجزء العلوي فقط من رأس ملك الشياطين قد بقي سليمًا بالكاد، ولم يتبق سوى إنسان واحد على قيد الحياة بين أعضاء فرقة الخارقين.
كان هذا الرجل هو الرجل الذي لا يلين، سيونغجين، الذي لا يستسلم أبدًا حتى النهاية.
حاول رفع قبضته التي بالكاد تتحرك الآن نحو رأس ملك الشياطين. و تحدث ملك الشياطين، الذي لم يتبق منه سوى رأسه، بنبرة ضجرة.
"هذا الرجل العنيد. كنت أعتقد أنك الأقل إثارة للاهتمام من بين الجميع، لم أتخيل أبدًا أنني سأموت على يديك."
كيف ترى الامر إذاً؟
سخر سيونغجين وهو يرمي لكمة في وجهه
جاك !
ظهر شق في القرن الوحيد المتبقي لملك الشياطين، والذي كان داكنًا مثل حجر السج
"…هاه؟"
جاك!
أرسلت اللكمة التالية أنف ملك الشياطين إلى الأسفل، لكنه لا يزال يفتقر إلى القوة اللازمة لسحق رأسه بضربة واحدة
التقط سيونغجين أنفاسه وضغط على قبضته المرتعشة مرة أخرى.
"مهلا ! انتظر! لحظة واحدة فقط!"
لقد فوجئ ملك الشياطين، الذي كان أنفه المزدوج ينزف، لكن سيونغجين أغلق فمه وألقى لكمة أخرى.
جاك !
"آه! مهلا، هذا قليلًا..."
جاك !
"...انتظر لحظة، أيها الوغد !"
توقف سيونغجين عن تحريك قبضته
بالطبع، لم يكن ذلك لأنه استمع إلى كلمات ملك الشياطين، بل لأنه أخذ لحظات ليستعيد قوته، التي لم تعد يستطيع تحريك قبضته بها .
و من المثير للدهشة أنه في هذه الأثناء، بدأ أنف ملك الشياطين المسطح في الارتفاع تدريجيًا مرة أخرى. على الرغم من أن السرعة كانت أبطأ بشكل ملحوظ من ذي قبل، إلا أن ملك الشياطين في هذا العالم الآخر لديه القدرة على تجديد جسده، حتى مع بقاء رأس فقط.
سيطر شعور مشؤوم على كل من ملك الشياطين وسونغجين بأن الضربة النهائية ستستغرق وقتًا أطول مما اعتقدا.
"توقف عن لكماتك البائسة. أنت لا تبذل أي قوة فيها ! انظر يا إنسان، لا يمكنك قتلي بهذه الطريقة. ماذا لو عقدنا هدنة مؤقتة، وجمعنا شتات أنفسنا، وقاتلنا مرة أخرى؟"
كان هذا هراء
إذا تقاتل اثنان من الخصوم الذين تعافوا تمامًا، فمن الواضح تمامًا من سيكون في وضع غير مؤات.
وبينما رفع سيونغجين ذراعه مرتجفًا مرة أخرى، تحدث ملك الشياطين بصوت يائس.
"لا، دعنا نتوقف عن القتال تمامًا! سأغادر الأرض وجيهينا إلى الأبد. لن أعود مرة أخرى، حسنًا؟"
"……"
"سأتمكن من إنقاذ حياتي، وستتمكن أنت من الاحتفاظ بالأرض وعالم الشياطين. فكّر في إمكانات العالمين المندمجين! قد تتمكن من مضاهاة قوة ملك الشياطين!"
"……"
"إذا قتلتني الان كما أبدو عليه ، فإن جيهينا التي لا سيد لها سوف تهلك، والأرض، بعد أن فقدت عمودها، سوف يتم امتصاصها تدريجيًا إلى داخل البوابة. كلا العالمين سوف ينتهيان! ألا يعني هذا أي شيء بالنسبة لك ؟"
استجاب سيونغجين أخيرًا لملك الشياطين.
"ما يهمني ليس هذا العالم.. ولكن سواء كنت قد انتهيت أم لا، هذا كل ما يهم."
وبما أن النتيجة لن تتغير على أية حال، فهو لم يكن بحاجة إلى أي محاولات إقناع سخيفة
كان ملك الشياطين يراقب بوجه شاحب بينما كان سيونغجين يضغط على قبضته ببطء.
كم عدد اللكمات الإضافية التي سأحتاجها حتى أنتهي منه؟
"مهلاً، مهلاً! ألا يمكنك على الأقل أن تتركني أموت بمفردي؟ أنا أفقد قوتي بسبب التجديد التلقائي. فقط أعطني لحظة، ويمكنني أن أحرق روحي بلهب جيهينا.. سأختفي بنفسي حتى لا تضطر إلى إزعاج نفسك وقتلي !"
"……"
"و... سأغلق البوابة أيضًا. حتى لو اختفى عالم الشياطين، فلن تتأثر الأرض!"
بدا هذا الاقتراح جذابًا إلى حد ما. أومأ لي سونغجين برأسه.
"حسنًا، سأفكر في الأمر بعد قتلك أولاً."
"كيف يمكننا أن نتحاور وأنا ميت... والاكثر من ذلك، لن تتمكن من قتلي بهذه الطريقة ! لا، لماذا أحاول حتى أن أجادل شخصًا مثلك!"
صرخ ملك الشياطين
كم من الوقت استمرت تلك اللكمات التي لا تنتهي؟ بينما كان سيونغجين يأخذ قسطًا من الراحة، بدأ يسمع أصوات البكاء.
"هذا... هذا الوغد اللعين... لم أكن أرغب حقًا في اللجوء إلى هذا..."
فجأة، اشتعلت شعلة قرمزية من الهواء الرقيق، وحاصرت رأس ملك الشياطين. وحتى في خضم التجديد المستمر، بدأ جلد ملك الشياطين يتشوه في النيران الحمراء المشتعلة.
"هذا هو……"
لهب جيهينا .
(جيهينا هو اسم آخر لجهنم)
نار التآكل العميق لعالم الشياطين الذي يقضي على وجود الأشياء بدأً من عمق ذاتها
من الممكن أن يتوقف تجدد جسد ملك الشياطين وحتى روحه بشكل دائم. يبدو أن الشائعات كانت صحيحة.
وهذا يعني…
"لهذا لم يكن بإمكانك قتل نفسك.. لأنك كنت تفتقر إلى القوة، كان كل ذلك من خدعك."
عندما ابتسم لي سونغجين ورفع قبضته مرة أخرى، ارتجف ملك الشياطين وصاح بصوت عالٍ،
"... ماذا! ماذا! ماذا! ما الفرق! كنت أحاول أن اختفي في بُعد آخر وكأنني ميت، فماذا في ذلك!؟"
على الرغم من عينيه الدامعتين، كان هناك أسلوب فخر غريب في سلوكه. حتى لي سونغجين لم يستطع التعبير عن نفسه للحظة بسبب هذا الموقف.
"لكن الآن كل شيء أصبح خاطئاً ، أبكي ! نعم ! .. سأموت كما تريد. لكنني لن أموت وحدي."
كانت الشعلة التي كانت تحرق ملك الشياطين تنمو ببطء وتنتقل إلى جسد سيونغجين. ومع موجة من الحرارة الشديدة، ابتلع اللهب القرمزي جسده أيضًا في لحظة.
"احترق مع الروح النبيلة لملك الشياطين هذا كوقود! سأقوم بتدميرك بالتأكيد! سأحرق روحك حتى تتحول إلى رماد!"
في النيران، تشوه لحمه وانكشفت عظامه، ومع ذلك ابتسم ملك الشياطين، مسرورًا على ما يبدو. بدا وكأنه يشعر بالاستياء الشديد لتعرضه للضرب لفترة طويلة.
"ماذا، هذا..."
"هاهاهاها! كيف تشعر! كيف هو ألم حرق روحك!؟ أوههاهاهاهاها!"
كانت روحه تحترق.
أثناء الاستماع إلى ضحك ملك الشياطين، الذي بدا أشبه بالنشيج، قام لي سونغجين بالقاء نظرة على جسده المحترق.
ولصدمته ، جسده، الذي أصبح قوياً من خلال امتصاص الطاقة الشيطانية لعقود من الزمن ولم يتعرض لأذى من القوى المادية العادية، أصبح الآن يذوب بلا جدوى.
على الرغم من أن الجسم أصبح غير حساس للألم بسبب التعزيز ، إلا أن عملية حرق البشرة وكشف ألياف العضلات كانت مؤلمة للغاية.
(( يقصد هنا أن جسمه ماعاد صار يحس بالالم لأنه عندما يمتص قوة الشياطين تتولد عنده قدرات خارقة كانت وحده منها عدم الشعور بالالم ))
لقد خاض معارك لا تعد ولا تحصى ووصل الى حافة الموت، ولكن هذه المرة، استطاع لي سونغجين أن يشعر أنه كان يموت بالتأكيد
ومع ذلك، بطريقة أو بأخرى.
هزم أخيرًا الشيطان الذي حرض غزو عالم الشياطين، وهدف عداوته مدى الحياة.
"أوههاهاها! هاهاهاهاها..."
أغلق ملك الشياطين فمه فجأة عندما رأى لي سونغجين مغطى بالنيران على بعد ميل، وكان يشعر بقشعريرة لا إرادية تسري في عموده الفقري.
"لذا، أعتقد أن هذه هي النهاية بالنسبة لي أيضًا."
مع عضلاته، التي لم تعد الآن أكثر من بقايا هياكل عظمية، تتحرك ببطء، رفع قبضته التي اشتعلت فيها النيران.
"لذا دعونا نأخذ ضربة أخيرة."
"ماذا؟! أيها الوغد... حتى في هذه اللحظة..."
"اعتبرها تعويضًا عن الضرر النفسي."
كوواانج!
"آآآآآآه!"
سرعان ما تلاشى الصراخ الثاقب.
بعد التأكد من أن وجه ملك الشياطين قد انهار وتحول إلى رماد، أغلق سيونغجين عينيه.
في الوعي المظلم، بدا الأمر كما لو أنه سمع صوت شيء يتحطم في ذهنه.
كانت هذه آخر ذكرى للصياد لي سونغجين