الوعد (5) 576
انطلقت شعلة حمراء شرسة من هالته القوية التي اندفعت من سيفه الباهت و أشعت بتألق باللون الأحمر داخل المتاهة الحمراء لتحرق الأعداء
" لا يمكنك استعمال الهالة في المتاهة"
صبغ وهج النيران وجه الشاب حامل السيف باللون الأحمر. كان وجهه، الذي لا يزال يحمل لمحة من الشباب، مليئًا بتعبير رزين وهادئ في آن واحد
"لذا، أحفظ هالتك قدر ما تستطيع يا سيد لياندروس ، سنظل نواجههم لفترة طويلة من الآن.."
و كما قال ، استمرت الوحوش التي تحرس المتاهة بالزحف بلا هوادة.
وكلما كنت أظن أنني هزمت مئات الشياطين، استدعيت جحافل من العفاريت من السماء واحدًا تلو الآخر، وتدفقوا كموجة مد عاتية
ثم هذه المرة تدفقت دفعة من آلات من العالم المتحضر لم يسمع بها لياندروس أو يرها من قبل.
حتى لياندروس المخضرم في المعارك كان عاجزا أمام الهجمات التي انطلقت كالبرق
لكن المثير للدهشة، أنه في كل مرة كان يحدث ذلك، كان الأمير موريس يكتسحهم بقوة ساحقة.
منظره وهو يركض بسيف واحد فقط ذكر لياندريس بالإمبراطور المقدس الذي طهّر شياطين القصر دفعة واحدة
"أصبح من الصعب إنكار أن هذا الشاب هو الأمير موريس.."
ليس هذا فحسب، بل كان الشاب أحيانًا يُحدّق في مكان ما بعينيه اللتين تشعان بنور فضي، وهي أيضًا عادة اعتاد لياندريس رؤيتها من الإمبراطور المقدس
كنا نتقدم نحو شيء غير مرئي، وكان الامير يُغير اتجاهه أحيانًا دون سابق إنذار. وكما يليق باسمها [متاهة]، كان الطريق معقدًا ومربكا، لكن الغريب أنه بدا وكأنه يعرف وجهته بدقة
"في الوقت الحالي اتبعني فقط. أعرف مكانا قريبا تفتح فيه البوابات بمجرد وصولك إليه، يُمكنني إعادتك بسهولة من حيث أتيت"
لكن ما كان أكثر إثارة للدهشة هو الهالة التي كانت تشع من هذا الشاب.
لم يستطع لياندروس تصديق عينيه
وجود هالة في هذا العالم بحرارة قوية كشعلة حقيقية من نار ..
وعندما استخدم تلك الكمية الهائلة من الهالة ، كان على على لياندريس في النهاية أن يكشف عن سحره الخفي عندما استنفدت هالته تمامًا، لكن هالة الأمير التي تحترق مثل اللهب، استمرت في التحرك بلا نهاية
' لم يتغير تعبيره حتى بعد رؤية سحري. هل يعرف هويتي
الحقيقية ؟ '
أرجح لياندروس سيفاه التوأمان في صمت، ولكن على الرغم من تعبيره البارد كان عقله في حالة هلع
كان يود إنكار هذه الحقيقة ، لكنه لم يستبعد تمامًا إمكانية حدوث شيء كهذا ، خصوصا لشخص بمثل بصيرته
من بين شياطين عالم الشياطين ذوي الرتب العالية، كان هناك من بلغت قوتهم حدًا مكنهم من التأثير على الزمان والمكان ، وهذه حقيقة
والسبب الآخر الذي جعل لياندريس لا يشك في ادعاءات الشاب هو أنه كان أكثر حساسية لحضور الروح من البشر العاديين
قد تتغير الهالة المنبعثة من جسم الإنسان قليلاً بمرور الوقت، و ذلك لأن الذكريات والتجارب التي مر بها تؤثر على الهالة
"من ناحية أخرى، لا يتغير صدى تلك الروح الفريدة بسهولة. بالنظر إلى أفعاله وهالته وكلماته وصدى روحه ، فإن هذه الروح كانت بالتأكيد روح الأمير موريس الذي يعرفه لياندروس"
ثم نظر إلى ظهر الأمير الذي كان يتقدم بخطوات سريعة
بتعبير معقد
- هل تتذكر يا سيد لياندريس ؟ ، مرّ وقت طويل منذ أن ذهبنا للصيد معًا.
ربما لم تكن كلماته مجرد هراء فارغ فمع استمرار المعركة، لم يستطع لياندريس إلا أن يعترف بأنهما كانا متوافقين معا.
بدا أن الأمير قد اعتاد على أبسط عاداته وتكيف معها وكأنه يعرفه منذ زمن طويل
كانت هذه هي النقطة التي لم يفهمها تمامًا. لو كان ما قاله الأمير صحيحًا، فمن المرجح أن تربطه به علاقة تعاون مستقبلا
لكن هذا أمرٌ لا يُمكن أن يحدث ولا ينبغي أن يحدث !
كيف يمكنني أنا ، الذي لم ولن أتعاون مع شيطان حتى ولو كنت مجبرا على ذلك ، أن أتعاون مع ذلك الأمير الشرير؟
بينما تتعقد أفكار لياندروس، أخذ الأمير موريس، الذي دمر كل الآلات زمام المبادرة مرة أخرى وأشار إلى مكان ما
"ادخل إلى تلك الفتحة الصغيرة هناك. بما أن الطريق ضيق، فقد يقل عدد الأعداء الذين يسلبون القوى من خصومهم كما فعلوا حتى الآن."
"...فتحة؟"
في تلك اللحظة، ارتاب لياندروس. فلم يكن هناك أي فتحة في المكان الذي أشار إليه الأمير.
كل ما كان يُرى هو سماء حمراء مظلمة، وحمم بركانية تتفجر من جوانبهم كالانهار.
لكن سرعان ما فهم لياندروس ما يعنيه الأمير.
فبمجرد أن تبع خطواته، بدا وكأن العالم قد انشق فجأة وابتلع كل شيء.
فجأة، لم تعد الأرض ممتدة تحت قدميه، بل أصبحت مغطاة بممرات حجرية باردة طويلة.
"ما هذا بحق...؟"
بدأ لياندروس، المذهول، ينظر حوله بحذر.
عندما تقدم خطوة واحدة فقط، كاد أن يتعثر بسبب شيء غير مرئي، والآن، كان واقفًا على منصة حجرية باردة صلبة، وحده.
على الجانب، ظهر جدار حجري مليء بالنقوش المعقدة، وبدلا من رائحة الكبريت النفاذة كانت رائحة الطحالب الرطبة تخترق طرف أنفه
"لا تستغرب يا سيد لياندريس، أنه فقط أن الشيطان قد غير شكل الخريطة فحسب"
ابتسم الأمير موريس وكأن شيئًا لم يحدث ثم بدأ المشي مرة أخرى
حتى بعد ذلك واجهوا حشودًا جديدة. لحسن الحظ، كما قال الأمير، انخفض عددهم بشكل ملحوظ مقارنة بالسابق
وبدلاً من ذلك استقبلوا بمجموعة لا حصر لها من الرؤى المذهلة..
كل منها غير عادي : مئات من ومضات الضوء الفضية، مثل زخات النيازك؛ وجثة عملاقة ظهرت من العدم ترقص بطريقة قديمة الطراز، وفستانها المصنوع من الشاش يتأرجح .. وفي إحدى المرات ظهرت ذراع أخطبوط عملاقة واجتاحت رؤوسهم كما لو كانت تحييهم
(( الومضات الفضية ممكن تكون أسماك نيت السالمون ، والعملاقة معروفة ، ويد الأخطبوط ممكن قوروب؟))
أوضح الأمير موريس أن هذه أيضًا إحدى حيل [شيطان الزمان والمكان] الفريدة.
إنه يحلل ذكريات الهدف ويربطها عشوائيا بحاضره
"ذكرياتنا... تقول ؟"
هل يملك الأمير موريس حقا مثل هذه الذكريات المذهلة؟
كان لياندريس يراقب في حيرة كيف تم تمزيق تنين ضخم بوحشية بواسطة هالة زرقاء فضية قبل أن يغرق ببطء في أعماق البحر
ما نوع الحياة التي يعيشها هذا الأمير في السنوات الماضية؟
بالطبع، كان من المستحيل أن يستمر هذا الشيطان باستعمال ذكريات الأمير موريس فقط ، والدليل على ذلك، بعد برهة واجه لياندروس وجهًا من الماضي، يحمل في طياته بعض الترحيب والحنين
"يا إلهي ! انظر إلى هذا يا بيرن كيف يوجد أشخاص بمظهر طبيعي في مكان كهذا؟"
"فجأة، برز رأس فتاة فضولية المظهر من الجانب الآخر للممر.
شعرها القصير وبنطالها المُغبر ، بدت صبيانيةً بشكل لا لبس فيه، لكن لياندروس اقتنع فورًا بأن روحها كانت تنتمي إلى فتاة يعرفها جيدًا
"إذا كانت هذه الطفلة هنا ، فمن المؤكد أنه هناك ... ... !"
و كما توقع، ظهر خلف الفتاة شاب آخر. كان شابا نبيلًا، يعرفه لياندريس جيداً ، وكان دائمًا ما يتجول معها
كان يرتدي أيضا ملابس سفر رثة، لكن شعره الذهبي اللامع كان يعطي انطباعًا قويًا لا يمكن إخفاؤه
"ما الأمر الآن؟ لا تُشيح بنظرك يا جدتي هذه الأوهام مجرد خدع يستخدمها الشياطين لإغوائنا"
" هممم ، ولكن ألا يُشبه هذا الرجل هناك السير رولاند من فرسان الهيكل؟"
"عندما أشارت الفتاة بإصبعها إلى لياندروس، تنهد الصبي بتعبير غير مبال قليلاً"
"حتى لو كان ذلك صحيحا ، كل ما سنراه هنا مجرد أوهام ، أليس كذلك؟ إذا حتى لو كان يشبهه حقًا، فما علاقة ذلك بنا؟"
"على أي حال، إذا استطعنا الخروج من هذه المتاهة بأمان، فسنلتقي بالسيد رولاند الحقيقي في القصر، أليس كذلك؟ دعنا نتوقف إذًا عن الالتفات إلى تلك الأوهام العبثية"
بعد أن تمتم بهذه الكلمات استدار الصبي ومشى بعيدًا
"مهلاً! ألا تشعر بالفضول ولو قليلاً ؟ حول لماذا يُشبه هذا الشبح السير رولاند؟"
"لا، لستُ فضوليا. ولم علي ان اعرف ؟"
"يا إلهي ! كيف يمكن أن يوجد طفل في هذا العالم بمثل هذا خيال الناقص ؟ "
تبعته الفتاة بسرعة وهي تهز رأسها
و سرعان ما سار الاثنان اللذان كانا يرتديان أزياء ديلكروس القديمة مثل الوهم ثم اختفيا تمامًا
لكن لياندريس ظل يحدق في المكان الذي اختفيا فيه لفترة طويلة
وكيف لا يفعل ؟ مالم تخنه ذاكرته ، فهذا الصبي هو من جند لياندريس في فرسان الهيكل قبل مئات السنين
كانت هذه الذكريات واضحة في طفولة الإمبراطور الخامس العظيم برنهارد أو برنارد
والفتاة الصغيرة التي يدعوها "بالجدة " كانت بالتأكيد...
"حسنًا ما قاله هذا الفتى ليس خاطئًا تمامًا"
والأمر المثير للدهشة هو أن الأمير موريس بدا وكأنه يعرف هوياتهم أيضًا
"حتى لو تعرفنا على بعضنا هنا والان ، لن نتمكن من التدخل في أمور بعضنا البعض بأي شكل من الأشكال."
" إنه لأمر مؤسف حقً ، لو استطعتُ الحصول على توقيع تلك الفتاة، لكانت سيسلي في غاية السعادة"
"جلالتك... هل تعرف من هم؟"
عندما سأل السؤال بتردد، أومأ الأمير برأسه بتعبير فضول
"بالطبع . إنهم مشهورون جدًا. كيف لا أعرفهم؟"
الأمير موريس، الذي شعر وكأنه كان محظوظا جدًا برؤيتهم، فرك ذقنه كما لو كان يتذكر شيئًا مضحكا وضحك قليلا
"سأعطيك تلميح لمستقبلنا ، سيسلي كبرت وأصبحت قارئة نهمة ، بمعنى آخر دودة كتب ، على عكس أختي أميليا ، كان لديها اهتمام كبير بالروايات والكتب المتنوعة"
"الاميرة سيسيلي.. دودة كتب؟"
"لم يكن لياندريس قادرًا حتى على تخيل مستقبل الاميرة ، التي كانت لا تزال طفلة رضيعة"
"أنها تعشق كتاب [استكشاف القارة الغريبة] بشكل خاص. أتمنى لو تجد لنفسها هواية أكثر أنتاجية، لكن العقل البشري لا يعمل دائما كما نريد، أليس كذلك؟"
لم يكن أمام لياندريس خيار سوى الاعتراف بعد سماع كلمات الأمير
الأمير موريس يدرك هويته الحقيقية وهوية الفتاة تمامًا.
تلك الفتاة الصغيرة لم تكن سوى العالمة "غرانيوس"، التي أشيد بها كعالمة عظيمة في القارة منذ زمن بعيد
(( غرانيوس تم ذكر اسمه كذكر في التشابترات الفائتة، وكان صاحب نظرية الأرواح ، تتذكرون لما تتقسم الروح ٣ أقسام؟ ايون بيون والجزء الثالث الغامض ؟ هي صاحبة النظرية هاذي))
"بالمناسبة، يا سيد رولاند... كان هذا اسمك قديمًا، أليس كذلك؟"
"لكن ذلك الاسم، في النهاية، ما هو إلا تغيير طفيف لاسم لياندريس، أليس كذلك؟"
"عادةً ما تُقيَّد كائنات عالم الشياطين بهذه القيود. ألا تعتقد ذلك؟"
واصل الأمير موريس حديثه، وهو يميل رأسه بشكل متكرر، سواء انتبه أم لم ينتبه لتصلب تعابير وجه لياندريس.
"إذن، ما هو أول اسم استخدمه السير عندما جاء إلى هنا؟"
"رولاند؟ أندروس؟ أريندوس؟ لاندرس؟... همم، لا. جميعها ينقصها حرف أو حرفان..."
"يبدو أنه لن يكون من السهل إيجاد المعادلة المثالية لاسمه."
"... لا، انتظر ! "
-وميض..
لمع بريق فضي خافت في عيني الأمير
حدّق موريس في الفراغ لحظة، ثم التفت إلى لياندروس وابتسم بثقة:
"سولاندر ! .. نعم، سولاندر .. ! هذه الإجابة الصحيحة أليس كذلك ؟"
...
شرح التشابتر ..
البداية كان موريس ولياندروس يقاتلون في نفس المتاهة عالم الشياطين ، ثم فجأه قام شيطان المكان والزمان بتغيير الخريطة يعني غير معالم العالم المنبوذ ، مع العلم ان موريس هنا أشار لها عساس أنها خريطة، وهذا يعني أنه عالم لعبة فيديو ، والشيطان قام بتغيير الخريطة معناها أنه برمج المكان لتظهر لهم واجهة أخرى ، ثم فجأه بدأت تظهر لهم ذكرياتهم القديمة
اولا ظهرت ذكريات موريس ،الجثة العملاقة التي ترقص و الأخطبوط.... للانهاية
الذكريات الي جت بعدها كانت للياندريس، وكانت للعالمة غرانيوس الي تبين أنها بنت وطفلة صغيرة ، والفتى بجانبها على الأرجح أمير قديم من ديلكروس من عهد الملك الخامس عشر ، اتذكر ولو اني مو مره متذكره أنه شجرة التوبة ظهرت في عهد هذا الملك وهو الي قمعها
مانعرف وش نوع علاقة غرانيوس و لياندريس ..
واخر شي اكتشفنا ٣ معلومات
لياندريس شيطان أتى من عالم الشياطين
الشياطين يأتون بأسم اساسي وجميع أسمائهم الأخرى كانت عشان يتنكرون بها
من اجل السبب والنتيجة كان لازم يسمي نفسه باسم قريب من اسمه الاول ، وكذا قدر موريس يتوصل لاستنتاج وهو اسمه الحقيقي : سولاندر