الوعد (7) 578
لم يفهم لياندروس على الفور ما كان يقوله الأمير موريس ولكنه سرعان ما اكتشف ما يجب فعله، لأنه قد ظهرت نافذة نصية أمام عينيه
[هل تقبل ■■■■الدعو■■■ة■؟]
[ قبول / رفض ]
ضاقت عينا لياندريس .. كان مرتابًا منذ أن أعلن بثقة أنه سيُعيده، ولأنه كان يتجول بحرية في أماكن لا يستطيع حتى أسياد الشياطين من الأعلى غزوها بسهولة، لم يسعه سوى أن يشعر بالشك
الا يستعمل هذا الأمير الغريب يستخدم قوانين العالم الخيالي حسب إرادته؟
قبل أن يلتقي بالإمبراطور السابع عشر الحالي، لم يتخيل لياندريس أبدًا أن هناك شخصًا في العالم يمكنه التلاعب بقوانين عالم الخيالي بسهولة.
لكنّه نقل تلك القدرة الهائلة إلى ابنه؟ إلى هذا الفتى الشرير الذي يصعب على لياندريس حتى ان يقيس قوته؟ هل يدرك الإمبراطور المقدس مدى بشاعة ما فعله؟
"هاه؟ سيد لياندريس، لماذا أصبحت جادًا هكذا فجأة؟"
"جلالتك، إذا ضغطت قبول... ماذا سيحدث؟"
سأل لياندريس الأمير بحذر.
فهو يعلم أكثر من أي أحد كيف أن وعدًا أو إذنًا مُصاغًا بإهمال قد يصبح أداة خطرة في يد الشيطان.
لكن حدث ما لم يكن يتوقعه.
النظام الغبي، الذي لم يستطع قراءة السياق بدقة، استغل ذلك بسرعة وفتح نافذة نصية جديدة:
[ تمت الموافقة على دخولك ]
مثل هذا الخطأ... ...!
بينما كان لياندريس يلوم لسانه المتسرع ، دخل الأمير موريس إلى الكهف، ممسكًا بكسارة البندق في يده.
"لا تقلق يا سيد لياندريس ، لا مجال لأي خدعة أخرى. السبب الوحيد الذي دفعني لاطلب منك الدخول للزنزانة هو تلبية الحد الأدنى من متطلبات هذا المكان."
"متطلبات؟ هل لي أن أسأل لماذا هذا ضروري؟..."
" لانه حينها ستفعل غرفة الزعيم، وستفتح بوابة العودة إلى المنزل، أليس كذلك؟ بالطبع قبلها عليك هزيمة عدوّ جبار أولًا."
"عدو جبار ؟"
لياندريس ، الذي كان في حيرة من أمره، ارتجف للحظة وتراجع حالما انتهى الأمير من كلامه.
سمع هديرًا خافتًا من العدم، من الفراغ:
ررررررر
صوت منخفض التردد يقشعر له الأبدان، يتبعه نافذة تحذيرية ذات دلالة مشؤومة
[ فريق■■■ قد أكتمل ، يتم تجهيز المستذ■■■]
***
شتتني سلسلة من النوافذ ذات النصوص غير المنطقية، مصحوبة بأصوات صفير عالية.
[خطأ! ]
[تعذر التعرف على الرمز الخاص بالفريق ! ]
[أوجد تعديل إحداثيات المقياس من.....!]
وبعد ذلك، ظهرت فجأة عينان غريبتان في الظلام.
كان زخم الحضور الذي اجتاح الهواء المحيط بقوة هو بوضوح هالة المفترس المطلق الذي حكم أعلى المتاهة.
دفع لياندريس سيفيه المنحنيين إلى الأمام، واستنشق طاقة جسده السحرية.
في تلك اللحظة الوجيزة، لمعت في ذهنه ألف فكرة:
"هل كان هذا فخًا بعد كل شيء؟"
لكن لماذا يصر على فعل شيء كهذا؟
لو كنت قد أستعنت بسلطة الأمير لتمكنت من إخضاعي بسهولة دون أن تفعل شيئًا كهذا.
موريس...
لماذا على الأرض، لماذا يفعل الأمير شيئًا غبيًا لدرجة تعريض نفسه للخطر؟
لكن وبعد عدة ثوان -
لم يحدث شيء ..
فعلى عكس توقعات لياندر بأن يندفع نحوهم وحش ما في أي لحظة، اقترب منهم ببطء بخطوات هادئة.
دوي دوي
وأخيرًا، ظهر مستذئب عملاق أسفل الشعلة.
لقد كان مغطى بفراء أزرق نادر، وكان لونه الأنيق يجعل مظهره يبدو أكثر غموضًا وترهيبًا.
اقترب المستذئب وهو يهزّ الأجواء العامة، ونظر إليهم بنظرة هادئة، واستند بجسده الضخم على كتفه.
ولمع بريق مرح من عينيه الواعيتين اللتين كانتا تلمعان ببريق.
[هل تم اختطافك؟ يا سيد الأرواح؟]
انحنى المستذئب رأسه باحترام وركع أمام الأمير موريس.
"...!"
" .....! "
لم يستطع لياندريس أن يصدق ما رآه بعينيه.
حتى بين المستذئبين، كان جسده الضخم وأطرافه العضلية، التي بدت وكأنها قوة متفجرة، تنحني بتواضع أمام الأمير الشاب الذي لا يزال يتمتع بمظهر شبابي.
كما أن هالته الذي اجتاحت حتى أمراء الشياطين من المستوى الأدنى، سرعان ما خمدت كإعصار فقد قوته أمام جبل عملاق.
"نبراسكا..."
بدا الأمير موريس مندهشًا أيضًا
رمش الأمير للحظة، ناظرًا إلى المستذئب، ثم ابتسم ابتسامة غريبة، وهو أمر غير لائق.
"لم أتوقع حدوث هذا ، ما هذه الفوضى ؟ أشعر بالاسف لمانادتي لك فقط لتفتح لنا البوابة "
ثم خفض المستذئب نبراسكا رأسه وضحك ضحكة خفيفة.
وبينما كان جسده الضخم يهتز قليلاً، أحدثت الحلي الرقيقة التي كان يرتديها صوت خشخشة.
"ماكان علي أن أفعل أذا يا سيدي ؟ أنا ببساطة أقوم بالعمل الموكل إليّ."
"هذا لا يعني أنني سأشعر بالراحة لقتلك ، بالمناسبة، لقد مرّ وقت طويل منذ أن استيقظت آخر مرة ، أليس كذلك؟"
" نعم ، تلك العجوز اللعينة كانت تُصدر ضجيجًا لم تتوقف عنه .. لقد أزعجتنا تلك المزعجة ، وسأكون ممتنا لو أغلقت فمها الفاسد عديم الشكل "
"هراء ، الستما تتفقان جيداً ؟ أين في العالم سنجد صديقين مقربين يتوافقان مثلكما؟"
"كما قلت سابقًا، إنه مجرد سوء فهم من جانبك يا سيدي. لذا، أرجوك توقف عن وصف علاقتي تلك العجوز اللعينة بكلمة "صديقة" ، أخشى أن تتلوث هذه الكلمات التي تحمل أنقى وأجمل المشاعر في العالم عندما تربطها بها "
ثم ألقى المستذئب، الذي كان يعبر عن استيائه بأدب شديد، نظرة متفاجئة على لياندريس ، الذي لم يكن قادرًا على التخلص من توتره تلك اللحظة..
ثم سأل
[ولكن يا سيد الارواح ، لماذا يوجد بجانبك مثل هذا الشيطان القذر ؟]
کررررررر
اندفع الوحش الذي هدأ للحظة بقوة نحو لياندروس. كانت عيونه اللامعة تحمل عداءً واضحًا
[إذا كان الأمر على ما يرام يا سيدي، قبل أن تقدم هذه الروح المتواضعة رأسها لفتح الطريق لك ، هل تسمح لي بقطع هذا العبد الشيطان بضربة سيف واحدة؟]
بالطبع، لم يكن لياندروس ليبقى هناك و يتعرض للتهديد دون رد
" ألا تقصد نفسك بهذه الكلمات ؟"
[ماذا؟ ٠٠٠]
" لمن تحني رأسك الآن؟ تجرؤ على تسمية نفسك خادما لشيطان مثله ، ومع ذلك تدعوني أنا بالشيطان الشرير ؟ "
وبينما كان يرفع سحره إلى أقصى حدوده لمواجهة الهالة المتفجرة من المستذئب ، برزت عروق سوداء من جسد لياندريس بالكامل، وفي النهاية حتى بياض عينيه تحول إلى اللون الأسود
ثم خلال لحظات ، ساد جو متوتر داخل الغرفة ، وكأن صدامًا قد يقع في أي لحظة
"فقط توقفا "
لحسن الحظ، قبل أن يقتربوا من الاشتباك معا ، تدخل الأمير موريس بينهما في الوقت المناسب
" لا أستطيع السماح بهذا السلوك إطلاقًا يا نبراسكا. السير لياندريس ليس شيطانًا عاديًا. إنه رجل عقد عقدًا مع قديس منذ زمن بعيد، ويطارد شياطين السماء منذ مئات السنين "
(( هنا قد يكون هناك معنى مزدوج لكلمة قديس ، في بعض الأحيان يسمون نيت القديس ، لذلك يمكن يكون نبراسكا متعاقد مع نيت ، لكن في هذه المرة ولأن لياندريس عاش منذ زمن طويل ربما كان العقد مع قديس آخر قبل نيت ))
وبينما ظل المستذئب صامتًا، ويبدو عليه عدم الرضا، واصل الأمير موریس مواساته وربت على فروه السميك بطريقة ودية
" أؤكد لك ذلك. السير لياندريس في صفنا بلا شك. وهو أيضًا أول شيطان سمح له والدي حارس ديلكروس، بأن يعيش "
لكن الذي فوجئ حقًا بشرح الأمير لم يكن المستذئب، بل لياندروس نفسه
كيف؟ كيف يعرف الأمير موريس بهذا العقد الذي كان منذ زمن طويل؟
وبينما كان ينظر إلى الأمير موريس بعيون مرتعشة، نظر إليه المستذئب وضحك
[ تسك ! أيها الشيطان الأحمق الذي يعرف شيئا ولا يعرف الآخر ]
رفع نبراسكا جسده ببطء ونظر إلى لياندروس بشفقة. لا بد أن إقناع الأمير قد نجح، إذ لم يعد يشعر بأي عداء تجاهه
[أيها الشيطان الشرير ، ألا ترى في عينيك السوداوين ذلك النبل الذي يشع في روحه ؟ هذا النور ؟ تلك القداسة ؟]
نور ؟ للشيطان ؟ ..
[نعم ! إن كانت لك عينان، فانظر جيداً ! أنظر إلى هذه المعزة المقدسة !]
ثم، وجه لياندروس، الذي كان فارغا لبعض الوقت، تشوه فجأة
ظننته خادمًا لشيطان ساقط، لكنه كان مجرد مجنون؟ ماذا؟ ما أمره مع ذلك الماعز المقدس؟
***
"قال دكستر إن مصدر هذا المكان ربما يكون إحدى ألعاب الروق سيئة السمعة ،
"إنه أشبه بجهاز مزعج، فإذا فشلت في هزيمة زعيم ولو لمرة واحدة، يتجاهل ملف الحفظ وينقلك إلى البداية ."
وبعد فترة وجيزة، قام الأمير موريس بقتل المستذئب نبراسكا بيديه.
كانت ضربة السيف سريعة وموجزة. كان الهدف منها ضمان عدم شعور نبراسكا بأي ألم. كانت لفتة احترام له، الذي تقبّل الضربة بهدوء.
بينما اختفى نبراسكا في شعاع ضوء واحد، حدّق الأمير في الفراغ الذي اختفى فيه للحظة.
كما لو كان يفكر في شيء ما، ارتسمت على وجهه تعابير عديدة في تلك اللحظة.
لكن لياندروس لم يكن لديه وقت للسؤال عن علاقتهم المعقدة.
***
وسرعان ما ظهرت أمام أعينهم بوابة ملونة.
كنت واثقا من حدسي أن هذا هو "الطريق للعودة إلى المنزل" الذي تحدث عنه الأمير.
"الآن، هذه هي البوابة للعودة إلى المنزل."
وبينما كان لياندروس ينظر ذهابًا وإيابًا بين الأمير والبوابة، متأملًا لبعض الوقت، أمال الأمير موريس رأسه.
"همم ؟ لماذا لا تدخل؟ أوه، هل تتساءل من هو دكستر؟ إذًا، من الأفضل أن تتذكر هذا الاسم من الآن فصاعدًا، سيد لياندريس .. إنه وزير ديلكروس الكفؤ لوزارة التكنولوجيا "
"وزير التكنولوجيا ...؟"
هل كان هناك مثل هذا المنصب في الإدارة؟
" ووزير الرعاية الاجتماعية و وزير التعليم ووزير البيئة على ما أظن ؟"
"نعم؟..."
"هاه؟ ما سر هذه النظرة المرتبكة؟"
نظر إليه الأمير موريس بنظرة عابسة. ثم، كما لو أنه أدرك شيئًا، أومأ برأسه.
"نعم نعم انا أدرك أنني أستغل شخصًا كفؤًا مثله لمصلحتي ، لكن في المقابل، أدفع له راتبًا سخيًا وأحسن رعاية من حوله دائما !"
"بالطبع، لا يبدو دكستر نفسه سعيدًا بذلك."
جلجل
في تلك اللحظة، سُمع اهتزاز خفيف من مكان ما.
وبينما اهتز الهواء، تلألأت أشعة الضوء ذات الألوان الخمسة التي تُشكّل البوابة خلفهم .
ألقى الأمير موريس نظرة خلفه، ثم أشار إلى البوابة مرة أخرى.
"على أي حال، إذا دخلت هذا، يمكنك العودة مباشرةً من حيث أتيت.
لذا أسرع يا سيد لياندريس. بسبب محادثتنا السريعة مع نبراسكا، سيستغرق الأمر وقتًا أطول بكثير مما كان مخططًا له."
بوم بوم
ثم سُمع صوت ضخم مرة أخرى.
هذه المرة لم يكن وهمًا. كان الصوت أكثر انتظامًا، وكان يقترب بوضوح.
"لكن سموك..."
"تفضل بالدخول لياندريس ."
قاطعه الأمير موريس بشدة.
والمثير للدهشة أن الأمير بدا وكأنه يعرف تمامًا مصدر الصوت المقترب.
عندما أغلق لياندريس فمه ونظر إليه، ابتسم الأمير كما لو كان في ورطة.
"لا داعي لإضاعة المزيد من الوقت ، هناك أمور أخرى تحتاج لسماعها مني الآن..."