الفصل السابع: المقابلة مع الإمبراطور المقدس (2)
بعد أن خطا بحذر على الدرجات المتأرجحة ونزل من العربة، استقبلته مجموعة من الفرسان يرتدون الزي الرسمي الفاخر.
"نحيي الأمير موريس!"
"نحيي الأمير الثالث!"
رفع الفرسان سيوفهم في صوت واحد، وضربوها بأغمادها على الأرض، ثم خفضوا رؤوسهم بحركة معتدلة. كانت لفتة كريمة لا تُضاهى بفرسان قصر اللؤلؤ.
فتح فم سيونغجين بشكل لا إرادي.
واو ، كان ذلك رائعا نوعا ما.
وبينما كان الفرسان ينظرون إلى رؤوسهم منخفضة في حيرة، اقترب أحدهم، الذي بدا أنه القائد، من سيونغجين وابتسم بهدوء.
"أهنئك على شفائك المتأخر. سمو الأمير! من هنا، حرسنا الإمبراطوري في خدمتك."
لقد كان رجلاً وسيمًا بشعره الأشقر الداكن.
كان جسده القوي المدرب جيدًا مخيفًا للغاية، لكن عينيه الصغيرتين والمستديرتين جعلت انطباعه العام معتدلًا بشكل غريب.
"……"
ولأنه لم يكن يعرف كيف يتفاعل، حدق سيونغجين فيه بنظرة فارغة، واختفت ابتسامة الرجل.
ومع ذلك، وكأنه قد حذر مسبقًا، هدأ من تعبيره على الفور، ووضع ذراعه اليمنى على صدره، وانحنى رأسه بأدب.
"اسمي ماسين كلانوس، عضو في الحرس الإمبراطوري، وقائد فصيل الفرسان الثاني، سيدي. سررتُ برؤيتك بصحة جيدة."
آه، يبدو أن هذا الشخص كان على دراية بموريس في الأصل.
حسنًا، ماذا عساه أن يفعل؟ ابتسم سونغجين بخجل، وابتسم له ماسين ابتسامة خفيفة مرة أخرى، ثم استدار وبدأ يمشي في المقدمة.
يبدو أنه خمن أنه ربما لا يعرف جغرافية القصر الرئيسي إطلاقًا. ظنّ سونغجين أنه من حسن حظه وجود شخص سريع البديهة مثله معه ، فتبعه.
ومع ذلك، بمجرد أن خطى إلى المدخل المقوس العالي، أصدر ملك الشياطين صوتًا من الألم.
[إييييك... خانق. أشعر وكأن روحي تُسحق!]
لماذا؟ هل يمكن أن يكون هؤلاء الأشخاص فرسانًا أيضًا؟
[لا، يبدو أنهم فرسان عاديون... ليس الأمر كذلك، بل أشعر أن هذه المنطقة مليئة بقوة مقدسة استثنائية. لحظة خروجي من هذا الجسد، أشعر وكأنني سأُسحق حتى الموت... آه...]
بعد ذلك، أغلق ملك الشياطين فمه تمامًا. نادى عدة مرات، لكن حضور الروح نفسه كان خافتًا للغاية، وأصبح من الصعب حتى الشعور به.
لقد قرر أن يتظاهر بأنه سيدخل الى عرين الوحش الان ، لكنه لم يعتقد أبدًا أن ملك الشياطين سيتم إقصاؤه بهذه السرعة.
أخفى سيونغجين قلقه، وسار ببطء إلى بهو القصر الرئيسي متبعًا الفرسان.
كان مكتب الإمبراطور المقدس يقع في نهاية الطابق الثاني من القصر الرئيسي.
كان الممر الواسع هادئًا نسبيًا، ولكن في بعض الأحيان كان يمر أشخاص يرتدون ملابس فاخرة، ويبدو أنهم كهنة عظماء، بالحفلة.
في كل مرة، كان سيونغجين متوترًا في الداخل، لكن لحسن الحظ، تنحى جانبًا وقاموا بالترحيب بأدب دون أي رد فعل.
يبدو أن الكهنة لا يدركون أن روحه قد تغيرت؟ هل من الممكن أن قلقنا كان بلا سبب؟
شعر سيونغجين بالارتياح قليلاً، ونادى، لكن لم يكن هناك أي رد من ملك الشياطين.
لم يستطع الصمود أمام طاقة الكهنة فمات؟
كان القضاء التام على ملك الشياطين هو ما تمنى في الأصل. فهو المذنب الرئيسي الذي قاد عالم سونغجين إلى الدمار، والعدو الذي أودى بحياته بنيران جيهينا
إنه فقط انه و حتى الآن، لم توجد طريقة أخرى لاستخدم يدي وأقتله ، ووجوده نفسه غير مهم لدرجة أنه تركه بمفرده...
ومع ذلك، عندما اعتقد أن ملك الشياطين قد اختفى حقًا، شعر سيونغجين بإحساس غريب بالفراغ.
"صاحب السعادة الكاردينال بينيتوس!"
لم تدم الأفكار طويلاً. كان ذلك لأن ماسين، الذي كان يسير أمامه، توقف فجأةً وأخفض رأسه.
وقف رجل عجوز نحيف أمام المجموعة، وأخرج رأسه من فوق كتف قائد الفارس المتواضع.
كان رجلاً عجوزًا غريب الأطوار، أنفه طويل معقوف وفمه متدلٍ.
وعلى الرغم من صغر حجمه ونحافته، فإن قبعة الكاهن الأعظم والرداء الرائع المطرز بالذهب والفضة جعلاه يبدو مهيبًا للغاية مقارنة بحجمه.
إنه كاردينال... لا بد أنه رجل نبيل رفيع المستوى، أليس كذلك؟
وقف الرجل العجوز منتصبًا ونظر إلى مجموعة موريس لبعض الوقت، ثم انحنى رأسه قليلًا تجاه قائد الفرسان.
"لا داعي لأن تكون مهذبًا معي، يا سيد ماسين".
على عكس انطباعه الأول الصارم، كانت نبرته مهذبة للغاية. ثم أومأ برأسه نحو سونغجين.
"صاحب السمو الأمير."
"……؟"
ماذا؟ أشعر أن هناك خطأً فادحًا؟
هل يُلقي التحية على فارس المرافقة أولًا ثم يتظاهر بملاحظة الأمير؟ وبإيماءة بسيطة؟
كان موقف الرجل العجوز غريبًا حتى بالنسبة له، الذي لم يكن لديه أي معرفة بثقافة ديلكروس.
ضاقت عينا سونغجين. وكأن ماسين لاحظت ذلك أيضًا، فنظر إليه بقلق.
"إذن، ما الذي يحدث في القصر الرئيسي؟"
إنه سؤال موجه إلى قائد الفرسان الذي يقف دائمًا حارسًا في القصر الرئيسي، لكن الكاردينال كان يقصد وقتها عدم النظر إلى سيونغجين بسؤال ماسين .
في الحقيقة، كان هذا الرجل العجوز يتعامل بوقاحة . وبينما كان ماسين يحاول أن يرى إلى أي مدى سيصل الأمر، تقدم خطوةً للأمام بفارغ الصبر، حذر الكاردينال بصوتٍ خافت.
"صاحب السعادة الكاردينال. أنت أمام سمو الأمير. أرجو أن تتصرف كقدوة حسنة."
"أهم!"
الكاردينال بينيتوس، الذي أصدر صوتًا لم يستطع تمييزه إن كان سعالًا أم استهزاء ، استدار نحو سونغجين والتقت نظراته. كانت وقفته متغطرسة، إذ وضع يديه خلف ظهره وبرز بطنه.
"نعم، لقد سمعت أنك مررت بالكثير من المشاكل مؤخرًا، ولكن من حسن الحظ أنك لا تزال في حالة جيدة... هاه؟"
باستثناء الرجل العجوز الذي يتحدث، يضيق عينيه وينظر إلى سيونغجين من أعلى إلى أسفل.
تصلبت ملامح ماسين عند هذا الموقف الوقح الواضح، لكن عيني الكاردينال اتسعتا فجأة.
"هاه؟ بالمناسبة، انتظر... لا يا أمير؟"
ثم فجأة بدأ يقترب مني بوجه جامد.
أدرك سيونغجين أن شيئًا ما كان خاطئًا.
"كيف... ما هذا..."
مع وجه مرتبك قليلاً كما لو أنه اكتشف شيئًا غريبًا، مد الرجل العجوز ذراعه فجأة نحو سيونغجين.
سرعان ما اقتربت يدٌ مُحاطةٌ بنورٍ أبيضٍ قويٍّ من عينيّ كالمِجرفة. لم يكن نورًا مُبشرًا حتى لسونغجين الذي لم يكن مُلِمًّا به.
"ربما هذه هي القوة المقدسة..."
إنها المرة الأولى التي يرى فيها قوة مقدسة بعد مجيئه إلى هذا العالم. كان قلبه ينبض بسرعة، وأفكارٌ شتى تتدفق في رأسه في تلك اللحظة الوجيزة.
هل تعرف على روح سونغجين؟ أم لاحظ ملك الشياطين الذي كان معه؟ ماذا سيحدث لو لمسته تلك القوة بهذه الطريقة؟ هل سيُطرد من الجسد؟
لو أراد أن يعيش كأمير للإمبراطورية المقدسة، لكانت مواجهته لهذه القوة واردًا في المستقبل. في هذه المرحلة، لن يكون من السيئ اختبارها الان .
هذا صحيح.
' دعنا نرى، إذن أنت فقط ستضع يدك علي ؟ '
تجعد حاجبا سونغجين لا إراديًا. لم يكن ينوي الجدال مع الشيخ في كل التفاصيل، ولكن مع ذلك، أليس من المبالغة محاولة مساس الأمير كما يشاء؟
حاول سونغجين، الذي كاد أن يرمي يديه بعيدًا لا إراديًا، أن يتماسك. بدت أصابع الكاردينال النحيلة مستقيمة وهشة عند أدنى سوء معاملة، لذا لحسن الحظ، قبل أن يُقدم على إساءة معاملة كبار السن، سارع ماسين إلى قطع طريق سونغجين.
"أوقف هذا يا سيد بينيتوس!"
توقف. الرجل العجوز، الذي توقف عن الحركة للحظة، نظر إلى قائد الفارس بتعبير محير.
"هل تعلم ماذا يفعل السير ماسين الآن؟"
كان من الواضح أن هذا موقف إلقاء اللوم عليه، لكن قائد الفرسان كان مصرا.
"لا يمكن لرجال الدين رفيعي المستوى الاقتراب من الأمير. والكاردينال ليس استثناءً."
"ألا تعتقد أن هذا غريب على الإطلاق؟!"
هذا أمر جلالته، وهو حماية الأمير.
للحظة، ساد جوٌّ باردٌ بينهما. فتح الكاردينال، الذي حدّق في ماسين لبرهةٍ بعينين حزينتين، فمه كأنه يندب حظه، ما إن لم يُبدِ قائد الفرسان أيَّ تراجع.
"من الذي تحميه من كاهن مؤمن يخدم الحاكم..."
هز الكاردينال رأسه وتراجع خطوة إلى الوراء.
"لطالما كان السير ماسين هكذا. لماذا أنتَ غافلٌ عن هذا الفتى؟"
"……"
"إلى اللقاء، سيد ماسين."
ثم حدّق في سونغجين وهزّ رأسه جانبًا. كان ذلك أشبه بشخير منه تحية.
"…صاحب السمو الأمير."
ثم، دون أن يرى رد فعل سيونغجين، مر بسرعة من الحفلة.
كان ماسين يحدق فقط في الجزء الخلفي من الكاردينال دون أن يقول أي شيء، لكن زوايا فمه انحنت بشكل غريب، مما جعل تعبيرًا لا يستطيع أن يقوله إذا كان يضحك أم يبكي.
لكن لفترة وجيزة فقط. استعاد قائد الفرسان ابتسامته المهذبة فورًا، وانحنى برأسه نحو سونغجين.
لقد تأخرنا قليلاً يا أمير. هيا بنا نسرع.
بدا سلوك الاثنين غريبًا بعض الشيء، لكن سرعان ما هدأ أعصابه وتبع مارثاين بطاعة.
حسناً. كان أمامه مهمة كبيرة، وهي لقاء الإمبراطور المقدس، فما علاقة ذلك بالأمر؟
* * *
"يا صاحب السمو موريس! تغيرت كثيراً ! سيسعد جلالة الإمبراطور المقدس كثيرًا!"
عند الوصول إلى أمام المكتب، يقترب رئيس الغرف لويس، الذي كان ينتظر خارج الباب، بذراعين مفتوحتين.
كنت مترددًا بشأن رد الفعل المبالغ فيه، لكن لويس تراجع على الفور واستجاب بسرعة.
"آه، أنا آسف يا صاحب السمو. أنت مؤدب ومطيع لدرجة أن هذا الخادم نسي آدابه للحظة."
ابتسم سونغجين بمرارة وسأل.
"همم... لويس؟ كما تعلم، بخصوص ما حدث لي... هل هناك أي شيء يجب أن أكون حذرًا منه عند مقابلة والدي؟ أنا آسف لإزعاجك ، لكنني لا أتذكر اي شيء ، حقاً ."
أشرق وجه لويس. لو قرأ ملك الشياطين أفكاره، لقال هذا.
لقد طرحتَ سؤالاً عميقاً. لقد أصبح السير موريس بهذا القدر من الاحترام!
بفضل موريس، الذي وضع شخصيته بأمانة في القاع، يستطيع سيونغجين أن يفعل ما يريده باعتدال.
" لقد توقعت أن الأمير سيُرتبك بشأن آداب السلوك. لحسن الحظ، جلالة الإمبراطور المقدس لا يُبالي كثيرًا بالآداب الخارجية. كل ما عليك فعله هو مناداته بـ "جلالة الإمبراطور المقدس"، ويكفي هذا لإظهار احترامك."
لا يبدو أن الإمبراطور المقدس لديه شخصية صارمة للغاية.
وبينما كان يشعر بالارتياح في الداخل، استدار رئيس الحجرة وتحدث إلى الباب بصوت عالٍ.
"صاحب الجلالة، أنا الأمير موريس."
الآن، في موقف غرفة الزعيم الأخير.
صرير.
وبينما فتح باب المكتب ببطء، دخل سيونغجين إلى الغرفة، محاولاً تهدئة قلبه الذي ينبض بقوة.
في أسوأ الأحوال، سوف يتم طردي من هذا الجسد."
وبعد أن تكررت هذه الحقيقة في قلبه مرة أخرى بعد لقائه مع الكاردينال بينيتوس، خفف هذا قلقه إلى حد كبير.
ومن ثم امتلأ قلبه بالفضول، وسرعان ما تبدأ الأفكار بالظهور هنا وهناك.
اي نوع من الأشخاص هو الإمبراطور المقدس، الملقب بممثل الحاكم؟
عندما حاول تخيله، تذكر البابا بقبعة الشيف التي شاهدها على التلفاز قبل تدمير عالم سونغجين.
و بما أن للإمبراطور المقدس ابنًا في سن البلوغ، فلا بد أنه كبير في السن، أليس كذلك؟ هل يُعقل أن يكون يشبه موريس كثيرًا؟
هل كان شخصًا قويًا؟ أم أنها صورة كاهن ضعيف نموذجيًا؟
على الأقل لم يبدُ أنه سيُدفع للخلف من حيث العمر. الآن، هو وملك الشياطين يتقاتلان ويصبحان طفوليين معًا، ومع ذلك، كان سونغجين قد تجاوز الستين من عمره عندما مات على الأرض.
عندما دخل الغرفة، نصف متوتر ونصف متحمس، يبتلع ريقه، كان أول شيء لاحظه هو مجموعة المرطبات الرائعة في منتصف الغرفة.
ظنّ أن السبب ربما يعود إلى ذوق موريس، لأنه رأى حلويات مماثلة تُقدّم عادةً في قصر اللؤلؤ.
وخلف ذلك، كان بإمكانه أن يرى مكتبًا كبيرًا به نقوش رائعة.
عندما ينظر إلى الوثائق المكدسة والكتب المتناثرة هنا وهناك، يشعر أن هذا المكان مخصص للشؤون الرسمية.
و.
كان الإمبراطور المقدس يقف أمام نافذة كبيرة تفتح باتجاه الشرفة.
"……!"
فتح سيونغجين عينيه على مصراعيها لا إراديًا.
"الإمبراطور المقدس؟ هل هذا هو الشخص؟"
لقد كان شابًا أنيقًا.
بغض النظر عن كيفية النظر إلى ملامحه الناعمة ووجهه الشبابي، فهو لا يبدو كأب لابنه المراهق.
شعره الأسود القصير، وملابسه اليومية البسيطة، وجسده الأنيق جعلته يبدو وكأنه سياف مدرب جيدًا أكثر من كونه كاهنًا.
حتى أن هذا الرجل الذي يدعو نفسه بالكاهن يرتدي سيفًا طويلًا على خصره!
لا توجد قبعة كاردينال عالية، ولا قبعة الشيف كتلك التي يرتديها البابا. فقط الرداء الأبيض الرائع المُغطى على كتفيه كالعباءة، جعل من الممكن التخمين بأنه ليس كاهنًا عظيمًا عاديًا.
إذا كان علي أن أبحث عن تشابه مع موريس، فهل سيكون العيون الرمادية التي تلتقط الضوء وتتألق بضوء فضي غامض؟
كانت تلك العيون الدافئة لا تزال تحدق في سيونغجين.
هل هذا هو والد هذا الفتى السمين؟
"آه... أبي؟"
أوووبس! لقد أخبرني بأن أناديه بجلالة الإمبراطور المُقدّس!
لقد كان مرتبكًا للغاية لدرجة أنه بصق الاسم الذي كان في رأسه.
أمال الإمبراطور المقدس رأسه جانبًا. ربما كان في حيرة، لكن لم يكن هناك تعبير على وجهه البارد، لذا لم يستطع تخمين ما كان يفكر فيه.
"...صاحب الجلالة الإمبراطور المقدس."
وبينما كان يُصحّح كلامه بسرعة ويُخفض رأسه، فتح الإمبراطور المقدس فمه. كان صوتًا نقيًا ومنخفض النبرة.
"لا بأس بأن تناديني بأبي ، بالتأكيد ليس لديك أي ذكريات من الماضي."
نعم، هذا ما قاله ..
كاد سونغجين ان يقول : في الواقع، هذه ليست روح أبنك ، لكن بما أنه أمام الإمبراطور المقدس، كان الغريب أن يكذب.
ولحسن الحظ، استجاب الإمبراطور المقدس لفترة وجيزة وكأنه لا يشعر بأي خطأ فيه .
" حسناً إذاً "
ثم، بخطوات واسعة، اقترب من سونغجين. تأرجح رداءه الطويل تبعًا لذلك، ينبعث منه ضوء خافت حسب زاوية انحناءه.
كان يراقب كل حركة عن غير قصد، وقبل أن يعرف ذلك، توقف الإمبراطور المقدس، الذي كان قد اقترب خطوة واحدة، عن المشي.
عندما اقتربت منه، وجدته أطول مما كنت أعتقد.
رمش. لم يكن يعرف كيف يتصرف، فنظر إليه بعينين مفتوحتين، لكن الإمبراطور المقدس، الذي كان ينظر إلى سونغجين بتعبير غريب، رفع ذراعه فجأة ومدّها نحو رأسه.
لقد حدث ذلك بسرعة كبيرة، ولم يتمكن من الرد.
قبضته. قبضتاه، اللتان كانتا مضمومتين بشكل عفوي، كانتا مبللتين بالعرق بتوتر .
هل سيفعلها هو الآخر؟ هل سيموت هكذا؟ أغمض سونغجين عينيه، مترقبًا النهاية.
تربيت تربيت
وصلت اليد إلى أعلى رأسه.
'… ماذا؟'
لم يحدث شئ.
[هنغ؟]
لا، ليس تماما ……
[هنغغغ؟]
كان هذا الصوت المألوف والهادئ يتردد في رأسي.
"...ملك الشياطين؟"
حضور ملك الشياطين، الذي كان خافتًا لدرجة يصعب معها تمييزه، ازداد فجأةً بسرعة، وفي تلك اللحظة، شعرتُ باهتزاز حاد. شعرتُ وكأن روحه تتمدد.
[ماذا؟ انتظر لحظة، هاه؟]
هل أنت على قيد الحياة؟ ماذا حدث؟
لم يُجب ملك الشياطين على كلام سونغجين. ربما لم يكن يعلم هو نفسه. لأن المفاجأة والارتباك اللذين شعر بهما خرجا من تلقاء نفسيهما.
[هاه؟ ما هذا... أوه؟ هييييييك!]
فجأة أصدرت روح ملك الشياطين صوتًا غريبًا كما لو كانت منزعجة من شيء ما، ثم عادت إلى الصمت.
لكن هذه المرة، أطلق سيونغجين تنهدًا من الراحة لأنه كان يشعر بوضوح بوجوده.
وفي الوقت نفسه، يبرد جانب واحد من الرأس.
ماذا فعل الإمبراطور المقدس؟ هل لاحظ وجود ملك الشياطين؟
إذا لاحظه، لماذا لم يتخلص منه؟ هل...
لكنه لم يستطع التفكير أكثر. كان ذلك لأن الإمبراطور المقدس، الذي أنزل يده من أعلى رأسه قبل أن يدري، أمره بهدوء.
"اجلس."
وجلس الأب والابن وجهاً لوجه مع مائدة الطعام أمامهما.