📖 {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ} [النحل: 127]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لي شانغيان كان قد تسلم سابقًا مهمة لجمع مواد حبوب تقوية الجسد، لكنه لم يرغب في تسليم هذه المهمة
فقد اكتشف أنه إذا سلّم 10 حصص من الأعشاب الروحية لصقل الحبوب الطبية، فلن يحصل إلا على 100 نقطة مساهمة من الطائفة
وهذا لا يعادل سوى 100 حجر روح من الدرجة الدنيا
أما لو صقل 10 حبوب لتقوية الجسد وباعها في عالم البشر، فيمكن أن يبيعها بما لا يقل عن 2 إلى 3 مليارات
وبتلك الأموال يستطيع شراء كمية لا تحصى من اليشم، ولو استخدمها لإكمال المهمة، فسيكون خاسرًا مهما حسبها
عندما وصل إلى قاعة المهام في قاعة الشؤون العامة، بدأ يتفحص بعناية المهام المعلقة على الجدار
وفجأة، لمع بصره عندما رأى مهمة للقضاء على وحوش ياو
المهمة: القضاء على وحوش ياو
المحتوى: ظهر وحش ياو ذئب بقوة مجهولة في مدينة تشانغ بينغ التابعة لسلالة تانغ الشرقية، وقد ذبح الكثير من البشر العاديين. يجب قتل وحش ياو الذئب وإحضار نواته
المكافأة: عشرة آلاف نقطة مساهمة
المنفذون: خمسة أشخاص
لم يسبق لسلف لي شانغيان أن عاد إلى سلالة تانغ الشرقية منذ أن انضم إلى طائفة شوان يوان
وكان يعلم أن سلفه يحمل هاجسًا، متمنيًا العودة إلى سلالة تانغ الشرقية لرؤيتها
لذلك قبل المهمة دون تردد
قال لي شانغيان لرجل في منتصف العمر يرتدي ثيابًا بيضاء خلف المنضدة: "أيها الأخ الأكبر، هذه المهمة قد بدأ آخرون بتنفيذها، هل يمكنني أن أقبلها أيضًا؟"
ذلك الشخص كان تلميذًا داخليًا مسؤولًا عن تسجيل وتسوية المهام
ألقى نظرة على لي شانغيان وقال بلا مبالاة: "يمكنك قبولها. في النهاية، الأمر يعتمد على من سيُسلِّم نواة وحش ياو والدليل الذي تصدره سلالة تانغ الشرقية. من يفعل ذلك يُعتبر أنه أكمل المهمة"
ثم توقف قليلًا وأكمل: "هذه المهمة خطيرة بعض الشيء، من المستحسن أن ينفذها على الأقل اثنان من تلاميذ مرحلة تأسيس القاعدة الروحية"
قال لي شانغيان: "هل يمكنني أن أقبلها وحدي؟"
قال الرجل باستهزاء: "إن أردت البحث عن الموت فهذا شأنك... ها؟ أنت... لي شانغيان؟"
عندها فقط أمعن النظر فيه لبرهة وتعرف عليه
تفاجأ لي شانغيان قليلًا وقال: "هل تعرفني؟"
أجاب الرجل بتعبير غريب بعض الشيء: "أداؤك في الطائفة قبل بضعة أيام... كان مذهلًا بعض الشيء"
لم يكن لي شانغيان يتوقع أن يصبح "مشهورًا" في الطائفة، لكنه لم يرد التحدث كثيرًا عن هذا الأمر
فغيّر الموضوع بسرعة وسأل: "هل يمكنني قبول هذه المهمة؟"
أومأ الرجل سريعًا وقال: "بالطبع يمكنك"
ثم سلّمه رمز مهمة كتب عليه "القضاء على وحوش ياو"
بعد أن أخذ لي شانغيان الرمز، ذهب ليبلّغ معلمه واستعد للانطلاق نحو سلالة تانغ الشرقية في اليوم التالي
لكن قبل ذلك، كان عليه إجراء بعض التحضيرات مسبقًا
فتوجه أولًا إلى جناح الحبوب واشترى الكثير من الحبوب الطبية، لم تقتصر على حبوب علاج الإصابات واستعادة الطاقة الروحية فحسب
بل شملت أيضًا حبوبًا أخرى مثل حبوب تقوية الجسد، وحبوب ندى اليشم ذي الأزهار الثلاثة وغيرها
في المجمل أنفق خمسة عشر حجر روح من الدرجة العليا، لكن عدد الحبوب الطبية التي اشتراها كان ضخمًا، ما يقارب عشرة آلاف حبة
وكان يخطط لأخذها كلها إلى عالم البشر لبيعها، فهي تكفيه للبيع هناك لفترة طويلة
لكن من أجل الحفاظ على التواضع والسرية، اكتفى بشراء بعض الحبوب ذات المستوى المنخفض، ولم يُظهر المزيد من أحجار الروح
فقد كان ملفتًا للنظر بما فيه الكفاية الآن، ولم يرد أن يتعرض لكمين وقتل أثناء تنفيذه لمهمة في الطائفة الخارجية هذه المرة
...
مرّت الليلة دون حوادث
مع أنه حصل على الكثير من الحبوب الطبية هذه المرة، إلا أنه لم يرغب ببيعها هناك مباشرة
لأنه أنهى للتو بيع الدفعة الثانية من الحبوب، ولا بد أن يُترك بعض الوقت لتنتشر شهرتها وتزداد سمعة شركة شوان شيان للأدوية
وبهذا، حين يبيع الدفعة التالية، يستطيع أن يحقق أقصى قدر من الأرباح
كما يمكنه أيضًا أن يستخدم أسلوب التسويق عبر الندرة
ففي النهاية، صورته الحالية أمام الناس أن الطائفة لا تملك الكثير من الحبوب، وأن الأعشاب الروحية لا تزال في طور الزراعة
فلو أخرج فجأة عشرات الآلاف من الحبوب دفعة واحدة، سيشك الآخرون بكلامه
وفوق ذلك، لم يكن بحاجة إلى الكثير من المال حاليًا، بل ما يحتاجه هو أن يزيد قوته بسرعة
...
في اليوم الثاني في عالم الزراعة الروحية، غادر لي شانغيان طائفة شوان يوان بهدوء
كانت هذه المرة الأولى التي يغادر فيها الطائفة نحو عالم البشر، وكان مفعمًا بالفضول تجاه هذا العالم
بعد مغادرته الطائفة، لوّح بيده فطفا أمامه سيف طويل كأداة سحرية
كان هذا سيفًا سحريًا قياسيًا تصدره الطائفة، أما أداته الروحية المرتبطة بروحه فكانت ورقته الرابحة ولن يُظهرها بسهولة
قفز لي شانغيان فوق السيف السحري الطائر واستقر عليه
وقال بحماس: "لننطلق!"
كانت هذه أول مرة ينفذ فيها فن التحكم بالسيف
كانت سلالة تانغ الشرقية تبعد آلاف الأميال عن طائفة شوان يوان، ولو اعتمد على مهارة السفر الإلهي لديه، لاحتاج يومًا أو يومين من الطيران
لكن الطيران بالسيف كان أسرع بكثير، يكاد يعادل سرعة الطائرة في عالم البشر، لكن الإحساس بينهما مختلف تمامًا
وقف لي شانغيان على السيف الطائر، يقوده بالطاقة الروحية وبحسه الإلهي. كان السيف يشق السماء تاركًا خلفه خطوطًا فضية
وبينما كان يشاهد المشاهد تتلاشى بسرعة خلفه، شعر بقلبه يغمره إحساس غير مسبوق من الحرية والنشوة
ومع تسارع السيف الطائر، كان صوت الريح يصفّر في أذنيه. وامتد بصره عبر طبقات الغيوم والضباب، لتتجلى أمامه الجبال والأنهار كلوحة بديعة
لم يستطع كبح مشاعره، فمنذ أن خطى في طريق الزراعة الروحية وهو يتدرب بجد داخل الطائفة، ولم يحظَ بفرصة لتقدير عظمة هذا العالم وسعته حقًا
أما الآن، فقد حظي أخيرًا بفرصة لمشاهدة روعة هذا العالم وتميزه بعينيه
كان السيف الطائر يخترق الغيوم، تارة يجتاز الجبال الشاهقة، وتارة يعبر الوديان
وكان يرى أحيانًا وحشًا من وحوش ياو منخفضة المستوى يفر مذعورًا، وكأن ظهور السيف الطائر أخافه
لكن لي شانغيان ظل متيقظًا في قلبه. فمع أنه كان واثقًا بقوته إلى حد ما، إلا أن الحذر يبقى واجبًا في بيئة مجهولة
ومع مرور الوقت، شعر لي شانغيان تدريجيًا أن الطاقة الروحية في الهواء بدأت تضعف، ما يعني أنه يقترب من عالم البشر
فبين عالم البشر وعالم الزراعة الروحية يوجد حاجز غير مرئي، وهو تركيز الطاقة الروحية
فعالم الزراعة الروحية يتميز بكثافة عالية للطاقة الروحية، ما يجعله أفضل مكان للتدريب، بينما عالم البشر، لضعف الطاقة الروحية فيه، لا يمكنه دعم تدريب المزارعين
وحين دخل لي شانغيان أراضي سلالة تانغ الشرقية، شعر بوضوح أن الطاقة الروحية بين السماء والأرض قد صارت ضعيفة إلى حد يكاد لا يُدرك
فأمسك حجر روح بيده، يمتص طاقته الروحية وهو يطير
كان يريد أن يتأكد أن طاقته الروحية في الجسد تبقى وفيرة دومًا ليواجه أي خطر محتمل
وبعد ساعتين من الطيران، اضطرب قلبه قليلًا، فهبط نحو مدينة ضخمة تحت قدميه
فقد رأى بالفعل من السماء الحروف الكبيرة على بوابة المدينة—مدينة تشانغ بينغ!
خفّض لي شانغيان ارتفاع طيرانه تدريجيًا ليتجنب لفت الأنظار، وهبط السيف الطائر على بُعد عدة أميال من المدينة
ثم استخدم مهارة السفر الإلهي لينتقل بسرعة نحو بوابة المدينة. ومع بضع ومضات من جسده، كان قد دخل بالفعل المدينة متجهًا مباشرة إلى قصر حاكم تشانغ بينغ
كان القصر يقع في وسط المدينة، مجمعًا فخمًا من المباني تحرسه حراسة مشددة على مدخله
وفوق ذلك، كان جو المدينة مشحونًا بالتوتر، فخمّن لي شانغيان أن السبب يعود إلى وحش ياو الذئب
اقترب لي شانغيان من المدخل، ومن دون أي كلام زائد، أخرج رمزًا يثبت هويته كأمير
ففي عالم البشر، قد لا يعرف هؤلاء العوام سطوة طائفة شوان يوان، لكن هوية الأمير تسهّل الأمور كثيرًا عليه
وكما توقع، بمجرد أن رأى الحرس الرمز، بادر أحدهم إلى إدخاله فورًا إلى القاعة الرئيسية للقصر
بينما أسرع آخر ليبلّغ الحاكم
ولم يطل الوقت حتى دخل رجل في منتصف العمر يرتدي ثوبًا رسميًا فاخرًا إلى القاعة مسرعًا
كان هذا الرجل هو حاكم مدينة تشانغ بينغ، لين تشينان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ