📖 "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا • وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ"
[سورة الطلاق: الآيتان 2-3]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت وحوش ياو أكبر بكثير من الذئاب البرية العادية، كل واحد منها بحجم عجل صغير
كانت عضلاتها بارزة بوضوح، وفراؤها ناعم ولامع، يتلألأ ببريق معدني خافت تحت ضوء الصباح، وكأن كل شعرة فيه تحتوي على قوة استثنائية
عيونها كانت كالنيران المشتعلة، حمراء وعميقة، تكشف عن وحشية بدائية وقسوة؛ والنظر مباشرة إليها يوحي باختراق أعمق مخاوف القلب
أما الأنياب الحادة الممتدة عدة بوصات من أفواهها فكانت الأكثر إثارة للانتباه، تلمع ببرودة قادرة على اختراق الدروع الثقيلة بسهولة، بل وتشكل تهديدًا خطيرًا للطاقة الروحية الوقائية للمزارعين
كما أن مخالبها لم تكن أقل حدة، كالفولاذ المصقول، كل ضربة منها ترافقها صفير في الهواء، قادرة على تمزيق الفضاء بسهولة وترك آثار باهتة خلفها
وخاصة وحوش ياو الثمانية في مرحلة تأسيس القاعدة الروحية، فقد كان هجومها أشد إيلامًا، مع تقلبات طفيفة للطاقة الروحية حول أجسادها
حتى أن فراءها أظهر نقوشًا غامضة متلألئة بضوء أزرق شبحي؛ بدت تلك النقوش وكأنها نتيجة دمجها طاقة السماء والأرض الروحية في أجسادها بواسطة أسلوب سري، مما منحها قوة ودفاعًا أعظم
أما عيونها فازدادت بريقًا، تحمل مزيجًا من الحكمة والمكر
عرضت هذه الوحوش سرعة وقوة مذهلتين؛ قادرة على إطلاق قفزات خارقة في لحظة
بين تلاميذ طائفة شوان يوان كان هناك من يستطيعون الطيران باستخدام السيوف الطائرة، ومع ذلك هاجمتهم الوحوش من السماء مباشرة
وفوق ذلك، بدت وكأنها تفهم معنى التعاون، حيث نسقت هجماتها في شكل تطويق متكامل، مما جعل الدفاع عن كل هجوم مستحيلًا
وبينما كان لي شانغيان لا يزال يراقب، أطلق أحد تلاميذ طائفة شوان يوان الذي كان يقاتل صرخة بائسة
إذ باغته أحد وحوش ياو، وانتزع قطعة لحم من كتفه
تدفق الدم بغزارة، مما أثار وحشية الوحوش أكثر، فهاجمت بجنون أشد
فتح أحد وحوش ياو فمه الدموي، وهمّ أن يلتهم التلميذ الساقط
وفي اللحظة التي ظهر فيها اليأس في أعين تلاميذ طائفة شوان يوان، فجأة!
"سووش!"
انطلق سيف طويل من الغابة الكثيفة، ليصيب مباشرة الوحش الذي كان على وشك العض، مطيحًا به بعيدًا
كان دفاع الوحش قويًا للغاية؛ ورغم أنه غُطي بالدماء من الضربة، إلا أنه لم يمت فورًا
لكن قبل أن يتمكن من الرد، عاد السيف الطائر، وكأن له عينين، مندفعًا نحوه مرة أخرى
"بانغ!"
اصطدم السيف بالوحش، وأصدر دويًا يصم الآذان، فانشطر الوحش إلى نصفين بضربة واحدة
تناثرت الدماء، وبُهتت بقية الوحوش على الفور من هذا الهجوم المفاجئ
كل هذا حدث في لمح البصر، لكنه صدم الجميع الحاضرين
"من هناك؟" صرخ أحد تلاميذ طائفة شوان يوان، رافعًا رأسه نحو اتجاه قدوم السيف الطائر، والدهشة في عينيه
وبدا أن وحوش ياو أيضًا شعرت بالخطر، فتوقفت عن الهجوم، وأدارت جميعها رؤوسها نحو مكان محدد في الغابة
"كريك... كريك..."
كان ذلك صوت أقدام تخطو فوق الأغصان اليابسة في الغابة
ثبتت عيون البشر والوحوش معًا على الغابة الكثيفة، ومع ثقل الأجواء، ظهر شبح تدريجيًا
لقد كان شابًا يرتدي ثوبًا أبيض داويًا
تسلل ضوء الشمس عبر الأغصان الكثيفة، لينثر ظلالًا على جسده، مضفيًا عليه هالة غير عادية
لم يكن الوافد إلا لي شانغيان
"رفيقنا؟" هتف بعض تلاميذ طائفة شوان يوان المرهقين
لكنهم سرعان ما حذروا: "أخي الأكبر، كن حذرًا، هذه الوحوش قوية جدًا"
أما وحوش ياو فقد أظهرت وجوهًا متوحشة، أرجلها الخلفية منحنية قليلًا، وأرجلها الأمامية تخدش الأرض بلا توقف، وعيونها القرمزية مثبتة على لي شانغيان، وهي تزمجر ببطء
لكن لي شانغيان لم يُبد أي خوف وهو يواجه هذا القطيع من الوحوش المتوحشة؛ بل ارتسمت ابتسامة باهتة على زاوية شفتيه
ومع ذلك، كانت ابتسامة تحمل برودة
"تراجعوا جميعًا الآن، سأتعامل أنا مع هذه الوحوش"
كان صوت لي شانغيان هادئًا وقويًا، وكأنه لا يضع هذه الوحوش في حسبانه أصلًا
نظر التلاميذ إلى بعضهم، مدركين أنهم بالفعل قد استنفدوا قوتهم، فلم يبقَ أمامهم إلا أن يتراجعوا متكئين على بعضهم
لم تكترث الوحوش لهم، وبدأت تطوّق لي شانغيان، تبحث باستمرار عن نقطة ضعف فريستها، بنية قتله بضربة واحدة
غير أن الهالة القوية المنبعثة من جسده، إضافة إلى المشهد الذي شطر فيه وحشًا في مرحلة تأسيس القاعدة بضربة واحدة، جعلت بقية الوحوش تظهر علامات التردد
تبادلت الوحوش النظرات، وكأنها تتخاطب بصمت
وفجأة، تقدم أضخم وحش بينهم، وكانت النقوش على فرائه تتلألأ بأشد سطوع، واضحًا أنه القائد
"همف، مجرد وحوش ياو، تتجرأون على العبث في أرض طائفة شوان يوان؟"
أطلق لي شانغيان شخيرًا باردًا، ولوّح بأصبعه كما لو أنه يحمل سيفًا
فاستجاب السيف الطويل، الأداة السحرية التي قتلت الوحش قبل لحظات ولا تزال مغروزة في جثته، لنداء سيده، وعاد طائرًا إلى يده مع "سووش"
وبمجرد أن قبض عليه، اندفع لي شانغيان كالشبح بجانب قائد الوحوش، متألقًا بضوء سيف يشبه التنين، مزّق السماء، مستهدفًا النقطة الحيوية في جسد القائد
كانت الضربة سريعة للغاية؛ حتى وحش في مرحلة تأسيس القاعدة الروحية لم يستطع تفاديها، واكتفى بالتصدي بمخالبه بصعوبة
"كلانغ!"
مع رنين معدني واضح، خَدّرت مخالبه من أثر الضوء
لكن السيف لم يتوقف، بل دار بانسيابية، وغاص رأسه في بطنه، مخلفًا جرحًا غائرًا تدفق منه الدم ليغمر الأرض
هبت بقية الوحوش تزأر بغضب، محاولة تطويق لي شانغيان
لكنه بدا وكأنه توقع حركاتهم، فتحول جسده مجددًا إلى أثر شبح
تسلل بين القطيع، ومع كل ضربة يسقط وحش
كانت هذه الوحوش مريعة، دموية، قاسية، تبعث الرعب في قلوب البشر، لكن ذلك فقط أمام البشر العاديين
أما أمام لي شانغيان، فقد كانوا مثل دجاج وكلاب، عاجزين تمامًا
في بضع أنفاس فقط، سقطت عدة وحوش تحت سيفه
امتلأ الهواء برائحة الدم الكثيفة، وبدأت الوحوش الباقية تُظهر علامات الخوف؛ إذ لم يسبق لها أن واجهت عدوًا بهذه القوة
انهارت دائرة تطويقهم تحت ضرباته الحادة التي لا تقاوم
وبدأوا يدركون أن هذا الرجل ذو الثوب الأبيض لم يكن خصمًا يمكنهم زعزعته
كل وحش يسقط كان جرس إنذار في قلوبهم، وسرعان ما انتشر بينهم الخوف واليأس كالنار في الهشيم
"آووو! آووو! آووو!"
مع سلسلة من العواءات البائسة، دبّ الذعر فيهم، وبدؤوا يتفرقون هاربين
كان فراؤهم اللامع البراق قد فقد بريقه، وصار باهتًا وهم يفرون بكل قوتهم
أما قائدهم الأضخم، فقد أصيب بجراح بليغة، لكنه اعتمد على حيويته الصلبة، وسحب جسده المتهالك وسط الفارين، وعيناه تلمعان بحقد واستياء
رآهم لي شانغيان، فلم يلاحقهم فورًا، بل التفت نحو التلاميذ الذين انهاروا على الأرض
"كيف حالكم جميعًا؟" جاء صوته لطيفًا وقويًا، فيما تحوّل السيف في يده إلى شعاع ضوء، واختفى في كُمّه
"أخي الأكبر، نحن… نحن بخير، فقط…"
كان وجه أحد التلاميذ شاحبًا، وارتجف صوته وهو يتكلم، لا يزال مرعوبًا من المعركة التي جرت
"جيد أنكم بخير؛ دعوني أعالج جراحكم أولًا"
أخرج لي شانغيان عدة قوارير صغيرة من اليشم من صدره، وسكب منها بعض الحبوب الطبية وقدمها لهم
حبوب التعافي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ