📖 {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات: 22]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند الظهيرة تقريبًا، تلقى لي شانغيان مكالمة من تشين فن، دعاه فيها إلى فيلا لوجيا
كان والده، تشين زيتاريانغ، قد تلقى مكالمة من تشين فن في وقت مبكر من صباح ذلك اليوم، فألغى على الفور جميع خططه ليعود مسرعًا إلى مدينة وو من شنغهاي
أحضر لي شانغيان عدة صناديق من الذهب والجواهر داخل كيس التخزين الخاص به، ثم توجه نحو فيلا لوجيا
على الرغم من أن سيارة اللاند روفر الكبيرة كانت واسعة وقوية
إلا أن الذهب كان ثقيلًا للغاية، إذ كان وزن كل صندوق من الذهب عدة أطنان، ما قد يسحق السيارة على الأرجح
بعد نصف ساعة، وصل لي شانغيان مرة أخرى إلى المنطقة المحظورة داخل الحديقة الغابية
لكن هذه المرة، وقبل أن يقترب أفراد الأمن للاستفسار عن هويته، ظهر أربعة شبان معًا عند نقطة التفتيش
كانوا تشين وي، مرتديًا سترة إدارية، وتشين تيان بزي رسمي، وتشين فن بملابس رسمية، وتشين رونغيوان، كزهرة متفتحة من ثراء البشر
أعطى تشين تيان أولًا بعض التعليمات لموظفي نقطة التفتيش، وأبرز هويته، وبعدها سمح رجال الأمن بمرور لي شانغيان
رؤية الأربعة ينتظرونه بتلك الرسمية جعلت لي شانغيان يشعر بالدهشة قليلًا
"لماذا أتيتم جميعًا معًا؟"
قالت تشين رونغيوان بابتسامة مرحة: "أنت رئيسنا، وبالطبع علينا أن نأتي للترحيب بك لإظهار احترامنا"
عندما رأى لي شانغيان وجهها الجميل يبتسم كالزهرة، شعر بذلك الاضطراب في قلبه يعود للظهور من جديد لسبب غير معروف
سريعًا ما كبح ذلك الإحساس الجامح في قلبه، ثم أومأ للآخرين
تشين وي، مرتديًا سترة إدارية، كان الحفيد الأكبر لتشين لينغيون، وعلى الرغم من أنه التقى به مرة من قبل، إلا أن هذه كانت المرة الأولى التي يتحدث فيها
قال تشين وي للي شانغيان بامتنان: "شكرًا لك يا سيد لي على الحبة الطبية، لقد استعادت والدتي صحتها. عائلتنا تشين مدينة لك إلى الأبد. إن احتجت يومًا شيئًا، فلا تتردد في طلبه"
تفاجأ لي شانغيان أولًا، ثم تذكر أنه عندما جاء لأول مرة إلى فيلا لوجيا، أعطى عائلة تشين بعض الحبوب الطبية
إحداها كانت حبة ندى اليشم ذي الأزهار الثلاثة
في ذلك الوقت، كانت والدته بالفعل في المرحلة المتأخرة من السرطان، وأيامها معدودة
لكن بعد تناولها لحبة ندى اليشم ذي الأزهار الثلاثة، تعافت تمامًا، وكأنها نالت حياة جديدة
لذلك كان تشين زيهان وابنه أيضًا ممتنين للغاية للي شانغيان
ضحك لي شانغيان قائلًا: "الحبوب الطبية وُجدت لإنقاذ الأرواح، ما دامت تجدي نفعًا فهذا يكفي"
كان تشين وي على وشك أن يقول المزيد من كلمات الامتنان، لكن قاطعته تشين رونغيوان: "أيها الأخ الكبير، هذا ليس مكانًا مناسبًا للكلام، هل ستجعل لي شانغيان ينتظر هنا؟"
ارتبك تشين وي، ثم ضرب جبهته وضحك: "أختي الصغيرة محقة! تفضل، الجد، والأب، والأعمام ينتظرون منذ وقت طويل هناك"
انقسموا إلى سيارتين وتوجهوا نحو الفيلا
ركبت تشين رونغيوان سيارة لي شانغيان بمبادرة منها، وكان تشين تيان على وشك أن يركب أيضًا، لكن تشين فن جذبه بعيدًا
ضحك تشين وي من الجانب: "ألا تشعر بالوعي؟ ستصبح ثالثًا مزعجًا"
اتسعت عينا تشين تيان: "يا للعجب، متى أصبح لي شانغيان وأختي الصغيرة معًا؟"
رمقه تشين فن بنظرة، وقلب عينيه: "لم يصبحا معًا بعد، لكن هذه طريقة لخلق فرصة، أليس كذلك؟"
بدا تشين تيان مكتئبًا، شعر وكأن كرنبته الصغيرة قد سُرقت
استغرق الأمر خمس دقائق أخرى من القيادة من نقطة التفتيش حتى الفيلا
داخل السيارة، كان وجه تشين رونغيوان محمرًا قليلًا
لقد ركبت سيارة لي شانغيان بعادة، لكنها لاحظت بعد ذلك أشقاءها الثلاثة ينظرون إليها من الخارج بتعابير مختلفة
لم تستطع تشين رونغيوان أن تخرج وتترك لي شانغيان، لذا تماسكت وجلست في سيارته
في تلك اللحظة، أصبح الجو غامضًا بعض الشيء
وعلى الرغم من أن لي شانغيان كان لديه خبرة في المواعدة، إلا أنه لطالما كان يراعي وو يوشان من قبل، ولم يختبر جوًا غامضًا كهذا من قبل
ذلك الشعور الذي كبته للتو بدأ يعود ببطء لسبب مجهول
ولكي يشتت نفسه، تنحنح لي شانغيان وقال: "همم، يوان يوان، تبدين جميلة جدًا اليوم"
وما إن قالها، كاد أن يصفع نفسه
اللعنة، يا له من كلام غبي
عند سماع ذلك، ظهر على وجه تشين رونغيوان أثر فرح، لكنها سرعان ما رفعت أنفها الناعم وتنفست بغضب: "أتقول إنني لم أكن جميلة من قبل؟"
"آه..." لم يجد لي شانغيان ما يقوله
وبعد أن قالت تشين رونغيوان ذلك، احمر وجهها أكثر، وكانت كلماتها تحمل شيئًا من الدلال
وقف لي شانغيان للحظة عاجزًا عن الرد، نادمًا سرًا على زلة لسانه، لكنه في الوقت نفسه استغل الفرصة ليمسك بطرف الدلال في كلامها، واشتد الاضطراب في قلبه أكثر
سريعًا ما تماسك، محاولًا إعادة الحديث إلى مساره: "يوان يوان، لا تفهمي خطأ، ما أعنيه هو أنك في كل مرة تظهرين فيها، تجلبين مفاجأة جديدة، واليوم مميز بشكل خاص"
وعند سماع هذا، ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتي تشين رونغيوان، وتألقت عيناها ببريق ماكر، وبدا أنها راضية تمامًا عن رد لي شانغيان
قالت بلطف: "ذوقك جيد"، ثم غيرت الموضوع: "لكن، لي شانغيان، لماذا تريد فجأة رؤية عمي الثاني اليوم؟ هل هناك شيء خاص؟"
ابتسم لي شانغيان ابتسامة غامضة: "ستعرفين عندما نصل إلى الفيلا. لدي صفقة كبيرة أريد مناقشتها مع عمك الثاني"
أثار ذلك فضول تشين رونغيوان تمامًا، فانحنت قليلًا للأمام، وعيناها البراقتان مثبتتان على لي شانغيان، وكأنها تريد استخراج كل أسراره
"ما هو بالضبط؟ ألا يمكنك أن تخبرني مباشرة؟"
نظر لي شانغيان إلى عينيها اللامعتين، وتلمس في بؤبؤيها النقيين انعكاس صورته
كما أن جلستها المنحنية سمحت له أن يشم بوضوح عطرًا لطيفًا للغاية
وعندما رأت أن لي شانغيان لم يتحدث بل ظل يحدق بها، أدركت فجأة أن المسافة بينهما قريبة جدًا، فتراجعت بسرعة
لم يسبق لها أن كانت بهذا القرب من رجل من قبل، فخفق قلبها الصغير بلا توقف، واحمر وجهها بشدة، وبدت مرتبكة بعض الشيء
عندها توقف لي شانغيان فجأة بالسيارة
سألت تشين رونغيوان بخوف، كأرنب مذعور: "لماذا... توقفت فجأة؟"
قال لي شانغيان مازحًا: "لقد وصلنا إلى منزلكم، ألا تريدين النزول؟"
"هاه؟" نظرت تشين رونغيوان حولها بدهشة
خارج السيارة، رأت إخوتها الثلاثة يحدقون بها بتعابير غريبة
زاد ذلك من خجلها وغيظها؛ شعرت أن وجهها صار أحمر كالتفاحة
لم يسبق لها أن احمر وجهها بهذا الشكل طيلة حياتها كما حدث في هذه الدقائق الخمس
أدرك لي شانغيان أنه لا يستطيع أن يتحدث معها أكثر في هذه اللحظة، وإلا فستهرب، فنزل أولًا من السيارة
قاد تشين وي لي شانغيان إلى داخل الفيلا، حيث كان تشين لينغيون وكبار آخرون من عائلة تشين بانتظارهم بالفعل في القاعة الرئيسية
في تلك الأثناء، كان تشين تيان وتشين فن، اللذان تباطآ خلفهم، يفركان جباههم عندما رأيا ملامح الخجل على وجه أختهما الصغيرة
يا إلهي
لقد وقعت هذه الصغيرة حقًا
حتى تشين فن، الذي كان دائمًا داعمًا لعلاقة تشين رونغيوان مع لي شانغيان، لم يستطع إلا أن يشعر ببعض الغيرة
أما تشين تيان، بصفته الأخ الحاني، فقد اجتاحته مشاعر معقدة للغاية
كان مرتاحًا لأن أخته كبرت أخيرًا ووجدت من تحب، لكنه شعر أكثر من ذلك بالتحسر!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ