📖 {وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في اللحظة التي أومأ فيها تشين رونغيوان بالموافقة، شعر لي شانغيان بأن روحه العظمى قد أصبحت أخف
شعور لا يوصف فاض في قلبه
أحس لي شانغيان أن عقله أصبح أوضح من أي وقت مضى، وأن فهمه لهذا العالم صار أعمق من ذي قبل
وكأن هذا العالم الذي كان يراه في الماضي، مغطى بستار خفيف من الضباب
والآن، انكشف فيه شق صغير، ومن خلاله لمح خيطًا من أصل العالم
كان في السابق دائمًا داخل هذا الستار، يظن أن العالم هو هكذا فقط
كما لو أنه ضفدع في بئر، يعتقد أن السماء لا تتعدى ذلك الاتساع
أما الآن، فقد صار مثل ذلك الضفدع الذي انتُشل من قاع البئر بقوة ما
فرأى سماء أوسع، وأدرك أثرًا من أصل العالم
وفي الوقت نفسه، بدأت تغييرات غريبة تحدث في جسده
بدا أن روحه العظمى تتناغم مع السماء والأرض في هذه اللحظة
ولكن
شعر لي شانغيان بانزعاج شديد
جسده كان كسمكة جافة، عطشى للغاية وتكاد تختنق!
تحركت طبيعته الداخلية، مدركًا أنه في نقطة حرجة من الاختراق، لكن هذا العالم يفتقر إلى الطاقة الروحية
بسرعة قلب كفه، فظهر حجر روحي من الدرجة العليا في يده، وعلى الفور اندفعت منه طاقة روحية نقية ودافئة تم امتصاصها بجسده بسرعة
لم يعد يهتم بما يجري، بل امتص بجنون الحجر الروحي بين يديه
امتلأت منصة الروح في بحره الداخلي بسائل روحي متكاثف، وبدأت زراعته الروحية تقفز بشكل مذهل في تلك اللحظة
حاجز الطبقة السابعة من مرحلة تأسيس الأساس كان كالورق، تحطم بسهولة
الطبقة الثامنة، ثم التاسعة… انهارت الحواجز واحدة تلو الأخرى تحت اندفاع القوة الروحية
توقف اختراقه فقط عندما شارف على بلوغ قمة مرحلة تأسيس الأساس— مرحلة الكمال في تأسيس الأساس
في تلك اللحظة، بدأ السائل الروحي في جسده يتصلب تدريجيًا، متحولًا إلى شكل نواة ذهبية
شعر لي شانغيان أخيرًا أن جسده قد امتلأ، وأن القوة المندفعة داخله جعلته يشعر بالدهشة
وبتفقد جسده، وجد أن روحه العظمى قد تقوت لا شعوريًا لأكثر من الضعف
هذه القوة الروحية لروحه وسّعت أيضًا مساحة دماغه بشكل متزامن، حتى بلغت أكثر من ثلاثين مترًا مكعبًا
والأهم من ذلك، أن لي شانغيان شعر أن الحيوية في مساحته الدماغية قد ازدادت بشكل ملحوظ
في المرة السابقة التي تقوت فيها روحه، بدأت البذور المزروعة في مساحته الدماغية تنبت بالفعل
بل إنه شعر بإحساس غريب أنه بعد هذه المرة، قد أصبح دماغه قادرًا على تسريع نمو النباتات!
كان هذا أشبه بخاصية خارقة!
فمساحة الدماغ لم تعد مجرد محطة انتقال للمواد بين عالمين، بل اكتسبت وظيفة أقوى
وعقله الذي صار أكثر صفاءً من أي وقت مضى، منحه وعيًا أوضح بوضعه الحالي
إن زراعة الروحانيين ذوي العمر الطويل لا تقتصر على زراعة الطاقة فحسب، بل تشمل زراعة طبيعة القلب أيضًا
في السابق، بسبب وو يوشان، كان لا يزال مثقلًا بالعاطفة، فغامت قلبه الداخلي
أما الآن، فإن استعادته للسلوى العاطفية أشبه بمفتاح، فتح بابًا عميقًا في روحه
مكّنه ذلك من اجتياز عقبة بالغة الأهمية في الزراعة— عقبة العاطفة
في مسار الزراعة، يواجه عدد لا يحصى من المزارعين عقبات غريبة ومتنوعة
فالعواطف والرغبات دائمًا ما تؤثر دون قصد على التقدم الروحي
وكثير من العباقرة يسقطون في حالة شيطانية بسبب حدث معين، فتتوقف زراعتهم، أو قد ينحرف مسار طاقتهم
إن القتل في الآونة الأخيرة، إضافةً إلى هموم العاطفة، كانت قد أثرت دون وعي في قلبه الداخلي
وفي اللحظة التي أومأت فيها تشين رونغيوان بالموافقة على أن تكون صديقته، بدا وكأن قوة ما قد أزالت الغبار من قلبه الداخلي
فعاد قلبه ليشع بضياء مختلف، ومع تغير حالته الذهنية، بدأت القوة الروحية داخله تتحول أيضًا تحولًا نوعيًا
فالقوة الروحية التي كانت تتدفق بهدوء داخله، صارت أشبه بنهر حيّ، يندفع بلا توقف، حاملًا قوة لا توصف، يغسل كل نقطة وكل قناة في جسده
شعر أن جسده صار أخف من أي وقت مضى، وكأنه يستطيع أن يرتفع مع الريح في أي لحظة ويجوب السماوات التسع
أحيانًا، تكون حظوظ الإنسان هكذا غريبة
لها وقع لا يوصف في لحظات غير متوقعة
في السيارة، كانت تشين رونغيوان تحدق في لي شانغيان بذهول، غير مصدقة ما تراه أمامها
فقد وافقت للتو أن تكون صديقته، لترى بعدها أنه قد أغلق عينيه فجأة، ثم بدأ جسده كله يشع بضوء ما
نعم، كان يشع
ضوء ناعم، دافئ، ومع ذلك ممتلئ بالقوة
لم تكن تشين رونغيوان تدري ما الذي يحدث له، وأرادت أن تناديه
لكنها تذكرت ما يقال في القصص، أن بعض المقاتلين لا يجب مقاطعتهم في لحظات حاسمة من ممارستهم، وإلا قد تنحرف طاقتهم
لذلك لم تستطع سوى أن تراقبه بقلق، وقد غطت فمها بكلتا يديها
كانت تخشى أن حتى همسة صغيرة قد تؤثر فيه
لكنها، كلما نظرت إليه، شعرت أنه صار أكثر وسامة
تألقت نظرة غريبة في عينيها؛ فقد بدا لها أن لي شانغيان لا يشع ضوءًا ناعمًا فقط
بل حتى ملامحه أخذت تتغير تدريجيًا، لتغدو أوضح وأجمل
وكأنه منحوت بيد نحات من أمهر ما أبدعت الطبيعة
ولم يكن هذا التغيير خارجيًا فقط، بل كان ينبعث منه أيضًا هالة مميزة، هالة ارتقاء وسمو
ومع مرور الوقت، تلاشى الضوء من حوله تدريجيًا، ليعود إلى السكينة
لكن عندما فتح عينيه، بدتا كأنهما تحويان بحرًا من النجوم، عميقتين ومتألقتين
أطلق زفيرًا عكرًا، وقد تجمد في الهواء بدلًا من أن يتبدد، ثم شكل دوامة صغيرة دارت حوله مرة قبل أن تختفي ببطء
"يوان يوان، شكرًا لك"
قالها لي شانغيان وهو ينظر إليها، ممتلئًا بالامتنان والحنان
وكأنه في هذه اللحظة قد أدرك بحق معنى "رفيق الطريق الروحي"
عندها، تبدد قلقها ليحل مكانه الفرح، فسألته بحذر: "لي شانغيان، هل… هل اخترقت؟"
ابتسم لي شانغيان وأومأ، وعيناه تشعان ببهجة لا يستطيع كبحها: "نعم، لقد نلت إلهامًا غير متوقع بفضلك، مما دفع زراعتي قدمًا كثيرًا"
عند سماع ذلك، احمر وجهها، وفاض الدفء في قلبها
لم يخطر ببالها أن إيماءة بسيطة منها قد تجلب له هذا التغيير العظيم
همست: "لي شانغيان، ما دمت بخير فهذا يكفيني… أنا… أنا في الواقع سعيدة جدًا أن أكون…"
وفي هذه اللحظة صار صوتها أضعف فأضعف، بينما ارتسمت ابتسامة سعيدة على وجهها
مد لي شانغيان يده، وأمسك يدها برفق، وقال بصوت هادئ وحازم: "يوان يوان، شكرًا لك. من الآن فصاعدًا، ومهما هبت العواصف، سأمضي معك جنبًا إلى جنب"
"وفي المستقبل، سأجد طريقة لأجعلك ترين عالمي"
ابتسم الاثنان لبعضهما، وكأن العالم كله قد تجمد في تلك اللحظة
صار جو السيارة دافئًا للغاية، مشبعًا برومانسية عذبة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ