📖 {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عالم الزراعة الروحية

عندما استيقظ لي شانغيان في القصر الإمبراطوري، كان الوقت قد اقترب من الظهيرة

وذلك لأنه سهر حتى وقت متأخر جدًا في الليلة الماضية

فالناس الغارقون في الحب لا يشعرون أبدًا أن الوقت كافٍ للبقاء معًا، بل يرون دائمًا أن الزمن يمر بسرعة

وبلمح البصر، انقضى نهار كامل، وكان لي شانغيان قد خطط أصلاً للبحث عن الأكاديمي شين بينغ

فإلى جانب رغبته في معرفة تقدم زراعة الأعشاب الطبية، كان يريد أيضًا شراء بعض بذور الحبوب عالية الإنتاج ليأخذها إلى سلالة تانغ الشرقية

لكن في تلك اللحظة، ماذا يمكن أن يكون أهم من حبيبته؟

ظل الاثنان معًا حتى التاسعة مساءً، حين اضطر لي شانغيان على مضض لإعادة تشين رونغيوان إلى مدرستها

فهي لم تذهب إلى بيتها، لكنها أيضًا استحت أن تقيم في فيلته

ففي النهاية، لم يكونا قد بلغا تلك المرحلة بعد

وكان لي شانغيان يستمتع بشعور الحب، لا من أجل الرغبة، بل من أجل القلوب التي تلتقي

تحركت أفكار لي شانغيان، فسقطت في يده عدة أحجار روحية من الدرجة العليا

أخذ نفسًا عميقًا، فتحولت الأحجار على الفور إلى غبار، بينما امتص جسده الطاقة الروحية الكامنة داخلها

وعلى الفور ارتفع مستواه بسرعة

الطبقة السابعة من مرحلة تأسيس الأساس، الطبقة الثامنة، الطبقة التاسعة

وعندما شارف على الكمال، توقف تدريجيًا عن ممارسة الزراعة الروحية

لقد سمحت قوة روحه العظيمة بأن تتسارع سرعة زراعته الروحية بشكل ملحوظ

واكتشف لي شانغيان أن مستويات جسده في العالمين كانتا منفصلتين تمامًا، غير مرتبطتين

لكن كان هناك أمر واحد متشابه، وهو سرعة الزراعة الروحية والموهبة

فطالما أدرك شيئًا في أحد العالمين، كان يستوعبه تلقائيًا في العالم الآخر

كان هذا الشعور غريبًا، لكنه وفّر على لي شانغيان الكثير من العناء

فالتكرار في الزراعة الروحية جعله يشعر بالملل

بعد أن أنهى جلسته، تمدد بكسل واتجه نحو الباب

وما إن خرج حتى رأى عشر وصيفات قصر فاتنات يقفن هناك، يحملن أواني غسيل ومناشف وأدوات نظافة أخرى

وعندما انفتح الباب، تقدمت الوصيفة القائدة بخطوات سريعة وقالت باحترام: "سموك استيقظت؟ هل تحتاج إلى غسل وجهك حالًا؟"

تذكر لي شانغيان أن هذه الوصيفة في نحو الثامنة عشرة من عمرها، لكن جسدها كان مكتمل الأنوثة، واسمها هوانغ وي

هؤلاء الوصيفات كنّ قد وُكّلن من لي يو لخدمة لي شانغيان، وكانت هوانغ وي المشرفة عليهن

أومأ برأسه، ثم جلس على الكرسي في القاعة الخارجية، تاركًا لهن أن يغسلنه برفق

شعر وكأنه يتلقى تدليكًا في محل للاستحمام بالقدمين

لكن مستوى هؤلاء "الفتيات" كان أعلى بكثير، ومظهرهن أبهى

وبينما كان يستمتع، سأل مبتسمًا: "أين والدي الإمبراطور؟"

قالت هوانغ وي باحترام: "جلالته في قاعة الدراسة الإمبراطورية، وقد أرسل أشخاصًا عدة مرات يسألون إن كنت قد استيقظت"

وبعد أن انتهين من خدمته، قال: "يمكنكن الانصراف للراحة، سأذهب إلى قاعة الدراسة الإمبراطورية"

وبإشارة من يده، انطلق وحش صغير أحمر اللون من الغرفة

هبط بخفة على كتفه

لقد كان الذئب الأحمر الذي أنقذه من القاعدة السرية لطائفة يو ياو خارج مدينة تشانغ بينغ

… … … …

داخل قاعة الدراسة الإمبراطورية، كان لي يو يراجع المذكرات الرسمية

وبعد هذه الفترة من التطهير، اختفى العديد من الوزراء فجأة من مجلس الحكم، فأصبحت السلطة مركزة بين يدي الإمبراطور

لكن في الوقت ذاته، سقطت على عاتقه العديد من شؤون سلالة تانغ الشرقية

فالسلطة والمسؤولية متلازمتان

وعندما رأى لي شانغيان يدخل ببطء، نهض بسرعة بابتسامة وقال: "أخيرًا خرجت من عزلتك!"

والآن وقد رأى أن طباع لي شانغيان أصبحت أكثر برودًا ورصانة، علم أن مستوى ابنه قد اخترق مرة أخرى

ابتسم لي شانغيان وأومأ قائلًا: "نعم"

قال لي يو: "بعد حديثنا البارحة، لم أنم الليل كله، وظللت أفكر في خطتك…"

وعندما تذكر خطط التنمية العظيمة التي ناقشها معه بالأمس، امتلأ حماسة، وبدأ يتحدث بحماس

لكن!

قاطعه لي شانغيان قائلًا: "جلالتك، جئت اليوم لأودعك"

تجمد لي يو قليلًا ولم يستوعب: "تودعني؟"

ابتسم لي شانغيان وقال: "جلالتك، أنا مزارع روحي، طريقي في عالم الزراعة الروحية، وسأحتاج إلى العودة للطائفة قريبًا"

"الخطة التي ناقشتها معك البارحة كانت مجرد أفكار لي، ولا يمكنني البقاء في العالم الدنيوي طوال الوقت"

"فالأمور المحددة في هذا العالم يجب أن تتولونها بأنفسكم"

"ومع ذلك، لن أتجاهلها كليًا، وسأتدخل عند الضرورة"

ظل لي يو صامتًا برهة ثم تنهد: " أنت على حق! أنت الإبرة العظيمة المثبتة في بحر سلالة لي، وفقط عندما تصبح قويًا يمكن لسلالة تانغ الشرقية أن تبقى"

"إن أبقيناك في العالم الدنيوي طوال الوقت، فسوف يؤخر ذلك تحسين قوتك حقًا"

"لا تقلق، انطلق في طريقك، فسلالة تانغ الشرقية ستبقى دائمًا بيتك"

أومأ لي شانغيان، ثم أشار بيده، فظهرت مئات الزجاجات من الحبوب الطبية على الطاولة

كانت هذه الحبوب قد اشتراها من طائفة شيوان يوان من قبل، وكان ينوي بيعها في عالم المدن

لكنه الآن شعر أن إعطاءها لسلالة تانغ الشرقية أنسب

ثم أخرج بعض الأحجار الروحية متوسطة ومنخفضة الدرجة، بما قيمته عشرات الآلاف من الأحجار منخفضة الدرجة

كما أخرج تقنيتين للزراعة الروحية، كان قد عثر عليهما في قصر يو هوا تشنغ، وهما من طائفة تشينغ يون

فهو لم يكن يجرؤ على تمرير تقنيات طائفة شيوان يوان دون إذن، لكنه يستطيع تمرير ما انتزعه من الآخرين

وعندما رأى لي يو الموارد التي أخرجها ابنه، اتسعت عيناه بشدة

"هـ… هـذا… كل هذا؟" قال متلعثمًا

لقد ظن أن لي شانغيان سيخرج "قليلًا" من الموارد، لكنه لم يتوقع أن يخرج "الكثير"

ابتسم لي شانغيان وقال: "هذه الموارد حصلت عليها من الطائفة، وسيكون هناك المزيد لاحقًا، لكن لا بد من اختيار أشخاص مخلصين لممارسة الزراعة الروحية بها"

أمسك لي يو بيد ابنه بحماس، وعيناه تلمعان بالدموع، وصوته يرتجف: "جلالتك لن ينسى أبدًا ما فعلته لسلالة تانغ الشرقية"

"هذه الموارد ستكون مفتاح نهوضنا"

"لا تقلق، سأشرف بنفسي لأضمن أن كل مورد يُستخدم في موضعه الصحيح لتدريب المزيد من الخبراء"

فكّر لي شانغيان في نفسه: لقد حصلت منكم على أكثر مما أعطي، وسلالة تانغ الشرقية ستبقى قاعدتي في المستقبل

ففي النهاية، اليد اليمنى واليسرى كلتاهما لي

ربّت لي شانغيان على يد والده بلطف مهدئًا: "جلالتك، اعتن بنفسك! سأعيد أعمام العشيرة في أسرع وقت"

ثم استدار وغادر بهدوء، ثم توجه إلى السجن وأخرج يو هوا تشنغ

وبإشارة من يده، طفت أمامه سيف طائر

وبعد أن التفت نحو القصر الإمبراطوري، قفز بخفة وهبط على السيف الطائر

وانطلق شكل أحمر كالنار ليستقر على كتفه، فابتسم لي شانغيان ولمس الذئب الأحمر

ثم، وهو يحمل يو هوا تشنغ بيده اليسرى، اندفع مسرعًا نحو طائفة شيوان يوان

وفي نصف يوم فقط، ظهرت الطائفة أمامه

لم يتوقع أن تكون الحصيلة عظيمة إلى هذا الحد بعد رحلة استغرقت عدة أيام

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/22 · 102 مشاهدة · 1080 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025