🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

📖 {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في تلك اللحظة بدا وكأن الزمن تباطأ، حيث ركّز لي شانغيان بكل جوارحه على التحكم في الحرارة

وفي الوقت نفسه، كان يعدّل شدة وتواتر تدفق طاقته الروحية حسب الحاجة، تبعًا لمدى ذوبان العشبة الروحية

هذه العملية لم تختبر فقط مهارة المصفّي بل أيضًا فهمه الشامل لخواص العشبة الروحية، وقدرته على التحكم في الطاقة الروحية، إضافة إلى صبره ومثابرته

بعد ساعات طويلة من التصفية الدقيقة، بدأت العشبة الروحية بالاندماج تدريجيًا، لتتشكل سائلًا دوائيًا لزجًا وموحد اللون

كان لي شانغيان يعلم أن هذه هي الخطوة الأهم في تنقية حبة نخاع الذهب ــ وهي مرحلة تكثيف الحبة

أخذ نفسًا عميقًا، وبدأت يداه تُغيّر الأختام بسرعة، موجهًا طاقته الروحية داخل فرن الحبوب لتشكيل دوامة قوية تضغط ببطء وتكثّف السائل الدوائي

وبصوت خافت أشبه بالطنين، بدأ السائل الدوائي تحت ضغط الطاقة الروحية الهائل يتصلب تدريجيًا، لتظهر بدايات حبوب دوائية تتلألأ بضوء ذهبي باهت

لم يجرؤ لي شانغيان على التراخي ولو للحظة، فظل يغذّيها بالطاقة الروحية حتى أصبحت أسطحها ملساء لامعة، وتفوح رائحة عطرة في الأجواء، عندها فقط أطلق تنهيدة ارتياح

فتح فرن الحبوب بحذر، واستخدم قارورة خزفية خاصة ليخزن حبوب نخاع الذهب التي نجح في تنقيتها، وعددها ثلاث حبات

رغم أن العدد ليس كبيرًا، ورغم أن درجتها لم تتجاوز الدرجة الثالثة الدنيا، ولم تُظهر أي نقوش حبوب، إلا أن الأمر بالنسبة للي شانغيان، الذي يحاول لأول مرة تنقية حبة دوائية من الدرجة الثالثة، يُعد إنجازًا رائعًا

أومأ برأسه راضيًا، مهنئًا نفسه سرًا على تطور قوة روحه العظمى التي جعلت هذه العملية أكثر سلاسة مما توقع

بعد أن رتّب كل شيء، عاد لي شانغيان إلى مكتب الاستقبال في جناح الحبوب ومعه حبوب نخاع الذهب والرمز

ناول الرمز إلى المصفّي اللامبالي

فسأله ذاك الرجل باستهزاء: "أي درجة من الحبوب دوّنت؟"

ظن لي شانغيان أنه يسأل بدافع الفضول فأجاب: "الدرجة الثالثة"

نظر الرجل إلى الوقت وسخر: "نصف ساعة فقط؟ ها... فشلت، أليس كذلك؟ حبوب الدرجة الثالثة ليست بتلك السهولة"

"الوقت المتبقي في هذا الرمز لن يُحوّل لك إلى نقاط مساهمة"

"أخي الأصغر، الأفضل أن تعود وتتمرن أكثر. هاها"

شعر لي شانغيان بالعجز عن الرد

هذا الرجل كان قد ناداه سابقًا بـ"الأخ الأكبر"، أما الآن وبعد أن اعتقد أنه "فشل"، قلب اللقب إلى "الأخ الأصغر" في الحال

يا للواقعية!

لكن عندما رأى نظراته المتعجرفة، شعر لي شانغيان بالانزعاج

فأخرج على الفور الحبوب الثلاثة التي نجح في تنقيتها، وتنهد قائلًا: "الأخ الأكبر محق، فهذه أول مرة أنقّي فيها حبوب الدرجة الثالثة، وما زلت غير متمرس"

"فقط ثلاث حبات من الدرجة الثالثة الدنيا، حقًا عليّ أن أتمرن أكثر"

وعندما سمع ذاك المصفّي هذه الكلمات التي بدت نادمة لكنها في الحقيقة تباهٍ خفي، أصيب بالذهول

نظر إلى الحبوب الثلاثة في يد لي شانغيان، التي ما زالت تحمل أثر نار التصفية، ما دلّ على أنها صُفّيت للتو فعلًا

تنقية حبوب من الدرجة الثالثة في أقل من نصف ساعة

وفوق ذلك، في المرة الأولى؟

من يصدق هذا!

لكن سواء كانت المرة الأولى أم لا، فالرجل أمامه كان بالفعل مصفّي درجة ثالثة

أقوى بكثير منه هو، الذي لم يترقَ سوى للدرجة الثانية مؤخرًا

قال متلعثمًا: "أأأ... أخي الأكبر، أنت... نجحت؟ بهذه السرعة؟"

ابتسم لي شانغيان ابتسامة باهتة: "مم... مجرد حظ"

ضحك الآخر ضحكة محرجة: "أعتذر، أخوك الأصغر أساء التعبير. مبارك يا أخي الأكبر، لقد أصبحتَ مصفّي درجة ثالثة"

لم يُرد لي شانغيان أن يستعرض قوته أمامه، بل غيّر الموضوع وسأل: "هل السيد لين موجود؟"

تجمد الرجل لوهلة، ثم فهم المقصود وزاد احترامه وهو يجيب: "السيد داخل جناح الحبوب، هل تحتاج أن أُبلغ عنه؟"

أومأ لي شانغيان، وبعد وقت قصير وصله خبر أن الشيخ الأكبر، سيد جناح الحبوب، دعاه للدخول

كان مكتب لين ييفنغ، الذي هو أيضًا مسكنه، يقع في فناء هادئ خلف جناح الحبوب

وكان محاطًا بنباتات روحية كثيفة، والجو مشبع بتقلبات الطاقة الروحية

وبعد الإذن، أُدخل لي شانغيان إلى الدار

كان لين ييفنغ جالسًا بجوار طاولة شاي مصنوعة من خشب عتيق عمره ألف عام، ممسكًا بكوب من الشاي الصافي، وعيناه تكشفان عن حكمة وعمق

ولما رأى لي شانغيان، ابتسم قليلًا وأشار له بالجلوس

"أوه؟ سمعت أنك أردت مقابلتي؟" قال لين ييفنغ وهو يرشف رشفة صغيرة من الشاي، مشيرًا إلى كرسي أمامه وداعيًا لي شانغيان للجلوس

وفي الوقت ذاته صب له كوبًا من شاي روحي

بعد أن شكره، شرب لي شانغيان رشفة، فانتعش على الفور وأضاءت عيناه، "شاي رائع!"

كان كثيرًا ما يشرب من شاي يي زيوان، ورغم أن شايها أيضًا مصنوع من أشجار شاي شبه روحية وكان طعمه جيدًا

حتى أن تشين لينغيون وشين بينغ والآخرين أُعجبوا به

لكن مقارنة بشاي لين ييفنغ، فالفرق لم يكن بسيطًا

لين ييفنغ بحق مصفّي غني بالموارد، يستخدم أشجار شاي روحية حقيقية لصناعة مشروبه

ابتسم لين ييفنغ وقال: "إن أعجبك، خذ بعضًا منه معك لاحقًا"

ابتسم لي شانغيان بخجل: "هذا لطف كبير منك!"

لكن جملته التالية جعلت لين ييفنغ يضحك: "شيخي الأكبر، هل يمكن أن تعطيني عشرة أَسْوُق؟"

هز لين ييفنغ رأسه: "هاه، أطمع بكثير من معلمك! ليس لدي عشرة أسوق كلها، إعطاؤك وقية واحدة يُعد كرمًا"

قال لي شانغيان بخيبة أمل: "فقط هذا القدر؟ لا يكفي للشرب!"

"تراه قليلًا؟ إذن لا تأخذه"

"لا! لا أراه قليلًا، أريده!"

أمازحه؟ أوراق الشاي التي حصل عليها من يي زيوان تباع بـ 188 ألفًا للوقية

أما شاي الشيخ الأكبر فأعلى قيمة، يمكن أن يُباع بمليون للوقية

لكن لي شانغيان لم يكن ليفكر في بيعه، فلم يكن محتاجًا للمال

لكن كيف يرفض شيئًا مجانيًا؟

شعر لين ييفنغ بالحرج من سماكة وجه لي شانغيان

فغيّر الموضوع قائلًا: "ما الذي أردت مقابلتي بشأنه؟ إن كان أمرًا مهمًا فقل، وإلا فانصرف"

قال لي شانغيان متظاهرًا بالظلم: "يا شيخنا الأكبر، جئت لتسليم مهمة"

تفاجأ لين ييفنغ: "أي مهمة؟"

فأخرج لي شانغيان الحبوب الثلاثة وقال: "ألستَ تذكر؟ من قبل حين تسببت ببعض الإشكال في جناح الحبوب، عاقبتني بأن أنقّي حبة من الدرجة الثالثة خلال شهر"

"وتلميذك اجتهد حتى نجح اليوم، فجئت على عجل لأسلّم المهمة إليك"

أخذ لين ييفنغ الحبوب، وتفحّصها قليلًا، فبدا الرضا في عينيه

أدار حبوب نخاع الذهب بين أصابعه؛ كل واحدة تبعث ضوءًا ذهبيًا خافتًا

ورغم أنها من الدرجة الثالثة الدنيا، إلا أن هذا إنجاز نادر لمصفّي يحاول أول مرة تنقية حبة من الدرجة الثالثة

أومأ قليلًا، وقد ارتسمت في عينيه لمحة إقرار، ثم سأل: "لي شانغيان، هل أتممتَ هذه الحبوب بمفردك؟"

أجاب باحترام: "نعم، يا شيخنا الأكبر، لقد سيطرتُ على العملية كاملة وأنجزتها دون أي مساعدة خارجية"

عند سماع ذلك، ارتسمت على شفتي لين ييفنغ ابتسامة خفيفة وأومأ في سرّه

فقد علم أن طريق التصفية، بجانب الموهبة، يعتمد أساسًا على الصبر والمثابرة، وفهم عميق لخواص الأعشاب الروحية، مع تحكم دقيق في الطاقة الروحية

وليس من السهل أن يبلغ لي شانغيان هذا المستوى في وقت قصير

"جيد جدًا، تمكنت من إتمام هذه المهمة في وقت قصير، متجاوزًا توقعاتي"

وضع لين ييفنغ الحبوب على الطاولة، ولهجته تحمل إقرارًا: "لكن اعلم أن هذا مجرد بداية. فحبوب الدرجة الثالثة ليست سوى عتبة على طريق التصفية، أما التحديات الحقيقية فما زالت أمامك"

وعند سماع هذا، ظهرت الجدية على وجه لي شانغيان وقال: "تلميذك يفهم، وسيواصل جهده حتى لا يخيّب آمالك يا شيخنا الأكبر"

أومأ لين ييفنغ برضا، ثم غيّر الموضوع قائلًا:

"بما أنك أنهيت المهمة، فهذا يعني أنك أكملت العقوبة"

"لقد أديت أداءً حسنًا، وسأمنحك مكافآت خاصة. لكن قبل ذلك، أريد أن أترك لك خيارًا"

ارتجف قلب لي شانغيان وسأل بفضول: "شيخنا الأكبر، ما هذا الخيار؟"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/22 · 98 مشاهدة · 1265 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025