📖 {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ۖ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ۚ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} [الكهف: 18]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمتم لي شانغيان مع نفسه، وصدى صوته يتردد بوضوح في القبو الفارغ
بدأ يستعيد لحظة الاستنارة المفاجئة التي مر بها قبل قليل، محاولًا دمج ذلك الفهم في زراعته الروحية
قوانين الزمن هي من أقوى القوى في الكون
إنها تتحكم في الولادة والموت والصعود والانهيار لكل الأشياء، وهي القانون الأساسي الذي يحكم سير جميع الموجودات
وعلى الرغم من أن لي شانغيان لمس جزءًا ضئيلًا فقط من أطرافها، إلا أن ذلك كان كافيًا ليعود عليه بفائدة عظيمة
أغمض عينيه، وغاص مجددًا في ذلك المجال الغامض
حاول استخدام فكرته العميقة لتوجيه قوة الزمن، وسمح لها بالتدفق داخل جسده
في البداية، بدت تلك القوة غير راغبة في الخضوع لسيطرته، وانتهت عدة محاولات بالفشل
لكن لي شانغيان لم يفقد الأمل، بل ضبط أنفاسه وعقله بصبر، مجربًا مرة بعد مرة
وأخيرًا، بعد سلسلة من الإخفاقات، شعر بأن القوة بدأت تتغير بشكل طفيف
لم تعد تقاوم كما في السابق، بل بدأت تشكل معه رابطًا خفيًا
أشرق قلب لي شانغيان، فقد أدرك أنه وجد طريقًا لتوجيه هذه القوة
وبمجرد تحريك فكرته العميقة، ظهرت طاقة زرقاء داكنة في مساحة دماغه
كانت هذه الطاقة مختلفة تمامًا عن طاقته الروحية متعددة الألوان، إذ امتلأت بهالة غريبة
ثم وجه تلك الطاقة الزرقاء الداكنة نحو بذرة من دواء روحي
بذرة زهرة الإبر الثلاثة الخشبية المخزنة في مساحة دماغه بدأت تنبت، تنمو، تورق، تزهر، وتذبل بسرعة مذهلة…
في غضون أنفاس قليلة فقط، بدا وكأن هذه النبتة قد مرت بعقود طويلة من الزمن
لكن الثمن كان استهلاك ما يقارب 80% من طاقته الروحية بالكامل، إضافة إلى جزء آخر منها
وبينما كان يشاهد بذرة زهرة الإبر الثلاثة تمر من الإنبات إلى الذبول تحت سيطرة فكرته العميقة، أصيب لي شانغيان بصدمة هائلة
فهذا لم يكن مجرد نجاح أولي في تطبيق قوانين الزمن، بل كان قفزة عظيمة في طريق زراعته الروحية
لقد أدرك أنه قد امتلك بالفعل أثرًا من قوة محظورة
وعلى الرغم من أن هذه القوة كانت ضعيفة جدًا الآن، لا تؤثر إلا على بعض الكائنات الضعيفة، وحتى الإنسان العادي لا يتأثر بها إلا بشكل طفيف
تساقط العرق من جبينه، يقطر على الأرض بصوت خافت
ورغم أن جسده شعر بالإرهاق نتيجة الاستهلاك الكبير للطاقة الروحية، إلا أن عينيه كانتا تتلألآن بضياء غير محدود، مملوءتين بتوقعات عظيمة للمستقبل
"هذا مجرد البداية…"
تمتم لي شانغيان، وصوته يحمل نبرة من العزم والحماسة
لقد فهم أنه لكي يتقن قوانين الزمن حقًا، أمامه طريق طويل جدًا
لكن هذه الخطوة اليوم قد فتحت أمامه فجر الأمل
بعد استراحة قصيرة، بدأ لي شانغيان يستعيد طاقته الروحية
جلس متربعًا، شكّل الأختام بيديه، وأغمض عينيه بتركيز، ثم تناول قطعة من اليشم من الرف القريب
وجّه طاقة اليشم المحيطة لتتدفق ببطء داخل جسده، مغذية منبع طاقته المستنزف
ومع تعافي طاقته الروحية تدريجيًا، تحسن لون وجهه، وتلاشى تدريجيًا شعور الفراغ في جسده الناتج عن الإفراط في استخدام قوانين الزمن
وبعد أن استعاد عافيته، لم يتوقف لي شانغيان عن الزراعة، بل بدأ يفكر في كيفية دمج فهمه لقوانين الزمن في زراعته الروحية اليومية ومعاركه
فإتقان النظرية وحده لا يكفي، بل يجب أن يتحول إلى قدرة عملية في القتال لإطلاق القوة والتأثير الخاص لقوانين الزمن
وبعد وقت طويل دون تقدم ملموس، أدرك أنه قد مكث هنا وقتًا طويلًا
وبمجرد أن اجتاح بفكرته العميقة، طارت كمية صغيرة من اليشم القديم واليشم الأخضر في خزينة القبو إلى مساحة دماغه
ثم خرج بخطوات هادئة من المكان
وبمجرد أن عاد إلى بهو الطابق الأول من المبنى، رأى تشين رونغيوان جالسة بهدوء
كانت تمسك مجموعة من الوثائق وتقرأها بعناية، ورأسها منحنٍ
انسدل خيط من شعرها من خلف أذنها ليستقر برقة على وجنتها، مضيفًا عليها لمسة من النعومة والتركيز
خفّت خطوات لي شانغيان تلقائيًا، خوفًا من أن يزعج ذلك الهدوء
لكن تشين رونغيوان وكأنها شعرت بشيء، فرفعت رأسها نحو المدخل، لتلتقي نظراتها بنظراته
"لي شانغيان، لقد عدت؟"
كان صوتها رقيقًا ويحمل لمسة من الدهشة، ثم وضعت الوثائق جانبًا، ونهضت لتحييه
ابتسم لي شانغيان وأومأ، ودفء لطيف يغمر قلبه
"نعم، لقد تفقدت للتو اليشم الذي اشتراه بايلي والبقية في القبو، شكرًا لانتظارك كل هذا الوقت"
هزت تشين رونغيوان رأسها برفق: "لم أنتظر طويلًا، لقد انتهيت للتو من عملي. آه؟"
"ما الأمر؟" سألها لي شانغيان عندما سمع شهقتها الخفيفة
قالت تشين رونغيوان: "عيناك… تبدوان مختلفتين بعض الشيء"
ارتجف قلب لي شانغيان، فقد علم أنه أدرك للتو أثرًا من قوة الزمن، وكان بريق أزرق داكن خافت يلمع أحيانًا في حدقتيه
ابتسم وفسر: "ربما تقنيتي الروحية حققت اختراقًا!"
"أوه." لم تسأل تشين رونغيوان المزيد
نظر لي شانغيان إلى الوقت واقترح: "ما رأيك أن نخرج في موعد؟"
أومأت تشين رونغيوان بسرعة
ابتسم الاثنان لبعضهما البعض، ولم تكن هناك حاجة للكلام، فقد كان قصدهما واضحًا
ومع انتهاء العمل تقريبًا، تشابكت أيديهما على الفور، وغادرا المكان
وفي الطابق الثاني من المكتب، شعرت يانغ جينشيو فجأة بشيء، فرفعت رأسها بسرعة نحو النافذة
لتلمح صدفة ذلك الثنائي يغادران معًا بابتسامة، فجلست مذهولة في مكانها
وعيناها تحدقان في ظلهما المتباعد لفترة طويلة جدًا…
بعد أن غادر لي شانغيان وتشين رونغيوان الشركة، تصرفا كأي ثنائي عادي، يفعلان ما يفعله العشاق عادة ويستمتعون به
مثل التسوق، ومشاهدة الأفلام
كان كلاهما ذا مظهر حسن، وسيرهما في الشارع جعلهما محط أنظار المارة بنسبة تكاد تبلغ الكمال
وعلى الرغم من أن الأنظار كانت تتجه إليهما بلا توقف، إلا أن كليهما استمتع حقًا بهذا الوقت المنفرد
وفجأة، ارتجف قلب لي شانغيان، مستشعرًا شيئًا غير مألوف
"لي شانغيان، ما الأمر؟" نظرت إليه تشين رونغيوان في حيرة
ابتسم لي شانغيان، اقترب منها، وهمس في أذنها: "هناك ذيل صغير يتبعنا"
دفء أنفاسه ونفحته الذكورية الساخنة أربكت أفكارها للحظة
حدقت مذهولة في ملامحه الوسيمة، ثم رفعت رأسها تسأل ببراءة: "هاه؟ ماذا؟"
وعندما رأى لي شانغيان مظهرها البريء اللطيف، اهتز قلبه، ولم يستطع منع نفسه
تفاجأت تشين رونغيوان ب، واحمر وجهها في الحال، وبريق الخجل والدهشة يملأ عينيها
وبينما اجتذبت هذه اللحظة أنظار المارة، بدا في عيني لي شانغيان وكأن العالم بأسره لا يحتوي سوى عليه وعلى تشين رونغيوان
وبعد لحظة، أفلتها على مضض، وعلى شفتيه ابتسامة ماكرة، وهو يهمس: "هناك من يتعقبنا، لكن لا تقلقي، سأهتم بالأمر"
استعادت تشين رونغيوان وعيها، وأخذت تنظر حولها بقلق، وهمست: "من يمكن أن يكون؟ وهل هناك خطر؟"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ