رواية العبور بين عالمين العالم الحديث وعالم الزراعة الروحية

🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

📖 {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"إذن تعال معي، سنخوض نزالًا في الساحة"

بعد أن أنهى حديثه، تقدّم يي فنغ نحو ساحة التدريب القتالي

تبع لي شانغيان وتشين زيمينغ خطواته عن قرب

في ساحة التدريب التابعة للمنطقة العسكرية، كان قد تجمع بالفعل عدد كبير من الناس

لقد سمعوا أن هناك من تجرأ على تحدي العقيد يي، الملك المقاتل الشهير في المنطقة العسكرية، يي فنغ، فاندفع الجميع لمشاهدة النزال

وقف يي فنغ في وسط الساحة، منتصب القامة كأشجار الصنوبر، وعيناه حادتان كعينَي النسر

خلع قميصه، كاشفًا عن عضلاته القوية وبنيته الصلبة، أشبه بوحش مفترس يستعد للانقضاض

أما لي شانغيان فبدا مرتاحًا، مرتديًا ثيابًا عادية، قدماه متباعدتان قليلًا، ويداه تتدليان بشكل طبيعي إلى جانبيه

كان على وجهه ابتسامة خفيفة، وكأنه غير مبالٍ بالتحدي القادم

"أيها الشاب، هل أنت مستعد؟ لن أرحمك!" نظر يي فنغ إلى لي شانغيان، وصوته يحمل تحذيرًا خفيًا

ضحك لي شانغيان وقال بابتسامة مليئة بالثقة: "هيه هيه، تفضل أيها العقيد يي!"

ومع صفير حاد، انقض يي فنغ على لي شانغيان مثل نمر مفترس

كانت سرعته عالية جدًا، وهدير قبضتيه يخترق الهواء كما لو كان سيمزقه

لكن أمام هذا الهجوم العنيف، بدا لي شانغيان وكأنه يتمايل بخفة

كانت حركته خفيفة كالريشة، يتنقل بمرونة وسط ضربات يي فنغ

ومهما كانت قبضات يي فنغ شرسة، لم تستطع لمس جسد لي شانغيان

"هذا... كيف يكون ممكنًا؟!"

"من هذا الشاب؟ لماذا لا يستطيع العقيد يي إصابته؟"

"هل يمكن أن يكون أيضًا ممارسًا للفنون القتالية القديمة؟"

"العقيد يي قوي بما يكفي، لو واجهته لانهرت في أقل من جولتين"

"صحيح، لكن رغم قوته الهائلة، لم يستطع أن يلمس هذا الرجل ولو مرة"

"هل هذه هي مواجهة العظماء؟"

بدأ المتفرجون على جانب الساحة يتهامسون فيما بينهم

حتى تشين زيمينغ، الذي يشاهد لأول مرة أسلوب لي شانغيان، كان يحدّق باهتمام في النزال

في الوقت نفسه، كان يي فنغ يشعر بانزعاج شديد، وقد ارتسم على وجهه تعبير غير مصدق

لم يرَ من قبل أسلوب حركة بهذه المراوغة، وكأن جسد لي شانغيان قد تجاوز حدود البشر

لم يعد قادرًا على تحمل مراوغة لي شانغيان المستمرة، فصرخ: "أي مهارة هذه التي تقوم على الهرب فقط؟! إن كنت شجاعًا فقاتلني وجهًا لوجه!"

ابتسم لي شانغيان وقال: "كما تريد"

وفي لمح البصر، ظهر خلف يي فنغ

ثم ربت بخفة على كتفه، فتراجع يي فنغ خطوات للأمام وكأنه دُفع بقوة خفية

"ما هذا الأسلوب الغريب؟! هل تسخر مني؟!"

لم يقتنع يي فنغ، ظنًا أن لي شانغيان يستخف به باستغلال أسلوبه المراوغ

لكن في تلك اللحظة، ظهر لي شانغيان فجأة أمامه، ومد يده بخفة وأمسك قبضته القادمة نحوه

شعر يي فنغ وكأن قبضته مُحكمة داخل مخلب من حديد، عاجزًا عن الحركة

أطلق كل طاقته الداخلية التي صقلها لعقود، لكنه لم يستطع الفكاك من قبضته

وبحركة خفيفة من يد لي شانغيان، تراجع يي فنغ عشرات الخطوات

شحب وجه يي فنغ، وامتلأ قلبه بالصدمة والخوف

لقد أدرك أنه لم يعد نِدًا للي شانغيان

ابتسم لي شانغيان وقال: "أيها العقيد يي، لقد بالغت في تقديري"

في تلك اللحظة، صُعق الجميع في الساحة

لم يسبق لهم أن شاهدوا نزالًا بهذه الروعة، ولا أن رأوا أحدًا يهزم يي فنغ بهذه السهولة

"من هو هذا الشاب؟!"

"قوي جدًا! أسلوب حركته كالشبح!"

"نعم! العقيد يي، الملك المقاتل المعروف في المنطقة العسكرية، يُهزم بهذه البساطة!"

...

تعالت همسات الذهول والإعجاب بين الحاضرين

أما تشين زيمينغ فقد نظر إلى لي شانغيان بتمعّن، وانعكس بريق غير مألوف في عينيه

كان لي شانغيان بالفعل قويًا إلى هذه الدرجة!

في هذه اللحظة، استعاد يي فنغ وعيه من الصدمة

اقترب من لي شانغيان وانحنى بعمق: "السيد لي، أنا، يي فنغ، أعترف! قوتك تفوق قوتي بكثير، لقد انهزمت"

ابتسم لي شانغيان وساعده على النهوض: "أيها العقيد يي، لا تكن قاسيًا مع نفسك، فالأمر يعود لاختلاف الإرث الذي أحمله"

كان يي فنغ على وشك أن يسأله المزيد، لكن تشين زيمينغ تقدم قائلًا: "حسنًا، القائد بانتظار لي شانغيان"

عندما رأى أن لي شانغيان مشغول، تراجع بخطوات مترددة

لكن فجأة قال له تشين زيمينغ: "أيها العقيد يي، إن لم يكن لديك عمل، تعال معنا"

"أنا؟" لم يتوقع يي فنغ أن يناديه الجنرال بنفسه

لكن سرعان ما وقف باحترام وقال: "نعم، سيدي"

ورغم ما كان يتصف به من كبرياء، إلا أن قوة لي شانغيان وحركته الخارقة وطاقته الداخلية العميقة قد أقنعته تمامًا

كما أن الفضول قد تملكه لمعرفة سبب زيارة لي شانغيان

وبذلك، تبع يي فنغ تشين زيمينغ ولي شانغيان نحو قاعة الاجتماعات في مقر المنطقة العسكرية

انفتح باب القاعة ببطء، كاشفًا عن طاولة طويلة يجلس حولها رجال مميزون

وفي الوسط جلس رجل مسن ذو وجه مهيب وعيون عميقة، وكأنه يقرأ القلوب، لم يكن سوى القائد الأعلى المحترم للمنطقة العسكرية

كما جلس سبعة رجال آخرون في منتصف العمر، بملامح هادئة ووقار ظاهر

كانوا جميعًا مستشارين للمنطقة العسكرية، كما أنهم ممارسون للفنون القتالية القديمة

قال تشين زيمينغ وهو يحييهم: "أيها القائد، أيها المستشارون المحترمون، هذا هو لي شانغيان!"

ثم عرّفه بكل جدية، ونبرة فخر في صوته

ابتسم القائد الذي كان في صدر المجلس قليلًا وقال: "السيد لي، تفضل بالجلوس! لقد أخبرني الجنرال تشين أنك تمتلك حبة دوائية عجيبة قادرة على جعل الجندي العادي يصل إلى مستوى الممارس للفنون القتالية القديمة؟"

عند سماع ذلك، ظهرت على وجوه الجالسين مشاعر متباينة

بين صدمة وفضول وشك... دون أن يُظهر أحد تصديقًا

حتى يي فنغ ظن أنه سمع خطأ

فقد نهض فجأة وصاح: "مستحيل! هذا أمر غير ممكن!"

"لكي نصبح ممارسين للفنون القتالية القديمة، علينا بلوغ عالم الاكتساب على الأقل! وهو عالم يتطلب سنوات طويلة، بل عقودًا من الجهد"

"إن كان بإمكان حبة دوائية أن تختصر كل ذلك، فما فائدة ما بذلناه من زراعة وصقل؟!"

لم يكن غريبًا أن تكون ردة فعله بهذه القوة

فهو نفسه ممارس للفنون القتالية القديمة، ويعرف كم عانى ليصل إلى مستواه الحالي

وقد كان رأي الآخرين شبيهًا برأيه؛ فلا التقنية ولا التقدم العلمي يمكن أن يحوّل إنسانًا عاديًا إلى خارق

فما بالك بحبة دوائية مجهولة؟

لكن بما أن الأمر قد رُفع رسميًا للمنطقة العسكرية من الجنرال تشين زيمينغ، كان لا بد من أخذه على محمل الجد

ولهذا عُقد هذا الاجتماع والتقييم

لم يكترث لي شانغيان لاعتراض يي فنغ، بل أخرج زجاجة خزفية صغيرة من جيبه ووضعها برفق على الطاولة

ثم ابتسم قائلًا: "أيها القادة، هذه هي حبة تقوية الجسد. تأثيرها تمامًا كما قال القائد: بتناول واحدة فقط، يمكن للشخص العادي أن يصبح مكافئًا لممارس للفنون القتالية القديمة"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ