رواية العبور بين عالمين العالم الحديث وعالم الزراعة الروحية

📖 {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا • وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2-3]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في عالم الزراعة الروحية

بعد أن استيقظ لي شانغيان، بدأ بالزراعة كعادته، مدوّرًا في الوقت نفسه خمس تقنيات للزراعة، وهو يمتص بجنون الطاقة الروحية

لقد أصبح الآن بارعًا في ذلك، إذ يستطيع إكمال ثلاثمئة وستين دورة كبرى في أقل من ساعة

كان يتقدم نحو مرحلة تأسيس الأساس في ذروتها، حيث إن أكثر من تسعين بالمئة من الطاقة الروحية في منصة طاقته داخل الدانتان قد ترسخت بالفعل

لم يتبق له سوى الجزء الأخير من الطاقة الروحية ليترسخ بالكامل قبل أن يتمكن من تكثيفه إلى نواة ذهبية، ليصبح خبيرًا في مرحلة النواة الذهبية

كان يتبقى حوالي شهر حتى منافسة الطائفة

وبحلول ذلك الوقت، كان سيكون قد تقدم بالفعل إلى مرحلة النواة الذهبية

وكان الفوز بالمركز الأول في منافسة الطائفة الداخلية أمرًا في غاية السهولة

وذلك لأن أيًّا من تلاميذ الطائفة الداخلية لم يخترق بعد مرحلة النواة الذهبية؛ وإلا لكانوا قد ترقوا بالفعل ليصبحوا تلاميذ أساسيين أو شيوخًا في الطائفة

ومع ذلك، لم يُنزل لي شانغيان حذره؛ فقد كان يشعر دائمًا أن تشاو ليه ومجموعته يخططون لبعض الحركات القاتلة، لكنهم لم يجرؤوا على استخدامها داخل الطائفة

لكن، ومهما يكن، فالقوة هي الحقيقة المطلقة

أنهى لي شانغيان زراعته وخرج، ليرى طائرين من الرافعة الروحية وذئبًا أحمر واحدًا، كل منهم يحتل زاوية من الفناء الصغير، وأعينهم مغمضة في الزراعة

كانت الرافعتان الروحيتان تابعتين للطائفة، وكانتا مؤخرًا كثيرًا ما تقصدان فنائه لامتصاص الطاقة الروحية

أما الذئب الأحمر فكان وحش ياو قد جلبه لي شانغيان من مدينة تشانغبينغ، ولم يكن يعرف الكثير عن طرق زراعة وحوش الياو

وكانت زراعة الذئب الأحمر تعتمد تمامًا على غرائزه

وبينما كان لي شانغيان يفكر فيما سيفعله اليوم، شعر فجأة برمز الطائفة الخاص به يتحرك

أخرجه، فرأى أن الرمز يعرض رصيد نقاط مساهمته: مئة ألف وست وثمانون!

غمره الفرح؛ لقد وصل مكافأته عن المهمة

فطار دون تردد نحو قمة زييانغ

وبما أنه يمتلك نقاط المساهمة، يمكنه، كما اقترح عليه معلمه، أن يذهب إلى عالم سرّ سنلوو ليزرع لفترة من الوقت

...

كانت العوالم السرية التابعة لطائفة شوان يوان تُدار بواسطة برج التشكيل

وكانت الطائفة تتكون من ثماني قمم؛ قمة زييانغ كانت بمثابة "المقر الرئيسي"، بينما القمم السبع الأخرى كانت بمثابة "الفروع"

وفي "المقر الرئيسي"، وُجد أيضًا قاعة الشؤون العامة، جناح صناعة الحبوب الروحية، برج التشكيل، جناح الأدوات الروحية، وقاعة العقوبات

وكانت قاعة الشؤون العامة تحت إدارة الشيخ تشاو ووجي

أما جناح صناعة الحبوب الروحية فكان تحت إدارة الشيخ الأكبر لين ييفنغ

وبرج التشكيل تحت إدارة الشيخ يو مين

وجناح الأدوات الروحية تحت إدارة الشيخ وو دونغمين

وقاعة العقوبات تحت إدارة الشيخ الأكبر تشاو ووجي

أما سيد الطائفة، تشو بايداو، فقد كان يشرف على جميع شؤون الطائفة

كان لي شانغيان قد زار قاعة الشؤون العامة وجناح صناعة الحبوب الروحية من قبل أكثر من مرة؛ لكن هذه كانت أول مرة له في برج التشكيل

كان برج التشكيل يقع في الجانب الشرقي من قمة زييانغ، ورغم أنه كان يسمى "برجًا"، إلا أن مساحته كانت عشرات آلاف الأمتار المربعة، ويضم أكثر من عشرة مبانٍ

وبمجرد أن اقترب لي شانغيان، شعر بأن الفضاء المحيط مغطى بهالة غريبة

كانت المناظر المحيطة ضبابية، وكأن قوة ما تحجبها، فلم يكن بالإمكان تمييز التفاصيل بداخلها

مدّ وعيه ليستكشف، فشعر على الفور بهالة حادة، لكنها مكبوتة

ولو قام بأي حركة متهورة أخرى، لربما واجه هجومًا مرعبًا

أُعجب لي شانغيان في سره؛ لقد واجه عجب هذا التشكيل من قبل عندما ذهب أول مرة إلى الحديقة الأرجوانية

لكن تشكيلات برج التشكيل كانت أقوى بمئات المرات من التشكيلات التي كان يي زييوان ينصبها بلا مبالاة

ومع ذلك، كان ذلك منطقيًا عند التفكير فيه؛ فهذا مكان حيوي في الطائفة، يحرس عالمها السري، فكيف يمكن للناس العاديين الوصول إليه بسهولة؟

اعتمد لي شانغيان على رمز الطائفة ليدخل أول مبنى من مباني برج التشكيل دون عوائق

كان برجا من ثمانية طوابق، ذو مظهر قديم، مهيب في هالته، يغطي جسده نقوش تشكيل غريبة، مما يجعله يبدو غامضًا للغاية

عند بوابة برج التشكيل

حين دخل لي شانغيان البوابة الرئيسية للبرج، أضاءت عيناه فجأة، واتسع المشهد أمامه؛ إذ كان بداخله قاعة شاسعة للغاية

اصطفت في القاعة أعمدة شاهقة، منقوش على كل منها عدد لا يُحصى من الرموز

جعلت هذه الأعمدة الشاهقة الضخمة لي شانغيان يشعر بتفاهة حجمه وهو يتقدم داخلها

داخل برج التشكيل

في المبنى، كان هناك أيضًا العديد من الوكلاء يرتدون أردية زرقاء، منهمكون في تصفح النصوص القديمة أو تبادل الرؤى حول التشكيلات

وبعد أن ألقى لي شانغيان نظرة فضولية، تقدم وسأل أحد الوكلاء المناوبين:

"أيها الوكيل، أرغب في التقدم لدخول عالم سري. كيف أفعل ذلك؟"

رفع الوكيل، وهو رجل في منتصف العمر، رأسه عن انشغاله، وحدق في لي شانغيان بعينين حادتين قبل أن يسأله: "يمكنك أن تسألني. أي عالم سري تريد أن تذهب إليه؟"

أشرق وجه لي شانغيان وقال: "أتقدم لدخول عالم سرّ سنلوو للتجربة"

"عالم سرّ سنلوو؟" بدا الوكيل مندهشًا على الفور

ولم يستطع إلا أن يذكره: "من أي قمة أنت تلميذ؟ عالم سرّ سنلوو ليس بالأمر الهيّن؛ حتى المزارعون في مرحلة النواة الذهبية عليهم أن يكونوا حذرين عند دخوله"

"أما أنت، تلميذ من الطائفة الداخلية فقط، ألست خائفًا من الموت؟"

قدّم لي شانغيان رمز الطائفة وضحك قائلًا: "التلميذ لي شانغيان. لقد كان معلمي هو من اقترح أن آتي إلى هذا العالم السري للتجربة"

أخذ الوكيل ليو يوان الرمز، وفحصه للحظة، فظهر على وجهه تعبير دهشة:

"لي شانغيان؟ أأنت التلميذ الذي ترقى مؤخرًا وأثار الضجة؟ ولكن، هل أنت متأكد أنك تريد الذهاب وحدك؟"

أومأ لي شانغيان، وعيناه مملوءتان بالعزم: "لقد عقد هذا التلميذ العزم، وآمل أن يحقق الوكيل طلبي"

هز ليو يوان رأسه بخفة، وكأنه حائر من قرار لي شانغيان

لكنه فكر بعدها، ربما أن هذا الشاب يملك ثقة مجهولة، فقال:

"حسنًا، بما أنك مصر، فسأخبرك بشروط دخول العالم السري"

"أولًا، يجب أن تمتلك ما لا يقل عن مئة ألف نقطة مساهمة"

"ثانيًا، عليك أن توقّع على عقد حياة أو موت، ينص على أنك تتحمل جميع العواقب"

"هل أنت مستعد؟"

ابتسم لي شانغيان بخفة، وأشار إلى رمز الطائفة خاصته، وقال ضاحكًا: "نقاط المساهمة في رمزي تجاوزت بالفعل مئة ألف. تحقق بنفسك أيها الوكيل"

تفاجأ ليو يوان مرة أخرى؛ لم يكن يتوقع أن يمتلك هذا التلميذ الشاب فعلًا مئة ألف نقطة مساهمة

ويُعلم أن الكثير من تلاميذ الطائفة الداخلية يكدحون حتى الموت يوميًا مقابل عشرات قليلة من النقاط

فعلى سبيل المثال، جاره سو ديكواي؛ عندما التقى به لي شانغيان أول مرة، كان يائسًا يؤدي صناعة الحبوب الروحية للطائفة

وكان يستغرق شهرًا كاملًا ليكسب أقل من مئة نقطة مساهمة

ومع ذلك، أنفق لي شانغيان مئة ألف نقطة دون تردد في سبيل التجربة

وكان ذلك يعادل مئة ألف حجر روحي منخفض الدرجة، وهو ما يكفي ليدفع مزارعًا في مرحلة تأسيس الأساس المبكرة للتقدم إلى مرحلة تأسيس الأساس المتأخرة

أومأ ليو يوان قليلًا، مشيرًا إلى وكيل آخر بجانبه ليُحضر عقد الحياة والموت

أخذ لي شانغيان العقد، قرأه بعناية، ووقّع اسمه دون أي تردد

"بما أنك قررت، فاتبعني"

نهض ليو يوان وقاد لي شانغيان عبر عدة طبقات من التشكيلات إلى بوابة خفية

مد يده ولمس بخفة نقشًا على الباب؛ ففتحت البوابة ببطء، كاشفة عن ممر مظلم يقود إلى عالم مجهول

"تذكر، داخل عالم سرّ سنلوو، الخطر والفرصة يتلازمان. وما إذا كنت ستغتنمها أم لا يعتمد كليًا على حظك وقوتك. حظًا موفقًا"

ترددت كلمات ليو يوان في الممر

أومأ لي شانغيان، وأخذ نفسًا عميقًا، وخطى إلى داخل الممر

ومع اختفاء شكله تدريجيًا في الظلام، أُغلقت البوابة ببطء

وعادت كل الأمور إلى السكون، كأن أحدًا لم يكن هنا قط

غير أنه في زاوية من برج التشكيل، ارتسمت ابتسامة غريبة على وجه وكيل يرتدي الأزرق

ثم اختفى على الفور من مكانه، مندفعًا خارج برج التشكيل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ