بدء عمل تجاري أمر شاق

لا تزال هناك أمور كثيرة يجب القيام بها عند محاولة تأسيس عمل تجاري

فهو يتطلب رأس مال وزبائن ومنتجات وما إلى ذلك

لكن بالنسبة لـ لي شانغيان، لم يكن أي من هذه الأمور مشكلة

تحتاج إلى رأس مال؟ فقط بع الذهب

تحتاج إلى زبائن؟ هناك الكثير من محلات الذهب التي تحتاج الذهب، طالما أنه مستعد لبيعه بسعر أقل

تحتاج إلى منتجات؟ الذهب هو أصعب عملة على الإطلاق

في ذلك اليوم، قام لي شانغيان ويانغ جينشيو بالكثير من الأمور

أولًا، باع كل العشرين كيلًا من الذهب والمئتي كيلًا من الفضة التي كانت عنده

استبدلها بما يقارب ستة ملايين يوان كرأس مال

كان من الجيد أن هناك محترفين يساعدونه، فقد كسب على الأقل خمسمئة ألف إضافية من بيع هذا الذهب والفضة

وبإضافة الأموال الأصلية لـ لي شانغيان، أصبح لديه الآن أكثر من تسعة ملايين كرأس مال

لم يستطع لي شانغيان منع نفسه من الشعور ببعض الزهو

ففي غضون أيام قليلة فقط، تحول من طالب جامعي فقير يحتقره وو يوشان إلى رجل صغير ثري يملك ما يقارب عشرة ملايين

لكن هذه الثروة الصغيرة لم تدم طويلًا، فقد أنفق حوالي خمسة ملايين يوان لشراء اليشم

وباقتراح من يانغ جينشيو، لم يشترِ حُلي اليشم الجاهزة هذه المرة

بل اشترى مباشرة مواد اليشم الخام، وهذا كان يتماشى مع نواياه

استغل ذريعة وضعها في صناديق، لينقلها كلها إلى فضاء عقله

كانت كمية اليشم التي تساوي أكثر من خمسة ملايين كبيرة جدًا، حتى كادت تملأ مساحة المتر المكعب الواحد

بعد ذلك، حوّل مليونًا آخر إلى يانغ جينشيو لتسجيل شركة لتجارة المجوهرات ولإجراء عملية والدتها

رؤية لي شانغيان يحوّل مبلغًا ضخمًا لها دون تردد جعلت يانغ جينشيو متأثرة بشدة

امتلأت عيناها بالمشاعر وهي تنظر إلى لي شانغيان، وفي نظرتها لمحة رقة يصعب وصفها

لم يعاملها أحد قط بهذا الشكل من قبل، لم يثق بها أحد أو يساعدها

ليس أن الرجال الآخرين لم يكونوا طيبين معها من قبل

لكن في أعينهم لم يظهر سوى رغبة في التهامها

حتى أن بعض الرجال الدهناء كانوا يسألونها سرًا عن تكلفة "إبقائها" لشهر كامل

إضافة إلى سلوك شقيقها السابق، كانت دائمًا حذرة من الرجال

بينما عيني لي شانغيان، على الرغم من أنه كان أحيانًا لا يستطيع منع نفسه من إلقاء نظرة خاطفة على جبالها

إلا أنه لم يكن في نظره نوايا دنيئة، كانت عيناه صافيتين، وتصرفه صريحًا

هذا جعل يانغ جينشيو تشعر بالراحة والاطمئنان

بغض النظر عما كانت تفكر فيه يانغ جينشيو، عاد لي شانغيان إلى جناح الفندق الرئاسي في فندق الفصول الأربعة

"همم، يبدو أن شراء منزل وسيارة يجب أن يوضع على جدول الأعمال، وإلا فالأمر دائمًا غير مريح قليلًا" تمتم لي شانغيان مع نفسه قبل أن تغرق وعيه في الظلام

… … … …

"آتشو…"

في الفناء الصغير أسفل قمة زييانغ، تثاءب لي شانغيان وتمدد براحة

اكتشف لي شانغيان اكتشافًا مذهلًا

بالأمس، قبل أن يغادر وعيه عالم الزراعة الروحية، وضع حجر يشم على دنتيان خاصته

وفي الوقت نفسه، كان مستمرًا في تدوير تقنية الزراعة الأساسية، تقنية تكرير الطاقة الروحية

وعند استيقاظه، وجد أن حجر اليشم الأخضر الزمردي أصبح أكثر بياضًا

كما أن الطاقة الروحية في دنتيانه ازدادت كثافة بشكل ملحوظ

ابتهج لي شانغيان

"هذا ببساطة كالزراعة الآلية!"

من الآن فصاعدًا، لم يعد عليه القلق بشأن عدم كفاية وقت الزراعة، إذ يمكنه الزراعة ليلًا بشكل كامل

بينما يعود وعيه إلى عالم النجمة الزرقاء للقيام بأمور أخرى

كان هذا يعادل امتلاكه وقتًا أكثر بعدة مرات مقارنة بالآخرين

حقًا سيد إدارة الوقت العظيم

"لا أعلم ما هو مجالي الآن، فبدون وجود من يرشدني أنا ضائع تمامًا"

"أوه، صحيح، تلك الحسناء الكاهنة الكبرى أخبرتني أن أبحث عنها اليوم، آمل أن أستطيع أن أصبح تلميذها بنجاح"

"وإلا فلن أعرف كيف أزرع، هل أبقى أزرع بهذه التقنية المكسورة لتكرير الطاقة الروحية؟"

المحبط لي شانغيان اغتسل ثم توجه نحو منتصف الجبل

هذا العبور بين عالمين كان جيدًا من كل النواحي، إلا أنه كان يجبره على الاغتسال مرتين

مرهق

وعندما وصل لي شانغيان، متبعًا ذاكرة الأمس، إلى فناء يي زيوان في منتصف الجبل، أصيب بالذهول تمامًا

شك أنه ذهب إلى المكان الخطأ

فاللافتة فوق باب الفناء أمامه لم تعد مكتوبًا عليها "الحديقة البنفسجية"

بل أصبحت مكتوبًا عليها "الحديقة الحمراء"

ولم تعد الأبواب والجدران بنفسجية، بل أصبحت بلون أحمر

كان لي شانغيان متأكدًا أنه لم يخطئ الطريق، ولم يتغير شكل الفناء الخارجي

فقط اللون والاسم هما ما تغير

"لسبب ما، لدي شعور مشؤوم"

نظر لي شانغيان إلى اللون الأحمر، فانبثقت هذه الفكرة في ذهنه لا إراديًا

ولكن بما أنه جاء بالفعل، فلن يختار التراجع

بعد فتح الباب، ما استقبله كان لا يزال ذلك الجرف

عرف أن هذا وهم

تماسك لي شانغيان وسار عبر الباب

لكن ما إن وطئت قدماه داخل الباب، لم يشعر بأرض صلبة

بل كان فراغًا

وفورًا بعد ذلك، بدا أن جسده يُسحب إلى الأسفل بقوة

كان شعور السقوط الحر

تغير وجه لي شانغيان على الفور

"يا إلهي! هذا… إنه بالفعل جرف!"

شعر بالريح تعصف بأذنيه وجسده يهبط أسرع فأسرع، فخفق قلبه بقوة

كان يرتدي رداء طاوي فضفاضًا، وحاول جاهدًا أن يمد أطرافه، مما خفف من سرعة سقوطه إلى حد ما

وفي اللحظة التي اعتقد أن الأمر سينتهي بسوء، مع رشة ماء، ارتطم بالماء

"بفف~"

بصق لي شانغيان فمًا من الماء وكافح للسباحة نحو الشاطئ

ولحسن الحظ، كان جسده قد بدأ بالفعل بالزراعة الروحية، وكان بنيانه الجسدي أفضل بكثير من إنسان عادي

وإلا، فقط من السقوط من هذا الارتفاع، لكان قد أصيب بجروح بالغة إن لم يمت

لكن مع ذلك، ما زال يشعر بعدم ارتياح شديد

"كح كح… ما هذا المكان بحق؟" قال لي شانغيان بصعوبة

كافح لي شانغيان للخروج من مياه البحيرة الباردة ونظر حوله، فوجد نفسه في بيئة غريبة وغير مألوفة

لم يعد هذا الفناء الصغير المألوف في قمة زييانغ، بل كان غابة بدائية كثيفة

وقف، يهز قطرات الماء عن جسده، وقلبه مليء بالشك وعدم الارتياح

"هل سقطت من منتصف الجبل إلى الأسفل؟ أم أن هذا اختبار الكاهنة الكبرى يي زيوان؟"

تأمل لي شانغيان في نفسه، وقرر الاستكشاف أولًا قبل وضع أي خطط

سار على طول ضفة البحيرة، يبحث عن دلائل أو مخارج ممكنة

وسرعان ما اكتشف كهفًا صخريًا مخفيًا، مدخله مغطى بالكروم، مما جعله صعب الملاحظة دون تدقيق

وبعد لحظة من التردد، قرر لي شانغيان دخول الكهف لاستكشافه

كلما توغل أكثر، اتسع الكهف تدريجيًا، وكان هناك حجر أزرق كبير موضوع في الوسط

نُقشت على الحجر رموز معقدة، تبعث توهجًا خافتًا، وكأنها تحتوي قوة غامضة

"هذا… هل يمكن أن يكون تقنية زراعة أو تشكيلًا؟"

اهتز قلب لي شانغيان، وتقدم ليتفحصه عن قرب

فجأة

انطلق التوهج من الحجر الأزرق نحو جبهته

قبل أن يتمكن من الرد، اندفعت موجة من المعلومات إلى عقله

كانت إرثًا لتقنية مزارع تعاويذ تُسمى "فن النار الملتهبة"

هذه التقنية تسمح للمزارع بزراعة الطاقة الروحية لعنصر النار، لتصبح عنيفة وقوية، ذات هجوم مدمر وشديد

"هل يمكن أن يكون هذا اختبارًا أعدته الكاهنة الكبرى يي زيوان خصيصًا لي؟ هل تريد أن ترى إن كنت أملك قدرة الاستيعاب؟"

امتلأ قلب لي شانغيان بالدهشة والفرح، وجلس بسرعة متربعًا، وبدأ بالزراعة وفقًا لإرشادات فن النار الملتهبة

وعلى الرغم من أنه بدأ طريق الزراعة الروحية معتمدًا على تقنية تكرير الطاقة الروحية، إلا أنه لم يمارس التعاويذ من قبل

لذلك، لم يكن قادرًا تمامًا على استخدام الطاقة الروحية داخل جسده

لكن أثناء ممارسته وفقًا للتقنية، شعر لي شانغيان أن الطاقة الروحية التي كانت لطيفة داخله بدأت فجأة تضطرب بقلق

وكأنها تحولت إلى لهب مشتعل، فأخذ نفسًا عميقًا، وأغمض عينيه، وركز

وباتباعه للطريقة الموجودة في الإرث، حاول أن يوجه هذه الطاقة الروحية القلقة لتسير داخل جسده وفق مسار محدد

في البداية، لم يسر شيء بسلاسة؛ إذ كانت الطاقة الروحية مثل حصان جامح، تجري بجنون في مسارات الطاقة، مسببة له ألمًا كاد يجعله يستسلم

لكن لي شانغيان علم أن هذا طريق لا بد منه ليرتقي إلى مستوى أعلى من الزراعة، فعض على أسنانه، مصرًا على تعديل تنفسه ونواياه، ساعيًا للتناغم مع هذه الطاقة الروحية العنيفة

وبعد محاولات لا تحصى من الفشل، تمكن لي شانغيان أخيرًا بالصدفة من الإمساك بتوازن دقيق

شعر بالطاقة الروحية في جسده تبدأ بالدوران بإيقاع، وتزداد تركيزًا وقوة مع كل نقطة طاقة تمر بها

وفي الوقت نفسه، بدأ بخار حراري خفيف يتصاعد من راحته، علامة على أن فن النار الملتهبة بدأ يؤتي أثره

"لقد تم الأمر!"

امتلأ قلب لي شانغيان بالفرح، وفتح عينيه

فرأى شعلة صغيرة تومض بخفة فوق راحته

رغم أنها ضعيفة، إلا أنها احتوت حرارة مدمرة لا يمكن إنكارها

كانت هذه أول مرة ينجح فيها بإطلاق تعويذة منذ أن بدأ الزراعة الروحية

وفي تلك اللحظة، دوى صوت مرح: "ليس سيئًا، لديك بعض القدرة على الاستيعاب!"

رفع لي شانغيان رأسه فجأة نحو مصدر الصوت، ليرى الكاهنة الكبرى يي زيوان مرتدية ثوبًا أحمر

وقفت بين الأزهار كحورية، جمالها يفوق البشر

لكن

على عكس هدوئها ورقتها بالأمس حين كانت ترتدي البنفسجي، أمسكت هذه المرة بسوط قصير في يدها

كان تعبيرها متغطرسًا ومليئًا برغبة في السيطرة

تمامًا مثل فارسة

ولمعت في ذهن لي شانغيان كلمة واحدة: سادية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/20 · 347 مشاهدة · 1468 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025