143 - تقوية الجسد وتكثيف الحبة الذهبية ذات الألوان الخمسة

📖 {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد سلسلة من المعارك، تحسنت قوة لي شانغيان بسرعة، كما نما رصيده من خبرة القتال بسرعة كبيرة

في السابق، كان يتدرب دائمًا في فناءه الصغير، ولم يكن يتبادل القتال سوى نادرًا مع يي زييوان لتوجيهه في أساليب المواجهة

لكن الفجوة بين يي زييوان وبينه كانت كبيرة جدًا، فلم يكن لي شانغيان قادرًا سوى على تلقي الضربات

كان الأمر أشبه بلعبة يجلد فيها القوي الضعيف؛ القوي يجدها مملة، والضعيف أيضًا يجدها مملة

لذلك، على الرغم من أن مستوى لي شانغيان ارتفع، إلا أنه كان يفتقر بشدة إلى خبرة القتال

السبب وراء اقتراح يي زييوان قدوم لي شانغيان إلى سرّ سينلو للتجارب، كان طبيعيًا لأنها اكتشفت هذا النقص في زراعته الروحية

عالم الزراعة الروحية عالم قاسٍ جدًا

فهو دائمًا مليء بالمنافسة والمكائد والذبح

عدد لا يحصى من المزارعين كانوا يقاتلون حتى الموت من أجل بضع أحجار روحية منخفضة الدرجة

أما لي شانغيان، ولأنه امتلك الإصبع الذهبي للانتقال بين عالمين، لم يكن يقلق أبدًا بشأن موارد الزراعة الروحية

ومع أنه قاتل من قبل، إلا أنها لم تكن مواجهة حياة أو موت حقيقية

حتى وإن كان شخصًا مكتملاً في عناصر الخمسة، وحتى وإن عُرف بأنه لا يُهزم بين أبناء نفس المستوى

لكن، إذا التقى بمزارعين مستقلين في نفس المستوى، فسيظل من غير المؤكد من الذي سينتصر

في تلك اللحظة، جلس لي شانغيان فوق صخرة ضخمة، بينما كان عند قدميه دب عظيم مغطى بدرع صخري ثقيل

كان الدب يحتضر، أنفاسه الأخيرة تتقطع، واضح أنه لم يتبق له الكثير من العمر، لكن عينيه كشفتا عن تمسك شديد بالحياة

أعاد لي شانغيان استجماع طاقته الروحية في جسده بينما كان يدمج باستمرار هذه التجارب القتالية

واكتشف أيضًا قاعدة سرّ سينلو؛ فكلما حصد غنيمة من معركة، تغير مشهد السرّ

ولذلك، هذه المرة لم يقتل الدب الصخري

بل تركه نصف ميت حتى لا يتغير المشهد

ومع اشتداد المعارك المتواصلة، تحسنت خبرته القتالية باستمرار، لكن استهلاكه كان عظيمًا أيضًا

لذا كان عليه أن يغتنم الوقت ليطور نفسه بلا توقف

أخرج لي شانغيان من فراغ دماغه فرن الحبوب، ووضع فيه بضع قطع من الذهب الروحي حصل عليها من سرّ سينلو

ثم حول كل قوى عناصره الخمسة إلى قوة منسوبة للنار، واستعمل "تقنية النار المشتعلة" ليبدأ في صهر الذهب الروحي

في المرة السابقة، ولأن ذهب النيزك الساقط لم يذب، طلب من يي زييوان أن تعلّمه تقنية زراعة روحية منسوبة للنار، تُمكنه من إذابة الذهب الروحي حتى في حدود ثلاث درجات

وكانت هذه القطع من الذهب الروحي في حدود الدرجة الثانية

لم يمر وقت طويل حتى بدأ الذهب الروحي داخل فرن الحبوب يتحول من حالته الصلبة إلى سائل تحت تأثير النار الروحية المتوهجة

تألقت قطرات الذهب السائل بلمعان معدني مدهش، كما لو كانت تحتوي على حياة لا تنتهي وروحانية متدفقة

كان هذا الذهب الروحي مادة فريدة ونادرة من سرّ سينلو، لم يكن صلبًا للغاية فحسب، بل كان يحتوي أيضًا على أنقى طاقة روحية معدنية بين السماء والأرض

في تلك اللحظة، ركّز لي شانغيان كامل انتباهه على عملية التكرير، متحكمًا بحرارة النار الروحية بدقة

مما سمح للذهب الروحي بالذوبان تدريجيًا حتى صار سائلاً ذهبياً متدفقًا، يشع بلمعان مغرٍ

ومع تشكل السائل الذهبي الروحي، اجتاحت قلب لي شانغيان نشوة لا توصف

أخذ نفسًا عميقًا، ثم شكّل الأختام بيديه سريعًا، وتلا في سره تعاويذ "تقنية الجسد العظيم ذي المائة مصهر"

فاندفعت تيارات قوية من الطاقة الروحية من جسده، متجاوبة مع الذهب السائل في فرن الحبوب

كانت "تقنية الجسد العظيم ذي المائة مصهر" تقنية زراعة للجسد نادرة جدًا، علّمته إياها يي زييوان

وهي قادرة على دمج مختلف أنواع الذهب الروحي القادم من السماء والأرض داخل الجسد البشري، لتجعل جسد المزارع صلبًا وعنيدًا كسلاح عظيم حاد

كان قد امتص الذهب السائل الروحي عدة مرات من قبل، حتى بلغ جسده مستوى القطع الأثرية الروحية من الدرجة المنخفضة

لكن هذه المرة كان أكثر إتقانًا؛ إذ حوّل طاقته الروحية إلى خيوط رفيعة ولمس بها السائل الذهبي الروحي برفق

فما إن فعل، حتى اجتاحه ألم حاد كأن آلاف الأسلحة الحادة تقطع جلده

عضّ لي شانغيان على أسنانه وصبر، معتمدًا على عزيمته المذهلة ليوجه خيوط السائل الذهبي إلى جميع أنحاء جسده

وبمجرد أن لامست هذه القطرات من السائل جسده ولحمه ودمه، اندمجت سريعًا فيه وأصبحت جزءًا من كيانه

لكنها أيضًا عززت جسده باستمرار؛ عضلاته، عظامه، قنواته، بل وحتى كل خلية من خلاياه كانت تخضع لتحول مذهل

ومع مرور الوقت، بدأ بريق ذهبي خافت يتلألأ على سطح جسد لي شانغيان، كعلامة على اكتمال اندماج الذهب السائل الروحي بجسده

شعر بقوته تزداد بسرعة، كما لو كان قادرًا على تحطيم الجبال والأنهار بضربة واحدة، وشق الأرض بدوسة قدم واحدة

في تلك اللحظة، شعر لي شانغيان أن جسده قد بلغ مستوى القطع الأثرية الروحية من الدرجة المتوسطة

حتى لو واجه خصمًا في مرحلة تأسيس الأساس، فيمكنه أن يقاومه بقوة جسده وحده دون أن يتراجع

وبعد أن أنجز هذا الإنجاز، لم يتوقف لي شانغيان عن الزراعة الروحية مباشرة، بل واصل تعديل حالته، حتى يضمن أن جسده وروحه بلغا الذروة

أراد أن يستغل هذه الفرصة ليخترق إلى مرحلة الحبة الذهبية دفعة واحدة

أغمض عينيه وركز نظره إلى الداخل، فرأى طاقته الروحية تتدفق كالنهر الهادر بلا نهاية

وكان جسده كجدار من نحاس وحصن من حديد، لا يُقهر

وبمجرد أن وصل بحالته إلى الذروة، فتح لي شانغيان عينيه ببطء، لامعة بالإصرار والثقة

أخرج من فراغ دماغه حجرًا روحيًا من الدرجة العليا؛ كان هذا الحجر صافياً كالكريستال، ينبعث منه فيض كثيف من الطاقة الروحية

أمسك الحجر الروحي بيده، وأخذ نفسًا عميقًا، ثم بدأ يوجه الطاقة الروحية داخله إلى جسده

ومع تدفق الطاقة العظيمة من الحجر الروحي إلى داخله باستمرار، تصاعدت العاصفة الروحية في جسد لي شانغيان أكثر فأكثر

كأن تنانين صغيرة من الطاقة الروحية كانت تهيج وتثور داخله، محاولة أن تتحرر وتطير بين السماء والأرض

ومع ذلك، اعتمد لي شانغيان على عزيمته الصلبة وأساسه العميق في الزراعة الروحية، فسيطر بثبات على هذه القوة، ودمجها تدريجيًا مع نظام طاقته الروحية الخاص

في دانيانه، بدأت الطاقة الروحية المتصلبة أصلًا على منصته الروحية تذوب تدريجيًا تحت تحكمه الدقيق

وكأن الجليد يتعرض لنسمات الربيع، فصار يفقد حوافه الصلبة، ويصبح لينًا مفعمًا بالحياة

وبتوجيه لي شانغيان، بدأت هذه الطاقة الروحية تتجمع ببطء في وسط المنصة الروحية، مشكلة دوامة من الطاقة

كأنها ثقب أسود في الكون، يبتلع كل ما حوله

ومع استمرار دوران الدوامة، بدأت قوى العناصر الخمسة في جسده تشارك بدورها

حدة المعدن، وحيوية الخشب، وليونة الماء، وشدة النار، وصلابة الأرض

تشابكت القوى الخمس وتعززت ببعضها، مكونة انسجامًا وتوازنًا لا يوصف

هذه القوى الخمسة لم تعزز فقط تأثير تكثيف الطاقة الروحية، بل منحتها أيضًا صفات وميزات فريدة

ومع مرور الوقت، أخذت دوامة الطاقة الروحية على المنصة الروحية تنكمش تدريجيًا

لكن الطاقة داخلها ازدادت تكثفًا، كما لو أنها ضغطت إلى أقصى حد

وأخيرًا، بعد تصادم واندماج عنيف للطاقة الروحية، انبثق نور ساطع من مركز الدوامة

تشكلت في دانيان لي شانغيان حبة ذهبية متألقة بالألوان

لم تكن الحبة الذهبية تشع ضوءًا باهرًا فحسب، بل احتوت أيضًا على جوهر قوى العناصر الخمسة في جسده

كأنها كون مصغر، يضم كل أسرار السماء والأرض

كان تكثيف الحبة الذهبية إيذانًا بدخول لي شانغيان رسميًا مرحلة الحبة الذهبية

لقد حققت زراعته الروحية قفزة نوعية في تلك اللحظة؛ سواء في كمية طاقته الروحية أو في جودتها، فقد بلغت مستوى غير مسبوق

شعر وكأن قوته قديمة بقدم السماء والأرض، مشرقة كالشمس والقمر، وإحساس لم يسبق له مثيل بالقوة تدفق في داخله تلقائيًا

وأخيرًا، بلغ مرحلة الحبة الذهبية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/23 · 93 مشاهدة · 1227 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025