📖 {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود: 88]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عندما أعربت سو رو عن رغبتها في زيارة وادي تشينغيوان، وافق سو ديكواي بطبيعة الحال، ولم يكن لدى لي شانغيان أي اعتراض

وهكذا انطلق الثلاثة معًا، وكانت سو رو تسأل لي شانغيان باستمرار عن شتى الأسئلة الغريبة طوال الطريق

فعلى سبيل المثال، سألته إن كان يشعر بضغوط كبيرة بصفته تابعًا لأكبر شيخ عبقري في الطائفة

ومثال آخر إن كان تقدمه في الزراعة الروحية بطيئًا بسبب امتلاكه لخمس قوى روحية عنصرية، وهكذا

باختصار، كان حوارًا محرجًا

هذا جعل سو ديكواي، الذي كان واقفًا بجانبهما، مذهولًا بعض الشيء

هل هذه ما زالت أخته الصارمة المتعجرفة؟

مهما نظر إليها، كانت تشبه معجبة مهووسة تلتقي بمثلها الأعلى

أما لي شانغيان فلم تكن تراوده أي أفكار غير طبيعية بشأنها

فقد رأى الكثير من النساء الجميلات من قبل

لكن هذه الفتاة الهادئة الجذابة، التي بدت كجارتهم البسيطة، كانت لطيفة بحق، وقد أسعده الحديث معها، مما جعل الرحلة أقل مللًا

ومع الضحك والحديث على طول الطريق، وصلوا قريبًا إلى وادي تشينغيوان

قالت سو رو بعد أن أصبحت أكثر ألفة: "الأخ الأكبر لي شانغيان، إلى أين ستذهب في جناح الحبوب الروحية؟"

لا تسأل لماذا غيّرت طريقة مناداته، فالجواب أنها شعرت بأن ذلك أقرب وأكثر حميمية

حسنًا... لي شانغيان كان كسولًا جدًا لتصحيحها

قال لي شانغيان: "لقد طلبت مسبقًا بعض الحبوب الطبية من جناح الحبوب الروحية، سأذهب الآن لاستلامها"

تحركت عينا سو رو بفضول وسألت: "أخي، هل اشتريت حبة الروح الصافية أيضًا من جناح الحبوب الروحية؟"

فكر سو ديكواي في نفسه: "أخيرًا، يا أختي، تذكرت أن لك أخًا هنا"

سعل قليلًا وقال: "صحيح، جناح الحبوب الروحية يبيع جميع أنواع الحبوب الطبية، وهي مناسبة جدًا لنا نحن تلاميذ الطائفة الداخليين"

قالت سو رو للي شانغيان: "الأخ الأكبر لي شانغيان، هل يمكنني أن أذهب معك إلى جناح الحبوب الروحية؟"

فكّر لي شانغيان قليلًا، فحجم تعاملاته مع جناح الحبوب الروحية كان ضخمًا، ولم يكن من المناسب أن يروه

لكن لم يكن بوسعه الرفض مباشرة، فالجناح ليس بيته ليمنع الآخرين من دخوله

لم يجد إلا أن قال: "بالطبع يمكنك الذهاب إن شئت، إنه مكان تجاري، وأنا متأكد أنهم سيرحبون بزبونة قديمة مثلك"

ثم تابع: "غير أنني قد أكون مشغولًا ببعض الأمور مع مدير الجناح، فلا أستطيع مرافقتك حينها"

قالت سو رو على الفور: "لا تقلق، أنا ذاهبة فقط لأوسع آفاقي، وأعدك أنني لن أؤخرك"

وافق لي شانغيان، وانطلق الثلاثة نحو جناح الحبوب الروحية

وما إن دخلوا حتى أضاءت عينا ليو بان، فسارت على الفور نحوهم

ابتسمت بجاذبية وقالت للي شانغيان: "أيها السيد، لقد جئت أخيرًا"

قال لي شانغيان باعتذار: "أنا آسف، الطائفة شغلتني ببعض الأمور الطارئة، لذا تأخرت عدة أيام"

ابتسمت ليو بان قائلة: "لا بأس، مدير جناحنا في انتظارك في الفناء الخلفي"، ثم قادته إلى هناك

التفت لي شانغيان إلى سو ديكواي وأخته قائلًا: "الأخ الأكبر، الأخت الصغرى، سأذهب لإنهاء بعض الأعمال، يمكنكما التجول هنا أولًا"

تذكرت ليو بان فجأة أن هذا الشاب الممتلئ هو نفسه الذي جاء برفقة لي شانغيان أول مرة

فلم تجرؤ على إهمالهما، وسرعان ما استدعت خادمة وقالت: "أيها السيدان، سأجعل زو يون تعرض لكما الأشياء هنا، وأي سؤال تجيب عنه بجد"

قالت سو رو بأدب: "حسنًا، شكرًا لك"

حينها فقط لاحظ لي شانغيان أن ملابس ليو بان مختلفة عن بقية الخادمات، فقال مازحًا: "أوه؟ حصلتِ على ترقية؟"

ورغم أنها لم تسمع كلمة "ترقية" من قبل، إلا أنها فهمت المعنى على الفور

نظرت إلى لي شانغيان بعين ممتنة وقالت: "هذا بفضل إرشادك أيها السيد، لولاك لما حصلت على هذه الترقية"

ضحك لي شانغيان: "هاها... لنذهب"

وسرعان ما وصلا إلى الفناء الخلفي، حيث كان تشنغ يوانتشينغ قد استقبل الخبر وانتظر في القاعة الخلفية

وما إن رأى لي شانغيان حتى انفجر ضاحكًا: "مرحبا بك يا صديقي لي، أهلًا وسهلًا"

ابتسم لي شانغيان وقال: "مدير تشنغ، الطائفة شغلتني منذ أيام قليلة، فجئت متأخرًا، هل سببت لك مشكلة؟"

قال تشنغ يوانتشينغ: "أوه... عن أي مشكلة تتحدث؟ هذا الرجل العجوز ما زال يثق بشخصية صديقه"

"وفوق ذلك، حتى لو لم ترغب بهذه الحبوب الطبية، فلن نتضرر، فقد دفعت العربون"

ضحك لي شانغيان بصوت عالٍ: "هاها... هذا صحيح، فلو لم أرد الحبوب لكنت أنا الخاسر"

رغم كلامه الهادئ، إلا أن تشنغ يوانتشينغ كان قلقًا جدًا في الأيام الماضية من تأخر وصول لي شانغيان

فقد كان الطلب ضخمًا، وتحضير كل تلك الحبوب الطبية استهلك قدرًا هائلًا من الأحجار الروحية

ولو أنه لم يردها بالفعل، لعلقت عندهم ولواجهوا خسارة كبيرة

التعامل مع تلك الحبوب منخفضة الدرجة كان سيستغرق وقتًا طويلًا، ويضع جناح الحبوب تحت ضغط شديد

بل إنه فكر أحيانًا أن يستعين بالشخص الذي خلفه ليجد يي زييوان

لكن لحسن الحظ أن ذلك الشيخ كان هادئًا بما يكفي وأمره بالانتظار قليلًا

وبالفعل، جاء الرجل في النهاية

لم يسع تشنغ يوانتشينغ إلا أن يعجب برباطة جأش ذلك الشخص المهم الذي خلفه

لكن ما لم يعرفه هو أن ذلك الشخص المهم، حين علم أن من وضع الطلب هو تابع يي زييوان، لم يجرؤ أصلًا على الذهاب إليها

فهي "الساحرة" في نظر الطائفة، وحتى سيد قمة الحبوب العظمى نفسه لم يجرؤ على استفزازها

وبعد دردشة قصيرة، دخل لي شانغيان مباشرة في الموضوع: "مدير تشنغ، هل كل ما طلبته جاهز؟"

ابتسم تشنغ يوانتشينغ بفخر وقال: "يا صديقي لي، طلبك كبير للغاية، ولو كان متجرًا عاديًا لاستغرق إعداده ثلاثة إلى خمسة أشهر"

"لكن مالك جناحنا، وبثمن شبكة واسعة من العلاقات، تمكن من تلبية متطلباتك في ثلاثة أيام فقط"

ثم أخرج دفترًا صغيرًا من كمه وسلمه للي شانغيان

تفحصه لي شانغيان فوجد أنه بالفعل قائمة بالحبوب الطبية

كان مكتوبًا فيه: مئة حبة صقل الروح، وأحد عشر ألف حبة تقوية الجسد، واثنا عشر ألف حبة ندى اليشم ذي الأزهار الثلاثة، وخمس وعشرون ألف حبة تعزيز الطاقة الروحية، وخمسة عشر ألف حبة يوان العامة، ومئة وخمسة وثلاثون ألف حبة تجميل، ومئتان وثمانية وخمسون ألف حبة تثبيت الجوهر...

بالمجموع، كانت مئات الآلاف من الحبوب الطبية

بل إنها أكثر بكثير مما طلبه لي شانغيان من قبل

ابتسم تشنغ يوانتشينغ وقال: "هذه كل الحبوب التي حضرناها حتى الآن، فاختر ما شئت يا صديقي لي"

كان لي شانغيان في غاية الرضا، فأومأ قائلًا: "ممتاز! سأشتريها كلها"

ظهر أثر فرح على وجه تشنغ يوانتشينغ، لكنه تابع قائلًا: "أهم... غير أن مالكنا لديه طلب صغير"

نظر إليه لي شانغيان وسأله: "أوه؟ وما هو الطلب؟"

قال تشنغ يوانتشينغ: "يأمل المالك أن تسدد الثمن بأحجار روحية عالية الدرجة"

آخر مرة، كان لي شانغيان قد دفع العربون بأحجار عالية الدرجة، لذا قرروا المحاولة هذه المرة

كانت قيمة هذه الحبوب أكثر من مليون ومئتين وثلاثين ألف حجر روحي منخفض الدرجة، أي ما يعادل مئة وثلاثة وعشرين حجرًا عالي الدرجة

وكأنه خشي أن يرفض، تابع قائلًا: "بالطبع، إن وافقت، فإن مالكنا مستعد لقبول مئة وعشرين حجرًا عالي الدرجة فقط بدلًا من كامل الثمن"

"وفوق ذلك، بخصوص الحبوب الخاصة بالروح والعمر التي طلبتها سابقًا، فإن مالكنا مستعد لمنحك الأولوية في تلبية احتياجاتك"

تظاهر لي شانغيان بالتردد وفكر قليلًا، ثم قال: "إن كان لا بد من الأحجار عالية الدرجة، فهذا ليس مستحيلًا، لكن..."

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/23 · 105 مشاهدة · 1167 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025