📖 {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [آل عمران: 126]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أخذت تمسح المكان بطرف عينها؛ كان داخل المصنع المهجور مظلمًا ومغطى بالغبار، مما دلّ بوضوح على أنه مكان نادرًا ما يُزار

كانت قد سمعت بالفعل حديث سميث مع تشو هويمين، فأحست بعجلة ملحّة

فضلت الموت على أن تسمح بتسليم لي شانغيان وصفة الحبوب

وإلا فستقضي بقية حياتها نادمة ندمًا أبديًا، بعد أن خذلت ثقة لي شانغيان

قالت محتجة: "يانغ شيجيه، هل تعلمين ما تفعلينه؟ هذا جُرم! أتظنين أنك ستنعمين بتلك الأموال بسلام؟"

"حتى لو استطعتِ الحصول على وصفة الحبوب، هل تظنين أن هؤلاء سيتركونك تعيشين حيّة؟"

حاولت يانغ جينشيو أن توقظ ضمير يانغ شيجيه بكلماتها، رغم أنها كانت تعلم أن الاحتمال ضعيف

لكن وجه يانغ شيجيه اسودّ عند سماعها، وسرعان ما طغت عليه شهوة الطمع

تذكر أنه بعد أن حصل على خمسمئة ألف يوان قبل أيام، سدّد ديونه في القمار، وزار نوادي فاخرة لم يكن يجرؤ على دخولها من قبل

بشرة ناصعة، سيقان طويلة جميلة، شفاه حمراء متوهجة، وجوارب سوداء

تلك النساء الجميلات اللواتي لم يكن له فرصة لملاقاة مثلهن من قبل، كن الآن مستلقيات تحته، يتركنه يفعل ما يشاء

هذا… هذا هو شعور الغنى

لكن خمسمئة ألف يوان كانت قليلة جدًا

استمتع بها أيامًا معدودة، ثم فرغ جيبه من جديد

مئة مليون يوان، هذا يكفي ليعيش حياة بذخ طويلًا

وسيكون هناك مزيد من الجميلات ذوات السيقان الطويلة لينعم بهن

عندها صاح بعينين محتقنتين بالدم: "لا تخبريني بكل هذا. كل ما أعرفه أنني بهذا المال سأعيش الحياة التي حلمت بها دائمًا"

"أما أنتِ، فطالما أنك تطيعين بتعاون، فلن يؤذوك. لماذا لا؟"

"على أية حال، تلك الوصفات السرية ليست لك، فلماذا تخلصين لسيدك بحماقة؟"

عند هذه اللحظة، ابتسم سميث الذي كان واقفًا قريبًا وتدخل قائلًا: "آنسة يانغ، كلام أخيك منطقي. في النهاية، ليست ملكك"

"طالما أنك على استعداد للتعاون، فلن نؤذيك أنتِ ولا عائلتك، بل سنمنحك ثروة ومنزلة لا يمكنك تخيلها"

سخرت يانغ جينشيو قائلة: "سميث، أليس كذلك؟ أي حلم يقظة تعيشه؟ انسَ الأمر، فأنا لا أعرف وصفة الحبوب، وحتى لو عرفتها، ما كنت لأعطيها لك"

"أنتم غزاة غربيون، إن عجزتم عن فعل شيء بأنفسكم، سرقتموه من الآخرين"

"ثقافة، تاريخ، ثروة، إبداع… كم منها هو ملككم حقًا؟"

"أنصحكم أن تتوقفوا الآن، وإلا ستندمون ندمًا شديدًا"

هز سميث رأسه بخفة، وكأنه يتحسر على عناد يانغ جينشيو: "يا للأسف. لم أرد استخدام القوة، لكن بما أنكِ عنيدة هكذا، فلا تلومينا إن قسونا"

ثم أشار بعينه إلى رجل أبيض يقف بجانبه

فأخرج الرجل على الفور علبة صغيرة من جيبه، وأخرج منها حقنة ممتلئة بسائل مجهول

قالت يانغ جينشيو بقلق: "ما هذا؟" شعرت بانقباض في قلبها، وغريزتها أخبرتها أن الأمر ليس بخير

كانوا قد حقنوها سابقًا بمخدر جعلها ضعيفة تمامًا، والآن سيحقنونها مرة أخرى

ضحك سميث ببرود: "هذا العقار سيجعل إحساسك يتضاعف عشر مرات! فالمتعة ستتضاعف عشر مرات، وكذلك الألم"

"إن لم تتحملي، فقولي لنا ما تعرفينه"

نزع الرجل غطاء الحقنة، ونقر بإصبعه ليخرج الهواء منها، وكان على وشك أن يغرسها في عنق يانغ جينشيو

لكن في تلك اللحظة توقف فجأة وقفز للخلف

كان رجلًا طويلًا يقارب طوله مترين، لكن حركاته كانت رشيقة للغاية

وفور أن ابتعد، اخترق سيف طويل الموضع الذي كان يقف فيه

لم يتغير وجه سميث أمام المفاجأة، بل لمع في عينيه بريق دموي

ابتسم ببرود وقال: "يبدو أن ضيفنا قد وصل"

ثم تقدم نحو يانغ جينشيو مستعدًا لاستخدامها رهينة في أي لحظة

بينما اصطف أربعة رجال بيض ضخمو الجسد في دائرة لحماية سميث والمرأة بداخلها

أما يانغ شيجيه، فلم يهتموا لأمره إطلاقًا

وسرعان ما سُمع وقع خطوات يقترب

نظر سميث ومن معه نحو الصوت، فرأوا شابًا وسيمًا نحيف الجسد يدخل

وما إن رآه سميث حتى أشرق وجهه بالفرح!

لقد عرف هذا الشاب!

لم يكن سوى رئيس مجموعة شوانشيان — لي شانغيان!

كان لي شانغيان هو الهدف الأصلي لسميث، لكنه لم يجد سبيلًا للوصول إليه

فحاول أن يقترب من مسؤولين آخرين في المجموعة

عرف أن تشو هويمين وتشين رونغيوان خلفيتهما قوية، ولم يكونا الخيار الأول

لكن يانغ جينشيو كان لها نقاط ضعف كثيرة

وفوق ذلك، فإن لي شانغيان سمح لامرأة عادية متوسطة القدرات أن تكون نائبة رئيس، فقط لأنه أعجب بجمالها

وبما أنها عشيقته، فلا بد أن لها مكانة كبيرة في قلبه

لم يكن يتوقع أبدًا أن ينجح في استدراج لي شانغيان إلى هنا، لقد كان مكسبًا مفاجئًا!

فبمجرد أن يقبض عليه، ستقع جميع حبوب مجموعة شوانشيان في يده

كاد سميث ينفجر ضاحكًا من شدة فرحه

أما قلب يانغ جينشيو، فامتلأ بالذنب وبفرح غامض حين رأت لي شانغيان

فأبوها وأخوها لم يفعلا يومًا سوى استغلالها

ولم تتوقع أن هناك أحدًا غير أمها يهتم بها حقًا

وعندما واجهت الخطر، جاء لينقذها بلا تردد

نظرت إليه بعاطفة عميقة، وانسابت دموعها بلا وعي

وقالت بخجل: "آسفة يا لي شانغيان، لقد سببت لك المتاعب. لم يكن عليك أن تخاطر بنفسك لأجلي. لست أستحق منك هذا"

اطمأن لي شانغيان لرؤيتها سالمة

أومأ برفق، وعيناه ثابتتان دافئتان، وكأنهما تخترقان كل الظلام لتصل إلى أعماق قلبها

"جينشيو، لا اعتذار بيننا. سلامتك أهم عندي من كل شيء. ثم إنني لن أسمح لأحد أن يمسّ صديقة لي شانغيان بأذى"

ثم تقدم بخطوات بطيئة وهادئة، لكنها حملت قوة لا تُقاوم

ألقى نظراته على سميث ورجاله واحدًا تلو الآخر، ثم ثبتها على وجه سميث بابتسامة باهتة

صفق سميث بخفة وقال ساخرًا: "ما أروع هذا المشهد المؤثر!"

"لقد نسيت أن أُعرّف نفسي. اسمي سميث، وأنا رئيس فرع شركة روي هوي في الصين. كنت دائمًا أتمنى لقاء السيد لي، لكن لم تسنح الفرصة"

"أعتذر أن يكون اللقاء هكذا، لكن بمجرد أن توقّع الاتفاقية، أعتقد أننا سنتفاهم جيدًا"

ضحك لي شانغيان بخفة: "أوه؟ وهل أنت متأكد أنني سأوقّع؟"

ابتسم سميث بثقة: "نعم!"

نظر لي شانغيان إلى الرجال الأربعة وقال بابتسامة باردة: "هؤلاء الأربعة فقط؟"

أومأ سميث وقال: "بالضبط! أعلم أن لديكم مقاتلين قدامى في بلادكم، وأن قوتكم ليست هينة"

"لكنكم على الأرجح لا تعرفون أن أقوى أولئك المقاتلين لم يبلغوا حتى مرتبة المقاتل الفطري"

"أما نحن، فنحن محاربون جينيون من المستوى الثالث، وقد تجاوزت قوتنا قوة ما تسمونه بالمقاتل الفطري"

"إن وافقت على بيع شركتك لشركة روي هوي، فسنمنحك فرصة لتصبح قوة عظمى لا تُضاهى"

ورغم أن سميث كان غربيًا، إلا أنه تحدث بالصينية بإتقان

تفحّص لي شانغيان أجسادهم بدقة، فوجد أنها تختلف قليلًا عن الناس العاديين

كانوا طوال القامة، عضلاتهم بارزة، بشرتهم صلبة، وأجسادهم تفيض بالقوة

لكن عيونهم كانت تلمع بجنون وعطش للدماء

ضحك لي شانغيان ساخرًا: "قوة عظمى؟ بل مجرد مجانين"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/23 · 73 مشاهدة · 1081 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025