🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
📖 ﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ﴾ (النحل: 127)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمّا جلس لي شانغيان والآخرون على المنصّة، تحوّلت أنظار الجميع نحو تانغ جينغيو ومن معه
ضاقت أعين بعض ممارسي الفنون القتالية القديمة ذوي القوة فجأة
فمنذ لحظات، كانت أنظارهم مشدودة بالكامل إلى الأناقة الفريدة للي شانغيان، فلم يلاحظوا أنّ قوة تانغ جينغيو ورفاقه بدت غير اعتيادية على الإطلاق
كثير منهم كانوا قد شاهدوا تانغ جينغيو، شيوي رينتشينغ، دينغ تشييوان، وتشن زيمينغ من قبل
وكانت لديهم معرفة عامة بقوة هؤلاء الأربعة، لكنهم الآن اكتشفوا أنّهم غير قادرين على استشعار قوتهم بوضوح
حتى تشن زيمينغ، الذي شاع أنّه لم يسبق أن مارس الفنون القتالية القديمة، امتلك هالة أقوى من جميع الحاضرين تحت المنصّة
ما الذي حدث بالضبط؟
بدا أنّ المسؤولين قد توصّلوا إلى اكتشاف لا يصدّق في مجال الفنون القتالية القديمة
أما غير الرسميين من الحاضرين اليوم فقد شعروا برفض داخلي شديد، بل ورغبة في مشاهدة المسؤولين وهم يسيئون التصرّف
فلطالما حافظ المسؤولون وممارسو الفنون القتالية القديمة على توازن دقيق في القوة، وحين أراد المسؤولون الآن إخضاعهم للإدارة، كان من الطبيعي أن يشعروا بعدم الاقتناع
لكن يبدو أنّهم قلّلوا من شأن المسؤولين
في تلك اللحظة، نهض تشن زيمينغ من مقعده وتقدّم إلى المنصّة
لم يضغط على زرّ الميكروفون، بل حرّك طاقته الداخلية وتحدّث بصوت جهوري:
"صباح الخير جميعاً، أنا تشن زيمينغ، النائب المتواضع لوزير قسم الفنون القتالية"
ومن أجل صهره، بذل لي شانغيان قصارى جهده، فدرّبه على أسلوب زراعة روحية أفضل، ومنحه حبوب "يوان" ذات الفاعلية الأعظم
وبالإضافة إلى حبة تقوية الجسد التي تناولها سابقاً، فقد بلغ خلال شهر واحد فقط قمة مرتبة "المعلّم المتجاوز"
ولم يمض وقت طويل حتى صار قاب قوسين من أن يصبح "ممارساً فطرياً"
وصل صوت تشن زيمينغ واضحاً إلى آذان الجميع، ثم تابع قائلاً بعد توقف قصير:
"اليوم هو الاجتماع العام الأول منذ تأسيس قسم الفنون القتالية"
"الحضور يشمل ألفاً من أفراد القسم النشطين، وأربعمائة ممثل رسمي لممارسي الفنون القتالية القديمة، ومائة ممثل من غير الرسميين"
"إن تأسيس قسم الفنون القتالية قرار اتخذته الصين بعد دراسة متأنية، وأعتقد أنكم جميعاً تفهمون أنّ وظيفته الأساسية هي أن يكون الوكالة الحصرية لإدارة ممارسي الفنون القتالية"
ثم توقّف وكأنّه ينتظر طرح سؤال
وكما توقّع، وقفت امرأة في منتصف العمر وسألت بصوت عالٍ:
"هل لي أن أسأل الوزير تشن؟ نحن ممارسو الفنون القتالية القديمة كنّا دائماً منضبطين وملتزمين بالقانون، وكثير منا، رغم أننا لسنا رسميين، لم نُسبّب أي مشاكل للمسؤولين"
"بل حين احتاج المسؤولون إلينا قدّمنا المساعدة طواعية، ويمكن القول إننا حافظنا على علاقة طيبة"
"فلماذا إذن أنشأ المسؤولون فجأة قسم الفنون القتالية هذه المرة وأرادوا الإشراف علينا جميعاً؟ أليس من الأفضل الإبقاء على الوضع كما هو؟"
كانت هذه المرأة تُدعى "شي يا"، من أسرة "شي" في مقاطعة جيلين، وهي أسرة قوية من ممارسي الفنون القتالية القديمة
لم تكن أسرة "شي" تابعة للمسؤولين، بل كان لها الكثير من الصناعات الرمادية
ومع ذلك، فإن هذه الأسرة تملك جذوراً عميقة في جيلين، وقد تغاضى المسؤولون عن نشاطاتهم لسنوات
لكن الآن، إن كان قسم الفنون القتالية ينوي فعلاً الإشراف على جميع الممارسين، فلن يتمكنوا بعد اليوم من ممارسة تلك الأنشطة الرمادية علناً كما في السابق
وكانت تلك الأنشطة الأكثر ربحاً لهم، وهو ما سيؤثر على أسرة "شي" في النهاية
وبكلمات "شي يا"، عبّرت عن موقف الكثير من الممارسين، خاصة غير الرسميين
جال تشن زيمينغ ببصره في القاعة، وقال بصوت ثابت:
"أعلم أن الكثير منكم يحمل هذا التساؤل في قلبه، واليوم جئنا لنوضّحه"
"قبل شهرين، ورغم أننا لم نحصر العدد الإجمالي للممارسين في الصين، فقد قدّرنا أنّه لا يتجاوز خمسة آلاف شخص"
كان جميع الحاضرين على علم بهذا الرقم
فمن الصعب للغاية أن يصبح المرء ممارساً للفنون القتالية القديمة؛ يوجد هنا أربعمائة ممثل رسمي، لكن إجمالي ما لدى المسؤولين لم يتجاوز ثلاثة آلاف فعلياً
أما المائة ممثل عن القوى غير الرسمية، فحتى إن كان خلف كل قوة عشرون ممارساً، فذلك يعتبر رقماً كبيراً. على سبيل المثال: أسرة "يون" لم يكن لديها سوى عشرة تقريباً
وبذلك، فإن خمسة آلاف ممارس هو العدد الأقصى فعلاً
تابع تشن زيمينغ قائلاً:
"أما اليوم، فقد تجاوز عدد الممارسين الرسميين وحدهم خمسةً وثلاثين ألفاً، أي بزيادة تفوق سبعة أضعاف خلال شهرين فقط!"
"ونحن ما زلنا ننمو بمعدل سريع جداً، ولهذا كان من الضروري وضع إدارة واضحة للممارسين"
عند سماع هذا الرقم، أصيب الجميع بالذهول
حتى الممارسون الرسميون صُدموا بهذا العدد
تمتمت شي يا مترددة: "كيف يكون هذا ممكناً؟"
ابتسم تشن زيمينغ بفخر وقال:
"الفضل الأكبر في كل هذه الإنجازات يعود إلى وزيرنا في قسم الفنون القتالية"
"والآن يشرفني أن أقدّم لكم وزيرنا لي شانغيان، وأدعوه لإلقاء كلمة هامة"
تحوّلت أنظار الجميع الحادّة إلى الشاب الجالس في وسط المنصّة
نهض لي شانغيان ببطء وسار إلى المنبر
ومثلما فعل من قبله، لم يستخدم مكبّر الصوت، بل أرسل صوته عبر طاقته الروحية ليصل واضحاً إلى آذان الجميع
قال بصوت هادئ يملؤه الشباب:
"أنا لي شانغيان، كثير منكم لا يعرفني بعد، لكن لا بأس، ستعرفونني جميعاً في المستقبل"
"جئت اليوم لأعلن شيئاً: من الآن فصاعداً، ستدخل الصين، بل وكوكب النجمة الزرقاء بأسره، رسمياً في عصر الفنون القتالية الرفيعة!"
داخل القاعة، كانت كلمات لي شانغيان كصخرة ضخمة سقطت في بحيرة، فأثارت دوامات هائلة
امتلأت وجوه الجميع بالذهول وعدم التصديق
عصر الفنون القتالية الرفيعة؟
لم يكن الأمر مجرد تغيير في المصطلحات؛ بل كان نذيراً بتحوّل غير مسبوق في قواعد العالم كله، وفي نظام القوى، وحتى في أسلوب الحياة
واصل لي شانغيان قائلاً:
"في الماضي، كنا مقيّدين بالموارد والإرث القديم، وكان عدد ممارسي الفنون القتالية القديمة ينمو ببطء، وتحسين القوة أصعب بكثير"
"أما الآن، فالأمر مختلف تماماً"
"لقد أقامت مجموعة شوانشيان تعاوناً مع الجيش، وبات بإمكانها تزويد الناس بحبوب دوائية تُمكّن الأشخاص العاديين من أن يصبحوا ممارسين"
"كما أنني قدّمت للجيش الصيني أسلوب زراعة روحية يمكنه تجاوز مرحلة الفطرية"
عند سماع كلمة "الفطرية"، صُدم كثير من الممارسين من جديد!
في هذه اللحظة، وقف رجل مسن ذو شعر أبيض
إنه "خه تشونغوو"، رئيس أسرة قديمة من مقاطعة سيتشوان
كان بالفعل معلّماً متجاوزاً، وأحد القلائل في الصين آنذاك، وقد كرّس حياته للفنون القتالية
سأل بصوت مرتجف:
"الوزير لي، هل يمكن لشخص أن يبلغ حقاً مرحلة الفطرية؟"
أدار لي شانغيان رأسه نحو تانغ جينغيو
ففهم الأخير على الفور ونهض؛ كان هو وخه تشونغوو من المعلّمين المتجاوزين القدامى، وأصدقاء قدامى كذلك
ضحك تانغ جينغيو وقال:
"أيها العجوز خه، راقب جيداً!"
رفع أصابعه كسيف، فانفجرت طاقة روحية هائلة من جسده، تدور حوله بقوة
تكثّفت طاقة السيف عند أطراف أصابعه حتى صارت ملموسة، واهتز الهواء بأصداء صرخات السيوف، بينما انتشر ضغط خانق حول المكان
بدا جسده وكأنه ينسجم مع السماء والأرض، فانبثقت منه هالة تتجاوز حدود البشر؛ لقد دخل بوضوح مرحلة الفطرية!
صرخ خه تشونغوو بذهول عارم وشغف محموم:
"هذا... هذا هو جوهر الفطرية!"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ