218 - تحطيم الحبة وتحوّلها إلى طفل، قدوم المحنة السماوية

📖 {وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (البقرة: 216)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بما أنه لم يستطع هزيمة ملك الروح النارية، فقد قرر أن يقوّي نفسه أولًا

لقد كان بالفعل في مرحلة إتقان الحبة الذهبية، ولم يتبقَّ سوى خطوة واحدة على تحطيم الحبة الذهبية لتشكيل الروح الجنينية، ليصبح مزارعًا ذا قوة هائلة في مرحلة الروح الجنينية

كان لي شانغيان قد خطط في الأصل لاختراق هذه المرحلة بعد عودته إلى عشيرته، لكن الآن النار الغريبة كانت أمامه مباشرة

ولن يقبل أبدًا بالتخلي عنها

فالعالم الزراعي يقدّر الفرص

وإن فاتت مرة، فقد لا تعود أبدًا

ولكسر الوضع الصعب الحالي، لم يكن هناك سوى سبيل واحد، وهو تقوية نفسه

التفت لي شانغيان إلى نقطة بعيدة، وكأن بصره يخترق آلاف الأميال

وكأنه رأى ملك الروح النارية وتلك النار الغريبة الشيطانية

فأطلق شخيرًا وقال: "همف، سأعود!"

اختار لي شانغيان مكانًا منعزلًا، ثم استدعى الوحش الرعدي من بحره الداخلي

وقال له: "سأدخل في عزلة لاختراق المرحلة، أرجو منك أن تحرسني وتمنع أي أحد من إزعاجي أثناء الاختراق!"

أطلق الوحش الرعدي زئيرًا منخفضًا علامة على فهمه، ثم قفز عاليًا وحلّق في الغيوم في السماء

كان لي شانغيان يعلم أنه يراقب باستمرار من أعلى السماء، وإذا حدث خطب ما، فستهبط قوته الرعدية من الأعالي

كما نصب تشكيلات تحذيرية حوله. وعلى الرغم من أنه لم يكن بارعًا في التشكيلات، فإنه استطاع وضع بعض التشكيلات البسيطة للتحذير

وبعد أن أكمل الاستعدادات، جلس لي شانغيان متربعًا فوق صخرة ضخمة

ثم أخرج حجرًا روحانيًا من الدرجة العليا بحجم رأس إنسان، وبدأ يقود الطاقة الروحية إلى جسده

ومع امتصاص الطاقة الروحية الهائلة ببطء، بدا أن الحبة الذهبية ذات الألوان الستة في داخله قد بُعثت فيها حياة جديدة، وبدأت بالدوران بسرعة عالية

ازدادت سرعة دوران الحبة الذهبية أكثر فأكثر، حتى أصدرت ضوءًا مبهرًا

حدة المعدن، وحيوية الخشب، وليونة الماء، وشراسة النار، وثقل الأرض، ووحشية الرعد

الأنواع الستة من قوى الطاقة الروحية اندمجت تمامًا داخل هذه الحبة الصغيرة، متكاملة في الوقت نفسه

كل دوران للحبة الذهبية بدا وكأنه يصقل روحه، مما جعل إرادته الروحية أكثر صلابة

ومع امتصاص المزيد والمزيد من الطاقة الروحية، بدأت الحبة الذهبية تتمدد وتنمو بسرعة

ومع مرور الوقت، تكثفت الطاقة الروحية داخل جسد لي شانغيان حتى بلغت نقطة حرجة

وبدأ يتولد داخل الحبة الذهبية قوة لا يمكن وصفها

غاص وعي لي شانغيان في بحره الداخلي، فرأى بوضوح شقوقًا دقيقة تظهر تدريجيًا على سطح الحبة الذهبية

وكان هذا هو المؤشر الأول على تحطيم الحبة الذهبية وتشكيل الروح الجنينية، كما أنه أهم خطوة في العملية

إن تشكيل الروح الجنينية عملية دقيقة وخطيرة للغاية، تتطلب اندماجًا كاملًا بين روح لي شانغيان وقوته الروحية

وأي خطأ طفيف قد يؤدي إلى تلف الروح وضياع كل زراعته

لكن لي شانغيان كان صاحب قلب راسخ وقد استعد جيدًا. فتذكر بعناية الطريقة التي علمها إياه عشيرته (= طائفته ) لتحطيم الحبة وتشكيل الروح الجنينية

وبصوت داخلي أخذ يتلو التعويذة، موجّهًا طاقة السماء والأرض لتتشابك مع طاقته الروحية، مشكّلة جداول تصطدم بحاجز الحبة الذهبية عبر مسارات معينة

وكان كل اصطدام مصحوبًا بألم شديد، لكن لي شانغيان عض على أسنانه وتحمله بإرادة صلبة

وأخيرًا، وبعد صدمة أعنف، اتسعت فجأة الشقوق على سطح الحبة الذهبية

وكأن صوت تكسّر حاد دوّى في وعيه

ثم فورًا انبثق من داخل الحبة الذهبية قوة هائلة غير مسبوقة، تحولت إلى ضوء ساطع اخترق السماء

لقد كانت لحظة تحطيم الحبة الذهبية لتشكيل الروح الجنينية. فالحبة تحطمت، وتحولت إلى جسيمات روحية لا حصر لها

وركّز لي شانغيان كل انتباهه، موجهًا كل ذرة من الطاقة الروحية

وعلى مسار محدد، بدأت هذه الجسيمات تشكّل تدريجيًا هيئة إنسانية ضبابية

وكانت تلك هي روحه الجنينية الوليدة

وعيناه مغلقتان بإحكام، تحيط بجسده هالة روحانية باهتة، تبعث إحساسًا فريدًا وساميًا

ولم يجرؤ لي شانغيان على التهاون، بل واصل تركيزه على تكثيف الروح الجنينية

لكن، وقبل أن يكتمل التشكيل تمامًا، أظلمت السماء فجأة

تجمّعت الغيوم السوداء، ولمع البرق، ودوى الرعد، وغطّت هالة قمعية المنطقة بأسرها

لقد كانت المحنة السماوية، وهي الجزء الضروري لاختراق مرحلة الروح الجنينية، اختبار مزدوج لقوة المزارع وإرادته

"المحنة السماوية… أخيرًا قدِمت؟"

شعر لي شانغيان بالرهبة في قلبه، لكنه لم يتراجع؛ بل انبعثت داخله روح بطولية

لقد علم أنه لا يمكنه حقًا دخول مرحلة الروح الجنينية إلا بعد اجتياز معمودية هذه المحنة السماوية، ليصبح قويًا حقيقيًا

فتح فمه، فانطلقت منه هالة روحية، تحولت إلى سيف طويل

لقد كان أداته الروحانية الفطرية العليا — نجم السقوط

وفي الوقت نفسه، مد يده اليسرى، فهبط فيها أداة روحانية أخرى من الدرجة العليا، مطرقة هز السماء الرعدية الجحيمية

وفي السماء كانت الغيوم السوداء تتدحرج، والبرق يومض داخلها مثل تنين عملاق يسبح، حاملاً قوة تدمير العالم

وقف لي شانغيان فوق الصخرة العظيمة، تحيط به درع من الطاقة الروحية

وكانت روحه الجنينية الوليدة تتشكل ببطء، تبعث ضوءًا خافتًا، وتكشف عن مهابة خارقة

وكان بصره ثابتًا، ويداه تقبضان بقوة على الأداتين الفطريتين: سيف نجم السقوط ومطرقة هز السماء الرعدية، مستعدًا للمعركة

"تعالِ إذًا، لأرى مدى قوة محنتك السماوية حقًا!" أطلق لي شانغيان زئيرًا منخفضًا

وفي تلك اللحظة!

هبط أول صاعقة سماوية، مثل تنين فضي يرقص بجنون، تحمل دويًا يصم الآذان وهالة تدمير

تحرك جسد لي شانغيان، متحولًا إلى شعاع من الضوء، متفاديًا بسرعة

لكن الصاعقة السماوية كانت أسرع

فما إن تحرك، حتى تبعته كظله، مصيبة درعه الروحي الحامي

اهتز الدرع الروحي كما لو أنه ضُرب بمطرقة عملاقة، لكنه صمد في النهاية أمام هجوم الصاعقة

تفاجأ لي شانغيان سرًا؛ فحقًا إن قوة هذه المحنة السماوية مذهلة

ولو كان شخصًا عاديًا، لربما حوّلته أول صاعقة إلى رماد

ولكن، كيف يكون لي شانغيان شخصًا عاديًا؟ لقد كان صاحب قلب راسخ وزراعة عميقة، فكيف يخاف من مجرد صاعقة سماوية؟

فأطلق شخيرًا، وتحول جسده مرة أخرى إلى شعاع من الضوء، منقضًا نحو الغيوم السوداء في السماء، مستعدًا لمواجهة الصاعقة التالية مباشرة

تتابعت الصاعقة الثانية على الفور، أكثر سمكًا وأشد قوة

لوّح لي شانغيان بسيف نجم السقوط في يده، فانطلق ضوء سيفه كالتنين، مصطدمًا بالصاعقة السماوية، فدوّى انفجار يصم الآذان

تداخل ضوء السيف مع الصاعقة، فانفجر نور مبهر، أضاء السماء بأكملها

واهتز الدرع الروحي من جديد، لكنه لم يتحطم

شعر لي شانغيان بالرضا في داخله، فقد أدرك أنه بقوته يستطيع مقاومة هجمات المحنة السماوية

ولكن، كيف تكون المحنة السماوية بهذه البساطة؟

فقد تبعت الصاعقة الثالثة والرابعة على التوالي، كل واحدة أشد شراسة، وأكثر صعوبة في الصد

كان جسد لي شانغيان يلمع باستمرار، ويداه تتحركان بالأدوات الروحانية الفطرية، يخوض معركة شرسة مع الصواعق السماوية

وكان كل تصادم يجلب ضغطًا هائلًا على جسده، لكنه لم يتراجع؛ بل ازداد شجاعة وبسالة

وحين هبطت الصاعقة التاسعة، كان لي شانغيان يلهث بشدة، وقد استهلكت كمية كبيرة من طاقته الروحية

ورغم أنه كان يمتص بسرعة الطاقة الروحية من الحجر الروحي الأعلى الدرجة في الفترات الفاصلة بين هبوط الصواعق، إلا أن ذلك لم يكن يكفي لتعويض استهلاكه

أما الصاعقة التاسعة، فقد كانت كتنين فضي عملاق، يحمل قوة تدمير العالم، يزأر وهو يهوي من السماء

تنفس لي شانغيان بعمق، مركزًا كل قوته في الأدوات الروحانية العليا بين يديه

وفور وصول الصاعقة السماوية، أطلق سيف نجم السقوط ومطرقة هز السماء الرعدية ضوءًا ساطعًا، كأنهما سلاحان لا مثيل لهما

وحطما مباشرة الصاعقة التاسعة السماوية

لكن لي شانغيان لم يُظهر أي تهاون، وظل بصره مثبتًا على السماء

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/25 · 60 مشاهدة · 1200 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025