📖 {وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُۥ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (الطلاق 2-3)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على بُعد آلاف الأميال
توقف وحوش ياو وأرواح النار الذين كانوا في معركة شرسة، بما في ذلك الأسد العملاق وأرواح النار القوية، فجأة عن القتال وأداروا رؤوسهم نحو اتجاه معين
ظهرت في أعينهم لمحة من الصدمة والرهبة
في البعيد، كان هناك كائن حي يخوض اختبار البرق السماوي
والاضطراب تجاوز بكثير ما يصاحب عادة أي اختبار سماوي عادي
سواء كانوا وحوش ياو أو أرواح النار، فإنهم أيضًا يواجهون البرق السماوي في أثناء عملية الزراعة الروحية
لكن بخلاف المزارعين البشريين، لم يكن لديهم العديد من الوسائل، بل اعتمدوا فقط على قوتهم الهائلة لتحمل بطش السماء والأرض
وبفضل قوتهم، استطاعوا أن يدركوا أن قوة البرق السماوي في البعيد تجاوزت كل ما واجهوه من قبل
وبتأثير ذلك، أوقف وحوش ياو وأرواح النار معركتهم
عادت أرواح النار سريعًا إلى الوادي لحراسة اللهب الغريب مجددًا
أما الأسد السماوي ذو اللهب الذهبي فقد تردد لحظة، ثم أطلق زئيرًا منخفضًا يأمر به وحوش ياو بالعودة إلى أوكارهم، بينما اندفع مسرعًا باتجاه حيث كان لي شانغيان يخوض اختبار البرق السماوي
أما لي شانغيان، الذي كان في خضم الاختبار، فلم يكن يدري أن اختراقه قد أوقف دون قصد معركة الجانبين
في تلك اللحظة، لم يكن لديه وقت لأي شيء آخر
فبعد أن اجتاز البرق السماوي التاسع، ازدادت الغيوم السوداء في السماء كثافة وظلامًا
كان يعلم أن الوضع ليس بخير
في الظروف العادية، فإن المزارع العادي الذي يجتاز تسعة بروق سماوية يمكنه أن يدخل بحق مرحلة الروح الوليدة ويصبح قويًا حقيقيًا
لكن لي شانغيان شهد اختبار سيده يي زييوان، وفي ذلك الوقت واجه يي زييوان اثني عشر برقًا سماويًا
وكان أساسه أعمق من أساس يي زييوان، لذا كان من المحتمل جدًا أن يواجه أكثر من تسعة بروق سماوية
والآن، تأكد حدسه بالفعل
في هذه اللحظة نزل البرق السماوي العاشر فجأة
تجمد تعبير لي شانغيان بجدية
كان هذا البرق أضخم بكثير من سابقه
أدى اصطدام البرق العاشر إلى ارتعاش الهالة المحيطة بلي شانغيان
لكن بفضل زراعته العميقة وإرادته الصلبة، تمكن من تبديد تلك القوة المدمرة قسرًا حتى صارت عدمًا
وبعد البرق السماوي، ورغم شعوره بإرهاق طفيف، إلا أن عينيه تلألأتا بروح قتالية أعظم
لقد أراد أن يرى أي قوة حقيقية يمتلكها البرق السماوي اليوم
تتابع بعدها البرق السماوي الحادي عشر والثاني عشر واحدًا تلو الآخر
وكان كل برق أشد عنفًا من الذي سبقه، كأنما أراد قانون السماء أن يختبر حدوده
اعتمد لي شانغيان على فهمه العميق لقوانين السماء والأرض، إلى جانب التدفق المستمر للطاقة الروحية وقوة الرعد في جسده، لمواجهة الضربات المتتالية للبرق السماوي
ومع ازدياد عدد البروق السماوية، بدا وكأن السماء والأرض كلها تهتز تحت وطأة تلك القوة العظمى
تدحرجت الغيوم السوداء، ودوى الرعد، وكأنما لم يتبقَ بين السماء والأرض سوى البرق السماوي الذي لا ينتهي وهيئة لي شانغيان الصامدة
حين نزل البرق السماوي الخامس عشر، كانت ملابسه قد ابتلت بالعرق
لكن عينيه ازدادتا صلابة، ورغم أن طاقته الروحية كانت على وشك النفاد، فإن شغفه بالقوة وإصراره على النصر سانداه على التقدم
أما البرق السادس عشر والسابع عشر فقد أوصلاه إلى حافة الانهيار
لكن بعزيمة مدهشة وحكمة بالغة، كان يجد دومًا منفذًا للبقاء في أحلك اللحظات، فيبدد قوة البرق السماوي واحدة تلو الأخرى
وأخيرًا، نزل البرق الثامن عشر، وكان الأشد رعبًا، ترافقه هالة مدمرة كأنه مطرقة يوم القيامة، حاملاً معه قوة قادرة على تدمير السماء والأرض
في هذه اللحظة، كانت الطاقة الروحية في جسده قد استُنزفت إلى حد بعيد، وواجه قوة شبه لا تُقاوَم
وعند هذه اللحظة الحرجة بين الحياة والموت، استخدم لي شانغيان ورقته الأخيرة – قوة الزمن
وبما تبقى له من طاقة روحية، أطلق مهارته الأخيرة – تسريع الزمن
سارع بجعل تدفق الزمن من حوله أسرع، ثم امتص بسرعة حجر الروح الأعلى جودة
وفي نفس واحد، امتص تمامًا الحجر الذي بحجم رأس الإنسان
امتلأ جسده بالطاقة الروحية مجددًا حتى بلغ الكمال
وفي هذه اللحظة بالذات، وصل البرق السماوي الثامن عشر أمامه
فاستخدم لي شانغيان مرة أخرى قوة الزمن: "إيقاف الزمن"
تدفقت طاقة غريبة من حوله، وبدأت عجلات الزمن تدور بسرعة
فتوقف البرق السماوي الثامن عشر، الذي كان على وشك أن يلمس جسده
لكن قبل أن يسعفه الابتسام، تحرك البرق مرة أخرى، وضرب نحوه
ومع ذلك، كانت سرعته أبطأ عدة مرات من ذي قبل
حتى قوة الزمن لم تستطع تقييد البرق كليًا
إلا أن هذه اللحظة القصيرة من السكون، التي قد تبدو بلا قيمة للناس العاديين
كانت بالنسبة للي شانغيان هي مفتاح الحياة والموت
تألقت عيناه ببريق حاد
وفي هذه اللحظة استغل الفسحة الزمنية ليطلق قوة الرعد، ليمتزج بالبرق السماوي، ويوجهه نحو جسده
وفي ذات الوقت، فتحت الروح الوليدة التي كانت تتشكل في بحره الداخلي عينيها البريئتين
وفمها الصغير انفتح، لتبتلع البرق السماوي الثامن عشر
لكن القوة العنيفة للبرق جعلت الروح الوليدة ترتجف، حتى بدت وكأنها على وشك التلاشي
فزع لي شانغيان بشدة
ولما لم يعد يتحمل، أسرع بإرسال نداء إلى وحش الرعد الذي كان يترقب في السماء
تحول وحش الرعد إلى صاعقة اندفعت نحو بحر طاقة لي شانغيان الداخلي
وعندما رأت الروح الوليدة أن الدعم قد وصل، بصقت فورًا جزءًا من البرق السماوي
أما وحش الرعد، فعندما رأى البرق السماوي، بدا وكأنه يرى وليمة شائكة لذيذة، يرغب في أكلها لكنه متردد
وبعد تردد قصير، قرر وابتلع نصف البرق السماوي في لقمة واحدة
بدأت أنماط دقيقة من البرق تظهر على سطح جسد وحش الرعد
إذ إنه كائن وُلد من الرعد، ذو ألفة طبيعية مع قوة الرعد
لكن البرق السماوي لم يكن يحتوي فقط على قوة الرعد، بل أيضًا على قوة الفناء
لذلك كان وحش الرعد يحبه ويهابه في آن واحد
وبين شخص ووحش، تقاسما نصف البرق السماوي، وسقطا في حالة توازن غريب من الافتراس المتبادل
لكن هذه العملية كانت مؤلمة للغاية بالنسبة للي شانغيان
تناثرت الشرارات حول جسده، وقفزت الصواعق بلا توقف، وبدأ جلده الأبيض يتحول إلى سواد محترق
ارتجف جسده كله، وشعره انتصب
أما جسد وحش الرعد فقد بدأ أيضًا يرتعش قليلًا بسبب حمل كمية كبيرة من البرق
لكن كفة النصر بدأت تميل ببطء نحو الشخص والوحش
وأخيرًا، وبعد زمن غير معلوم، تم امتصاص آخر أثر من قوة البرق السماوي الثامن عشر
وفي تلك اللحظة، بدا أن السماء والأرض قد غرقتا في صمت، وتبددت الغيوم السوداء في الأعلى
أما الروح الوليدة الصغيرة داخل جسد لي شانغيان، فبعد أن صمدت في هذه المحنة بين الحياة والموت، لم تتلاشَ، بل ازدادت صلابة
وحش الرعد أيضًا، بعد أن هضم البرق السماوي، تقدم مستواه قفزة هائلة، من المرحلة المتوسطة لحبة الجوهر الذهبي إلى المرحلة المتأخرة
وصارت أنماط البرق على جسده أكثر تعقيدًا، وزادت قوته
وبينما كان لي شانغيان ووحش الرعد غارقين في فرحة النصر، صدحت موسيقى سماوية عذبة في السماء
كان ذلك بركة السماء والأرض لمن اجتازوا البرق السماوي بنجاح
وبعدها مباشرة، نزل ندى سماوي وانساب نحو لي شانغيان
تعافى جسده بسرعة مدهشة بفضل بركة السماء والأرض
عاد جلده الذي احترق بفعل البرق السماوي أبيض نضرًا، وامتلأت طاقته الروحية حدًا غير مسبوق
والأدهى أن الروح الوليدة، بعد أن تلقت جوهر بركة السماء والأرض، تكثفت تدريجيًا حتى اتخذت شكلًا متعدد الألوان
قوة العناصر الخمسة، وقوة الرعد، وقوة الزمن
لكن المفاجآت لم تتوقف هنا
إذ ظهر ثمرة تشع بضوء ناعم من عالم الفراغ، وانخفضت ببطء أمام لي شانغيان
كانت ثمرة بركة السماء والأرض
إنها أثمن كنز بين السماء والأرض، وتجسيد القانون نفسه
وبمجرد امتصاصها، ستصبح طريق الزراعة الروحية في المستقبل في غاية السلاسة
حين خاضت يي زييوان اختبارها من قبل، حصلت أيضًا على ثمرة بركة السماء والأرض
غير أن ثمرة لي شانغيان بدت أكبر حجمًا، وتحوي قوانين للسماء والأرض أكثر
اغتبط لي شانغيان بشدة، وكان على وشك أن يمد يده ليلتقط الثمرة
ولكن في هذه اللحظة
ظهر فجأة جسد ذهبي وانقض نحو ثمرة بركة السماء والأرض أمام لي شانغيان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ