📖 ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ (آل عمران: 126)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما كان جنود تانغ الشرقية على الأسوار يرتجفون هلعًا، انفجر قادة سونغ الجنوبية بالضحك
"أيها الجبناء على الأسوار، استسلموا ولن تُقتلوا!"
"إن رفضتم الاستسلام، ستُقتلون بلا رحمة!"
"اقتلوا بلا رحمة!"
"اقتلوا بلا رحمة!"
فترددت تلك الهالة الطاغية في السماء والأرض
كلاّنغ... كلاّنغ...
تساقطت أسلحة العديد من جنود تانغ الشرقية من أيديهم، وقد شحب وجههم خوفًا
فانفجر جنود سونغ الجنوبية ضحكًا أشد، ملؤه السخرية والاستهزاء
رمق لي شانغوو الجنرال وو تييشان بنظرة باردة، وكان الأخير يحمر وجهه خجلًا، يكاد يود قتل هؤلاء المخزيين في الحال
لقد انهارت المعنويات إلى الحضيض!
لكن لي شانغوو كان يعرف أن جنود جُو نان فقدوا نية القتال تمامًا
ولو كان هذا قبل ثلاثة أشهر، لكانت تانغ الشرقية قد هلكت لا محالة!
لكن لحسن الحظ أن له أخًا ثالثًا، ولحسن الحظ أن الوقت لم يفت بعد!
لوّح بيده، فتعالت خطوات مسرعة
خمسون ألف جندي، يحملون على ظهورهم أعمدة طويلة ملفوفة بالقماش، اندفعوا إلى الأسوار، واستبدلوا الجنود الأصليين
نظر وو تييشان والجنرالات إلى هؤلاء الجنود بأسلحتهم الغريبة بدهشة شديدة
"سمو الأمير الثاني، ما الذي تفعله؟ هل يلعبون بالعصي؟"
حتى تشاو كون، من أسفل الأسوار، لاحظ ذلك، وتزعزعت ملامحه الباردة قليلًا
"ما الذي يفعله هؤلاء من تانغ الشرقية؟"
لكن مهما فعلوا، فهم هالكون على أي حال!
صاح لي شانغوو: "من قائد جيش سونغ الجنوبية؟"
فأجابه صوت من تشكيل العدو: "قائدنا هو ولي العهد الحالي. ومن يقود تانغ الشرقية؟"
قال لي شانغوو: "أنا لي شانغوو، الابن الثاني المتواضع لإمبراطور تانغ الشرقية! أدعو قائدكم ليقترب من أجل نقاش"
في البداية، لم يرغب تشاو كون في إضاعة كلماته، لكن حين سمع الاسم اهتم فورًا
فامتطى حصانه الوحش "المطارد للريح"، وتقدم خطوات، ثم سأل ببرود: "وما صلة لي شانغيان بك؟"
قال لي شانغوو: "إنه أخي الثالث!"
توهجت عينا تشاو كون بالقتل وقال: "أوه؟ إذن أنت أخوه! ولماذا طلبت مقابلتي؟ هل تريد الاستسلام لتنجو بحياتك؟"
ضحك لي شانغوو عاليًا وقال: "لا، بل أنصحك أن لا تهدر حياتك عبثًا. إن تراجعت الآن، لا يزال بإمكانك النجاة"
سخط تشاو كون: "وقاحة! أنت مزعج مثل أخيك. حين أكسر المدينة، سأطحن عظامك وأطعم لحمك للكلاب وأشرب من جمجمتك! ليدرك لي شانغيان عاقبة من يعاديني"
ابتسم لي شانغوو بازدراء: "هاها، عرفت الآن من تكون! أنت تشاو كون الذي حطمه أخي الثالث. لم أظن أن مزارعًا كان شامخًا يعود خائفًا إلى عالم البشر!"
صرخ تشاو كون غاضبًا: "تطلب الموت! اذبحوهم جميعًا!"
فاندفع مئة ألف من مقدمة جيشه، يحملون سلالم الاقتحام والآلات الحربية والتروس، نحو مدينة جُو نان
حينها، مزق خمسون ألفًا من المدافعين أقمشة الأعمدة، فكشفوا عن أسلحة غريبة، ووجهوها نحو أسفل الأسوار
قال وو تييشان بقلق: "سمو الأمير الثاني، أسرع وأمرهم بإطلاق السهام، وإلا فسيكون الأوان قد فات!"
لكن لي شانغوو ظل ثابتًا لا يتحرك
وتعجب جنود سونغ الجنوبية أنفسهم من غياب أي سهم، وظنوا أن العدو قد استسلم، فاندفعوا بجنون أشد
لكن قلب تشاو كون ارتجف، وارتاب في تلك الأسلحة الغريبة
حتى اقترب المهاجمون خمسين خطوة فقط من الأسوار، حينها صرخ لي شانغوو: "أطلقوا!"
دادادا...
انطلقت أصوات الطلقات الكثيفة، وتفجرت ألسنة النار من أفواه البنادق الغريبة، فسقط مئة ألف جندي من المهاجمين كما يسقط القمح المحصود!
خيم صمت الموت فوق وتحت الأسوار، بينما ما زال الدخان يتلاشى
تجمدت أعين الجنود السونغيين في أماكنهم، بأجساد عاجزة عن التقدم خطوة واحدة
أما جنود تانغ الشرقية على الأسوار، فقد اتسعت أعينهم بالصدمة وعدم التصديق
فحتى وإن تدربوا أشهرًا على البنادق، إلا أنهم لم يتوقعوا أن يقتلوا مئة ألف عدو في عشر ثوانٍ فقط!
كان لي شانغوو نفسه مذهولًا من سهولة النصر، وإن كان الأمر في توقعاته
أما وو تييشان والجنرالات فقد جمدوا، ثم سألوه بذهول: "سمو الأمير الثاني... ما هذه الأسلحة؟ كم هي رهيبة!"
أجابهم بثقة: "إنها أدوات روحية منحني إياها أخي الثالث، أدوات يمكن للبشر العاديين تشغيلها"
وعند أسفل الأسوار، تجمد تشاو كون!
ما هذا بحق السماء؟!
لو كان خبيرًا من ذوي الأعمار الطويلة قد تدخل، لاحتاج الأمر على الأقل إلى شخص في مرحلة النواة الذهبية ليقتل مئة ألف بسهولة كهذه
حتى المزارعون في مرحلة تأسيس الأساس لو تدخلوا، لما استطاعوا قتل سوى عشرات الآلاف قبل أن تنفد طاقتهم الروحية
لكن هؤلاء مجرد بشر عاديين، ويملكون أدوات قاتلة بهذا الشكل؟!
فاض قلبه بالكراهية:
لابد أن أولئك الشيوخ من طائفة شوان يوان هم من تلاعبوا ثانية، ومنحوهم هذه الأدوات المخيفة!
لكن الأدوات الروحية محدودة، وتحتاج إلى طاقة روحية للتفعيل
إن استطاعوا استخدامها مرة، فلن يستطيعوا ثانية، وإن استطاعوا ثانية فلن تكون هناك ثالثة
صرخ بجنون: "استمروا في الهجوم! اقتلوهم جميعًا!"
فاندفع مئة ألف آخرون
لكن... دادادا...
سقط مئة ألف جثة أخرى
ثم أمر بهجوم ثالث
فسقط مئة ألف آخرون
وخلال ربع ساعة فقط، كان ثلاثمئة ألف جندي قد قضوا أسفل جُو نان، مكوّنين بحرًا من الدماء وجبلًا من الجثث
انهارت معنويات سونغ الجنوبية!
بينما ارتفعت معنويات تانغ الشرقية إلى السماء
وقبل أن يصدر تشاو كون أمرًا جديدًا، دوّت فجأة انفجارات مروعة
فقد انطلقت أعمدة نارية من التلال على بُعد عشرة لي، لتسقط قذائف حديدية ضخمة وسط جيش سونغ الجنوبية
ثم ارتفعت سحب عيش الغراب!
وبعد جولة من القصف المدفعي، لم يبقَ من جيش المليون سوى عُشر ألف بالكاد!
حتى المزارعون في مرحلة تأسيس الأساس الذين كانوا يحرسون تشاو كون أبيد معظمهم، ولم ينجُ سوى قلة
كان أحدهم في كمال مرحلة تأسيس الأساس، وقد جرّ تشاو كون المقطوع الساقين، وهرب به بجنون
أما تشاو كون، فقد تحولت عيناه إلى خواء، وامتلأ قلبه بالرعب
لقد أبيد جيش المليون الغازي من أسرة سونغ الجنوبية إبادة شبه تامة!
بينما حققت تانغ الشرقية نصرًا عظيمًا ساحقًا!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ