📖 ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ (الأنفال: 30)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال لي شانغيان: "إن طريق الفنون القتالية لا نهاية له، بل يتطلب بحثًا وتجريبًا مستمرًا حتى نُحرز تقدمًا ونُكوِّن أساسًا نظريًا منظمًا"
"وفي المستقبل، سنكون قادرين على ابتكار المزيد من تقنيات الزراعة، تقنيات تناسب عددًا أكبر من الناس، بل واستكشاف عوالم أعلى من الفنون القتالية"
"فإن إنشاء جامعة للفنون القتالية لا يقتصر على التعليم، بل سيكون مركزًا للبحث أيضًا"
فأدرك الحضور مغزى كلامه بعد تفكير قصير، وأومأوا بتفاهم
ففي حين أن تقنيات الزراعة التي وفرها لي شانغيان قد تصل إلى مستوى سيد القتال، إلا أن ما بعد هذا المستوى ما زال مجهولًا
ورغم أنه لم يُصرّح، فقد علم الجميع أن مستواه لم يتوقف عند حدود سيد القتال، وأنه وجود أقوى من ذلك بكثير
بل وكان وراءه طائفة شوان يوان، وإن كان بهذه القوة مجرد تلميذ عادي هناك، فكيف بغيره؟
لكنهم لم يجرؤوا أن يطلبوا منه تقنيات الطائفة، فهي إرثها الأساسي، وما فعله معهم حتى الآن يُعد فضلًا عظيمًا
كان نائب الوزير دينغ تشييوان أول من أيّد: "أنا أوافق على اقتراح الوزير. فلطالما تمسكت قوى المزارعين القدامى بميراثها القتالي، ولم تسمح بتداوله، حتى كادت تنقرض"
"فعلى سبيل المثال، كانت عائلة دينغ تُخرج مزارعين من مستوى ما قبل الولادة السماوية، أما اليوم فأقصى ما نملك لا يتجاوز المستوى المتقدم"
"وبسبب هذا التشرذم وغياب التبادل، بقينا جامدين بينما القوى الأجنبية تتطور بسرعة"
"لو كنا أسسنا آلية للتبادل فيما مضى، لربما وصلنا لطرق اختراق المستوى الفطري"
فأومأ الجميع موافقين، إذ لمس كلامه الحقيقة
وبما أن لي شانغيان طرح الفكرة، فلن يتولى إدارتها بنفسه، بل سيُترك التنفيذ لغيره، فهو وزير لا يُعنى بالتفاصيل الصغيرة
وبينما هم في نقاش حامٍ، انفتح باب قاعة الاجتماع فجأة
دخلت امرأة طويلة، ذات بشرة سمراء قليلًا ووجه بالغ الجمال وجسد ممشوق، تحمل تقريرًا عاجلًا. إنها باي رونغ، مديرة مكتب الوزارة والمسؤولة عن الوثائق المهمة
اقتربت بخطى سريعة وقدمت التقرير إلى لي شانغيان بكلتا يديها قائلة بلهجة متوترة:
"سيدي الوزير، وردتنا من إدارة المخابرات في الأمن القومي معلومات خطيرة: مجموعة كبيرة من الاستثنائيين الأجانب تسللت إلى بلاد هوا"
"عددهم لا يقل عن مئتين، وقوتهم مجهولة، ويُرجح أنهم يستهدفونك أو الوزارة"
فتغيرت وجوه تانغ جينغيو والبقية في البداية، ثم ارتسمت ابتسامات باردة على محياهم
فالصين لم تعد كما كانت قبل ثلاثة أشهر!
في الماضي كانوا عاجزين أمام هؤلاء، أما اليوم، فأيًا كان عددهم، فسيُدفنون هنا!
بل إن شيوي رن تشينغ وتانغ جينغيو شعرا بالحماسة، يتوقان لمقارعتهم
تصفح لي شانغيان الوثيقة، ثم قال مبتسمًا: "يبدو أن تحركاتنا الأخيرة أقلقتهم"
"وبما أنهم تجرؤوا على المجيء، فهل أنتم واثقون من أن تجعلوهم لا يعودون؟"
تلألأت عينا شيوي رن تشينغ بالحماس وسأل: "ألن تتحرك بنفسك يا وزير؟"
ناولهم لي شانغيان التقرير بلا مبالاة وقال: "بالنسبة لي، فهم ضعفاء للغاية، لكنهم مناسبون لكم كتمرين. سأكون قريبًا لأدعمكم إن استدعى الأمر"
قال تشين زيمينغ بقلق: "لكننا لا نعلم نواياهم الدقيقة ولا عددهم الحقيقي"
فكر لي شانغيان لحظة ثم قال: "إذن أصدروا إعلانًا بأن الوزارة ستقيم بعد ثلاثة أيام مسابقة للفنون القتالية، وسأحضرها شخصيًا"
سأله تانغ جينغيو بدهشة: "هل تقصد استدراجهم إلى جينغتشنغ؟"
فأومأ لي شانغيان: "بالضبط! بما أنهم جاؤوا يستهدفونني أو الوزارة، فلنُدخلهم القفص بأنفسنا"
تساءل تشين زيمينغ بقلق: "وماذا لو تركوك في جينغتشنغ وذهبوا لمدينة وو ليستهدفوا مجموعة شوانشيان؟"
ابتسم لي شانغيان بثقة وقال: "حينها سيواجهون مفاجأة كبرى! عمي تشين، الجميع يتقدم، ويُوان يوان ليست استثناء!"
فمنذ الهجوم على مجموعة شوانشيان قبل أشهر، عزز لي شانغيان جهود التدريب هناك، حتى صار قادة المجموعة في مستوى السادة القتاليين، وكثير من الموظفين بلغوا المراحل المتوسطة والمتقدمة
أما تشين رونغيوان، شريكته المقربة، فقد وصلت إلى المستوى السادس من مرحلة تأسيس الأساس، وأتقنت العديد من التعويذات، لتصبح الأقوى في النجمة الزرقاء بعد لي شانغيان نفسه
فما كان من تشين زيمينغ إلا أن أخفى شكوكه في صدره، فهو لم يطّلع على قوتها في الفترة الأخيرة لانشغاله في جينغتشنغ
سأل تانغ جينغيو: "وهل ستُقام المسابقة بالفعل؟"
ضحك لي شانغيان: "بالطبع! لو لم تكن حقيقية، فكيف سنوقع بهم في الفخ؟"
ثم أردف: "لكن لخداعهم، لن يشارك السادة القتاليون ولا ما قبل الولادة السماوية في المسابقة، بل سيُجهّزون للكمين"
"لذا ستكون المشاركة مقتصرة على المقاتلين المتوسطين والمتقدمين فقط"
"أما الجوائز: فالأول يحصل على سلاح صنعته بيدي، والثاني على حبة تطهير الجوهر، والثالث على حبة يوان العامة. ومن الرابع إلى العاشر، مليون نقدًا"
فكادت لعابهم يسيل، فهم يعرفون قيمة هذه الكنوز
قال دينغ تشييوان بطمع: "سيدي الوزير، الجوائز غالية جدًا، ألا يمكننا نحن أيضًا المشاركة؟"
وانظر الجميع برجاء إلى لي شانغيان، فضحك وقال: "أنتم تتشاجرون مع الصغار على فتات؟"
أطلقت باي رونغ نظرة إعجاب نحو وزيرها، وقد غمرتها مشاعر دفينة
أما دينغ تشييوان فقال: "سيدي الوزير، الأمر أن ما تصنعه لا يُشترى بثمن. لو حاولنا شراء هذه الحبوب، لما استطعنا"
فقال لي شانغيان مطمئنًا: "لا تقلقوا. في مهمة الكمين هذه، سأعطيكم مكافآت بحسب أدائكم، ولن تكون أقل من جوائز المسابقة"
فتألق وجه دينغ تشييوان، وحتى تانغ جينغيو الرزين صاح بحماس: "لا تمنعوني، سأقاتل عشرة دفعة واحدة!"
وانفجر الجميع ضاحكين!
فلم يأخذوا أولئك الأعداء القادمين على محمل الجد إطلاقًا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ