📖 {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} (البقرة: 215)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مكان إقامة المؤتمر الأول لفنون القتال لم يكن في معسكر عسكري، بل في ملعب في العاصمة

كان هذا الملعب مناسباً جداً للمنافسات والمشاهدة، والأهم أن موقعه كان منعزلاً نسبياً، ولا يوجد سكان بالقرب منه

بلغ العدد النهائي للمشاركين 4115

وكان هناك أكثر من 4600 مقاتل متوسط ومتقدم مجتمعين، لكن أكثر من 400 منهم لم يتمكنوا من المشاركة لأسباب خاصة مختلفة

بالإضافة إلى ذلك، كان هناك أكثر من 50 ألف متفرج، ليصل العدد الإجمالي إلى ما يقرب من 60 ألف شخص

وبسبب كثرة العدد، كان لا بد من إقامة المنافسات في عشرات الساحات في الوقت نفسه

كما انقسم البث المباشر إلى عشرات الشاشات، مما جعل المشاهدة محيّرة

ولم يكن أمام الجميع سوى اختيار متابعة من يعرفونهم يتنافسون، أو استخدام الشاشة المقسمة لمتابعة عدة مباريات في وقت واحد

لكن كل مباراة كانت شديدة الإثارة والتشويق، خصوصاً المعارك بين المقاتلين المتقدمين، التي كانت أكثر روعة، وأذهلت جميع المقاتلين الحاضرين

ولحسن الحظ، بعد أن يصبح المرء مقاتلاً، تتحسن بصره بشكل ملحوظ، فحتى من على بعد مئة متر، كان يستطيع أن يرى بوضوح

ورغم أن المشاركة والحضور المباشر اقتصرا على المقاتلين، إلا أن البث كان مفتوحاً للجميع

لذلك، كانت التعليقات المباشرة على البث تتدفق بمعدل مبالغ فيه كل ثانية

قال أحدهم: "يا للعجب، أهذا هو الوزير لي شانغيان؟ لماذا هو وسيم إلى هذا الحد؟"

وقال آخر: "الوزير وسيم للغاية!"

وقالت أخرى: "أتمنى أن أرتبط بالوزير"

وقال آخر: "وأنا أيضاً..."

وسأل أحدهم: "ما مدى قوة الوزير الحقيقية؟"

فرد آخر: "سمعت أن سبب وجود كل هذا العدد من المقاتلين هو أن الوزير علّمهم تقنيات الزراعة الروحية"

قبل أن تبدأ المنافسة، مرّت الكاميرا على لي شانغيان، فأثارت فوراً نقاشاً واسعاً

كان قسم فنون القتال شديد الغموض دائماً، وحتى المقاتلون نادراً ما كانوا يرون الوزير لي شانغيان

وكان هذا أول ظهور علني له!

مظهر وسيم، هالة أنيقة، قامة طويلة مستقيمة، قوة هائلة، مكانة استثنائية، واستقامة بلا أنانية

طبقات من الهالات المتراكمة، كأنها قوة كاملة

جسد ذهبي لا يُقهر!

ظلّت الكاميرا مركزة على لي شانغيان لوقت طويل حتى بدأت المنافسة رسمياً وانتقلت بعيداً عنه

وقد أسرَت المنافسة المثيرة اهتمام الجميع على الفور

قال أحدهم: "يا للعجب، هل هؤلاء ما زالوا بشراً؟"

وقال آخر: "أريد أن أصبح مقاتلاً أيضاً!"

وقال ثالث ضاحكاً: "ههه... أنا بالفعل مقاتل مبتدئ، وسأصبح مقاتلاً متوسطاً قريباً"

رد شخص آخر قائلاً: "أنت في الأعلى، هل ما زلت تبحث عن صديقة؟ يمكنني أن أكون لطيفة أو صارمة، وأدفئ الفراش، وأتدلل!"

فقال آخر: "يا للعجب... أعرفك، أنت مجرد رجل خشن تتظاهر بأنك متنكر هنا"

فقال آخر: "آه..."

ثم قال أحدهم: "يا للعجب، المتسابق رقم 193 قوي جداً، لقد هزم ثلاثة خصوم بالفعل وتأهل إلى أفضل 500"

وقال آخر: "أنا أشجع الرقم 88، لأنه وسيم جداً، وطويل القامة، فلا بد أنه بارع في..."

فقال ثالث: "ألا تستطيعون متابعة المنافسة بشكل جدي؟ على عكسي، أنا أحب المتسابقة رقم 452، تلك الأخت الصغيرة اللطيفة"

...

استمر مؤتمر فنون القتال هذا لمدة ثلاثة أيام، وبعد نحو عشر جولات من المنافسة، تم اختيار أفضل عشرة متسابقين أخيراً

وقد أسفرت المنافسات العنيفة عن إصابات كثيرة، وبعضها كان خطيراً، حتى كاد البث أن يُظهر خطأً "404"

لكن الجميع صُدموا مرة أخرى بحبوب مجموعة شوانشيان العجيبة، وهي حبة ندى الربيع

فقد تعافى المقاتلون الذين أصيبوا بجروح خطيرة بسرعة ملحوظة للعين بعد تناولهم حبة ندى الربيع

وكان هذا إعلاناً مباشراً مزروعاً تحت أنظار كل الشعب الصيني، مما جعل سمعة مجموعة شوانشيان تتردد مرة أخرى

وكان من المؤسف أنه حتى مع محاولة لي شانغيان وعدد من الأكاديميين بطرق مختلفة، وحتى بعد نقل الحبوب من عالم الزراعة الروحية، ظلت حبوب مجموعة شوانشيان قليلة العرض

وكان المتسابقون العشرة الأوائل جميعهم من المقاتلين المتقدمين، وبعضهم كان على وشك لمس مستوى المقاتل ما قبل الفطري

وجميعهم كانوا من الجانب الرسمي، إما يخدمون في قسم فنون القتال أو في الجيش

ولم يكن ذلك بسبب تلاعب لي شانغيان ومن معه، بل لأن معظم الأفراد غير الرسميين انضموا طوعاً إلى الجانب الرسمي

وكان هناك جزء صغير ما زال متمسكاً بالتقاليد، ورغم أنهم لم يجرؤوا على معارضة الجانب الرسمي وسجلوا على مضض في قسم فنون القتال، إلا أنهم لم يشاركوا بفاعلية في شؤونه

وقد أرسل هؤلاء أيضاً مشاركين لإثبات أنفسهم، وإظهار أنهم ما زالوا أقوياء

لكن قوة هؤلاء المتمسكين بالتقاليد كانت أضعف بكثير مقارنة بمقاتلي الجانب الرسمي الذين زرعوا تقنيات زراعة روحية أكثر تقدماً

وفي النهاية، لم يتمكن أيٌّ منهم من دخول المئة الأوائل!

ومنذ ذلك الحين، خرجت قوى المقاتلين القدامى، الذين كانوا يتمتعون بنفوذ عظيم في الصين، بهدوء من مسرح التاريخ

ومع دخول مؤتمر فنون القتال إلى ذروته، جلب إعلان قائمة العشرة الأوائل أجواءً غامرة بالحماس في الملعب كله

كل واحد من هؤلاء العشرة كان يقف في قمة المقاتلين المتقدمين

كل حركة وكل وقفة منهم كانت تحتوي على قوة ومهارة مدهشتين، مما صدم كل الحاضرين

كما سمح هذا لجميع المشاهدين في الصين بمشاهدة قوة المقاتلين، وأشعل في قلوبهم شوقاً لا نهائياً

فالجميع كانوا يتوقون لامتلاك قوة استثنائية

وكان جيل الصين هذا محظوظاً لأنه صادف الجانب الرسمي وهو يروّج بقوة لفنون القتال

وحيثما توجد منافسة، يوجد فوز وخسارة؛ وبعد منافسة شرسة، تم تحديد التصنيفات النهائية

وعندما وقف البطل والوصيف وصاحب المركز الثالث على المنصة، دوّت تصفيقات مدوية في أرجاء الملعب كله

وقدّم نائبا الوزير تانغ جينغيو وشيوه رن تشينغ الجوائز للوصيف ما جون، ولصاحب المركز الثالث يانغ تشين يونغ، وسلّماهما زجاجات خزفية تحتوي على الحبوب الطبية، مما جعل الجميع يغبطهم ويتمنون مثلها

وحصل ما جون ويانغ تشين يونغ كل منهما على حبة تطهير الجوهر وحبوب يوان العامة، ما يعني أن عوائقهم الفطرية قد أزيلت، وحتى مستوى المقاتل السماوي أصبح في متناولهم

وعلاوة على ذلك، فإن فوزهما بالمركزين الثاني والثالث في أول مؤتمر لفنون القتال سيُسجّل بالتأكيد في التاريخ

لكن أنظار الجميع اتجهت نحو وانغ ييبو، الذي وقف على منصة البطل، بغيرة وحسد شديدين

فرغم أنه نال اعتراف الجميع بقوته الهائلة، فإن جائزته جعلت الجميع يغبطونه

فقد سلّم الوزير لي شانغيان وانغ ييبو سيفاً طويلاً بتصميم غريب وجميل في الوقت نفسه

وقال لي شانغيان بمعنى عميق: "آمل أن يشرب هذا السيف الطويل دماء الأجانب في المستقبل، وألا يسمح لأي غريب أن يغزو الصين"

أجانب؟

غزو؟

ارتبك وانغ ييبو قليلاً، لكنه قال بحماس وصوت مرتجف: "شكراً أيها الوزير، بالتأكيد لن أدفن هذه الأداة العظيمة"

غير أن المفاجأة وقعت في هذه اللحظة!

دوّي دوّي دوّي دوّي دوّي!

هبطت خمسة أشخاص فجأة من السماء، وسقطوا في وسط ساحة المنافسة

قال أحدهم: "ماذا حدث؟"

وقال آخر: "ما الذي يفعله هؤلاء الأجانب هنا؟"

وقال ثالث: "يا للعجب، هالتهم قوية جداً، ويبدون أقوياء للغاية أيضاً"

وتساءل أحدهم: "هل نظّم قسم فنون القتال أيضاً مباراة ودية مع الأصدقاء الأجانب؟"

لكن آخر قال: "لا يوجد مثل هذا الترتيب في الجدول"

وكانت وجوه المتفرجين، الذين لم يعرفوا الحقيقة، مليئة بالارتباك

أما على شفاه لي شانغيان وشيوه رن تشينغ وغيرهما، فقد ارتسمت ابتسامة باردة

فبعد طول انتظار، ظهرت السمكة أخيراً

وفي هذه اللحظة، نظر أحد الأجانب حوله ثم قال بلهجة صينية ركيكة: "كلكم، اليوم، ستموتون هنا!"

وما إن نُطقت هذه الكلمات، حتى عمّ الصمت أولاً

ثم انفجر الجميع بالغضب!

وكيف لمقاتل ألا يغضب كما يغضب عامة الناس؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/26 · 64 مشاهدة · 1189 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025