رواية العبور بين عالمين العالم الحديث وعالم الزراعة الروحية

📖 {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (يوسف: 21)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

طائفة شوان يوان، قاعة العقوبات

في الآونة الأخيرة، كان تشاو ليه في مزاج سيء للغاية

كان يشعر بوضوح أن سيد الطائفة تشو بايداو يضيّق عليه أكثر فأكثر

فالكثير من الأشخاص الذين طالما تبعوه وتبوؤوا مناصب عليا في الطائفة، تم إرسالهم من قبل تشو بايداو لأداء مهام مختلفة بذريعة شتى

مثل نائب سيد قمة السيف الذهبي "سون شيانغ"، ونائب سيد قمة الجليد البارد "تشنغ تاو"، وغيرهم

بل إن الكثير من الشيوخ من قاعة العقوبات قد تم نقلهم لمراقبة مناجم الذهب الروحي ومناجم الحجارة الروحية

والعذر المقدم هو منع التلاميذ الخارجين عن القانون من سرقة موارد الطائفة

في البداية لم يدرك تشاو ليه الأمر، لكن مع تناقص أعداد قاعة العقوبات، شعر أن هناك شيئًا مريبًا

فذهب إلى أعماق الطائفة ليقدم تقريرًا إلى الشيخ الأكبر، آملاً في الحصول على دعمه، لكن الشيخ الأكبر "تشنغ كشي" كان في عزلة في ذلك الوقت

وكان يشعر دائمًا وكأن شبكة خفية تُحكم قبضتها عليه

ورغم أنه كان تحت بعض الضغط، إلا أنه لم يشعر بقلق كبير داخليًا

لأنه كان قد حصل على كنز على وشك أن يُصقل، وحينها سيكون لا يُقهر ضمن مرحلة الروح الوليدة

ولن يخشى حتى مزارعًا في بداية مرحلة تحول الروح

لكن ما زال هناك أمر آخر يزعجه: ذلك عديم الفائدة تشاو كون الذي قاد جيش أسرة سونغ الجنوبية المكون من مليون جندي إلى حتفه

لم يشعر بأي ألم على من ماتوا من عالم البشر

إنما الشيء الوحيد الذي أزعجه هو أن تشاو كون كان تلميذًا يقدره وكان ينوي صقله بقوة

لكنه ارتكب أخطاء متكررة

فلم يكتفِ بأن جعله لي شانغيان عاجزًا لا قيمة له، بل حتى الحرب في عالم البشر تحولت إلى فوضى كاملة

لقد كان ببساطة عديم الفائدة!

ويبدو أنه حقًا عليه أن يفكر في صقل تلاميذ آخرين

كل هذه الأحداث السيئة المتتالية جعلته في مزاج أسوأ ما يكون

ولحسن الحظ، قبل عدة أشهر، كان قد اتصل بطائفة الرعد السماوي، وأرسل أشخاصًا لينصبوا كمينًا لتلميذة يي تسيوان—لي شانغيان

ورغم أنه لم تصله أي أخبار بعد، إلا أنه لا بد أنه مات!

فكيف لتلميذ في مرحلة تأسيس الأساس أن يقاوم ثلاثة مزارعين في مرحلة النواة الذهبية؟

وإذا علموا أن التلميذ الأثير لدى تشو بايداو ويي تسيوان قد مات غامضًا، فلا بد أن مزاجهم سيكون أكثر سوءًا

وبمجرد أن فكر في ذلك، تحسّن مزاج تشاو ليه قليلًا

في تلك اللحظة، دخل شيخ من قاعة العقوبات مسرعًا

"ما الأمر؟"

عندما رأى مرؤوسه يقتحم دون حتى أن يطرق الباب، ازداد تشاو ليه استياءً، وقطب حاجبيه قائلًا بحدة

كان الشيخ قد ارتعد من هالة رئيس القاعة المرعبة، لكنه استجمع شجاعته وقال: "رئيس القاعة، ذلك… لي شانغيان… قد عاد إلى الطائفة!"

فتح تشاو ليه، الذي كان يستريح مغمض العينين، عينيه فجأة وسأل بحدة: "كيف عاد لي شانغيان؟ ألم يمت؟"

كان هذا الشخص يُدعى تشاو فنغ، وهو أيضًا من أسرة تشاو الإمبراطورية في سونغ الجنوبية، كما أنه أحد أتباع تشاو ليه المقربين

وهو من تواصل مع أشخاص من طائفة الرعد السماوي لينصبوا الكمين للي شانغيان، لذلك كان يعرف بعض التفاصيل

وكان قد ظن أن الأمر قد حُسم، إذ لم يظهر لي شانغيان منذ ثلاثة أشهر

غير أنه اليوم تلقى خبرًا مفاجئًا أن لي شانغيان قد عاد سليمًا

ارتبك تشاو فنغ بشدة!

بل إنه ذهب بنفسه إلى أسفل قمة زييانغ ليتحقق، ورأى بعينيه لي شانغيان يطير باسترخاء نحو القمة، فسارع ليبلغ الخبر

قال تشاو فنغ بسرعة: "لقد رأيته بنفسي للتو، إنه هو حقًا"

قطب تشاو ليه حاجبيه بقوة وصاح بحدة: "عديم الفائدة! لم تستطع حتى أن تتعامل مع أمر صغير كهذا! ألم تتواصل معهم؟"

"ألم يتحركوا بعد؟ اذهب وتحقق منهم ما الذي حدث بالضبط"

هز تشاو فنغ رأسه مرارًا بخوف، ورد بسرعة: "نعم، رئيس القاعة"

وبعد خروجه، لم يعد تشاو ليه قادرًا على كبح غضبه

اتسعت عيناه، وانطلقت من جسده هالة مرعبة اجتاحت الغرفة بأكملها، حتى تحولت جميع الأثاث إلى غبار

"اللعنة عليك يا تشو بايداو…"

لمع بريق بارد في عيني تشاو ليه

……

"لي شانغيان، ما هو مستواك؟" نظر تشو بايداو إلى لي شانغيان بدهشة

فما إن عاد لي شانغيان إلى الطائفة، حتى ذهب مباشرة إلى قاعة سيد الطائفة ليجد تشو بايداو

ورغم أن لي شانغيان استخدم تقنية إخفاء الطاقة لإخفاء هالته، إلا أن تشو بايداو، وهو قريب جدًا منه، استطاع أن يكتشف غرابة وضعه

ضحك لي شانغيان قائلًا: "لقد صادفت بعض الفرص أثناء سفري مؤخرًا، لذا ارتفع مستواي بسرعة"

بقي تشو بايداو صامتًا بدهشة

كيف يمكن أن توجد كل هذه الفرص في عالم الزراعة الروحية الحالي؟

افترض تشو بايداو ببساطة أنه كان أوفر حظًا ولم يسأل أكثر

رفع الشاي الروحي ليأخذ رشفة، وسأل باستخفاف: "إذن إلى أي مستوى وصلت الآن؟"

رغم أنه شعر بشيء غير عادي، إلا أنه لم يكن يعرف المستوى المحدد للي شانغيان

قال لي شانغيان بهدوء: "مجرد مرحلة الروح الوليدة"

"بففف…"

ما إن سمع تشو بايداو هذا حتى بصق الشاي من فمه مباشرة

مرحلة الروح الوليدة؟

ألم يكن هذا الفتى قد اخترق للتو مرحلة النواة الذهبية؟

كيف يمكن أن يحدث هذا بهذه السرعة؟

حدق تشو بايداو في لي شانغيان مذهولًا، وامتلأ وجهه بصدمة لا نهاية لها

انتظر!

تذكر فجأة هوية لي شانغيان الأخرى

تجسد خبير عظيم من حياة سابقة!

فهم على الفور

لا شك أن لي شانغيان ذهب ليبحث عن "فرص حياته السابقة"، ولهذا السبب ارتفع مستواه بهذه السرعة

وبعد أن ربط الأمور في ذهنه، هدأت دهشته قليلًا

لكنه لا يزال قال بنبرة يصعب تصديقها: "إن لم أكن مخطئًا، فقد زرعت الروح لأكثر من نصف عام بقليل، والآن اخترقت من مرحلة تنقية الطاقة الروحية إلى مرحلة الروح الوليدة؟"

"كم ورقة رابحة أعددت لنفسك قبل أن تعود إلى الحياة؟"

تفاجأ لي شانغيان قليلًا، ثم تذكر العذر الذي اختلقه سابقًا

لكنه لم يفسر، بل ابتسم قائلًا: "لم أتوقع بعد البعث أن أصل إلى عصر انحسار الدارما"

"عصر انحسار الدارما؟" سمع تشو بايداو هذا المصطلح لأول مرة، لكنه سرعان ما فهم معناه

شرح لي شانغيان ببساطة معنى "عصر انحسار الدارما" بنفس الشرح الذي قدمته له سيدة قصر حاكم النار

تنهد تشو بايداو قائلًا: "الآن بعد أن ذكرت الأمر، فهو صحيح فعلًا. ففي هذه الأيام، الطاقة الروحية في عالم الزراعة بأسره تزداد رقة، والموارد تزداد ندرة"

"في الماضي، كان ذوو الأعمار الطويلة يسيرون في كل مكان، وكان مزارعو مرحلة اجتياز الكوارث شائعين كالكلاب"

"أما الآن، حتى مزارعو مرحلة تحول الروح أصبحوا نادرين جدًا، وبوسع مجرد مزارع في مرحلة الروح الوليدة أن يسيطر على عالم الزراعة الروحية"

"إنه لأمر مؤسف حقًا!"

نصح لي شانغيان قائلًا: "عندما تكون في بلد، اتبع عاداته. ورغم أننا لا نستطيع تغيير المسار العام، إلا أننا كمزارعين للروح يجب أن نغتنم كل فرصة للاختراق"

ضحك تشو بايداو عاليًا وقال: "كلام الرفيق صحيح، لقد كنت أنا المتأثر بالعاطفة"

الآن وقد أصبح مستوى لي شانغيان مماثلًا له، ومع هويته كتجسد خبير عظيم، فقد أصبح من المناسب لتشو بايداو أن يخاطبه بـ "رفيق الدرب"

بل إنه شعر أنه أقل منه شأنًا قليلًا

قال لي شانغيان: "سيد الطائفة، وفقًا للخطة السابقة، كان من المقرر أن تدخل العزلة بعد أن تخرج معلمتي منها"

"لكنني أرى أنه يمكنك أن تدخل العزلة الآن أيضًا، وتسعى لاختراق مرحلة تحول الروح بأسرع وقت"

سأل تشو بايداو بحيرة: "ولماذا؟"

فأخبره لي شانغيان عن الكمين الذي تعرض له قبل ثلاثة أشهر، حيث تعاون تشاو ليه مع أشخاص من طائفة الرعد السماوي

وتابع: "إن تشاو ليه طموح للغاية، ويجب القضاء عليه في أقرب وقت ممكن، وإلا فكلما طال الأمر، زاد خطره"

"وإن دفعه اليأس إلى استدعاء خبراء من طائفة الرعد السماوي، فإن طائفة شوان يوان ستواجه خطرًا عظيمًا"

تأمل تشو بايداو لحظة وقال: "أنت محق، فقد استخدمت مؤخرًا بعض الوسائل للضغط عليه، ورغم أنه كان غاضبًا للغاية، إلا أنه تحمّل بالفعل"

"ويبدو أنه أيضًا يُعِد بعض الوسائل، لذا يجب أن نكون في غاية الحذر!"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ