🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
📖 {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (العنكبوت: 69)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في اليوم التالي
وصل لي شانغيان مرة أخرى إلى الحديقة الأرجوانية
يي زييوان، التي رآها مجددًا اليوم، كانت ترتدي رداءً أرجوانيًا أظهر قوامها المتناسق والمليء بالاعتداد
بشرتها كالكريمة الصافية، تشع بريقًا ناعمًا، دافئًا وناعمًا كالجوهر الأبيض
وجهها بدا وكأنه منحوت بعناية، حاجبان كجبلين بعيدين، عينان لامعتان ومعبرتان، أنف رقيق، وشفاه كرزية حمراء بطبيعتها
شعرها كان مرفوعًا في كعكة عالية، تثبته مشبك من اليشم الأرجواني، وتتمايل شرائطه المعلقة مع حركتها، مضفية لمسة من الحيوية والجاذبية
جلست بهدوء عند الطاولة الطويلة في جناح الفناء الصغير، تحمل في يد فنجان شاي وفي اليد الأخرى مخطوطًا، تقرأ بتركيز
"يا للجمال الإنساني!" هذه الفكرة خطرت في ذهن لي شانغيان
وقف بهدوء على بُعد عشر خطوات من الجناح، مترددًا في إزعاج هذا المشهد الهادئ والجميل
عندما أحست بقدومه، رفعت يي زييوان رأسها قليلًا، وعيناها المتألقتان تنظران إلى الشاب الوسيم خارج الجناح
وحين اكتشفت أن تلميذها الصغير ينظر إليها بعينين مشتعليْن، لم تستطع إلا أن تتذكر أحداث الأمس، فاحمرّت وجنتاها قليلًا
مع أنها كانت روحًا أخرى قد سيطرت على جسدها بالأمس، لكنها تشارك نفس الجسد، فشعرت بكل شيء
ذلك الصدر العريض، وتلك الذراعان القويتان، والرائحة المريحة، أثارت في قلبها شعورًا غير مألوف
لا تدع الروح ذات الرداء الأحمر، الصاخبة والمندفعة والمتفلّتة، تخدعك؛ فهي في الأصل إنسانة محافظة جدًا
هي التي كانت تحب دومًا الاستيلاء على الجسد، وجدت نفسها اليوم مترددة في الظهور، خجلة من مواجهة تلميذها
عينا يي زييوان كانتا كالماء، تحدقان في لي شانغيان بذهول
لقد توفيت والدتها مبكرًا، ونشأت مع والدها، يي جيان تشينغ، لكن والدها اختفى في ظروف غامضة عندما كانت مراهقة
ومنذ ذلك الحين، تغيرت شخصيتها بشكل كبير، وركزت كليًا على الزراعة الروحية، بلا أحد بجانبها
إلى أن التقت بهذا التلميذ، الذي لم يكن عمره بعيدًا كثيرًا عن عمرها
ومع أنه تلميذها، إلا أنها لم تعلّمه سوى بعض المعارف العامة عن الزراعة الروحية؛ فقد كان اعتماده كليًا على قدرته في الاستيعاب
حتى موارده في الزراعة حصل عليها بنفسه؛ بدا وكأنها لم تقدّم له مساعدة تُذكر
وعلى العكس، فقد ارتقت هي نفسها من المرحلة المتأخرة للنواة الذهبية حين أخذته كتلميذ، إلى مرحلة روح الوليد الآن
وكان هذا الارتفاع السريع في مستواها يعود بدرجة كبيرة لمساعدة تلميذها
ورغم أنه تلميذها، إلا أنه بدا دومًا كمن يعتني بها، مما جعلها تشعر بالأمان والاطمئنان بجواره
وبدت كأنها أصبحت مولعة بشعور وجود من يحميها من رياح العالم وعواصفه
جنونها، وشدتها، وهيبتها، وغرورها، كانت كلها مجرد ألوان للحماية
في هذا العالم المفترس للزراعة الروحية، ورغم وجود الحامي الأكبر وبعض الشيوخ لحمايتها، ظل هناك كثيرون يطمعون بها ويقمعونها
وأخيرًا، بعد أن تبادلا النظرات لبرهة، ابتسم لي شانغيان بخفة: "مبارك لك يا معلمة على خروجك من العزلة. كيف كان حصادك هذه المرة؟"
ابتسمت يي زييوان قليلًا، كاشفة عن ابتسامة آسرة: "كنت قد خططت للعزلة ستة أشهر، لكن لم أتوقع أن أحقق هدفي في نصف المدة"
"ويجب أن أشكرك على حجر الروح الذي منحني القدرة على الوصول إلى المستوى الخامس من مرحلة روح الوليد في وقت قصير"
أضاء وجه لي شانغيان فرحًا، وقال بحماس: "يا معلمة، أنت مذهلة! لكن لا تنسبي هذا الإنجاز إليّ"
"أعرف أن المزارعين عادة، بعد كل اختراق، يحتاجون إلى وقت طويل لتثبيت أساسهم قبل أن يتمكنوا من التقدم إلى المستوى التالي"
"ومن المستحيل تحسين القوة بهذه السرعة بالاعتماد فقط على حجر الروح"
"قدرتك على بلوغ هذه النتائج الباهرة لا تعود فقط إلى موهبتك العالية، بل هناك سبب حاسم أيضًا"
"وهو أنك قد صقلتِ تمامًا تلك ثمرة مباركة من السماء والأرض، مما سمح لك بالاختراق المتتالي دون عوائق"
ومضت الدهشة في عيني يي زييوان
فقالت مادحة: "يبدو أنك لم تتكاسل خلال هذه الفترة. تمكنت من إدراك الأمر بسرعة، وأنت على دراية تامة حتى بتأثير ثمرة السماء والأرض المباركة"
"بالفعل، السبب الذي جعلني واثقة من تحقيق اختراق سريع آنذاك هو أنني تلقيت نعمة من السماء والأرض عندما اخترقت إلى مرحلة روح الوليد"
"ولهذا السبب أيضًا أظهر الكثيرون وجوهًا جشعة عندما رأوا ثمرة السماء والأرض المباركة في ذلك الوقت"
"همف! حفنة من العاجزين، يحبون اغتصاب ما لدى الآخرين حين لا يملكون القدرة بأنفسهم"
وبينما قالت ذلك، بدا الاشمئزاز على وجهها
ثم تناولت فنجان الشاي، وارتشفت قليلًا، وأردفت: "أيها التلميذ، بموهبتك هذه، ستحصل بالتأكيد على ثمرة السماء والأرض المباركة عندما تخترق إلى مرحلة روح الوليد في المستقبل"
"ويجب عليك حينها أن تصقلها فورًا، ولا تدع أي فرصة للآخرين"
ابتسم لي شانغيان: "يا معلمة، لقد حصلت بالفعل على ثمرة السماء والأرض المباركة"
تجمد الفنجان في يد يي زييوان، ورفعت بصرها فجأة نحو لي شانغيان بدهشة، ثم ظهرت بجانبه في لمح البصر
شعر لي شانغيان فورًا بيد ناعمة كالجوهر تضغط على دنتيانه، تليها طاقة روحية دافئة تدخل جسده
في عالم الزراعة الروحية، جسّ دنتيان شخص آخر يُعد أمرًا محرّمًا للغاية، وقد يُعتبر حتى عملاً عدائيًا
لكن في هذه اللحظة، لم يشعر أي منهما بأي حرج
واحدة قامت بالفحص دون استئذان، والآخر سمح بذلك بلا تردد
الثقة بينهما كانت مطلقة
وبعد برهة، لمعت في عيني يي زييوان نظرة نادرة من الدهشة: "موهبتك…"
"إنها غير مسبوقة، مدهشة حقًا"
"متى اخترقت إلى مرحلة روح الوليد؟"
فروى لها لي شانغيان بالتفصيل مواجهته لكمين طائفة الرعد السماوي في العالم البشري قبل ثلاثة أشهر
بما في ذلك رحلاته في عالم الزراعة الروحية بعد أن قضى على لي شان والآخرين، وما حصّله من لقاءات ميمونة
لكنه لم يخض في تفاصيل عالم النار العظمى، واكتفى بالقول إنه حظي ببعض الفرص التي ساعدته في النهاية على اختراق مرحلة روح الوليد
قالت يي زييوان بإحساس معقد: "إذن… ما هو مستواك الآن؟"
ابتسم لي شانغيان: "يا معلمة، لقد بلغت بالفعل المستوى السادس من مرحلة روح الوليد"
وعندما سمعت هذا، ازداد الذهول في عيني يي زييوان، وسحبت يدها ببطء
ثم خطت خطوتين إلى الوراء، وأخذت تحدق في لي شانغيان من رأسه حتى قدميه، وكأنها تراه لأول مرة كتلميذ
المستوى السادس من مرحلة روح الوليد يعني أن لي شانغيان لم ينجح فقط في اختراق المرحلة في بضعة أشهر، بل تقدم عدة مستويات فرعية دفعة واحدة
مثل هذه السرعة في الزراعة الروحية نادرة حتى في كامل عالم الزراعة، إنها بحق معجزة
والآن، تفوّق في زراعته حتى على معلمته، مما منحها شعورًا داخليًا غريبًا
أي نوع من النوادر أخذته كتلميذ؟
قالت يي زييوان: "بالمناسبة، هل يعرف الحامي الأكبر بالأمر؟"
أجاب لي شانغيان: "هو يعرف، ويعرف أيضًا أن أناس طائفة الرعد السماوي هاجموني، وزهاو لي لا بد أنه وراء ذلك"
"ولذلك، وبعد إقناعي له، قرر أن يدخل العزلة فورًا ليخترق إلى مرحلة تحول الروح"
أدركت يي زييوان فجأة وقالت: "هكذا إذن. لا عجب أنه لم يرد عندما أرسلت له رسالة بخروجي من العزلة"
ثم ومضة من البرودة لمعت في عينيها: "اقتراحك صائب جدًا. زهاو لي استهدفنا مرارًا، ولا يمكننا أن نتركه حيًا"
"وفوق ذلك، وبعد تحقيقاتي المستمرة، أشعر أنه يعرف شيئًا عن والدي"
تقدم لي شانغيان خطوة، وملامحه مليئة بالصدق، وقال: "يا معلمة، طالما وجدنا خبرًا عن الجد المعلم، فسأرافقك للبحث عنه مهما كانت المخاطر"
وعند سماع ذلك، اجتاح قلب يي زييوان دفء، وأومأت برفق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ