📖 {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (البقرة: 216)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وبينما كانت الأجواء في حديقة الأرجوان تزدان بسحرٍ خفي، دوّى صوت الجرس الكبير

دوانغ! دوانغ! دوانغ! دوانغ! دوانغ! دوانغ!

ست دقات كاملة

تغيّرت ملامح لي شانغيان ويه زييوان

فالجرس العظيم على قمة زييانغ كان أداة عظيمة روحية، ومهمته أن يُسمع صوته في أي مكان داخل الطائفة

باستثناء العوالم السرية

وكانت دقاته ثلاثة أنواع: ثلاث دقات، ست دقات، وتسع دقات

ثلاث دقات تعني أن أمرًا مهمًا وقع في الطائفة، ويجب على سادة القمم والشيوخ الاجتماع على قمة زييانغ للتشاور

ست دقات تعني أن أمرًا بالغ الأهمية وقع، أو أن الطائفة تواجه أزمة خطيرة، ويجب على جميع المزارعين في مرحلة النواة الذهبية وما فوقها التوجّه فورًا إلى قمة زييانغ للتشاور

أما تسع دقات فتمثل أزمة عظمى في الطائفة، وعلى الجميع أن يقاتلوا فورًا دفاعًا عن الطائفة

ومنذ تأسيس طائفة شيوان يوان، كانت الثلاث دقات أمرًا مألوفًا، أما الست دقات فقد وقعت خمس عشرة مرة، والتسع دقات وقعت مرتين فقط

والآن، تدق ست مرات مجددًا، في وقت كان فيه السيد الطائفي في عزلة، فماذا حدث يا ترى؟

تبادل يه زييوان ولي شانغيان النظرات، ثم انطلقا مسرعين نحو القمة

وبحلول الوقت الذي وصلا فيه إلى القاعة الكبرى، كان الكثيرون قد اجتمعوا هناك بالفعل

كانت القاعة الكبرى هي مكان اجتماعات الطائفة، وكانت بالغة السعة

وهذه كانت المرة الأولى التي يدخلها لي شانغيان، فبدت له مثل قاعة مؤتمرات ضخمة في عالم المدن، وإن كان التشابه في الهيكل فقط

في الأعلى، كانت هناك عشرة مقاعد مرتفعة مصطفة بشكل نصف دائري

وكان المقعد الأوسط هو مقعد السيد الطائفي

وعلى اليمين واليسار مقاعد الشيوخ والشيوخ الكبار من مرحلة روح الوليد وما فوقها

أما في الأسفل، فكان هناك أكثر من ستين مقعدًا أخرى

هذه كانت مخصصة لسادة القمم المختلفة، والتلاميذ النخبة، وشيوخ مرحلة النواة الذهبية

فمن يحضر إلى هذه القاعة لا بد أن يكون على الأقل في مرحلة النواة الذهبية

وفي تلك اللحظة، كان الكثيرون قد وصلوا بالفعل، وانقسموا إلى مجموعات صغيرة يتساءلون عن سبب هذا الاستدعاء المفاجئ، وما الذي حدث

وسرعان ما تدفق المزيد من الحاضرين من مختلف القمم

وحين اكتمل الحضور تقريبًا، وصل أيضًا المزارعون من مرحلة روح الوليد في الطائفة واحدًا تلو الآخر

ومن بينهم تشاو ووجي، ولين ييفنغ، ويو مين، وغيرهم

وبمجرد أن دخلوا، ورأوا يه زييوان جالسة في مقعد مرتفع، لمعت الدهشة السعيدة في أعينهم

وبعد أن حيّوها بابتسامة، جلسوا في أماكنهم المخصصة

كانت طائفة شيوان يوان تضم عشرة من أصحاب القوة في مرحلة روح الوليد وما فوقها

وهم: الشيخ الأكبر تشنغ كسي، والسيد الطائفي تشو بايداو، ورئيس قاعة العقوبات تشاو لي، ورئيس جناح الحبوب لين ييفنغ، ورئيس قاعة الشؤون العامة تشاو ووجي، ورئيس برج المصفوفات يو مين، ورئيس جناح الأدوات الروحية وو دونغمين

بالإضافة إلى ثلاثة شيوخ لا يتولون مناصب: يه زييوان، ووانغ شيشوان، ومو وي

(ملاحظة: في هذا الوقت لم يكن معظم أفراد الطائفة يعلمون بعد أن لي شانغيان قد وصل أيضًا إلى مرحلة روح الوليد)

أما في مرحلة النواة الذهبية، فكان هناك خمسة وخمسون مزارعًا، من بينهم سادة القمم، والتلاميذ النخبة، والشيوخ، والقيّمون

وفي هذه اللحظة، كان أكثر من أربعين قد وصلوا بالفعل، باستثناء من كانوا في مهام أو في فترة تأمل للعقوبة

وكانت ثلاثة مقاعد من العشرة في الأعلى ما تزال فارغة

ثم، دخل شخصان ببطء إلى القاعة الكبرى

كانا تشاو لي ورجل مسن

ذاك الرجل كان يرتدي رداءً طاويًا أخضر داكن، متوسط القامة، ذو وجه مربع، وجبهة عريضة مستوية، وحاجبين كسيفين

شعره أبيض كالطائر الكركي، وبشرته مترهلة مجعدة، لكن عينيه كانتا لامعتين عميقتين، تبثّان هالة قوية

وبمجرد ظهوره، ضجّ المكان بالهمهمات

وقف الجميع، حتى يه زييوان عقدت حاجبيها قليلًا ونهضت، إظهارًا للاحترام

لم يعرف لي شانغيان الرجل، لكنه ما لبث أن أدرك في قلبه

لابد أنه الشيخ الأكبر تشنغ كسي، الذي طالما سمع عنه ولم يره من قبل

إنه أيضًا أحد أعمدة طائفة شيوان يوان الأقوياء

وبمجرد أن رأوا تشنغ كسي وتشاو لي يدخلان معًا، تبادل تشاو ووجي ولين ييفنغ النظرات، وظهرت الحيرة على وجهيهما، وشعر كلاهما بشؤم يتسلل إلى قلبه

فعلى الرغم من أن تشنغ كسي لا يتدخل في شؤون الطائفة اليومية، إلا أنه كان يتمتع بهيبة عظيمة، حتى أن تشاو ووجي والبقية كانوا يكنّون له احترامًا كبيرًا

أما تشاو لي، فقد كان حفيد تلميذه، يحظى بمكانة عالية لديه

لم يكن يتدخل في بقية الأمور، لكنه كان يستجيب لكل طلب لتشاو لي

وقد عرف الجميع السبب، ولذلك، حتى إن مال قليلاً إلى جانبه، فإنهم يتسامحون معه

وكان بفضله أن صار لتشاو لي نفوذ عظيم داخل الطائفة

لقد كان لتشنغ كسي ابن موهوب جدًا، لكنه قُتل في كمين أثناء تنفيذ مهمة للطائفة

فأصيب تشنغ كسي في منتصف العمر بحزن شديد، وصادف أن تشاو لي، الذي كان قد دخل الطائفة حديثًا، يشبه ابنه بعض الشيء، إضافة إلى أنه كان موهوبًا

أراد أن يتخذه تلميذًا، لكن مقامه كان عاليًا جدًا، فاستطاع فقط أن يجعله تلميذًا لتلميذه

لكن في الحقيقة، كان هو من يرعاه ويعلّمه بنفسه، فكان رغم أنه حفيد التلميذ، إلا أنه بمنزلة الابن

وقد صبّ تشنغ كسي مشاعره نحو ابنه في تشاو لي، ومنحه دعمًا وموارد لا تُحصى

أما تشاو لي، فقد كان من أسرة سونغ الجنوبية الملكية، وقد برز بين أقرانه بدهائه وعمق مكره ودهاء أساليبه

أدرك أن تشنغ كسي يعامله كبديل لابنه، فلم يشعر بالضيق أبدًا، بل وجد لذة في ذلك

فقد كان هذا سندًا عظيمًا لا يمكن رفضه

وليس من الحكمة أبدًا أن يرفض المرء ثروة عظيمة لأجل كبرياء زائف

وبفضل مكانته هذه، ومع امتلاكه موهبة فائقة، أخذ طموحه في التمدد

فمن وُلد في أسرة ملكية، ينشأ في داخله طموح استبدادي

ولهذا أراد أن يصبح سيد الطائفة، ليجعلها مملكته الخاصة، بل ويسعى لدمجها مع أسرة سونغ الجنوبية

ومنذ شبابه، ظل تشاو لي يسعى وراء هذا الهدف

لكن لسوء حظه، فقد وُجد في الطائفة نجمان توأمان أكثر بريقًا وتألقًا منه، مثل شمس ساطعة

هذان النجمان هما السيد الطائفي الحالي تشو بايداو، ووالد يه زييوان، يه جيان تشينغ

كانوا متقاربين في العمر، لكن حين كان تشاو لي في مرحلة تأسيس الأساس، كان النجمان قد وصلا بالفعل بسهولة إلى أواخر مرحلة تأسيس الأساس

وحين اخترق مرحلة النواة الذهبية، كان النجمان قد ترسّخا فيها منذ سنوات، وبدأا التقدم نحو مرحلة روح الوليد

ومهما كانت المنافسة في الطائفة، فإن المعركة النهائية دائمًا ما كانت بين هذين النجمين

أما هو، فكان دائمًا الثالث

وعلى الرغم من تقارب أعمارهم، إلا أنه لم يستطع أن يُقارن بهما قط

حتى إن السيد الطائفي السابق، حين أراد اختيار خلف له، لم ينظر إلا إليهما

لكن تشو بايداو ويه جيان تشينغ تنازلا لبعضهما، كل واحد منهما يريد الآخر أن يتولى المنصب

أما هو، فلم يكن سوى ظلٍّ يتوارى خلف هذين النجمين، لا يجرؤ حتى على رفع رأسه

وكان تشاو لي يحقد على ذلك أشد الحقد

فالمنصب الذي حلم به عمره كله، رماه هذان الرجلان أرضًا كما لو كان حذاءً باليًا

حتى إن يه جيان تشينغ، من أجل أن يفسح المجال لتشو بايداو، مضى سرًا ليستكشف عالمًا سريًا مجهولًا

ولم يعد أبدًا

أما تشو بايداو، فقد تأثر كثيرًا بهذا، وأخيرًا، وفاءً لوصية أخيه الأخيرة، تولّى منصب السيد الطائفي

غير أن تقدمه في الزراعة الروحية، الذي كان متسارعًا، تباطأ بشكل كبير

وذلك ما أتاح لتشاو لي، الذي كان الفارق بينه وبين تشو بايداو شاسعًا، أن يلحق به تدريجيًا

ولم يعد بعيد المنال كما كان من قبل

بل إن تشاو لي صار الآن واثقًا من قدرته على مواجهة تشو بايداو

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/26 · 67 مشاهدة · 1241 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025