📖 "وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ" (الصافات: 96)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما رأى أن الأمر يتعلق بالعمل، أصبح تعبير تشنغ يوانتشينغ جادًا وقال بلهجة رسمية: "لي المعلم السماوي، بعد ثلاثة أشهر من التحضير، أعددت لك ما مجموعه مليوني حبة طبية"
وبينما كان يتحدث، سلم رزمة سميكة من قوائم الحبوب الطبية إلى لي شانغيان
عندما سمع أن هناك هذا العدد الكبير من الحبوب الطبية، تألقت عينا لي شانغيان، وفتح القائمة عرضًا ليفحصها بعناية
كان مكتوبًا فيها: ستمائة ألف حبة تجميل، ستمائة ألف حبة تثبيت الجوهر، ثلاثمائة ألف حبة ندى اليشم ذي الأزهار الثلاثة، مائتا ألف حبة تعزيز الطاقة الروحية، مائتا ألف حبة تقوية الجسد، خمسون ألف حبة يوان عامة، عشرة آلاف حبة طول العمر (من الدرجة الثالثة)، وحبوب طبية أخرى بلغ مجموعها أربعين ألفًا
أشاد قائلاً: "قوة التاجر تشنغ استثنائية حقًا، إذ تمكن من إعداد هذا العدد الهائل من الحبوب في مثل هذا الوقت القصير"
ابتسم تشنغ يوانتشينغ بمرارة وقال: "لتكرير هذه الحبوب الطبية، استهلكنا تقريبًا جميع مخزوناتنا من الأعشاب الروحية والحبوب الطبية، وربما سيكون من الصعب تزويدكم بهذه الكمية الضخمة مرة أخرى في المستقبل"
فكر لي شانغيان قليلاً؛ فهذه الحبوب كافية لكي تبيعها مجموعة شوانشيان لفترة من الزمن
وعلاوة على ذلك، فإن زراعة الأعشاب الروحية في عالم النجم الأزرق قد دخلت بالفعل المسار الصحيح، والإنتاج في تزايد تدريجي، لذا لم يعودوا يعتمدون بشكل مفرط على جناح لينغدان
ابتسم لي شانغيان وقال: "حسنًا، كم يمكنك أن توفر من الحبوب شهريًا في المستقبل؟"
فكر تشنغ يوانتشينغ قليلاً ثم قال: "حوالي مائتي ألف"
أومأ لي شانغيان وقال: "جيد، كما أن الحبوب الطبية ليست مقيدة بتلك الموجودة في القائمة، فأنواع أخرى أيضًا مقبولة"
أومأ تشنغ يوانتشينغ دلالةً على أنه فهم
ثم سأل لي شانغيان: "ما هو المجموع الكلي لهذه الدفعة من الحبوب الطبية؟"
قال تشنغ يوانتشينغ: "المجموع أربعة ملايين وثلاثمائة وخمسون ألف حجر روح من الدرجة الدنيا، فهل سيدفع لي المعلم السماوي بحجارة الروح من الدرجة العليا؟"
لم يرغب لي شانغيان في أن يعرف الآخرون أن لديه عددًا كبيرًا من حجارة الروح العليا، فتظاهر بالصعوبة وقال: "كيف يمكن أن يكون لدي هذا القدر من حجارة الروح العليا؟ لكن يمكنني التسوية بحجارة الروح من الدرجة المتوسطة"
أصيب تشنغ يوانتشينغ بخيبة أمل بسيطة، لكنه سرعان ما تمالك نفسه؛ فحجارة الروح من الدرجة المتوسطة تظل أفضل من حجارة الدرجة الدنيا
أسرع بالحساب وقال: "وفقًا لاتفاقنا السابق، إذا تمت التسوية بحجارة الروح من الدرجة المتوسطة، فهناك خصم بنسبة 5%، ومع التقريب يصبح المجموع واحدًا وأربعين ألفًا وثلاثمائة حجر روح من الدرجة المتوسطة"
أومأ لي شانغيان، ولم يساوم أكثر، وأكمل بسرعة المعاملة على هذه الحبوب الطبية
بعد ذلك، ذهب إلى متجر الحبوب الطبية للسيد تشو شياوشينغ وعدة متاجر أخرى للحبوب والأدوات السحرية، وقام بمشتريات ضخمة
وعندما عاد إلى فناءه الصغير، كان الوقت قد اقترب من المساء
لكن بينما كان يستعد لدخول غرفته، لمح بطرف عينه طائريين روحيين يقبعان في الزاوية ويمتصان الطاقة الروحية، فتذكر فجأة حادث الأمس المزعج
فمد يده، وجذب هذين الكائنين الصغيرين، وضربهما جيدًا من دون أن يقول شيئًا
ولم يتركهما إلا بعدما امتلأت أعينهما بالنجوم وتوسلا الرحمة دون أن يفهما السبب، عندها شعر لي شانغيان بالانتعاش وألقى بهما جانبًا
مع أنه لم يكن صراخهما بالأمس هو ما أفسد خططه، لكنهما كانا من أقاربهما
بعد أن فرغ من غضبه، شعر لي شانغيان بالراحة ودخل غرفته ليبدأ بالزراعة الروحية
عالم المدن
بعد أكثر من شهرين من البناء، تم رسميًا تشغيل المجمع الصناعي لمجموعة شوانشيان
أما المبنى الأصلي في مركز المدينة، الذي تضرر بشدة بسبب المعارك العنيفة، فما زال قيد الإصلاح
وفيما بعد، من أجل الأمان والسرية، اشترى تشين رونغيوان قطعة أرض كبيرة بالقرب من بحيرة الشرق لبناء مبانٍ مكتبية جديدة
لكن المباني الجديدة لم تكن عالية، فقط ثلاثة طوابق، لكن عددها كان كثيرًا وتشغل مساحة شاسعة
وبإضافتها إلى قاعدة زراعة الأعشاب الروحية للشيخ شين، شكلت مجمعًا صناعيًا ضخمًا يغطي عشرات الآلاف من الأفدنة
وعلاوة على ذلك، ما زال هناك بعض الأراضي غير المطورة التي ستستغل تدريجيًا مع زيادة عدد موظفي مجموعة شوانشيان في المستقبل
اليوم كان يوم انتقال مجموعة شوانشيان وإعادة افتتاحها
مع أن لي شانغيان وتشين رونغيوان كانا يأملان في أن يكون حفل الافتتاح بسيطًا، إلا أن مكانتهما الاستثنائية الحالية جعلت عددًا هائلًا من الناس يحضرون
حضر ممثلون عن وزارة الجيش، وزارة الفنون القتالية، مسؤولو دولة هوا، العائلات من المستوى الثاني فما فوق، مقاتلو المستوى الفطري، رؤساء الشركات الكبرى التي تتجاوز قيمتها السوقية مئات المليارات، بل وحتى العديد من الأثرياء المؤيدين لدولة هوا من الخارج
وكل من حضر كانت له مكانة عالية جدًا في قواه الخاصة
فمثلًا، في تلك الشركات، إذا لم يحضر الرئيس نفسه، فلن يُسمح لهم بالدخول
وكذلك الحال بالنسبة لتلك العائلات من المستوى الثاني؛ فقد حضر إما سيد العائلة أو الشخص الأرفع مكانة في العائلة
ولم يكن الأمر أن مجموعة شوانشيان تحتقرهم، ولكن لأن مكانة بقية الحاضرين كانت عالية جدًا
فلو لم تكن المراتب متكافئة، لشعر الجميع بالحرج الشديد
الجميع كانوا أذكياء، ويدركون هذا المبدأ البسيط
ومع ذلك، فقد تجاوز عدد الحاضرين ألفي شخص
ولو لم تقم مجموعة شوانشيان بالتحكم في العدد، لربما وصل إلى مئات الآلاف
وعندها لن يتحول حفل الافتتاح إلا إلى معرض ضخم
وغني عن القول إن سبب هذا الدعم الكبير هو أنهم جميعًا أرادوا أن يشهدوا بأنفسهم سحر مجموعة شوانشيان التي أسسها لي شانغيان
فشعب دولة هوا كان قد لمس بالفعل الأهمية العميقة للفنون القتالية، بل وجرب الكثير منهم الآثار العجيبة للحبوب الطبية
لكن ما كانوا يتطلعون إليه أكثر هو لقاء ذلك الشاب الأسطوري
تم ترتيب مكان حفل الافتتاح في قاعة مؤتمرات كبيرة، كان تشين رونغيوان قد حجزها وبناها عند التخطيط لمقر مجموعة شوانشيان الجديد
لقد توقعت منذ وقت طويل أن كثيرًا من الناس سيزورون في المستقبل، وأن فعاليات ضخمة ستُقام أيضًا
وكانت جي تشيورن هي المشرفة على هذا الافتتاح
والآن، ومع وفرة الكفاءات داخل الشركة، لم يعد الكثير من الأعمال يتطلب من لي شانغيان وتشين رونغيوان القيام بها شخصيًا
كانت جي تشيورن في الأصل امرأة ناضجة في السابعة والثلاثين أو الثامنة والثلاثين من عمرها
لكنها تناولت أيضًا حبوب التجميل، فأصبحت تبدو وكأنها في الرابعة والعشرين أو الخامسة والعشرين
هيئتها الممشوقة، وملامحها الشابة، ومزاجها البارد الناضج، جعلوا منها محط الأنظار
عدد لا يحصى من الرجال في القاعة لم يستطيعوا منع أنفسهم من التحديق إليها مرارًا
كانت سابقًا مسؤولة تنفيذية رفيعة المستوى في فرع السيد تشو شياوشينغ في مدينة وو، لكن لاحقًا، بسبب صراعات داخلية في الشركة، والتي طالت لي شانغيان نفسه، تكبد السيد تشو شياوشينغ خسائر فادحة
وبالطبع، لم يكن ذلك خطأها، بل كان لأن المدير لوو أراد أن يستغل الفرصة ويخدع لي شانغيان ليستولي على ذهبه
لكن رئيس السيد تشو شياوشينغ غضب بسبب ذلك وطردها، وأبعدها عن الشركة
ولحسن الحظ، كانت يانغ جينشيو طيبة القلب، ورأت أن جي تشيورن إنسانة جيدة، فدعتها للانضمام إلى مجموعة شوانشيان
وكانت جي تشيورن مسؤولة تنفيذية عليا في فرع شركة، ومع أنها لم تكن قد أشرفت يومًا على حدث بهذا الحجم وهذا المستوى، إلا أنها كانت معتادة على تنظيم الفعاليات، لذا تعاملت مع حفل الافتتاح بسهولة
وعندما رأت شخصيات مرموقة واحدة تلو الأخرى، لم يكن لها في السابق حتى فرصة اللقاء بهم، يبتسمون لها وهم يحيونها، شعرت بسعادة كبيرة
لكنها مع ذلك كتمت شعور الفرح ذاك بقوة، لأنها كانت تدرك تمامًا أن كل ما لديها إنما جاءها بفضل ذلك الرجل ومنصة مجموعة شوانشيان
فمن يخطئ في اعتبار المكانة التي يمنحها له المنبر على أنها قوته الذاتية، يسهل أن يعود مجددًا إلى غياهب النسيان
وبينما كانت تفكر، انطلق صوت متملق خلفها: "لا بد أنك المديرة العامة جي، أليس كذلك؟ إن مجموعة شوانشيان تضم فعلًا الكثير من المواهب، فالمديرة جي ليست فقط كفؤة للغاية، بل أيضًا جميلة"
التفتت جي تشيورن، فرأت وجهًا مألوفًا
لا، بل يمكن القول إنها تعرفه، لكنه لم يعرفها
ابتسمت جي تشيورن ابتسامة خفيفة وقالت: "أوه، إنه المدير تشو، لم أتوقع أن يكون لديك وقت لحضور حفل افتتاح شركتنا اليوم، إنه لشرف لنا حقًا"
كان المدير تشو رجلاً متوسط القامة، ممتلئًا قليلًا، وعلى وجهه ابتسامة دائمة أشبه ببوذا ميترية، بدا عليه الارتياح وقال بسرعة بدهشة: "المديرة جي، هل تعرفينني فعلًا؟"
ابتسمت جي تشيورن وقالت: "بالطبع، فأنت رئيس السيد تشو شياوشينغ، أليس كذلك؟ قبل عدة أشهر فقط، كنتُ لا أزال موظفة لديك"
تجمد وجه المدير تشو عند سماع هذا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ