📖 "إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ" (فاطر: 41)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمجرد سماع هذه الكلمات، اشتعل الجو في قاعة المؤتمر بالحماسة
فعلى الرغم من أن الجميع كانوا على يقين بأن معايير مجموعة شوانشيان في الحبوب الطبية لا جدال فيها، إلا أن الأمور التي تتجاوز حدود الفهم البشري تولّد دومًا شكوكًا لا إرادية
فقد بادر رجل مسن ذو شعر أبيض، يناهز التسعين، ويبدو على شفا الموت، ليسأل بحماس بلغة غربية: "هل لي أن أسأل الآنسة تشين رونغيوان، كم ثمن هذه الحبة الطبية؟"
تعرفت تشين رونغيوان على هذا الرجل على الفور، إنه السيد بارت، الذي يظهر كثيرًا في الأخبار الاقتصادية
إنه أحد الأثرياء العظماء الذين يسيطرون على تريليونات الدولارات من الأصول، وتبلغ ثروته الشخصية مئات المليارات
وإذا كانت شركة روي هوي، التي طالما رغبت في حكم العالم وانتزاع صيغة الحبوب الطبية من لي شانغيان، وحشًا ضخمًا، فإن هذا العجوز أمامها كان أشبه بوحش أعظم من الهاوية
لقد كان أحد الحكام الحقيقيين في دولة النسر، لكنه كان أكثر تحفظًا، ويبدو ظاهريًا "بلا أذى"
ومع ذلك، حتى لو كان مليارديرًا عظيمًا، فإنه لا يستطيع الهروب من تآكل الزمن
فقد بلغ حقًا نهاية عمره
كان بارت يشعر أن جسده يوشك على الانطفاء، ربما اليوم، وربما غدًا سيرحل
لكنه لم يكن مستعدًا أبدًا!
كان يرفض التخلي عن سلطته المطلقة وثروته الهائلة
لقد جرّب بارت وسائل شتى لإطالة عمره، بما في ذلك دعمه السابق لأبحاث المحاربين الجينيين
لكن لسوء حظه، لم يكن هذا المشروع قد طُبّق عليه بعد، حينما تجرأ أولئك الحمقى من روي هوي على الإساءة لدولة هوا، فتم القضاء عليهم
لم يتألم بارت على موت رجال روي هوي، لكنه كان يندم بشدة على عدم حصوله على تلك التقنيات مبكرًا
لكن الندم لم يعد ينفع!
غير أن حظه لم ينقطع، فكانت علاقته بدولة هوا لا تزال جيدة
وعندما ظهرت الحبوب الطبية التي تغير البنية الجسدية في دولة هوا، أنفق أموالًا طائلة للحصول على بعضها عبر السوق السوداء
وقد أثرت عليه بالفعل، إذ جعلت جسده الواهن مفعمًا بالحيوية
لكن شيئًا آخر اتضح له بوضوح: على الرغم من تحسن جسده، إلا أن عمره لم يزدد
ففي كل صباح، بعد أن يتناول حبة تثبيت الجوهر، كان يستعيد نشاطه، لكنه كان لا يزال يشعر بالموت يناديه
وبفضل ذكائه الخارق، أدرك سريعًا أن الحبة لم تكن بلا تأثير، بل على العكس، كانت فعّالة جدًا حتى جعلته يستشعر قرب أجله
وعندما علم أن مجموعة شوانشيان على وشك إعادة الافتتاح، استخدم على الفور جميع علاقاته ليحصل على مقعد في هذا الحفل
وقد صدقت توقعاته
فقد ظهرت فعلًا... حبة يمكنها إطالة العمر!
ابتسمت تشين رونغيوان ابتسامة مشرقة وقالت: "السيد المحترم بارت، إن هذه الحبة صُنعت عبر طرق سرية باستخدام عدد لا يُحصى من الأعشاب الروحية النادرة، وحتى مجموعتنا لا تملك منها حاليًا سوى ثلاث فقط"
"إحداها أُعطيت بالفعل إلى شين بينغ، وما بيدي الآن هو واحدة من الاثنتين الباقيتين"
فقال بارت بشغف: "أعلم ذلك يا آنسة، لكنني أريد فقط معرفة ثمنها"
قالت تشين رونغيوان: "هذا النوع من الحبوب المرتبط بالعمر ليس معروضًا للبيع عادة، لكن بما أن رئيسنا لي شانغيان في مزاج حسن اليوم، ويشكر الجميع على قدومهم، فسوف نعرضها استثناءً بسعر مليار..."
فقاطعها بارت فورًا: "مليار دولار أمريكي؟ أشتريها حالًا"
تفاجأت تشين رونغيوان، فقد كانت تقصد مليارًا من عملة دولة هوا، ولم تكن تتوقع أن يخطئ هذا الرجل في وحدة الحساب
وبينما كانت تستعد لتوافقه بابتسامة، جاء صوت آخر يقول: "مليار ومئتا مليون دولار"
التفت الجميع نحو مصدر الصوت، فإذا برجل مسن يرتدي معطفًا أبيض وعمامة يتحدث بهدوء
لقد كان من أثرياء "أرض الكلاب" أيضًا، أحد كبار الأثرياء
فقال بارت: "مليار وخمسمئة مليون دولار"
فرد الآخر: "مليار وسبعمئة مليون"
ثم: "مليار وثمانمئة"
"مليار وتسعمئة"
"ملياران، وهذا حدّي الأقصى! وأرجو أن تفكر مليًا، يا محمد" قال بارت بلهجة تحمل بعض التهديد وهو ينظر إلى الرجل ذي المعطف الأبيض
وبدا أن الرجل شعر بالتهديد الضمني، فتراجع عن المزايدة
ومع أن تشين رونغيوان استاءت من تهديد بارت للزبون الآخر، إلا أنها كانت تدرك أن هذا السعر البالغ ملياري دولار تجاوز التوقعات بكثير
وفوق ذلك، لم تكن تملك في الواقع حبة واحدة فقط من حبوب طول العمر
ومع تحديد "سعر السوق" بهذا الشكل، فإن بيعها للأثرياء الآخرين بهذا السعر سيبدو معقولًا جدًا
ابتسمت قليلًا وقالت: "بما أن السيد بارت مستعد لشرائها بملياري دولار، فهذا اتفاق. تفضل بالصعود إلى المنصة"
صعد بارت بخطوات مترددة، فتسلم من تشين رونغيوان القارورة التي تحوي الحبة الطبية، ثم قال باستغراب: "هل تسلمونني إياها مباشرة؟ ولكني لم أدفع بعد"
ابتسمت تشين رونغيوان وقالت: "مع هذا العدد من الشهود، وبمكانة السيد بارت، أيمكن أن يتخلف عن دفع ملياري دولار؟"
"كما نرجو أن تتناول الحبة أمام الجميع، ليشهدوا أثرها"
أومأ بارت موافقًا، وبيده المرتجفة أخرج حبة خضراء تبعث هالة حياة قوية
مليارا دولار!
كانت عيون الحاضرين كلها مثبتة على تلك الحبة، تتأملها بحرارة
أما يانغ ليان، فقد همست لزوجها بجوارها: "أيها العجوز لي، ألا تبدو هذه الحبة مألوفة؟ ألم تكن هي نفسها التي أعطاها لنا لي شانغيان البارحة؟"
فأجاب لي ليانغتشينغ وهو يتفحصها: "بلى، إنها من نفس النوع"
فقالت بدهشة: "ألم تقل إنها اثنتان فقط؟ لقد رأيت لي شانغيان بالأمس لا يزال يملك قارورة مليئة بها"
وبالرغم من أن تشين رونغيوان تحدثت بلغة غربية آنفًا، إلا أن الترجمة الفورية في القاعة جعلتهما يفهمان ما جرى
فتمتم لي ليانغتشينغ بحدة: "أما زلتِ ساذجة؟ في التجارة، الندرة تساوي القيمة. لولا كلامها، هل كان هذا العجوز سيشتريها بملياري دولار؟"
شهقت يانغ ليان سرًا، يا له من أمر مبالغ فيه!
لكنها شعرت أيضًا بغصة في صدرها، إذ تذكرت أنها وزوجها تناولا بالأمس مثل هذه الحبوب، بالإضافة إلى غيرها الكثير. فهل يعني ذلك أنهما ابتلعا ما قيمته عشرات المليارات؟
وبينما كان بارت يرفع الحبة المرتعشة إلى فمه، أذابها ببطء، فانفجرت داخله طاقة دافئة وغامرة، كأشعة شمس ربيعية تخترق جليد الشتاء وتوقظ الأرض النائمة
لم تقتصر هذه الطاقة على تدفئة أطرافه وعظامه، بل بدت كأنها قوة سحرية، تجول في جسده، ترمم آثار الزمن
وتحت أنظار الجميع، بدأ وجه بارت النحيل المتجعد يستعيد نضارته تدريجيًا، وعادت الأوعية الدموية لتنبض بالحيوية، مكسوة بلون وردي صحي
حتى شعره الأبيض الناصع بدأ يتحول إلى لون فضي رمادي ناعم، وكأن الزمن عاد إلى الوراء، ليعيده إلى شبابه
أغمض بارت عينيه وأخذ نفسًا عميقًا، يشعر بإحساس بالحياة افتقده طويلًا
لقد كان قلبه ينبض بقوة، وكل خلية في جسده تستيقظ من جديد مفعمة بالحيوية
فتح عينيه ببطء، وفيهما بريق لا يصدق، ونظر إلى تشين رونغيوان
وقال بصوت تختلط فيه الدهشة بالامتنان: "هذا... هل هذا حقيقي؟ أشعر أنني أصغر بعقود!"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ