رواية العبور بين عالمين العالم الحديث وعالم الزراعة الروحية

📖 {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ} (سورة التوبة، الآية 105)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الطيران على نصل سيف أو سكين هو حلم يتوق إليه عدد لا يحصى من الناس

وفوق ذلك، فهذا سلاح حاد عظيم

باستثناء قلة من الأجانب، كان معظم الحاضرين من أهل الصين قد زرعوا الفنون القتالية بالفعل

كانوا قادرين على استخدام الأدوات العظمى

أشارت تشين رونغيوان إلى المرآة البرونزية والسيف الطويل وقالت: "هاتان الأداتان العظيمتان، إحداهما للهجوم والأخرى للدفاع، ستباعان معًا، وسعر البداية مليار يوان"

وبعد توقف، تابعت قائلة: "إن العائد النهائي من بيع هاتين الأداتين العظيمتين سيتبرع به بالكامل إلى جامعة الفنون القتالية"

عند سماع ذلك، بدا على كثير من الحاضرين بعض الحيرة

"جامعة الفنون القتالية؟ هل تملك الصين مثل هذه المدرسة؟" سأل رجل فاحش الثراء صديقه بجانبه في حيرة

فقال الذي بجانبه أيضًا، وهو مذهول تمامًا: "لم أسمع بذلك أيضًا، سمعت فقط عن قسم الفنون القتالية"

سأل مقاتل من المستوى الفطري، يُدعى قاو يوان، شيوي رن تشينغ: "الوزير شيوي، سمعت في وقت سابق أن الوزير لي اقترح على الصين إنشاء جامعة للفنون القتالية، فهل تمت الموافقة عليها بهذه السرعة؟"

ضحك شيوي رن تشينغ: "في الصين، ما دام الأمر مفيدًا للبلاد، فإن عملية اتخاذ القرار يمكن أن تكون سريعة للغاية"

"هذا الصباح، أبلغ نائب الوزير تانغ الوزير لي بخبر الموافقة على جامعة الفنون القتالية، وقررت الصين أن يقود قسم الفنون القتالية إنشاء الجامعة، وخصصت خمسة مليارات يوان لذلك"

"لكن الوزير لي قال: ’فقير في الأدب، غني في الفنون القتالية‘، سواء كان الأمر يتعلق بالزراعة الروحية أو دراسة تقنيات الزراعة، فإن الأمر يتطلب أموالاً هائلة. خمسة مليارات يوان تكفي فقط لتأسيس الجامعة"

"أما إذا أردنا للمعلمين والطلاب أن يزرعوا الفنون في سلام، فقد لا يكفي حتى مبلغ خمسة مليارات أخرى"

أومأ قاو يوان موافقًا بعمق وقال: "أنت على حق تمامًا. الأموال التي أنفقتها لزرع الفنون حتى وصلت إلى مستوى المقاتل الفطري قد تجاوزت بالفعل مئة مليون يوان"

"ورغم أن من يصل إلى مستوى أعلى في طريق الفنون القتالية يصبح من السهل عليه كسب المال، فإن بداية ممارسة الفنون القتالية مرهقة جدًا للعائلات العادية"

ضحك شيوي رن تشينغ: "لذلك قال الوزير لي إنه سيحل جزءًا من التمويل، ولم أتوقع أن يكون ذلك من خلال بيع مجموعة أدوات عظيمة لجمع الأموال"

قال قاو يوان بنظرة إعجاب: "رغم أن الوزير لي شاب، فإن مستوى زراعته الروحية لا يُضاهى. والأهم من ذلك أنه يملك شعورًا عظيمًا في خدمة الوطن والشعب"

"فهو لم يسهم فقط بتقنيات زراعة الفنون القتالية للبلاد بلا مقابل، بل وفر أيضًا الموارد بشق الأنفس لتحسين جودة الأمة بشكل شامل"

وقد أبدى العديد من زملاء قسم الفنون القتالية الذين سمعوا ذلك موافقة قوية على كلماته

كانت أفعال لي شانغيان جديرة حقًا بالقول: "أعظم الأبطال هم من يخدمون الوطن والشعب"

قبل ظهور لي شانغيان، كان فنانو القتال القدامى في الصين متقوقعين للغاية، يكاد لا يكون بينهم أي تواصل

لكن الآن، صار الجميع يمارسون الفنون القتالية

وفي تلك اللحظة

وقف لي شانغيان، وأدار طاقته الروحية، وبث صوته بوضوح في آذان أكثر من ألفي شخص في القاعة

"أيها الجميع، لدي إعلان: من أجل نشر الفنون القتالية، والبحث في الفنون القتالية، وتعزيز الجودة الفردية للبشرية، وبعد تقرير للصين للدراسة واتخاذ القرار، سيتم قريبًا إنشاء جامعة للفنون القتالية"

"وفقًا لتقسيم مستوى الفنون القتالية، هناك المقاتل المبتدئ، المقاتل المتوسط، المقاتل المتقدم، المقاتل الفطري، السيد القتالي، وإله القتال، لكن في الحقيقة، إن إله القتال بعيد عن أن يكون نهاية طريق الفنون القتالية"

"بل يمكن القول إنه مجرد بداية لطريق الزراعة الروحية. إن تأسيس جامعة الفنون القتالية لن يقتصر فقط على اختيار المزيد من عباقرة الفنون القتالية في المستقبل، بل سيسهم أيضًا في تقدم طريق الفنون القتالية"

"ومع ذلك، فإن بناء جامعة الفنون القتالية، وتربية المواهب، ودراسة الفنون القتالية كلها تتطلب أموالًا طائلة"

"وكما قالت الرئيسة تشين للتو، فإن عائد بيع هاتين الأداتين العظيمتين سيتبرع به بالكامل لجامعة الفنون القتالية، كما أن مجموعتنا شوانشيان ستتبرع أيضًا بعشرة مليارات يوان لجامعة الفنون القتالية"

ومع سقوط صوت لي شانغيان، دوّت القاعة بتصفيق حار

كان جميع الحاضرين من كبار الشخصيات، لكن قلة قليلة فقط كانت قادرة على التبرع بعشرة مليارات يوان نقدًا دفعة واحدة

واستمر التصفيق نصف دقيقة كاملة قبل أن يهدأ

في هذه اللحظة، وقف ما جيه، رئيس مجموعة "آلي"، وقال بصوت عالٍ: "الوزير لي، لطالما كنت شغوفًا بالفنون القتالية، لكن في السابق لم يكن لدي وسيلة لممارستها"

"وبفضل ترويجك القوي للفنون القتالية، تعلمت حيلة أو اثنتين، لكن للأسف، موهبتي محدودة، وأنا حاليًا مجرد مقاتل متوسط"

"ومع ذلك، فأنا ممتن جدًا للوزير لي لأنه أتاح لي فرصة للزراعة الروحية، لذا آمل أيضًا أن أُسهم في تطوير طريق الفنون القتالية"

"أنا ومجموعة آلي على استعداد للتبرع بخمسة مليارات يوان لجامعة الفنون القتالية. ورغم أنه أقل بكثير مما قدمته يا وزير لي، فهو مساهمتي الصادقة"

"فهل تقبل جامعة الفنون القتالية ذلك؟"

نظر لي شانغيان إلى ما جيه. ورغم أن هذا الرجل غريب الشكل ولا يهتم بالمال، فإنه كان بالفعل شخصًا يحب الفنون القتالية

ابتسم وأومأ قائلاً: "السيد ما، جامعة الفنون القتالية تقبل التبرعات من الجميع، ما دمتم تملكون قلبًا يساهم في تطوير الفنون القتالية"

"وفوق ذلك، ستُشرف هذه الأموال وتُستخدم بشكل خاص. وأي شخص يحاول جني مكاسب منها، سأُعدمه حتمًا"

وقف رجل آخر في الثلاثينيات من عمره وقال بصوت عالٍ: "باسم مجموعة دويوين، نتبرع نحن أيضًا بخمسة مليارات يوان"

وكان هذا الرجل ليس سوى تشانغ مينغ، الرئيس الأكثر تواضعًا لمجموعة دويوين

ولم يُرِد ما تنغ، رئيس شركة شونتنغ، أن يتخلف، فقال بسرعة: "نحن أيضًا نتبرع بخمسة مليارات يوان"

"أنا أتبرع بمليار يوان. أعذروني حقًا، فشركة عائلتي ليست كبيرة مثل شركات الرؤساء الآخرين"

"أنا أتبرع بملياري يوان"

"أنا أتبرع بأربعة مليارات يوان"

...

غدت القاعة في غاية الحيوية، والناس يتسابقون للتبرع بالمال لجامعة الفنون القتالية

فمنذ اللحظة التي سمعوا فيها تقديم لي شانغيان، أدركوا أن جامعة الفنون القتالية ستصبح أرضًا مقدسة للفنون القتالية في المستقبل

وبالنسبة لمكانتهم، كان المال مجرد متاع خارجي

لكن إذا تمكنوا من الإسهام في تأسيس جامعة الفنون القتالية، فحتى لو لم يجعلهم ذلك مشهورين عبر التاريخ، فإن كتب تاريخ جامعة الفنون القتالية ستسجل بالتأكيد أسماءهم

فلان تبرع بكذا مليار يوان لجامعة الفنون القتالية، فقدم إسهامًا ضخمًا في تأسيس الأرض المقدسة

وفوق ذلك، كان هذا الأمر بمبادرة من لي شانغيان، وهي فرصة نادرة لكسب المكانة

وفي تلك اللحظة، وقف بارت أيضًا وقال: "السيد لي، لا أدري إن كانت جامعتكم للفنون القتالية ستقبل التبرعات منّا نحن الأجانب؟"

لقد شعر الآن بعمق بفوائد الحبوب الطبية والفنون القتالية التي جلبت لهم

ابتسم لي شانغيان وقال: "بالطبع نحن نقبل"

فقال بارت على الفور بحماس: "إذن، سأتبرع أيضًا بخمسة مليارات دولار أمريكي، لكن لدي شرط واحد، وهو أن أحصل على مقعد في مجلس الإدارة"

وعند سماع ذلك، ارتسمت على وجوه الكثيرين علامات الدهشة

غير أن لي شانغيان هز رأسه وقال: "عذرًا يا سيد بارت، جامعة الفنون القتالية لن يكون لها مجلس إدارة. فجميع الإداريين سيُختارون من المقاتلين، ويجب أن يكونوا من أبناء الصين!"

وعند سماع ذلك، قطّب بارت جبينه قليلًا، وفكّر طويلاً ثم قال: "إذا كان الأمر كذلك، فأخشى أن عليّ إعادة النظر في اقتراحي السابق"

قال لي شانغيان ببرود: "بالطبع يمكنك ذلك. فهذا خيار متبادل، ومواردنا المالية كافية بالفعل. خمسة مليارات دولار أمريكي ليست ضرورية بالنسبة لنا"

وعند رؤية ذلك، ارتبك بارت. وشعر غامضًا بالندم، إذ كان يحس بأنه ربما أضاع فرصة عظيمة

أما الصينيون الآخرون، فقد ارتسمت على وجوههم ابتسامة سخرية عند رؤية ذلك

كان أهل بلد النسر دائمًا يفضلون المصالح الشخصية فوق كل شيء

أكان يظن أن نهجه سينجح في الصين؟

بخمسة مليارات دولار أمريكي فقط، وأراد أن يكسب نفوذًا على جامعة الفنون القتالية؟

ليحلم!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ