📖 {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (الطلاق: 2-3)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد دخول أفراد طائفة شيوان يوان إلى العالم السري، لم يبقَ سوى لي شانغيان ويي تسييوان. همس قائلًا: "يا معلمة، لندخل معًا"
"حسنًا!" ظهرت لمحة من الترقب في عيني يي تسييوان، ثم اندفع الاثنان إلى الشق معًا
فما إن ابتلع الشق أجسادهما، حتى شعر لي شانغيان أن رؤيته قد أظلمت، وبعد دوران دوّار، ظهر نور ساطع أمامه فجأة
وحين فتح عينيه من جديد، وجد نفسه لم يعد في الأرض القاحلة قرب الهاوية السوداء، بل في عالم مختلف تمامًا
ألقى نظرة حوله، فأصيب بدهشة حين اكتشف أنه يبدو وكأنه نُقل عشوائيًا إلى مكان ما داخل العالم السري، ولم يكن معه أحد
أسرع يفحص جسده، وبعد أن تأكد أن كل شيء على ما يرام، بدأ يحاول استخدام وعيه الروحي لاستكشاف البيئة المحيطة
كان يأمل أن يجد أفرادًا من طائفته أو من الطوائف الأخرى
لكن لسوء حظه، لم يستطع استشعار أي من مئات المزارعين الذين دخلوا العالم السري
وحين أعاد النظر من حوله، فاقت المشاهد توقعاته تمامًا
كان يظن أن العالم السري الغربي ربما يكون عالمًا مليئًا بالحرائق، أو عالَمًا من الحمم، أو أرضًا مباركة غنية بالطاقة الروحية... إلخ
لكنه لم يتخيل أبدًا أن هذا المكان سيكون عالمًا غريبًا مبنيًا بالكامل من المعدن
شعر لي شانغيان بالذهول، وكأنه دخل عالمًا مستقبليًا
ما رآه أمامه كان مدينة ضخمة!
مدينة محاطة بجدار لا متناهٍ الامتداد
وفي داخل الجدار، كانت مبانٍ شاهقة ترتفع نحو الغيوم، بأشكال غريبة للغاية
فهي ليست منتظمة أو مربعة كعالم المدن، بل بأشكال شتى: أبراج مدببة، أبراج مستديرة، مبانٍ مربعة، أهرام، مبانٍ بشكل حذاء، أبراج بشكل سبيكة، حلقات ضخمة... وكل أنواع العمارة العجيبة
وبدون استثناء، كانت كلها مشيدة من المعدن
وكانت هناك ممرات تربط بين مختلف المباني، وكأن المدينة بأكملها مترابطة كوحدة واحدة
بدت وكأنها من عالم خيالي علمي
رؤية مثل هذا الطراز العلمي في عالم الزراعة الروحية جعلت لي شانغيان يشعر باغتراب هائل
"ما الذي مرّ به ذلك ذو العمر الطويل لشمس الوهج؟ ولماذا تحول عالمه السري بعد موته إلى هذا العالم الغريب؟"
"هل يمكن أنه أيضًا انتقل من عالم المدن؟ أم ربما زار عالمًا يشبهه؟"
كان ذهن لي شانغيان في فوضى، يتساءل عن حياة ذلك الحاكم الطويل العمر لشمس الوهج
ولولا وجود هذا العالم السري الغربي، لربما لم يتذكر أحد أنه عاش يومًا
رفع نظره ليرى المدينة الفولاذية الشاسعة، وعلى أطرافها ظهرت نباتات عملاقة، أشجار شاهقة تصل للغيوم، وأخرى أصغر وأعشاب مجهولة
لكن ما أذهله أكثر أن هذه النباتات كانت أيضًا من المعدن!
وليست جمادات أو مجسمات معدنية، بل كانت كائنات حية حقيقية!
هي أشباه نباتات بمظهر النباتات لكن تكوينها الداخلي من المعدن
لو أن عالم نبات من النجم الأزرق رأى هذا المشهد، لصرخ بدهشة واستنكار
حتى لي شانغيان نفسه وجد الأمر لا يُصدّق
كل شيء هنا مكوّن من المعدن، والجو مفعم بعنصر المعدن الغامر
ولو وُجد هنا مزارع منسجم مع عنصر المعدن، لازداد قتاله قوة أضعافًا مضاعفة
عنصر المعدن؟
عقد لي شانغيان حاجبيه
تشاو لي كان مزارعًا بالسيف
وكان إذًا مزارعًا منسجمًا مع عنصر المعدن!
لم يعد للتفكير الطويل جدوى، فأخذ لي شانغيان يتأمل محيطه بحذر
ومع ازدياد تأمله، شعر بغرابة ووحدة أكبر
فالعالم السري الغربي لم يكن معمارُه وحده خارج التوقعات، بل حتى بيئته الطبيعية قلبت كل فهمه
كانت الأشجار المعدنية تتمايل برفق مع الرياح، تصدر أصوات رنين معدني، أشبه بلحن بعيد يتردد في هذا العالم الصامت
رفع رأسه نحو السماء، فرأى شمسًا عملاقة معلّقة في الهواء
بدت وكأنها على وشك السقوط، لكنها بقيت ثابتة
وعلى عكس الشمس الدافئة المضيئة في الخارج، فقد أطلقت هذه الشمس نورًا ذهبيًا مبهرًا، وكأنها تريد إذابة العالم بأسره
بدت غريبة ومقلقة للغاية
"لا عجب أنهم أسموه العالم السري الغربي! فهذه الشمس العملاقة تبدو وكأنها على وشك الأفول فعلًا"
"ألم يقولوا إن ذو العمر الطويل لشمس الوهج كان بارعًا في صقل الأدوات وصناعة الحبوب؟ فلماذا ترتبط قوانين هذا العالم بعنصر المعدن؟"
فكر لي شانغيان وهو يبدأ بتدوير طاقته الروحية الملوّنة، فاندفعت نحوه طاقة معدنية لا تُحصى من كل مكان
حقًا كان هذا مكانًا مباركًا لمزارعي عنصر المعدن!
لكن لي شانغيان لم ينسَ غايته، ولا أنه بحاجة لإيجاد معلمته يي تسييوان بسرعة
ثم معًا، سيبحثان عن خيوط حول يي جيان تشينغ!
أما مؤامرة تشاو لي، فسيتركها لوقتها
فهو يؤمن أن القوة المطلقة قادرة على سحق جميع المؤامرات
طار نحو المدينة الغريبة، مستشعرًا بالوعي الروحي أحوالها الداخلية
لكن فجأة توقف!
فقد اكتشف أن وعيه الروحي القوي حين امتد داخل غابة الصلب تلك، كان كأنه دخل ثقبًا أسود
قطّب حاجبيه بعمق؛ بدت المدينة أعقد بكثير مما تخيل، وربما كانت تعج بالمخاطر
ومع ذلك، لم يستشعر أي وجود خارجها
كان من المفترض أن يدخل هنا مئات، لكنه لم يجد أثرًا لأي أحد
بعد تفكير، قرر دخول المدينة رغم كل شيء
فقد وصل بالفعل إلى حائطها، وكان ارتفاعه نحو خمسين مترًا
وبدا الجدار المعدني الضخم، المجهول المصدر، شامخًا مرعبًا
مدّ يده ليلمس الجدار، فاكتشف أنه معدن عادي، لا يرقى حتى لمعدن روحي من الدرجة الأولى
لو كان كله معدنًا روحيًا، لكان ثروة لا تُقدّر!
فقوة لي شانغيان كانت قد بلغت قمة مرحلة روح الوليد، يستطيع حتى أن يحطم أداة عظيمة من الدرجة العليا
لكن رغم أن هذا الجدار من معدن عادي، لم يستطع أن يخدشه!
"يبدو أن تشكيلًا غامضًا منقوشًا فيه، وإلا لما كان بهذه الصلابة"
فكّر لي شانغيان في نفسه
ولما لم يستطع اختراقه، لم يبقَ أمامه سوى تسلقه
فقفز عدة مرات، متجاوزًا الحائط إلى الداخل
وسار في ممر معدني طويل، وصوت خطواته يتردد رنانًا على الأرضية المعدنية الصلبة
وفجأة، سار نحو حافة الممر ونظر أسفلًا
كان يظن أنه يقف على الطابق الأول، وأن الأرض تحته مباشرة
لكن لم يكن سوى فضاء لا قاع له!
فقد كانت جميع المباني متصلة ببعضها، صعودًا وهبوطًا!
أدار رأسه بسرعة، ليجد أنه لم يعد خلفه حائط، بل مبانٍ فولاذية ضخمة
وكأنه دخل متاهة فولاذية شاسعة لا نهاية لها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ