📖 {وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} (الفرقان: 63)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"أتساءل إن كان كل من دخلوا العالم السري الغربي قد انتهى بهم الأمر في هذه المدينة الغريبة مثلي"

"لا بأس، سواء حدث ذلك أم لا، عليّ أن أجد معلمتي وألتحق بها بسرعة"

"وإلا، إن هاجمها تشاو لي أو طائفة الرعد السماوي، فستكون في خطر"

"ألم يكن ذو العمر الطويل لشمس الوهج سيدًا عظيمًا في صقل الأدوات وصناعة الحبوب؟"

"أين خبأ كل هذه الكنوز؟"

كان ذهن لي شانغيان يسرع بالأفكار وهو يركض للأمام

كانت بنية المكان غريبة؛ فما لا نهاية له من مبانٍ معدنية وممرات مترابطة

وفوق ذلك، ولسبب مجهول، كان يمنع استشعار الوعي الروحي

لم يكن لي شانغيان يعرف كم كان هذا المكان واسعًا، ولا ما الذي يخفيه داخله

فلم يكن أمامه سوى الاعتماد على حواسه الخمس لمراقبة محيطه

حاول البحث نزولًا وصعودًا، ليرى إن كان يمكنه العثور على قاع هذه المدينة المعدنية أو قمتها

لكن بدا الأمر وكأنه دائرة لا نهائية، بلا قاع ولا قمة

ومهما طار، لم يرَ سوى مشهد معقد كالمتاهة

حتى إنه ترك علامات على العديد من المباني ليرى إن كان سيعود إليها

لكن للأسف

مرّت ربع ساعة، ومع قوته، كان قد طار مئات الأميال على الأقل، لكنه لم يجد مخرجًا

ولا حتى رأى العلامات التي تركها

كان مثل ذبابة بلا رأس، يركض بلا هدف داخل هذه المتاهة

ومع مرور الوقت، ورغم محاولاته المتكررة للهدوء، بدأ القلق يتسلل إلى قلبه

وحاول استخدام تعاويذ لتحطيم هذه المباني، لكنه لم يستطع أن يحدث فيها أي ضرر

لقد استحق ذو العمر الطويل لشمس الوهج سمعته فعلًا!

فحتى لي شانغيان، لم يتمكن من كسر جزء واحد من الأطلال التي تركها بعد موته

فجأة!

تغيرت ملامح وجه لي شانغيان، فتوقف فجأة عن الحركة، ثم اختفى جسده من مكانه

لقد استشعر تصادمًا عنيفًا للطاقة الروحية يحدث غير بعيد

شخص ما كان يقاتل!

أخفى لي شانغيان هالته وحجَب شكله، منطلقًا بسرعة نحو اتجاه المعركة

وما هي إلا لحظات حتى رأى خمسة أشخاص يخوضون قتالًا ضاريًا

نظر إلى ملابسهم فلم يتعرف إلى أي طائفة ينتمون

لكنه تأكد أنهم ليسوا من الطوائف الكبرى، بل على الأرجح من طائفة صغيرة أو مزارعين أحرار

ورغم أن هذا المكان يحد من استشعار الوعي الروحي، استطاع لي شانغيان بسهولة تمييز مستوياتهم

إحدى المجموعتين كانت من ثلاثة أشخاص: رجل في منتصف العمر بمرحلة النواة الذهبية، وشابان بمرحلة تأسيس الأساس

أما الأخرى فكانت من شخصين: امرأة مسنّة بمرحلة النواة الذهبية، وشابة بمرحلة تأسيس الأساس

ضحك الرجل في منتصف العمر بخبث وقال: "سلّموا الشيء، وسنُبقي على حياتيكما" وهو يهاجم العجوز بسيفه محاولًا كسر روحها القتالية

كانت مرتبة المرأة المسنّة أعلى قليلًا من الرجل، لكن طاقتها كانت من عنصر الخشب، والذي يُقهر طبيعيًا أمام طاقة المعدن

وفوق ذلك، كان العالم السري يعج بعنصر المعدن، مما عزز من قوة المزارعين المنسجمين معه

لذا ظلت العجوز تحت ضغط هائل أمام الرجل

صرخت العجوز بغضب شديد: "أيها الوغد الحقير! لولا أن هذه العجوز ساعدتك في الماضي، كيف كنت لتبلغ مرحلة النواة الذهبية؟"

"لم أظن أنك سترد الجميل بالخيانة، وتغدر بي فجأة؟"

ابتسم الرجل ساخرًا: "طريق الزراعة الروحية قائم على التنافس. كم هي نادرة موارد الزراعة بالنسبة لنا نحن الطوائف الصغيرة؟"

"والآن وقد سنحت لنا فرصة دخول العالم السري، كيف لا نتنافس ونغتنمها؟"

"كفى هراء. ومن باب رد الجميل على مساعدتك لي في الماضي، إن سلمتِ الشيء فسأبقي حياتيكما"

بصقت العجوز باحتقار وقالت: "تتمنى ذلك! لقد عميت عيناي مرة، لكنها لن تعمى ثانية"

"ولِم أصدق أكاذيبك؟"

"الشيء في يدي، ومع ذلك تتحفظ في قتلي. أما لو سلمته لك، فحتماً ستسكتني"

تلألأ بريق شرير في عيني الرجل، فالتفت إلى الشابين اللذين كانا يهاجمان الشابة وقال: "سيوين، سيوو، أسرعا بالإمساك بيان شيُوئي"

"وإن أصرت هذه العجوز على عنادها، فستكون يان شيُوئي لكما كما تشاءان"

عند سماع ذلك، ظهر في عيني الشابين بريق خبيث

ضحك سيوين وقال: "يا شيُوئي، لا تلومينا، فالعيب على معلمتك وعليكِ لأنكما لم تعرفا مصلحتكما"

"لو قبلتِ أن تصبحي رفيقة طريقي منذ البداية، هل كنتِ لتواجهي هذا اليوم؟"

كانت يان شيُوئي فاتنة بوجه بديع، بشرة بيضاء، وجه بيضاوي، وحاجبين كأوراق الصفصاف، وملامح باردة جذابة

لطالما نظر إليها سيوين وسيوو كحورية، وتتبعاها بلا كلل

لكن يان شيُوئي لم تفكر إلا في الزراعة الروحية، فرفضتهما دائمًا

فتحولت رغبتهما إلى حقد دفين

عقدت يان شيُوئي حاجبيها النحيلين وقالت بصوت بارد: "رؤية أوغاد مثلكم، غادرين بلا خُلق، هي دنس لقلب طريقي"

استشاط الشابان غضبًا من تحقيرها لهما

فأخرج سيوو قارورة من صدره وضحك بخبث: "تتظاهرين بالنقاء أمامنا، لكن قريبًا ستذوقين حقيقة ما نحن بصدده"

فتح القارورة ونثر مسحوقها الوردي باتجاه يان شيُوئي

شعرت الأخيرة بخطر فوري، فأمسكت أنفاسها واستعملت طاقتها الروحية لطرد المسحوق

لكن العجيب أن هذا المسحوق لم ينجرف بعيدًا، بل امتزج بطاقتها وعاد ليتسرب إلى جسدها

في لحظات قصيرة، تغيرت ملامح يان شيُوئي، وظهر القلق في وجهها، وعيناها تشتتان بنظرات غريبة

لكنها استخدمت إرادتها لتقاوم ذلك الإحساس، فقد أدركت ما الذي أصابها

صاحت بصوت مرتجف: "وضيع، حقير! كيف تجرؤ على استخدام مثل هذا الشيء الدنس عليّ!"

تهلل وجه سيوو فرحًا وقال ضاحكًا: "أي دنس؟ هذه هي مشروب الرغبة الوهمية الشهير! ستعرفين قريبًا ما هي اللذة القصوى!"

لكن يان شيُوئي لم تلتفت، بل واصلت كبح ذلك الشعور الغريب بكل ما تملك من طاقة روحية وإرادة

غير أن وجهها بدأ يحمرّ، وأنفاسها تثقل، وعيونها تزداد ذهولًا

ضحك سيوين وقال: "لا تجاهدي، حتى مزارع بمرحلة النواة الذهبية لا يستطيع أن يقاوم مشروب الرغبة الوهمية. استسلمي فقط"

وتقدما نحوها بخطوات متلذذة، وقد شعرا بانتصار عظيم

رأت العجوز حالة تلميذتها فصاحت بذعر: "شيُوئي! تماسكي! أيها الأوغاد، سأقتلكم جميعًا!"

لكن قلقها جعلها تتشتت، فزاد ضغط خصمها عليها، حتى أغفلها خطأ، فضربها الرجل بكفه في صدرها

"بووف!"

تقيأت العجوز دمًا طازجًا، وقد علا وجهها الغضب والصدمة

ضحك الرجل بخبث وقال: "رفضتِ الشرب بالكأس، فاشربي بالقوة! هل ستسلمين الشيء الآن؟"

لكنها رغم غضبها الشديد، أجابت بصلابة: "إن أردت الشيء، فاقتلنا"

زمجر الرجل قائلًا للشابين: "بما أن يان هويسيا لا تعرف مصلحتها، فلتفعلا ما شئتما"

ابتهج سيوين وسيوو، ومدّا أيديهما نحو يان شيُوئي التي فقدت كل قدرة على المقاومة

لكن في تلك اللحظة بالذات

ظهر شخص أمام الجميع كالشبح

صرخ الرجل في منتصف العمر: "من هناك؟!"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/27 · 39 مشاهدة · 1033 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025