📖 {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (يوسف: 21)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

استدار لي شانغيان ويان هويسيا ليروا وجه يان شيويه وقد احمرَّ، وملامحها غارقة في الاضطراب

صرخت يان هويسيا بقلق: "شيويه، ما الذي أصابك؟"

وأثناء حديثها، اندفعت نحوها بسرعة وهي تصب الطاقة الروحية في جسدها بجنون

إلا أن طاقتها الروحية الخشبية ذات الخصائص العلاجية لم تُجدِ نفعًا، إذ بقيت يان شيويه وكأنها أسيرة لشهوة ملتهبة

قالت يان هويسيا بأسى، وعيناها مليئتان بالندم: "تبا! يبدو أن تلك المساحيق تحمل تأثيرًا مثيرًا للشهوة. لقد كانت نوايا هؤلاء الأوغاد من طائفة السيف الحديدي خبيثة منذ البداية. لقد كنت عمياء حقًا"

ظنت أنها وجدت حليفًا صادقًا، لكن اتضح أنهم ذوو أطماع خبيثة، وقد أعدوا تلك السموم منذ زمن، في انتظار الفرصة للإيقاع بوادي الخيزران الأخضر

أخرجت يان هويسيا العديد من الحبوب الطبية وأدخلتها في فم تلميذتها، لكن دون جدوى

في تلك اللحظة تقدم لي شانغيان وقال: "ما رأيك أن أجرب أنا؟"

وكمن يتمسك بآخر أمل، أجابت يان هويسيا سريعًا: "شكرًا جزيلًا أيها السيد، أعلم أني أزعجك"

طلب لي شانغيان منها أن تُمدد يان شيويه على الأرض، ثم وضع كفه على مقربة من دانيانها، وأخذ يضخ طاقته الروحية ببطء

رافق ذلك دخول وعيه الروحي إلى دانيانها، ليعاين بنفسه ما يجري في داخلها

كانت طاقتها الروحية ذات طبيعة خشبية، ولونها المفترض أخضر فاتح

لكن في تلك اللحظة، بسبب إصابتها بـ "رغبة ذو العمر الطويل"، تحولت طاقتها كلها إلى وردية وغمرت جسدها بأكمله

ولتنقية هذه الطاقة الغريبة، كان لابد من سحب كل طاقتها الروحية وتنقيتها

لكن العاقبة أن قوتها القتالية ستتعطل لفترة قصيرة

وكانت هناك وسيلة أخرى لحل ما أصابها، وهي اتحاد الين واليانغ

لكن وإن كانت يان هويسيا قد ترضى بهذا بدافع يأسها لإنقاذ تلميذتها، فإن لي شانغيان لم يكن ليتقبل ذلك

فمع أنه لا يخلو من رغبة، إلا أنه أراد دومًا أن تكون مع من يربطه بها شعور صادق، لا مجرد نزوة عابرة

وجه وعيه الروحي ليسيطر على طاقته السباعية الألوان، فكوّن تيارًا ماصًا سحب كل الطاقة الوردية من دانيان يان شيويه خلال عشرة أنفاس فقط

كانت آثار "رغبة ذو العمر الطويل" قوية للغاية، حتى أن مزارعًا في مرحلة النواة الذهبية لا يستطيع محوها بالكامل

لكن لي شانغيان بقوته التي تجاوزت تلك المرحلة بكثير، استطاع التخلص منها بسهولة

ومع زوال الطاقة الغريبة، عادت وجنتا يان شيويه إلى حالتهما الطبيعية، واستعاد بصرها صفاءه

وحين عادت لوعيها، ورأت شابًا وسيمًا أمامها، ارتبكت أولًا، ثم تذكرت ما حدث

أسرعت تخفض رأسها لتتأكد من حالها، لتجد ثيابها مبعثرة، فاشتد اضطرابها وتغيرت ملامحها بشدة

رفعت يدها محاولة دفع الشاب أمامها، لكنها لم تجد في جسدها أي قوة، ولا أثَر للطاقة الروحية

انعكست على وجهها ملامح يأس وقالت ممتلئة بالمرارة: "وضيع! خسيس! أفضل الموت على أن أخضع لك..."

شعر لي شانغيان بالذهول

ما خطب هذه الفتاة الغبية؟

لكن قبل أن تُقدم يان شيويه على إنهاء حياتها، جاءها صوت مألوف مفعم بالفرح: "شيويه، أخيرًا تعافيت!"

التفتت لترى أستاذتها تحدق بها بوجه تغمره البهجة، فلم تستطع سوى أن تصاب بالذهول من جديد

ما الذي يجري؟

شرحت يان هويسيا لتلميذتها حقيقة الأمر بسرعة، لتزيل سوء الفهم

أما لي شانغيان فلم يلقِ بالًا لهما، بل شرع يدرس الرمز القديم

كان غريب الشكل، أشبه بقطعة معدنية عادية، مستطيلة بحجم الكف، ذات حواف مصقولة ناعمة بلا زوايا حادة

نُقشت على وجهه الأمامي رسوم معقدة تشبه التنانين والعنقاء، كأنها تحمل أسرار السماوات والأرض، وبدت أنوار خافتة تتلألأ عليها

أما ظهره فكان أبسط، إذ احتوى على نقش قديم واحد، حروفه متعرجة يضيء منها بريق خافت

تأمل فيه طويلًا، ثم حاول ضخ طاقته الروحية داخله، لكنه لم يتفاعل إطلاقًا

وللحظة لم يستطع تحديد الغرض منه

لكن حدسه أخبره أنه ليس شيئًا عاديًا

راح يمرر يده برفق على سطحه، شاعرًا بذبذبات دقيقة للطاقة، وهو يتساءل في نفسه:

"أي أسرار يخفي هذا الرمز؟ هل هو المفتاح للخروج؟"

وبينما هو غارق في تفكيره، كانت يان شيويه قد أدركت حقيقة ما جرى

لم تتوقع أن تُسيء فهم هذا الشاب الوسيم

فلم يعبث بها كما ظنت، بل أنقذها هي وأستاذتها، وصان طهارتها

فارتسم الاحمرار على وجهها وهي تستجمع شجاعتها لتتقدم نحوه

انحنت قليلًا وقالت بصوت خافت كطنين بعوضة: "شكرًا أيها السيد على إنقاذ حياتي. لقد أسأت الظن بك من قبل، وأرجو أن تسامحني"

ابتسم لي شانغيان بخفة ولوح بيده مشيرًا أنه لا يبالي

ثم تذكر شيئًا، فرفع الرمز بيده وسأل: "سمعت أستاذتك تقول إنكما وجدتما هذا الشيء. هل تخبرينني كيف عثرتما عليه؟"

تنفست يان شيويه الصعداء لعدم ذكره سوء الفهم، وازدادت امتنانًا له

وسيم، نبيل، وقوي

استعادت ذاكرتها قليلًا وقالت: "حين دخلنا هذا العالم السري، ذُهلنا بالمناظر الغريبة هنا"

"حاولنا البحث عن مخرج، لكننا وجدنا أنفسنا في متاهة لا نهاية لها"

"ومع عدم جدوى البحث، دخلنا بعض المباني على أمل العثور على شيء"

"وبالصدفة، اكتشفت أنا في أحد البيوت صندوقًا قديمًا"

"وكان هذا الرمز بداخله، ولم يكن فيه شيء آخر"

تألقت عينا لي شانغيان بإدراك

لقد كان يُركز فقط على إيجاد مخرج، متغافلًا عن أن المباني نفسها قد تحوي خفايا وكنوزًا

وبدا واضحًا أنه حان الوقت ليستكشفها بعناية

فسألها: "هل يمكنكما إعادة العثور على ذلك المبنى؟"

لكنهما تبادلا نظرات حائرة وقالتا بابتسامة مُرة: "يبدو أن المكان يتغير باستمرار، فما إن نغادر منطقة حتى نعجز عن العودة إليها"

أومأ لي شانغيان، إذ طابق هذا تجربته السابقة، فلم يجد بدًا من التخلي عن فكرة العودة

قال: "بما أن هذا الرمز وُجد في مبنى واحد، فربما تحمل مبانٍ أخرى أشياء مشابهة. إذن لنفترق من هنا"

وأدار ظهره مستعدًا للمغادرة، لكن يان شيويه نادته:

"انتظر أيها السيد"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/27 · 48 مشاهدة · 928 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025