📖 {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} (الأنعام: 59)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استدار لي شانغيان نحوها وسأل: "ما الأمر؟"
سألت يان شيويه بخجل: "أيها السيد، هل يمكننا أن نتبعك؟"
وسرعان ما أضافت يان هويسيا: "لا تقلق، إن عثرنا على شيء فلن نأخذه لأنفسنا أبدًا"
قطب لي شانغيان حاجبيه قليلًا وقال: "إذن ما الذي تأملان الحصول عليه بمرافقتي؟"
تنهدت يان هويسيا وقالت: "إنه من الصعب جدًا على طوائف صغيرة مثلنا الحصول على الموارد. وحتى لو عثرنا على شيء هنا، فمع أسلوب طائفة الرعد السماوي المتغطرس، سيُسلب منا في النهاية"
"أيها السيد، لا بد أنك من طائفة كبرى، وأنا واثقة أنك تملك القدرة على الحفاظ على ما تحصده من هذا العالم السري"
"هذه العجوز لا تريد أن تخاطر بحياتها من أجل طائفة الرعد السماوي، لذلك لا أريد أن أجهد نفسي كثيرًا في البحث عن الكنوز"
"إن اتبعناك، يمكننا مساعدتك في البحث"
"لقد أنقذتنا، ونحن مستعدتان لإعطائك أي شيء نجده"
"وبالطبع، لدينا أيضًا بعض الأنانية، وهي الأمل في الحصول على بعض الحماية منك"
"إن واجهنا خطرًا، فأرجو أن تساعدنا بقدر استطاعتك"
"كل ما تريده هذه العجوز هو العودة بسلام إلى الطائفة، ثم البقاء في الديار دون مغادرتها ثانية"
بدت على يان شيويه أيضًا ملامح الكآبة
فإحساس التعرض للظلم كان قاسيًا لا يُطاق
لكن لم يكن بوسعهما مقاومة وحش ضخم مثل طائفة الرعد السماوي
عند سماع كلماتها، لم يستطع لي شانغيان إلا أن يشعر بشيء من التعاطف معهما، لكنه أدرك بعمق أكبر قسوة عالم الزراعة الروحية
القوي يبقى قويًا، والضعيف يظل ضعيفًا
حقًا من الصعب جدًا تحدي القدر وتغيير المصير
فلولا أنه حصل على إصبعه الذهبي الذي مكنه من التنقل بين عالمين، ومع موهبته "المهملة" السابقة، لما استطاع أن يُثبت نفسه في هذه الحياة
بل في الحقيقة، ما كان ليبقى حيًا أصلًا
لأنه كان ميتًا بالفعل!
قال لي شانغيان: "حسنًا، يمكنكما مرافقتي، وسأقدم لكما بعض الحماية"
"وإن عثرتما على كنوز هنا، فلن آخذها مجانًا"
"لكن إن كانت نافعة لي، فسأشتريها منكما بأحجار الطاقة الروحية"
حاولت يان هويسيا الرفض سريعًا، لكن لي شانغيان لوح بيده قائلًا: "لقد اتفقنا، وإلا فلا ترافقاني"
تبادلت يان هويسيا ويان شيويه النظرات، وقد لمع بريق مفاجأة في عيونهما
قالت يان هويسيا بسرعة: "حسنًا، شكرًا لك أيها السيد"
أجاب لي شانغيان بإحراج وهو يلوح بيده: "لا تناديني بالسيد، فأنا أصغر منكما، بل أصغر حتى من تلميذتك"
كان غير معتاد على أن تدعوه عجوز بلقب السيد
ارتبكتا كلتاهما عند سماع ذلك وقالتا بدهشة: "أأنت... أصغر منا؟"
تفاجأت يان شيويه وقالت بلا تفكير: "من أي طائفة أنت إذن؟"
لكنها ندمت مباشرة، فهي تعلم أن السؤال عن خصوصيات الآخرين من المحرمات في عالم الزراعة الروحية، إلا أنها لم تستطع تصديق أن شخصًا أصغر منها وصل إلى مرحلة روح الوليد
فمع أنها تنتمي لطائفة صغيرة، إلا أنها بلغت مرحلة تأسيس الأساس في أوائل العشرينات من عمرها
وقد رأت بعض التلاميذ العباقرة من الطوائف من الدرجة الثانية، وكانوا أقل بكثير منها في نفس العمر
قالت لها معلمتها إنها نادرة بين العباقرة، لذلك طالما اعتبرت نفسها مميزة
لكن هذا الشاب الوسيم أمامها فاق حتى معلمتها، وبلغ مرحلة روح الوليد!
كم كان ذلك مرعبًا!
كم كان صادمًا!
قال لي شانغيان بهدوء: "اسمي لي شانغيان، ومن طائفة شوان يوان. يمكنكما مناداتي باسمي فقط"
ومض فهم في عيوني يان هويسيا ويان شيويه؛ إذًا هو تلميذ من طائفة كبرى من الدرجة الأولى
لكن ذلك لم يمنعهما من الشعور بالصدمة العميقة
قالت يان هويسيا بسرعة: "إذن لا يليق بنا أن نكون غير مهذبات، سنناديك السيد لي"
قال لي شانغيان ببرود: "كما تشائين، هيا بنا بسرعة"
لقد أضاع نصف ساعة بالفعل هنا، ولم يرد أن يُضيّع المزيد من الوقت
فتقدم يقود الطريق نحو أقرب مبنى، وتبعته يان شيويه ومعلمتها عن كثب
كان المبنى على شكل هرم، داخله واسع وفارغ، فتفحصه لي شانغيان بسرعة
"لا شيء!" قطب حاجبيه قليلًا وقال: "لنواصل!"
ورغم شعوره بخيبة أمل، واصل الثلاثة تفتيش المباني واحدًا تلو الآخر
لكن الحظ لم يحالفه، فبعد أن بحث في عشرات المباني، لم يعثر على شيء
بدأت ملامح الكآبة ترتسم على وجه لي شانغيان. لقد ضيّع وقتًا طويلًا هنا!
وإن ظل عالقًا، فلن يظفر بشيء، والأهم أنه كان قلقًا على سلامة يي زييوان
فقد شعر أن تشاو لي يُدبر مؤامرة هنا، وربما يتعاون مع رجال طائفة الرعد السماوي
لكنه لم يجد يي زييوان بعد، وازداد قلقه على أستاذته
وفجأة أطلقت يان شيويه صوتًا مفاجئًا: "هاه؟"
استدار لي شانغيان نحوها وسأل: "ما الأمر؟"
أشارت يان شيويه إلى مبنى دائري غير بعيد وقالت: "ذلك المبنى يشبه الذي وجدنا فيه الرمز سابقًا"
تغيرت ملامح لي شانغيان وقال: "أأنت متأكدة؟"
وبعد أن تمعنت جيدًا، أكدت يان شيويه: "نعم، لكن هناك اختلافًا طفيفًا. سطح المبنى السابق كان منقوشًا عليه مثلث قائم، بينما هذا يحمل مثلثًا مقلوبًا!"
لمعت الإثارة في عيني لي شانغيان وقال: "هيا، أسرعوا لنرى"
فبعد كل ما مرّوا به في هذا العالم السري، كان هذا خيطًا نادرًا للأمل
اقترب الثلاثة بسرعة من المبنى الدائري المنقوش عليه المثلث المقلوب، وامتلأت قلوبهم بالترقب
وبينما يقتربون تدريجيًا، لاحظ لي شانغيان الفوارق بين هذا المبنى وغيره
فبينما كانت بقية المباني مبنية من معادن عادية، كان سطح هذا المبنى محفورًا عليه نقوش معقدة
وتحت الشمس الحمراء المتوهجة، كانت النقوش تتلألأ بوميض خافت وغامض
لكن النقوش كانت دقيقة للغاية. وبسبب قمع الوعي الروحي في هذه المتاهة، لم يتمكن لي شانغيان من ملاحظتها عن بعد
ولم يكتشفها إلا حين اقترب
حدق لي شانغيان في النقوش وهو يتأمل في نفسه
ومع أنه لم يكن ضليعًا في فن النقوش، إلا أنه شعر بوضوح أنها ليست عادية، وربما كانت مرتبطة بأسرار هذا العالم السري
فسأل: "هل رأيتما مثل هذه النقوش من قبل؟"
فكرت يان شيويه ويان هويسيا قليلًا ثم قالتا: "نعم، كانت النقوش على ذلك المبنى مطابقة لهذه. لم نلاحظ شيئًا غريبًا آنذاك"
"لكن، ما فائدة هذه النقوش؟"
هز لي شانغيان رأسه وقال: "لا أعلم أيضًا، لندخل ونرَ"
تقدم بخطواته نحو المدخل الرئيسي، ودفع الباب المعدني الثقيل بيده
صدر صوت ميكانيكي مكتوم كأنه آلية قديمة قد فُعّلت، وانفتح الباب بسهولة
دخل الثلاثة معًا. كان الداخل فسيحًا للغاية، تتلألأ جواهر مجهولة مزروعة في الجدران العالية وتضيء بضوء خافت
ارتسمت على وجه لي شانغيان ملامح الدهشة!
ففي وسط الأرضية الواسعة، ارتفع مذبح قديم!
تمتمت يان شيويه بدهشة: "هذا المكان مختلف عن السابق... لماذا يوجد مذبح هنا؟"
قالت يان هويسيا بصوت خافت: "احذروا، هذا المكان غريب بعض الشيء"
تفحص لي شانغيان المكان بعناية ولم يجد ما يثير الريبة، فتوجه بخطوات ثابتة نحو المذبح
وفجأة، تلألأت عيناه بحدة!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ