رواية العبور بين عالمين العالم الحديث وعالم الزراعة الروحية

📖 {وَعِبَادُ الرَّحْمَـٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَـٰهِلُونَ قَالُوا سَلَـٰمًا} [الفرقان: 63]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هدرت مروحية نحو قمة الجبل وتوقفت على مقربة من الاثنين

فقفز منها على الفور عدة أشخاص، كان أحدهم يرتدي معطفًا أبيض، بينما بدا البقية بملامح صارمة، من الواضح أنهم عسكريون

كان يقودهم رجل في منتصف العمر يبلغ نحو الأربعين، بملامح جادة وهالة قوية، بديهي أنه يشغل منصبًا عاليًا منذ زمن

اتجهت المجموعة مباشرة نحو العجوز تشين وتشين رونغيوان

لكن حين رأى الرجل في منتصف العمر حمرة وجه العجوز تشين وصوته القوي، أطلق زفرة ارتياح

نظر إلى تشين رونغيوان، وظهر بريق رقيق في عينيه، لكن نبرته كانت صارمة وهو يسأل: "يوان يوان، ماذا حصل؟ ألم تقولي إن العجوز تشين كان يشعر بتوعك؟"

ومضت لمحة خوف على وجه تشين رونغيوان وقالت: "أبي، قبل قليل… جدي كان في خطر كبير"

ثم شرحت بإيجاز ما حدث، وأنهت بقولها: "لحسن الحظ أن لي شانغيان أنقذ جدي في اللحظة الحرجة"

حدق بها الرجل في منتصف العمر وقال بغضب: "يوان يوان، كيف تجرئين على جلب العجوز تشين وحده إلى الجبال؟ هذا في غاية الخطورة"

"من حسن الحظ أنك اتصلت للتو، وإلا لكانت العواقب لا تُحتمل"

أجابت تشين رونغيوان بتذمر: "جدي جاء بنفسه، أنا فقط تبعته بعد أن اكتشفت الأمر، كيف تلومني؟"

في هذه اللحظة، رمق العجوز تشين الرجل في منتصف العمر وقال: "كفى، أنا من جاء وحدي، هل تلومني أنا إذن؟"

تغيرت ملامح الرجل في منتصف العمر سريعًا وقال: "أبي، ابنك لا يجرؤ، أنا فقط قلق عليك"

ثم التفت إلى الرجل العجوز بمعطف أبيض وهو يحمل حقيبة طبية وقال باحترام: "دكتور يانغ، أرجوك افحص جسد العجوز تشين"

اقترب الدكتور يانغ من تشين لينغيون وقال بهدوء: "تفضل يا عجوز تشين"

مد تشين لينغيون يده اليسرى، فوضع الدكتور يانغ أصابعه على نبضه وأغمض عينيه نصف إغماضة وهو يركز في الفحص

انتظر من حوله بقلق

وفجأة!

"آه؟"

أطلق الدكتور يانغ همهمة دهشة، وفتح عينيه فجأة

"ما الأمر؟ هل هناك مشكلة؟" سأل الرجل في منتصف العمر بقلق

كان العجوز تشين هو عماد عائلة تشين في مدينة وو، ورجل ذو نفوذ بالغ الأهمية في هواقو

وإذا أصابه عارض، فسيكون بمثابة زلزال مدوٍ لفئات معينة

ولهذا عادة ما كان يرافقه فريق حماية وطبيب خاص

لكن اليوم فقط خطر للعجوز تشين أن يذهب بمفرده في نزهة إلى حديقة الغابة

ومع ذلك، حدث حادث في هذه المرة الوحيدة

قال الدكتور يانغ بملامح غريبة: "في السابق، حين كنت أفحص العجوز تشين، كان نبضه ضعيفًا، أما الآن فهو قوي ومستقر"

سارع الرجل في منتصف العمر ليسأل: "هل هذا أمر جيد؟"

قال الدكتور يانغ متردداً: "طبعًا هو أمر جيد، لكنه غريب جدًا، فهذا لا يشبه نبض شخص في عمر العجوز تشين"

"إنه أقرب ما يكون إلى نبض رجل في منتصف العمر يتمتع بصحة جيدة"

ثم أخرج جهاز قياس ضغط الدم وقاس ضغط العجوز تشين

فتعجب أكثر وقال: "آه؟ كان ضغط دم العجوز تشين عاليًا جدًا، لكنه الآن طبيعي تمامًا"

"وكأن كل أمراضه المزمنة قد اختفت، هذا عجيب للغاية"

تردد الرجل في منتصف العمر وقال: "هل من الممكن أن يكون هناك خطأ في الفحص؟"

هز الدكتور يانغ رأسه وقال: "منطقيًا، لا ينبغي أن يكون هناك خطأ. لكن للاحتياط، فلنعد للفحص مجددًا"

كان الدكتور يانغ خبيرًا أكاديميًا في الطب، يجيد الطب الغربي والصيني معًا، واحتمال وقوع خطأ في فحصه يكاد يكون معدومًا

ثم إن الفحص كان لرجل مهم مثل العجوز تشين، مما جعله شديد الحذر

وحين استمع تشين لينغيون وتشين رونغيوان لحديثهما، تبادلا نظرات دهشة وتفاهم

كانت تشين رونغيوان على وشك أن تتكلم، لكن تشين لينغيون أوقفها بهزة رأس

عادت المجموعة بالمروحية إلى فيلا عائلة تشين

وكانت عائلة تشين تملك تجهيزات طبية كاملة وفريقًا صغيرًا من الأطباء

فمكانة العجوز تشين لم تكن تستلزم نقله إلى المستشفى للفحص

وبعد سلسلة من الفحوص الدقيقة جدًا، بدا الدكتور يانغ والفريق الطبي في حيرة أكبر

"دكتور يانغ، ما نتائج الفحص؟" سارع ابنه تشين زيمينغ بالسؤال

صمت الدكتور يانغ قليلًا ثم قال: "لو لم أعلم أن هذه نتائج العجوز تشين، لما شك أي طبيب أنها تخص شابًا في العشرينيات"

سأل تشين زيمينغ بدهشة: "ماذا تقصد؟"

قال الدكتور يانغ: "العجوز تشين… في صحة جيدة جدًا! بل هو أصح منك"

"كل أمراضه اختفت، ووظائف جسده عادت فجأة لأوج قوتها"

"منطقيًا مع التقدم في السن، تضعف الأعضاء، لكن أعضاء العجوز تشين شابة جدًا"

"هذا مختلف تمامًا عن الفحص السابق"

"لم أر شيئًا غريبًا كهذا من قبل"

في هذه اللحظة، تكلم العجوز تشين أخيرًا: "دكتور يانغ، التقرير صحيح. وأرجو منك ومن فريقك أن تُبقوا الأمر سرًا"

قال الدكتور يانغ بحيرة: "لكن يا عجوز تشين، نحن غير مطمئنين ونحتاج للمراقبة فترة أطول"

قال العجوز تشين: "لا بأس، لكن مع ذلك، لا يجب أن يُكشف شيء عن أمري"

تغيرت ملامح الدكتور يانغ بسرعة وأومأ موافقًا

فالصراع في القمة عنيف، وهو مجرد طبيب لا يريد التورط

رأى العجوز تشين ذلك وفهم خطأه، فابتسم مهدئًا: "لا تقلق، ولا تفرط في التفكير. هذا لصالحك. ربما صادفتُ شخصًا استثنائيًا"

"والآن ليس وقتك لتعرف، قبل أن أفهم وضعه، لا أريد أن تحدث أي مشاحنات معه"

حين قال ذلك، ذُهل الدكتور يانغ وتشين زيمينغ

"لننهي الحديث هنا. زيمينغ ويون يوان، تعالا معي" قال العجوز تشين متوجهًا إلى مكتب الدراسة

دخل الثلاثة المكتب، ثم أخذ العجوز تشين نفسًا عميقًا، وفجأة وجه لكمة إلى تشين زيمينغ الذي كان واقفًا بجانبه

صد تشين زيمينغ تلقائيًا، لكن قوة هائلة اندفعت نحوه، فاضطر للتراجع عدة خطوات

"أبي… أنت؟" نظر تشين زيمينغ بصدمة إلى تشين لينغيون

لكن الأخير قال باستياء: "همف! لقد تراجع مستواك في الملاكمة وتقنية الزراعة الروحية كثيرًا، يبدو أن المنصب العالي جعلك راضيًا عن نفسك"

لو سمع هذا التوبيخ من قبل، لكان اعتذر على الفور

لكن الآن، كان مذهولًا من أن والده المسن لا يزال يمتلك مثل هذه القوة

حتى وإن كان قد تراجع بعض الشيء، إلا أن والده اقترب من الثمانين

"أبي، ما الذي يحدث؟" سأل تشين زيمينغ

وهنا لم تتمالك تشين رونغيوان نفسها، فأضاءت عيناها وقالت بدهشة: "جدي، هل هي الحبة الطبية العجيبة التي أعطاها لك لي شانغيان؟"

عادت انتباهات تشين زيمينغ عند سماع اسم "لي شانغيان". فقبل قليل على الجبل كان منشغلًا بصحة والده، ونسي أن يسأل عن هذا الشخص بالتفصيل

"يوان يوان، من هو هذا لي شانغيان الذي تتحدثين عنه؟"

ابتسمت تشين رونغيوان وقالت: "هو من أنقذ جدي. اليوم في قمة الجبل، التقى جدي بلي شانغيان، وأثناء حديثهما شعر جدي بتوعك"

"وحين اشتد الوضع خطورة، أخرج لي شانغيان حبة طبية وقال إنها وصفة سرية من طائفته، ثمينة للغاية، ويحتفظ بها لإنقاذ حياته"

"كنت أظنه محتالًا، لكن بعد أن أعطى جدي تلك الحبة، تحسن على الفور"

بعد سماع ذلك، لامها تشين زيمينغ: "كيف تتركين العجوز تشين يأكل شيئًا من شخص غريب؟"

لكن تشين لينغيون رمق ابنه وقال: "أنت ضيق الأفق! لو منعتها يوان يوان، لكنت أنا العجوز قد فقدت فرصة العمر"

تفاجأ تشين زيمينغ وقال بدهشة: "فرصة العمر؟ ماذا تقصد يا أبي؟"

ظهرت في عيني تشين لينغيون لمحة توق ورهبة، وبعد صمت طويل قال: "قد يكون هذا العجوز قد صادف واحدًا من محاربي الفنون القتالية القدماء الأسطوريين"

"محاربو الفنون القتالية القدماء؟"

سألت تشين رونغيوان بدهشة وهي تجهل الأمر

بينما تغير وجه تشين زيمينغ قليلًا، فهو بحكم منصبه يعرف بعض الخفايا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ