📖 {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (التوبة: 51)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالت يان شيويه بارتباك: "أيها السيد لي، هل هذا هو المخرج؟ لكن توجد هنا مصفوفة دفاعية، من الصعب اختراقها"
كانت قد سمعت تفسيرات لي شانغيان حول كيفية مغادرة هذا المكان، فحاولت مهاجمة الحقل الروحي حيث ينمو خشب تهدئة الروح
غير أن هجومها ارتطم بالمصفوفة دون أن يحدث أدنى تموج
فالضوء الخافت المنبعث من المصفوفة الدفاعية للحقل الروحي كان باهرًا على نحو استثنائي، أشبه بحاجز لا يمكن اجتيازه
ابتسم لي شانغيان قائلًا: "سابقًا، لم يتمكن اثنان من خبراء مرحلة روح الوليد ومعهم أكثر من عشرة من مرحلة النواة الذهبية من اختراقها. لو كان هجومك في مرحلة تأسيس الأساس قادرًا على كسرها، لكانوا غادروا هذا المكان منذ زمن بعيد"
وعند سماع هذا، احمرّ وجه يان شيويه قليلًا
لم يقل لي شانغيان شيئًا آخر، بل أخذ نفسًا عميقًا، وبدأت يداه تشكلان الأختام بسرعة
فاندفعت طاقة روحية هائلة حوله؛ لقد كانت هالة خبير في مرحلة روح الوليد
ذلك الإحساس المهيب جعل يان هويسيا وتلميذتها تتراجعان على الفور، غير جريئتين على الاقتراب
فمجرد هالة لي شانغيان جعلت أنفاسهما ثقيلة، وطُحنت طاقتهما الروحية بشدة
ولو بقيتا أكثر، لتحطمت أجسادهما تحت وطأة تلك الهالة
أما لي شانغيان فلم يبال بهما، بل ركّز طاقته في قبضته اليمنى
زمجر بصوت منخفض: "هَه!" وجمع كل طاقته في ضربة واحدة، وجهها نحو المصفوفة الدفاعية
فاخترق ضوء باهر السماء، مصطدمًا بضوء المصفوفة، فأحدث دويًا يصم الآذان
ومع ذلك، لم يفعل هذا الهجوم القوي سوى إثارة تموجات على سطح المصفوفة، دون أن يهز أساسها
فكر لي شانغيان: "كما توقعت، إنها استثنائية" لكن وجهه لم يُظهر أي إحباط
لقد أدرك أن مواجهة دفاع قوي كهذا لا تحتمل التسرع، بل يجب إيجاد نقطة الضعف وضربها في مقتل
تبادلت يان هويسيا وتلميذتها النظرات، وفي عيونهما صدمة لا تنتهي وقلق شديد
إن قوة هذا السيد لي عظيمة حقًا!
لقد كان أقوى حتى من خبير مرحلة روح الوليد من طائفة الرعد السماوي الذي أظهر قوته عند مدخل المستوى السري
لكن ما أقلقهما هو أن مثل هذا الهجوم المرعب لم يؤثر شيئًا!
إنها بالفعل مصفوفة دفاع أقامها حاكم ذو عمر طويل، لا تُقهر بسهولة
واصل لي شانغيان هجماته على المصفوفة، فيما كانت بصيرته الروحية منفتحة تمامًا، يستشعر بعناية كل تموج يظهر بعد كل هجوم
وأخيرًا، وبعد الهجوم العاشر، التقط تدفقًا غير طبيعي للطاقة الروحية — لقد كانت نقطة ضعف المصفوفة
"وجدتها!"
فتح لي شانغيان عينيه فجأة، وبريق حاد يلمع فيهما. جمع طاقته مجددًا، وهذه المرة كان هجومه أكثر دقة، مصوبًا مباشرة إلى موضع الضعف
ومع دوي أشد، بدأت المصفوفة الدفاعية تتشقق، ثم انهارت بصوت مدوٍّ
وبعد زوال حجب المصفوفة، انتشرت في الأجواء رائحة خشب تهدئة الروح من الدرجة السادسة
وبمجرد استنشاقها، شعر لي شانغيان بروحه تستعيد صفاءها، وقد شُفي الضرر الطفيف الذي لحق بها عند استخدامه تقنية سرقة الروح سابقًا
أما يان هويسيا وتلميذتها، فكان وقعهما أكبر بكثير، إذ تضررت أرواحهما بشدة من مصفوفة الروح الدموية، وكانت وجوههما شاحبة
لكن بعد استنشاق عبير الخشب، تعافت أرواحهما تمامًا، بل أصبحت أفضل مما كانت عليه من قبل
قالت يان شيويه بدهشة، غير مصدقة حالها: "أهذا هو أثر روح طبية من الدرجة السادسة؟ مجرد استنشاق طيف من عبيرها يحدث هذا التأثير العجيب!"
ولم تتمالك نفسها من أخذ أنفاس أخرى، وكذلك سيدتها بجوارها
لقد كانتا من طوائف صغيرة، ولم تريا قط أرواحًا طبية متقدمة كهذه، ولم تجرؤا حتى على الأمل في أن يمنحهما لي شانغيان إياها
فهو الذي خاطر وحطم المصفوفة، وأنقذهما مرارًا، وهذا فضل عظيم لا يُقاس
ومع ذلك، لم يمنعهما هذا من اغتنام الفرصة واستنشاق العبير المدهش؛ فإهماله كان سيكون خسارة
لم يعرهما لي شانغيان انتباهًا، بل تطلع بدهشة إلى الحقل أمامه حيث نبت خشب تهدئة الروح
ويبدو أن المصفوفة قد كُسرت من قبل آخرين، إذ كانت تلك النباتات لا يتجاوز عمرها بضعة عقود ولم تنضج بعد
لكن عددها كان وفيرًا — تسعة وأربعون نباتًا
لم يهتم لي شانغيان بنضجها، إذ إن فضاء دماغه قادر على إنماء الأرواح الطبية، إضافة إلى عالم إله النار الذي يمكنه هو الآخر زراعتها
ثم نظر إلى يان هويسيا وتلميذتها قائلًا بتلميح: "بحسب اتفاقنا السابق، من وجد الكنز فهو ملكه"
سارعت يان هويسيا بالقول: "أيها السيد لي، عمّاذا تتحدث؟ لقد منحتنا إنقاذًا لا يُقدّر بثمن، وأنت من فتح المصفوفة. بطبيعة الحال، هذه تخصك"
وأومأت يان شيويه موافقةً، من صميم قلبها
ولما رأى لي شانغيان حكمتهما، لم يُطل الكلام
فالأرواح الطبية لم تكن ناضجة بعد، ولو أخذتاها لأُهدرت، ثم إنها لم تكن لهما أساسًا
شكل لي شانغيان أختامًا بيديه، واستخدم طاقته السباعية الألوان لينقل تلك النباتات برفق إلى فضاء دماغه
وبينما اختفت تلك النباتات فجأة أمام أعينهما، لمعت الدهشة والغيرة في عيون يان شيويه وسيدتها
فقد كان لديهما أكياس تخزين، لكنهما لم تريا قط من قبل مساحة قادرة على حفظ الكائنات الحية!
إن وسائل هذا الشاب الاستثنائية تجاوزت حدود العادة — إنه يملك فضاءً يحفظ الأحياء!
حقًا، ما أبعد الفرق بين أساس طائفة كبرى وسواها!
وبعد أن جمع الأرواح الطبية، لاحظ لوحًا حجريًا منقوشًا برموز غريبة تحت الحقل
فأطلق طاقته ليزيل التراب عنه، فإذا باللوح مكشوفًا
قالت يان هويسيا بدهشة: "أهذا… هو نواة المصفوفة؟"
بينما حدق لي شانغيان في اللوح الحجري الموشى بالرموز الغامضة، وقد تملكه شعور مبهم بالهيجان
كان هذا اللوح بلا شك نواة المصفوفة الدفاعية للحقل الروحي
اقترب ببطء، ولمس اللوح بيده، فشعر بقوة قديمة غامضة تتسلل إلى جسده، فارتعش قليلًا
تمتم قائلًا: "يبدو أن هذا هو المفتاح لمغادرة هذا المكان"
ثم أخذ نفسًا عميقًا، وحشد طاقته كلها، وبدأ بضخها في اللوح الحجري
ومع تدفق الطاقة، بدأت الرموز المنقوشة على سطحه تتلألأ بضوء خافت، أخذ يزداد سطوعًا شيئًا فشيئًا
كانت يان شيويه وسيدتها تراقبان المشهد بذهول، مأخوذتين بالمنظر الغريب
حتى اشتد وهج الرموز، وتجلى في النهاية عمود نور باهر اخترق السماء
وفي اللحظة نفسها، بدأ الحقل الروحي كله يهتز بعنف، وكأن قوة جبارة تقلب أركانه
وفجأة، تشوهت عشرات آلاف الأفدنة التي كانت مزروعة بالأرواح الطبية، وتلاشت تلك النباتات مع التربة
وبدلاً منها، ظهرت بوابتان متجاورتان بلون ذهبي داكن، معلقتان في الهواء، تشعان نورًا خافتًا مهيبًا، غامضًا لا يُسبر غوره
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ