رواية العبور بين عالمين العالم الحديث وعالم الزراعة الروحية

📖 {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (يوسف: 21)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

على الجانب الآخر، بدا القتال في مستوى النواة الذهبية أكثر هدوءًا نسبيًا

فستة وخمسون وحشًا يملك قوة النواة الذهبية، كل واحد منها يمتلك قوة تفوق المزارعين من نفس المستوى

وفوق ذلك، ولأنها بلا تعقيدات عاطفية معقدة، كان قتالها أكثر حسمًا وقسوة

أما أولئك المزارعون في مرحلة النواة الذهبية الذين تمسكوا ببارقة أمل، فقد هُزموا بسرعة تحت الهجمات المشتركة للوحوش الياو

إما قتلى أو جرحى، والمشهد لا يُحتمل

ففي بضع أنفاس فقط، نجا أقل من ثلاثة إلى خمسة من أكثر من عشرين شخصًا، وجميعهم كانوا في حالة حرجة وعلى شفا الموت

وقف شو تنغ في البعد، يشهد كل هذا، ولم يستطع منع موجة من الخوف العالق من أن تجتاحه

لقد حمد ربه أنه لم يختر باندفاع الوقوف في صف واحد مع لي هواي شان والبقية

وإلا لكان الآن ملقى على الأرض، لا يُعرف إن كان حيًا أم ميتًا، مثل هؤلاء المزارعين

لقد اندلع هذا القتال العظيم بسرعة، وانتهى بالسرعة نفسها

أما لي هواي شان الذي كان متعجرفًا قبل قليل، فقد أسقطه لي شانغيان بالفعل

كان وجهه باهتًا، لكن عينيه ما زالتا شرستين وهو يقول: "كح... كح... هل أنت لي شانغيان؟ لم أتوقع أن تتواطأ مع طائفة يو ياو. أنت حقًا تستحق الموت"

وحين رأى أن لي شانغيان قادر على قيادة هذا العدد الكبير من الوحوش الياو، ظن أن لي شانغيان من طائفة يو ياو

وعند سماع هذا الاسم البعيد، بدا لي شانغيان مذهولًا قليلًا

لقد التقى من قبل بأشخاص من طائفة يو ياو في أسرة تانغ الشرقية؛ وكانت طائفة تحمل مزيجًا من الحق والباطل

كانت طائفة يو ياو قريبة من طائفة شوان يوان، وقوتها أعظم من طائفة عادية من الدرجة الأولى، لكنها لم تبلغ مستوى القوى المهيمنة

وكانوا يكرسون أنفسهم لزراعة وحوش يـاو قوية ومرعبة، وفي نظر بقية الطوائف، كانوا مجرد مجموعة من المجانين

لذلك، رغم قوة طائفة يو ياو، إلا أن قليلًا من الطوائف كان يتواصل معها

أما طائفة الرعد السماوي، بصفتها قوة متسلطة، فقد كانت تعتبر أفراد طائفة يو ياو وبالًا عظيمًا، وكان بينهما عداوات متجذرة

دائمًا ما كانت طائفة الرعد السماوي متغطرسة، تهاجم وتقتل كلما صادفت طائفة يو ياو

وكانت انطباعات لي شانغيان عن طائفة يو ياو سيئة للغاية؛ إذ إنهم حتى اختطفوا بشرًا من أسرة تانغ الشرقية لصقل حبوب جوهر الدم، وهو فعل منحط فعلًا

سخر لي شانغيان قائلًا: "ومن قال إن من يقدر على التحكم بالوحوش الياو هو من طائفة يو ياو؟ أنا لست واحدًا من هؤلاء المجانين"

وحين رأى لي هواي شان أنه لم يعترف، لم يُطِل التفكير، بل قال بحقد: "لم أتوقع حقًا أن طائفة شوان يوان تملك شخصًا مثلك

لقد كان تقصيرًا منا أننا لم نقضِ عليك في وقت أبكر، لكن الآن وقد كشفت نفسك، فلن تتمكن من التباهي طويلًا"

وبينما كان يتحدث، ألقى نظرة على شو تنغ والبقية، ملمحًا إلى أنهم سيبلغون طائفة الرعد السماوي بلا شك عن ما فعله لي شانغيان

ارتجف قلب شو تنغ بسرعة وقال: "أيها الرفيق لي، من فضلك لا تدع كلمات هذا الرجل تثير الفتنة. نحن بالتأكيد سنُبقي هذا سرًا، وإن خالفنا، فليصعقنا البرق"

فالمزارعون لا يقسمون قسمًا باستخفاف، لأن خيانة القسم تجلب عليهم محنة رعدية أشد عند خوض اختبار الرعد

لكن لي شانغيان قال بازدراء: "طائفتكم الرعد السماوي حقيرة فعلًا، لا تلجأ إلا للمكائد الخسيسة من وراء الستار، وتفتقر تمامًا لسعة صدر قوة مهيمنة

وطائفة مثلكم لا تسعى للرقي بنفسها بل تقمع نمو الآخرين، لن تدوم طويلًا"

انتفخت عروق لي هواي شان من الغضب وقال: "كيف تجرؤ على انتقاد طائفتنا الرعد السماوي؟"

لكنه تجاهله وأضاف: "لا أريد إضاعة المزيد من الكلام معك. انتظر فقط اليوم الذي تفنى فيه طائفتكم"

وبينما يتكلم، استخدم من جديد طاقته الذهنية لفتح الممر إلى عالم قصر النار، ففهم الأسد المقدس ذو اللهب الذهبي وملك أرواح النار مقصده

فأمسك كل واحد منهما بجسد لي هواي شان ولين تشن دونغ، وببضع قفزات، غادرا المكان وعادا إلى عالم قصر النار

وكذلك فعلت بقية الوحوش الياو، إذ أخذت معها الأسرى أو جثث المزارعين من طائفة الرعد السماوي وطائفة تشينغيون في مرحلة النواة الذهبية

وفي وقت قصير، أصبح نطاق مصفوفة النمر الأبيض أكثر هدوءًا بكثير، بينما كان شو تنغ والبقية يراقبون لي شانغيان بتوتر

أما هو، فقد تقدم نحو مو وان تشينغ، ولين شيو دونغ، والبقية، ولما رأى أنهم مصابون بجروح خطيرة، أخرج فورًا عدة حبوب علاجية وقدّمها لهم

وكان لين شيو دونغ ومو وان تشينغ قد تعافيا قليلًا أثناء القتال العظيم، أما تشو تشونلاي، وقو بينغ، وتاو مينغ فقد فقدوا وعيهم، لكنهم ظلوا على قيد الحياة على الأقل

وبعد علاج لي شانغيان لهم، استيقظوا أخيرًا، لكنهم كانوا في حالة ذهول

لقد ظنوا في البداية أن هذه الرحلة ستكون مليئة بالمخاطر، لكنهم لم يتوقعوا مثل هذا التحول المفاجئ

وبحماس راح لين شيو دونغ يروي للثلاثة ما أظهره لي شانغيان من قوة سماوية، فازداد ذهول الجميع

كيف يمكن أن يكون الأمر بهذا الخيال؟

هل ما زالوا يحلمون؟

كان لي شانغيان قويًا، نعم، لكنه لا يمكن أن يكون بهذه القوة لدرجة أن يهزم بسهولة ستة من مرحلة روح الوليد وعشرات من مرحلة النواة الذهبية، أليس كذلك؟

حتى المزارع في مرحلة تحول الروح لم يكن ليفعل أكثر من ذلك بكثير

لكنهم حين رأوا أنه لم يبقَ أحد من طائفة الرعد السماوي أو طائفة تشينغيون في المكان، بدأ الشيخ شو تنغ من طائفة السيف الملتهب والبقية ينظرون إلى لي شانغيان بعين الاحترام

وبدا أن لين شيو دونغ لم يكذب، ولم يكن هناك داعٍ ليكذب

أما لي شانغيان فلم يُعر اهتمامًا لذهول تشو تشونلاي والبقية، بل كان يمعن النظر في منجم الذهب الروحي

لقد كان منجمًا ضخمًا، مكدّسًا فيه ذهب روحي متطور لا يُحصى

وكل قطعة من الذهب الروحي كانت لا تُقدّر بثمن في عالم الزراعة الروحية، كافية لإشعال عاصفة دموية

خصوصًا تلك القطع القليلة في أعلى المنجم، التي اشتبه أنها ذهب ذوي العمر الطويل، وجعلت الجميع يلهث طمعًا

لكنها الآن مكدّسة هنا بلامبالاة، كأنها مجرد خام عادي

فكر لي شانغيان في نفسه أن أزمة نطاق التنين الأزرق كانت مصفوفة روح الدم، ولا يعلم أي أخطار يخفيها نطاق النمر الأبيض

ورغم أن ذاكرة لي غوانغ يوان تضمنت طريقة لكسر المصفوفة، فإنها لم تكن سوى استخدام القوة الغاشمة

وقد كان لي هواي شان بالفعل يأمر الجميع سابقًا باختراق المصفوفة بهذه الطريقة

ولولا تدخل لي شانغيان، لربما اخترق المصفوفة بعد بعض الوقت

اقترب لي شانغيان ببطء من المنجم، يراقب أنماط المصفوفة حوله بعناية

كانت تلك الأنماط معقدة وعتيقة، تبعث طاقة روحية خافتة، ما يدل على أنها مصفوفة دفاعية قوية

وأشار شو تنغ بابتسامة متملقة نحو جزء معين من المصفوفة وقال: "أيها الرفيق، لقد أمرنا الشيخ لي... لي هواي شان بمهاجمة هذه العقدة آنفًا"

أومأ لي شانغيان، وعيناه كالمشاعل، يستشعر أنماط المصفوفة وتغيراتها، بينما تدفقت طاقته الذهنية بسرعة، يستنتج بجنون

لكن!

كان ذلك بلا جدوى

فلي شانغيان لم يكن بارعًا في المصفوفات، ولأنه كان قد رأى ذاكرة لي غوانغ يوان من قبل، لم يتمكن إلا من فهم مبسط لعمل المصفوفة هنا

أما عن كيفية كسرها بطريقة أفضل، فلم تكن لديه أي فكرة

تنفس لي شانغيان بعمق، وتدفقت طاقة روحية بألوان سبعة في كفه، ثم ضرب بها المصفوفة

وقد جعل الهجوم العنيف شو تنغ والبقية خلفه يرتعدون رعبًا

فمعركته السابقة مع لي هواي شان لم تكن حتى بكامل قوته!

كما أن هذا المشهد جعل تشو تشونلاي والبقية، الذين كانوا يرون حركاته لأول مرة، يبدون تعابير مدهوشة

لقد كان قويًا بحق

لقد تجاوزت قوة لي شانغيان حدود فهمهم لمستويات الزراعة الروحية، فلم يعودوا قادرين على تقدير أي مرحلة بلغها

لكن فجأة، بدأ المنجم كله يهتز

وترددت موجات من أصوات دوي عميقة من أعماقه، كأن مخلوقًا عملاقًا يستيقظ

تغير وجه لي شانغيان، فقد فهم أنه قد فعّل آلية ما في المصفوفة، فأطلقت دفاعاتها

وبالفعل، ومع اشتداد الاهتزاز، ظهرت فجأة ثلاثة دمى ذهبية روحية، طول كل منها عدة أذرع، حول المنجم

كانت هذه الدمى مصنوعة بالكامل من ذهب روحي متطور، تبعث بريقًا معدنيًا مبهرًا

وعيونها المتوهجة بالحمرة بدت كأنها تملك حياة خاصة بها

"ما هذا؟"

وأمام تلك الكائنات المرعبة، انتفضت قلوب الجميع بصدمة عظيمة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ