رواية العبور بين عالمين العالم الحديث وعالم الزراعة الروحية

📖 {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [سورة الشرح: 6]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال تشين لينغيون: "فنانو القتال القدماء هم جماعة من الناس يملكون ميراثًا خاصًا في الفنون القتالية

بعد أن يزرعوا تقنيات الزراعة الروحية، تكتسب أجسادهم القدرة على رفع ألف جين والقفز فوق الجدران"

أضاءت عينا تشين رونغيوان وقالت: "أليسوا مثل رجال عالم الجيانغهو في الروايات؟"

ابتسم تشين لينغيون وأومأ قائلًا: "يمكنك القول ذلك

فبعضهم بالفعل قد زرع الطاقة الروحية، أو ما يُسمى أيضًا بالطاقة الداخلية"

سألت تشين رونغيوان: "هل يوجد حقًا مثل هؤلاء الناس؟

كنت أظن أنهم موجودون فقط في الروايات"

قال تشين لينغيون: "في الحقيقة، قبل مئة عام، كان محاربو القدماء نشطين دائمًا في العالم، بل وحتى في معارك خاصة كثيرة حيث القليل هزم الكثير كان لهؤلاء المحاربين دور خفي وراء الكواليس

وقبل مئة عام، حين كان العالم في اضطراب وتغيير، خاض محاربو القدماء القتال من أجل بلادهم أيضًا

وخلال تلك الفترة الأكثر إذلالًا في التاريخ، قدّم محاربو القدماء مساهمات قوية للغاية للأمة

العديد من ملوك الجنود والقناصين كانوا في الحقيقة من هؤلاء المحاربين القدماء الذين التحقوا بالجيش

بل يمكن القول إن نصف فضل تأسيس الصين يُعزى إليهم"

"لكن قوة التدمير للأسلحة النارية والمتفجرات كانت عظيمة جدًا، بينما يحتاج محارب قديم لعقود حتى يزرع ليصل إلى مستوى يقاتل فيه مئة رجل

ولكن عدوًا عاديًا واحدًا قادر على قتل محارب قديم ببندقية

ولذلك، بعد تلك الحرب، ضعف محاربو القدماء بشدة، وحتى أولئك الأساتذة الذين يستطيعون قتال المئة ماتوا تقريبًا جميعًا، فانقطع الكثير من الميراث القديم"

"أما من بقي من محاربي القدماء فإما عادوا إلى الجبال والحقول وصاروا مجهولين

والمثل القائل: البطل العظيم يخدم بلاده وشعبه، ينطبق عليهم بحق، فهم يستحقون ذلك!"

أثناء استماع تشين رونغيوان لحكاية الجد عن ماضي محاربي القدماء، شعرت بمزيج من الشوق والإعجاب والندم تجاههم

اتضح أن محاربي القدماء قدّموا الكثير للبلاد والشعب، ومع ذلك لم تسجّلهم كتب التاريخ، يا له من أمر مؤسف

سألت بأسى: "إذن لماذا لا يوجد أي خبر عنهم الآن؟"

ابتسم تشين لينغيون وقال: "في الحقيقة، هم موجودون دائمًا، لكن محاربي القدماء كانوا دائمًا متواضعين"

"حاليًا، يوجد محاربون قدماء في الجيش والأقسام الخاصة، لكن بالمقارنة مع مئة عام مضت، فالفارق كبير جدًا

بل يمكن القول إن قوة محاربي القدماء حاليًا لا تعادل سوى عُشر ما كانت عليه سابقًا

والسبب الرئيس أن تلك الحرب قبل مئة عام لم تقطع فقط ميراث تقنيات الزراعة الروحية، بل أيضًا ميراث بعض التقنيات الخاصة

على سبيل المثال، صناعة الحبوب العلاجية!"

أضاءت عينا تشين رونغيوان وقالت بسرعة: "أتقصد مثل حبوب الدواء التي يمتلكها أخي لي شانغيان؟"

أومأ تشين لينغيون: "نعم! يُقال إنه قبل مئة عام، بعض طوائف المحاربين القدماء كانت قادرة على صَنع حبوب علاجية ذات تأثيرات خاصة

مثل تلك التي تعزز الطاقة الداخلية، أو تقوي الجسد، أو تشفي الجروح، وأيضًا تلك المنقذة للحياة التي تناولتها أنا!

هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها هذا العجوز مثل هذه الحبة طوال ثمانين سنة من حياته، وفعاليتها فعلًا استثنائية

إذا استطعنا إقامة علاقة جيدة مع لي شانغيان، فربما يمكننا التعاون مع الطائفة التي تقف خلفه"

أضاءت عينا تشين زيمين عند سماع ذلك وقال: "أبي، أنت محق، إذا استطاعت طائفتهم صنع واحدة، فبإمكانهم صنع المزيد

إذن كيف يجب أن نعامل لي شانغيان؟"

ابتسم تشين لينغيون وقال: "بالطبع بالاحترام! فكونه أخرج هذه الحبة الثمينة بلا تردد حين كان هذا العجوز على شفا الموت يثبت أن طبيعته نقية وخيّرة، وهو حقًا يستحق أن يكون من المحاربين القدماء!"

كان لتشين لينغيون انطباع جيد جدًا عن هؤلاء المحاربين القدماء، فلم يستطع إلا أن يمدحهم

وأكمل: "السبب في رغبتي بحجب هذا الخبر مؤقتًا هو خوفي من أن يتعرض لي شانغيان للمتاعب

فحتى لو كان محاربًا قديمًا، إذا علمت به بعض النفوس الشريرة، قد يقع في خطر

فالرجل البريء قد يُؤذى بسبب ما يملك

ومهما بلغت قوته الشخصية، ففي مواجهة بعض الشخصيات النافذة، سيظل مجرد نملة"

عند قوله ذلك، بدا بالغ الاستياء من أفعال بعض الناس

تغير وجه تشين رونغيوان عند سماع ذلك وقالت بقلق شديد: "آه جدي، إذن أليس أخي لي شانغيان في خطر كبير؟

ماذا نفعل؟ يجب أن ترسل أشخاصًا لحمايته، فهو من أنقذك!"

عند رؤية قلقها، انفجر تشين لينغيون ضاحكًا: "الابنة الكبرى لا يمكن الاحتفاظ بها!"

أما تشين زيمين بجانبه فشعر وكأنه ابتلع شيئًا فاسدًا؛ فابنته المدللة بدأت تقلق على رجل آخر

حتى لو كان ذلك الرجل منقذ عائلة تشين، فلكل أمر حدوده!

ظل يشعر ببعض المرارة وعدم الارتياح

وإن سنحت له الفرصة، فسيحرص على مقابلة هذا الوغد

فقد استطاع أن يأسر قلب ابنته المدللة من أول لقاء

لقد صارت تردد "أخي لي شانغيان" في بداية حديثها وختامه

همف! أليس لديها أخ أكبر؟

لا بد أن يرسل ابنه الفاشل، تشين هوايتيان، للتحقق من شخصية هذا الشاب

وبينما كان يفكر، واصل الجد قائلًا: "هاها! لا تقلقي، ما دام هذا العجوز موجودًا، فلن يلمسه أحد

وفوق ذلك، فهو ليس شخصًا عاديًا، ولا يستطيع الناس العاديون أن يؤذوه

لكن يا يوان يوان، يمكنك أن تتواصلي معه أكثر

فالشباب دائمًا لديهم مواضيع مشتركة"

عند سماع ذلك، شعر تشين زيمين بعدم ارتياح وقال: "أبي، أنت كأنك... ألستَ... تبيع..."

"همم؟" نظر إليه تشين لينغيون بحدة وقال: "من قال إن والدك يبيع حفيدته؟"

وأما تشين رونغيوان، وقد احمرّ وجهها، فقالت: "أبي، كيف يمكنك قول ذلك؟"

عند سماع هذا، ثقل قلب تشين زيمين أكثر فأكثر

لقد انتهى الأمر، ابنته الصغيرة وقعت فعلًا

قال تشين لينغيون: "إذا كانت طائفة لي شانغيان تملك فعلًا تقنية صناعة الحبوب العلاجية، فإن أهميته ستكون لا مثيل لها

حتى لو لم يملكوا هذه التقنية، فأنا أرى أن لي شانغيان رجل جيد فعلًا، وهو جدير بيُوان يوان"

اشتد احمرار وجه تشين رونغيوان وقالت متذمرة: "جدي، ماذا تقول؟"

لم يعد تشين زيمين يهتم بمشاعر ابنته الصغيرة؛ فهو يعلم أن هذا الأمر غاية في الأهمية

فسأل: "إن كانت فعالية تلك الحبة عظيمة بالفعل، فهل ستوافق طائفته على التعاون معنا؟"

قال تشين لينغيون: "لذلك يجب التعامل مع هذا الأمر بروية

فإن أمكن الترويج لهذه الحبة الثمينة، فستعود بالنفع على البلاد والشعب

ورغم أن طمعنا فيها فيه شيء من الأنانية، وربما بعض الابتزاز الأخلاقي

لكن هذه الحبة مهمة للغاية

وهذا العجوز سيضمن أن يحصلوا على معاملة كريمة

فهذا أيضًا حق لهم علينا، بل وحق على البلاد كذلك"

سأل تشين زيمين: "لكن ماذا لو كانت هذه الحبة تتطلب بعض الأعشاب النادرة جدًا أو حتى المنقرضة؟"

ابتسم تشين لينغيون وقال: "الآن وقد تطورت البلاد، فقد حققت التقنية الزراعية والهندسة الوراثية إنجازات جيدة أيضًا

فما داموا مستعدين للتعاون، فحتى لو تطلب الأمر قوة الأمة كلها، يجب أن ندعم أبحاث هذه الحبة!"

"حسنًا، سواء تمكنا من التعاون أم لا، يجب أن نحافظ على علاقة طيبة مع لي شانغيان

وعندما يحتاجنا، يجب أن تبذل عائلتنا جهدها الكامل لمساعدته، ويجب أن نسعى لنيل صداقته"

قال تشين زيمين: "حسنًا أبي، سأخبر أخي الأكبر والثاني وشياو تيان أيضًا"

أومأ تشين لينغيون وقال: "احرص على السرية، وانتبه كذلك إلى اللباقة!"

تردد تشين زيمين قليلًا ثم سأل: "أبي، هل تعتقد أنه يمكنني التحقيق عنه؟"

فكّر تشين لينغيون قليلًا ثم قال: "لا تتبعه، فهو محارب قديم، وإدراكه قوي جدًا!

لكن يمكنك معرفة وضعه الأساسي عبر قنوات أخرى؛ فهذا سيساعدنا على التعامل معه بشكل أفضل"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ