رواية العبور بين عالمين العالم الحديث وعالم الزراعة الروحية

📖 {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (سورة الزخرف: 72)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حدّق لين شودونغ ومو وانتشينغ وتشو تشونلاي والبقية في هذا المشهد، وقلوبهم ممتلئة بالصدمة والارتياح معًا

لم يتوقعوا أن يكون لي شانغيان قد كشف مخطط شو تنغ مسبقًا، وقلب الموقف ليقتله بأسلوب خاطف كالبرق

سألت مو وانتشينغ بصوت مرتجف قليلًا: "الأخ لي الصغير، أنت… هل كنت تعلم أنهم سيقدمون على فعل شيء؟"

ابتسم لي شانغيان وهو يعيد سيفه إلى غمده وقال بهدوء: "شو تنغ بطبيعته طماع. كيف له ألا ينخدع عند رؤية بقايا الدمى الذهبية الروحية الثمينة هذه؟ لقد تركت الأمر يجري في مساره وجعلته يقع في الفخ"

تنفس لين شودونغ بعمق وتنهّد: "الأخ لي الصغير بعيد النظر حقًا. لو لم تكن مستعدًا، لما أفلتنا من هذه الكارثة اليوم"

لوّح لي شانغيان بيده وقال: "عالم الزراعة الروحية خطير، وعلينا أن نظل متأهبين. لكن هذه المرة، يعود الفضل أيضًا إلى بقايا الدمى الذهبية الروحية؛ لولاها لما سقط شو تنغ بسهولة"

وبينما كان يتحدث، تحولت نظراته إلى بقايا الدمى الثلاث، وقد لمعت عيناه بالرضا

هذه كلها ذهب روحي لا يُقدّر بثمن؛ لقد جنيت ثروة عظيمة!

كان لا يزال هناك أكثر من عشرين مزارعًا من الطوائف الصغيرة أو من المزارعين المتجولين، لكنهم لم يجرؤوا على التحديق في أجساد الدمى، بل ابتعدوا كثيرًا عن لي شانغيان، خشية أن يسيء فهمهم فيظن أنهم يطمعون في هذه الكنوز فيقضي عليهم بلا تردد

لوّح لي شانغيان بيده، فتحولت تيارات لا تُحصى من الطاقة الروحية إلى حبال، جذبت بقايا الدمى المبعثرة كلها إلى مساحة وعيه

وفجأة!

حدث اضطراب في التشكيل الدفاعي الخاص بالمنجم الذهبي الروحي

فالتشكيل الذي كان يشع بضوء روحي خافت، بدأ يتلألأ ببريق مبهر

أصيب الجميع بالذعر، غير مدركين ما الذي يجري

ثبتت أعينهم على منجم الذهب الروحي، خائفين من أن تظهر دمى ذهبية روحية أقوى

وبينما هم ينظرون بذهول، بدأ الفضاء الذي يحتضن المنجم بأكمله في الالتواء

ثم اختفى المنجم الضخم الذي لطالما طمعت فيه القلوب، ليظهر مكانه لوح حجري منقوش عليه رموز غريبة

وكأن ما رأوه من قبل لم يكن سوى وهم

"ما الذي يحدث؟"

"كيف اختفى منجم الذهب الروحي؟"

"آه… لم أقترب من الذهب الروحي المتقدم في حياتي أكثر من هذه المرة"

"مع وجود ذلك القاتل… عفواً، ذلك القوي هنا، لم يكن الذهب الروحي ليكون من نصيبنا على أي حال"

"ألا يمكننا حتى أن ننظر؟"

"بالمناسبة، ما الذي تعنيه النقوش على ذلك اللوح الحجري؟"

انخرط الجميع في نقاش صاخب. فهم لم يمروا عبر نطاق التشكيل، لذا لم يعرفوا أن اللوح الحجري يمكن أن يفتح ممرًا

ولأن لي شانغيان كان موجودًا، لم يجرؤوا على الاقتراب، وظلوا بعيدين يتحدثون

أما لي شانغيان، فكان يعرف الأمر، فتقدم بسرعة نحو اللوح الحجري، ووضع كفه عليه، وهمّ بضخ طاقته الروحية

نظرت إليه مو وانتشينغ بقلق، ولم تستطع إلا أن تذكره: "الأخ لي الصغير، كن حذرًا"

ابتسم لي شانغيان وقال: "لا تقلقي، أعلم ما أفعل"

وبينما يتحدث، كانت طاقته الروحية قد تدفقت بالفعل في اللوح الحجري

سرعان ما بدأ اللوح في التحول، متحوّلًا إلى بوابتين ذهبيتين داكنتين

استدار لي شانغيان نحو لين شودونغ ومو وانتشينغ والبقية في البعيد

وقال لهم مفسرًا: "هنا بابان؛ الأيسر يؤدي إلى نطاق التشكيل التالي، أما الأيمن فيؤدي إلى خارج العالم السري. اختاروا طريقكم بأنفسكم"

اختار لين شودونغ وأعضاء طائفة شيوانيوان الخمسة بلا تردد مرافقة لي شانغيان، وخطوا جميعًا عبر الباب الأيسر

أما البقية، والذين لم يتجاوز أقواهم مرحلة النواة الذهبية، فقد اختاروا جميعًا الباب الأيمن وغادروا العالم السري

لم يجنوا شيئًا تقريبًا من هذه الرحلة، لكن مع وجود لي شانغيان، ذلك الشخص الحازم، لم يكن لديهم أي ثقة في الحصول على أي مكسب

…

نطاق تشكيل الطائر القرمزي

كان هذا ميدانًا هائلًا مخصصًا لصناعة الحبوب الطبية

تنتشر في أرجائه أفران ضخمة لا تُحصى، تتأجج النيران بداخلها بقوة، ويملأ الجو عبق الحبوب

غير أن هذا المكان، الذي كان ينبغي أن يكون وادعًا مخصصًا لصناعة الحبوب، كان الآن مسرحًا لمعركة ضارية

فـ يه زييوان، مرتدية ثوبًا أحمر، تمسك بسوط طويل، وتقاتل بشراسة ضد تشاو ليه

كانت جمالها الأخّاذ، وقوامها المتعالي، وثوبها الأحمر يبدون لافتين تحت انعكاس ألسنة اللهب

كل ضربة من سوطها الطويل كانت تحمل موجات من الحرارة وصوت تمزيق الهواء، لتصطدم بالسيف الطويل في يد تشاو ليه، مطلقة شرارات متألقة

كل مواجهة بينهما كانت تهز الفراغ، وتجعل الأفران الضخمة المحيطة ترتجف قليلًا

ازداد وجه تشاو ليه كآبة، وكل ضربة من سيفه كانت مكثفة بالقوة كلها

لكن يه زييوان كانت تتفادى بدهاء، مستخدمة مهارتها الرشيقة في الحركة وبراعتها الفائقة في التحكم بالطاقة الروحية

وبالتوازي، نسجت وسائل هجومية ودفاعية متعددة مستخدمة طاقات النار والخشب والأرض، ما جعل تشاو ليه يشعر بصعوبة لم يعهدها من قبل

ظهرت على وجه تشاو ليه علامات الصدمة والغضب: "همف، أيتها الفتاة البائسة، لم أتوقع أنك أخفيت قوتك بعمق. لم يمض وقت طويل منذ أن اخترقت إلى مرحلة روح الوليد، ومع ذلك ارتفعت قوتك إلى هذا الحد"

"لو مُنحتِ مزيدًا من الوقت، لربما سببتِ لي بعض المشاكل، لكن اليوم، سأريكِ ما هو الفارق الحقيقي في القوة!"

ابتسمت يه زييوان بسخرية وقالت: "تشاو ليه، لقد استغليت أدلة والدي للإيقاع بي، وبذلت جهدك لخداعي حتى تدخلني في العالم السري الغربي، أليس هدفك قتلي؟"

"لكن قوتك لا تساوي شيئًا، والحيلة التي تعوّل عليها ليست سوى هذا الفاشل؟"

وبينما تتحدث، ألقت نظرة ساخرة نحو لين بوتيان، الشاب سيد طائفة تشينغيون، الذي كان يقف غير بعيد خلفها، مشكلًا كماشة مع تشاو ليه

استفزّت كلماتها لين بوتيان، الذي كان يفاخر دومًا بعبقريته ومكانته النبيلة، فغشى وجهه الكآبة، وحدّق في يه زييوان بعينين طامعتين شرستين، وارتسمت على شفتيه ابتسامة باردة، وقال: "يه زييوان، لطالما اعتقدت أنني لم أُسئ إليك قط، فلماذا تخاطبينني بمثل هذه القسوة؟"

قهقهت يه زييوان بازدراء وقالت: "لم تُسئ إليّ؟ دعك من أنك ضفدع يحاول التهام لحم البجعة، أليس مجرد وقوفك الآن بجانب تشاو ليه ضدّي دليلًا كافيًا؟"

تظاهر لين بوتيان بالبراءة وقال: "يه زييوان، أنتِ تظلمينني، متى بادرتُ بالهجوم؟"

ولما رأت وقاحته، لم تعد تضيع كلماتها عليه، بل ثبّتت بصرها على تشاو ليه، ولوّحت بسوطها مطلقة صوتًا حادًا

قالت ببرود: "تشاو ليه، ما دمتُ قد جئت، أخبرني أين والدي؟"

غير أن تشاو ليه انفجر بالضحك: "هاهاها، أيتها الفتاة الحمقاء، أتظنين أنك بقوتك هذه قادرة على هزيمتي؟"

"أنتِ واهمة حقًا! نعم، لدي ورقة رابحة"

"لكنني في الأصل كنت أنوي استخدامها ضد تشو بايداو، ولم أتوقع أن قوتك ستفاجئني قليلًا، لذا سأستخدمها ضدك أولًا"

"اليوم، سأجعلك وسيلة لصناعة سلاحي العظيم!"

قال هذا وفتح فمه، فانطلقت منه أشعة ذهبية، تحولت إلى صولجان ذهبي

كان سطحه يتلألأ بضوء باهر، ومقبضه أملس رفيع، منقوش عليه رموز ورسوم غامضة ومعقدة

وقد رتبت هذه النقوش بنسق متداخل، وكأنها تحتوي أسرار وقوانين السماء والأرض

وفي اللحظة التي ظهر فيها الصولجان، ارتجف السوط الناري العنقاء الذي بيد يه زييوان ارتجافًا خفيفًا، وكأنه يواجه قمعًا رهيبًا

عندها فقط اكتسى وجه يه زييوان بالجدية وقالت بصوت مركز: "كنز روحي!"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ