📖 {فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} (الأعراف: 34)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد أفسد لي تشنتيان، هذا الفاشل، كل شيء، متسببًا بخسائر فادحة لطائفة الرعد السماوي، بل وأضر بأساسها.
وهذا أمر لم يكن قمة الرعد ليتحمله مطلقًا.
قال غاضبًا: "يا لطائفة شوان يوان! ما أجرأكم! يبدو أن طائفة الرعد السماوي لم تتحرك منذ سنوات طويلة، فظننتم أن هيبتها قد اندثرت"
"أي هرٍ أو كلب ضال صار يجرؤ على إظهار أنيابه لنا!"
حدق قمة الرعد بلي شانغيان، كلماته خرجت وامضة كالبرق، وجسده يهتز تحيط به شرارات لامعة.
كانت كلماته كالرعد تدوي داخل نطاق العصفور الأحمر الفسيح.
جسده كان مغمورًا بوميض الرعد، وكأن سيد الرعد قد هبط، مستعدًا لتوجيه ضربة ساحقة لخصمه.
لكن ملامح لي شانغيان لم تتغير، بل علت شفتاه ابتسامة باردة، فيما طاقته الروحية اشتعلت داخله، وتدفقت أنوار متعددة الألوان من جسده.
وقال ساخرًا: "هيبة طائفة الرعد السماوي؟ هه، اليوم، أنا لي شانغيان، سأختبر إن كانت تلك الهيبة ما زالت راسخة كما كانت!"
وقبل أن تنتهي كلماته، اندفع جسده كخط برق نحو قمة الرعد.
تجمعت الطاقات الروحية الملونة في قبضته، مصدرة صوت تمزيق الهواء، واصطدمت مجددًا بقبضة الرعد لقمة الرعد.
وهذه المرة، لم يُخفِ أيٌّ منهما شيئًا، فحيث التقت قبضتاهما، بدا وكأن الفضاء نفسه قد تمزق.
الطاقة الهائلة جعلت المكان يلتوي ويتشوه.
في الجانب الآخر، لمّا رأت يي زيوان لي شانغيان وقمة الرعد في معركة ضارية، أضاءت عيناها بإصرار حازم.
توجهت بنظراتها إلى تشاو لي، الذي كان هو الآخر يغلي غضبًا.
قالت بصوت حاد: "تشاو لي، فلنحسم ضغائننا اليوم! أين والدي؟"
ابتسم تشاو لي ابتسامة شريرة: "تريدين أن تعرفي؟ توسلِي إليَّ!"
صرخت يي زيوان غاضبة: "إن لم تخبرني، فسأفتش في روحك العظمى بنفسي!"
لوّحت بسوطها الطويل، وانطلقت بخفة كأوراق بنفسجية ساقطة، واقتربت فجأة من تشاو لي.
هنا، لوّح تشاو لي بالفاجرا بعنف، وتشابكت أضواء ذهبية مع سوط العنقاء النارية في الهواء، لتشتعل بينهما معركة لا تقل شراسة.
ومع أن الفاجرا كان كنزًا عظيمًا، إلا أن طاقة تشاو لي الروحية كانت قد استُنزفت بشدة، فلم يعد قادرًا على سحق يي زيوان بسهولة كما من قبل.
أما يي زيوان، فقد استعادت طاقتها بفضل الحبوب الطبية وأحجار الروح التي منحها إياها لي شانغيان، فظل بحر طاقتها ممتلئًا.
فكانت النتيجة تعادلًا، إلا أن تشاو لي كان يقاتل بما تبقى من طاقته وإرادته، منتظرًا فقط أن يجهز قمة الرعد على لي شانغيان ليقلب ميزان النصر لصالحه.
أما لين ييفنغ فقد توجه مجددًا إلى غريمه القديم لي تشنتيان؛ كلاهما كان قد أنهك، لكنهما لا يزالان يتبادلان الضربات بما تبقى من طاقتهما الروحية.
قوة الرعد لدى لي تشنتيان كانت قاتلة، لكنه لم يعد قادرًا على إطلاق سوى بضع تقنيات.
بينما كان لين ييفنغ يدافع بقدره عبر أداة روحه المرتبطة، "مرجل شمس الحبوب"، صادًا ضرباته.
فتبادلا القتال دون أن يتمكن أحدهما من حسم الآخر.
وفي جانب آخر، كان الأسد المقدس ذو اللهب الذهبي يقاتل لي دا، بينما خاض ملك الروح النارية معركة ضد لي لانغ.
الأسد المقدس كان يطلق لهيبًا ذهبيًا حارقًا من فمه، متصادمًا مع هجمات البرق لخصمه، فيما انهمرت أصوات فرقعة قوية.
أما الملك الناري الروحي، فتحول إلى شعلة متنقلة، يهاجم كالشبح ويختفي، مستغلًا سرعته لمضايقة لي لانغ بحثًا عن فرصة قاتلة.
وفي الميدان، كان مقاتلو مرحلة النواة الذهبية من طائفة الرعد السماوي يشتبكون مع وحوش الياو بضراوة.
اعتمدت الوحوش على أجسادها القوية وقدرتها على التعافي السريع، في مواجهة أدوات المزارعين العظيمة وهجماتهم الروحية.
فتداخلت صيحات المزارعين مع زئير الوحوش وسط ضوء الأدوات، وسقط الضحايا من كلا الطرفين.
لكن، بينما كان الجميع غارقين في القتال، بدأ تغيير خفي وخطير يتسلل بصمت.
فجثث المزارعين والوحوش القتلى، بمن فيهم من قتلهم لي شانغيان سابقًا، بدأت تُسحب منها جوهر الحياة بقوة خفية، لتتحول في لحظات إلى عظام جافة.
ولو رأى لي شانغيان ذلك المشهد لارتاع بشدة، لأنه كان مطابقًا لما شهده من قبل في نطاق التنين الأزرق.
لقد عاد تشكيل الروح الدموية!
كان يبتلع القتلى في صمت، ليجمع القوة لوجود ما مختبئ في الظلال.
وفي خضم اشتداد المعركة بين لي شانغيان وقمة الرعد، شعر فجأة بخفقان غير مفسر في قلبه.
التفت بسرعة، فلم يجد شيئًا، لكن ذلك القلق ظل يتصاعد في داخله، وكأن كارثة رهيبة توشك أن تقع.
صرخ قمة الرعد، وقد جمع كامل قواه: "لي شانغيان، حتى لو خاطرت بحياتي، سأجعل طائفة شوان يوان تدفع الثمن!"
أطلق كل طاقته الرعدية، عاقدًا العزم على إنهاء المعركة بضربة ساحقة.
لكن في تلك اللحظة، هبَّت هالة غريبة فجأة داخل نطاق العصفور الأحمر.
وانتشرت خيوط ضباب دموي من العدم، لتغمر المكان كله.
كان هذا الضباب يحمل هالة شيطانية باردة تخترق الأرواح، مثيرة في النفوس رغبة همجية في القتل.
تعالى جرس إنذار في قلب لي شانغيان؛ لقد أدرك فورًا أنه تشكيل الروح الدموية نفسه!
هذا التشكيل الشيطاني قادر على التلاعب بعقول الكائنات وسرقة جوهر الحياة منها.
فأشعل بسرعة ناره الشيطانية المكررة للروح، لتشكل غشاءً واقيًا حول روحه العظمى، مانعًا تأثير الضباب.
ثم نظر إلى يي زيوان ولين ييفنغ؛ حالتهما كانت أفضل قليلًا، لكنهما قد تأثرا بالفعل.
حتى قمة الرعد انتبه وصاح: "إنه… تشكيل الروح الدموية!"
وما إن نظر إلى الجثث، حتى رآها قد جفّت كالحطب، بعد أن التهمها التشكيل.
صرخ محذرًا: "ليس جيدًا! انسحبوا بسرعة!"
لكنه أدرك أنه فات الأوان؛ فالتشكيل قد اكتمل، وقوة شريرة انبثقت من تحت الأرض، تحاصر الجميع وتغزو عقولهم، مثيرة فيهم جنون القتل.
أما هو نفسه، فسرعان ما ابتلع حبة طبية ذهبية نادرة ليحمي قلبه من التلوث.
لكن سائر المزارعين والوحوش لم يحالفهم الحظ؛ فقد غزت الهالة الشيطانية أرواحهم، واحمرّت عيونهم بجنون.
اشتدت وحشية وحوش الياو، حتى كادت تفترس كل ما حولها.
أما يي زيوان ولين ييفنغ، فقد صمدا بصعوبة بفضل مستواهما العالي.
لي شانغيان، حرصًا على سلامة الأضعف، فتح مدخل عالم إله النار، وأدخل فيه الوحوش المتوحشة، ولين شودونغ، ومو وان تشينغ، وسائر تلاميذ طائفة شوان يوان.
ثم أرسل نسخة من ناره الشيطانية المكررة للروح، لتساعدهم على طرد تأثير الضباب.
وبعد أن ضمن سلامتهم، انطلق بجسده نحو يي زيوان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ