رواية العبور بين عالمين العالم الحديث وعالم الزراعة الروحية

📖 {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (يوسف: 21)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في هذه اللحظة، لم يتبق واقفًا داخل نطاق مصفوفة طائر العنقاء القرمزي سوى ثمانية أشخاص متناثرين ووحشين اثنين

كان بينهم لي شانغيان، يي زييوان، لين ييفنغ، الأسد السماوي ذو اللهب الذهبي، وسيد النار الروحي

وكان هناك أيضًا لي تينغفنغ، لي تشنتيان، لي لانغ، ولي دا

وآخر واحد، وهو جاو ليه، الذي أصبح مجنونًا تمامًا

كان عدوًا للي شانغيان والآخرين، لذا بطبيعة الحال لم يفكر لي شانغيان في إنقاذه

أما لي تينغفنغ فلم يكن لديه ما يكفي من الحبوب الطبية لإنقاذ أعضاء طائفة الرعد السماوي، فكيف يمنح حبوبًا ثمينة لجاو ليه

عندما رأيا بطلًا من جيل كامل يسقط في جنون كهذا، بدت تعابير يي زييوان ولين ييفنغ غامضة بعض الشيء

لقد تمنيا قتل هذا الآثم من طائفة شوان يوان

لكن حين شاهداه يحرق قواه الحياتية ويفقد عقله، شعرا بفراغ يصعب تفسيره

أخرج لي شانغيان حجر تسجيل وجهاز تصوير، وسجّل في آن واحد جنون جاو ليه

كان ينوي أن يعرضه على المعلم الأكبر تشو بايداو ليستمتع بمشاهدته

قال لين ييفنغ وقد ارتبك فجأة: "لي شانغيان، ماذا عن شيو دونغ ووان تشينغ؟"

في وقت سابق، بينما كان يقاوم هجمات لي تشنتيان بشدة وغزو الضباب الدموي، لم يرَ لي شانغيان يفتح عالم سيد النار ليُدخل الجميع إليه

أجاب لي شانغيان: "لا تقلق، لقد نقلتهما بالفعل، إنهما بأمان الآن"

تنفس لين ييفنغ الصعداء وقال: "هذا جيد، الفضل كله لك"

هز لي شانغيان رأسه دون أن يتكلم، محدقًا بصرامة في الضباب الدموي

رغم أنهم لم يتأثروا مؤقتًا بمصفوفة الروح الدموية، إلا أن هذا لن يدوم طويلًا، فالمصفوفة ستؤثر عليهم من جديد قريبًا

التفت لي شانغيان إلى لي تينغفنغ وسأله: "أيها الشيخ لي، هل تعرف طريقة لكسر مصفوفة الروح الدموية؟"

وعندما سمع سؤاله، زمجر لي تشنتيان، الذي كان يعتبره قاتل حفيده: "ولماذا نخبرك؟"

ضحك لي شانغيان وقال: "هاها، نحن في القارب نفسه الآن. إن أخبرتمونا، نتعاون معًا لمواجهتها"

"أما إن لم تفعلوا، فسوف نموت جميعًا معًا لاحقًا. لا، بل عندما ينتهي مفعول دوائكم، ستموتون أنتم أولًا بينما سنظل نحن أحياء"

ساد الصمت بين لي تينغفنغ ولي تشنتيان والآخرين

ومرت فترة طويلة

وبينما ظن لي شانغيان أنهم ما زالوا يوزنون الأمور، قال لي تينغفنغ ببطء: "في الحقيقة، نحن لا نعرف كيف نكسر مصفوفة الروح الدموية"

غضب لين ييفنغ فورًا: "إن كنتم لا تعرفون، فلماذا تتظاهرون؟"

أجاب لي تشنتيان بإحراج: "لم نقل أبدًا أننا نعرف، أنتم من سألتم"

ارتجفت لحية لين ييفنغ من شدة الغضب وعجز عن الكلام: "أنت…"

حتى لي شانغيان شعر بالعجز

هؤلاء الرجال لا يعتمد عليهم

ولأن طائفة الرعد السماوي لم يكن يمكن الاعتماد عليها، فقد كان عليه أن يجد حلاً بنفسه

لكن في تلك اللحظة…

تغيرت ملامح لي شانغيان فجأة وصاح: "من هناك!"

ثم ألقى بعنف شفرة طويلة متكثفة من طاقة روحية سباعية الألوان باتجاه الضباب الدموي

دوّى انفجار هائل

فقد اصطدمت الشفرة الطويلة بشيء ما، مثيرة عاصفة بعثرت جزءًا من الضباب الدموي

وبالقرب، ظهر شخص يرتدي رداءً قرمزيًا واقفًا بهدوء

غطى الضباب الدموي وجهه، فلم يستطع أحد استكشافه بالوعي السماوي

لكن الجميع شعر بزوج من العيون القرمزية تحدق بهم من خلال الضباب، كما لو كانوا فريسة

سأل لي تشنتيان بقلق وصوت حاد: "من تكون بالضبط؟"

في تلك اللحظة، لم يعد لدى أفراد طائفة الرعد السماوي ولا طائفة شوان يوان نية للقتال مع بعضهم، بل اجتمعوا لمواجهة هذا العدو المجهول

ضحك الرجل الغامض ذو الرداء القرمزي وقال: "لم أتوقع أن تكون لديكم وسيلة لقمع تأثير مصفوفة الروح الدموية. وخاصة أنت، إذ تملك نارًا استثنائية يمكنها تنقية الضباب الدموي، حقًا جعلت هذا السيد ينظر إليك نظرة جديدة"

حدق الرجل الغامض بعينيه القرمزيتين في لي شانغيان، والجشع فيهما يزداد وضوحًا

حتى الضباب لم يستطع إخفاء ذلك

"نار استثنائية؟"

عندما سمع الجميع هذا المصطلح، نظروا إلى لي شانغيان بصدمة

فالجميع يعلم سحر النيران الاستثنائية، فمنذ فجر عالم الزراعة الروحية لم يظهر سوى ثماني عشرة نارًا استثنائية

أما الآن، فلم يتبق سوى اثنتين موجودتين

وهما محفوظتان في أرضيْن مقدستين عظيمتين اليوم، وتعدان من أعظم دعائمهما الأساسية

أما طائفة الرعد السماوي فقد أولت سراديب الغروب اهتمامًا بالغًا، لأنه قيل إنها تشكلت بعد وفاة سيد الشمس الملتهبة

وكان سيد الشمس الملتهبة يمتلك نارًا استثنائية، ومن المرجح أنها ما زالت داخل هذا السرداب

وبمجرد أن تحصل الطائفة على هذه النار الاستثنائية، فإن قوتها سواء في تكرير الحبوب الطبية أو صقل الأدوات أو القتال سترتفع إلى مستويات شاهقة

وسوف تقفز مكانتها من طائفة مهيمنة إلى أن تصبح ربما أرضًا مقدسة

ولهذا السبب، ضحى لي تينغفنغ بفرصته في اختراق المستوى ليتمكن من دخول سرداب الغروب

والآن، سمعوا فجأة أن لي شانغيان يملك نارًا استثنائية! كيف لا يصابون بالذهول؟

ومع ذلك، ظهرت شرارات الطمع والقسوة في عيون لي تينغفنغ والبقية وهم ينظرون إلى لي شانغيان

فهم لم يجدوا أي أثر للنار الاستثنائية في سرداب الغروب، بينما كانت نار استثنائية أمامهم طوال الوقت

حتى يي زييوان ولين ييفنغ بديا بطيئي الاستيعاب في تلك اللحظة

هل حقًا كان لي شانغيان يمتلك نارًا استثنائية؟

ولماذا لم يذكر ذلك من قبل؟

أيمكن أن تكون هي اللهب الذي ساعدهم قبل قليل في تبديد تأثير الضباب الدموي؟

فجأة صرخ لي تينغفنغ بحدة: "إنها بالفعل فرصة لا تُصدق، ما كنا نبحث عنه وجدناه بلا جهد"

"أيها الفتى، سلّم النار الاستثنائية، وستعفو طائفة الرعد السماوي عن حياتك، بل وسنجعلك شيخًا في الطائفة"

أطلق لي تينغفنغ شرارات البرق من جسده وهو يوجه أنظاره نحو لي شانغيان

وأظهر لي تشنتيان ولي دا والآخرون أيضًا استعدادهم للهجوم في أي لحظة

وعندما رأى يي زييوان والبقية ردة فعل طائفة الرعد السماوي، وقفوا على الفور في مواجهة حذرة، فإذا تحرك أحد، اندلع القتال مجددًا

أما لي شانغيان فقد تجاهلهم، وحدق بجدية متزايدة في الرجل ذي الرداء القرمزي، سائلاً ببطء: "هل أنت… سيد الشمس الملتهبة؟"

كانت كلماته كالرعد تدوي في آذان الجميع، وتثير ضجة كبيرة

"سيد الشمس الملتهبة؟ هذا مستحيل!"

تغيرت ملامح لي تينغفنغ بشدة، وقد امتلأ صوته بعدم التصديق

أما لي تشنتيان والآخرون فقد صُدموا أيضًا، وتحركت أنظارهم ذهابًا وإيابًا بين الرجل ذي الرداء القرمزي ولي شانغيان، وكأنهم يحاولون إيجاد ثغرة تنفي هذا التخمين السخيف

حتى لين ييفنغ، الذي كان يؤمن بقوة بلي شانغيان، تردد الآن

وحدها يي زييوان صدقت كلامه، وقد ازدادت عيناها توترًا

لم يظهر أي ذو عمر طويل في عالم الزراعة الروحية منذ ألفي عام، وكان سيد الشمس الملتهبة خبيرًا عظيمًا هلك منذ آلاف السنين، وما زالت سمعته تتردد حتى اليوم

وإن كان هذا الرجل ذي الرداء القرمزي هو فعلًا سيد الشمس الملتهبة، فإن الأمر خطير حقًا

فلا أحد من الموجودين هنا يملك القدرة على مجاراة رجل ذو عمر طويل

بدا الرجل القرمزي متفاجئًا من تخمين لي شانغيان، وظهرت في عينيه القرمزيتين لمحة سخرية ماكرة

قال بصوت أجش عميق مليء بقدم العصور: "أوه؟ لم أتوقع أن تكون لديك بصيرة، لتتعرف على هذا السيد"

صاح لي تشنتيان بفزع ووجهه شاحب: "مستحيل، هذا محال! لقد مات سيد الشمس الملتهبة منذ آلاف السنين، لا أحد يمكنه العيش لهذه المدة!"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ