📖 {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} (الشرح: 5-6)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأخيرًا، بعد مدة غير معلومة، تنقّت طاقة الدم التي تعود لسيد الشمس الملتهبة تمامًا على يد نار صقل الأرواح الشيطانية، واختفت بلا أثر
لكن لي شانغيان لم يطمئن بعد، بل ازداد قلقًا
فهو لم يجد بعد الروح العظيمة ليي جيان تشينغ!
تساءل بقلق: "أيمكن أن يكون المعلم قد سقط بالفعل؟ لا، ما دام هناك بصيص أمل، فلن أستسلم"
خطر له شيء فجأة، فأمر نار صقل الأرواح الشيطانية قائلًا: "انتبه، لا تصقل سوى الضباب الدموي، لا تخلط بين روح معلمي وبين العدو"
فرغم أنها نار، إلا أن قوة الروح العظيمة تعزز نموها، ولو خانته وصقلت روح يي جيان تشينغ أيضًا، لهلك حزنًا
فأجابته النار بجدية وقد استشعرت أفكاره: "لا تقلق يا سيدي"
قال لي شانغيان: "ولأنك أقل إدراكًا للروح، ساعديني في العثور على روح المعلم أيضًا"
ثم غاص وعيه مجددًا بدقة داخل جسد يي جيان تشينغ
وفجأة، هتفت النار: "وجدته يا سيدي"
انبسط وجه لي شانغيان بالفرح، وتبع إرشاد النار حتى بلغ أعمق نقطة في روح يي جيان تشينغ
وهناك اكتشف روحًا ضعيفة للغاية، على وشك أن تتلاشى كليًا—إنها روح يي جيان تشينغ
صاح: "أيتها النار، اسكبي فورًا قوة الروح العظيمة في جسد المعلم!"
لكن النار تلكأت قليلًا وقالت بمساومة: "حسنًا، ولكن عليك أن تعوضني"
فقال غاضبًا: "أسرعي ولا تتكلمي! بعد أن ينهض المعلم ستنالين مكافأتك"
فلم تتجرأ النار على التباطؤ، وسكبت بعناية قوة الروح النقية التي حصلت عليها من صقل سيد الشمس الملتهبة داخل روح يي جيان تشينغ
وحين استشعرت الروح الضعيفة تلك القوة، كان الأمر أشبه بأرض عطشى شربت مطرًا عذبًا، أو مسافر في صحراء على وشك الموت عطشًا، ارتوى بماء الحياة
أما يي زييوان ولين ييفنغ فقد نظرا إلى لي شانغيان بوجوه يكسوها القلق، بينما وقف الأسد المقدس ذو اللهب الذهبي وملك أرواح النار للحراسة قربهم
ظل لي شانغيان على تلك الوضعية نصف ساعة كاملة، ومع ذلك لم يستفق يي جيان تشينغ
فازداد قلق يي زييوان، وعيناها معلقتان بهما دون رمشة
أما لين ييفنغ، فظل يتمشى ذهابًا وإيابًا على بُعد ثلاثين خطوة، يخشى أن يزعج لي شانغيان، يريد أن يتكلم لكنه يتوقف في كل مرة
فجأة، فتح لي شانغيان عينيه، وفيهما بارقة فرح، ورفع يده ببطء مبتعدًا عن منطقة دانتيان يي جيان تشينغ
فسألته يي زييوان بسرعة: "لي شانغيان، كيف حال أبي؟"
ابتسم وقال: "لم أخذلكم، المعلم بخير"
ما إن سمعت ذلك حتى ارتخت أعصابها، وكادت تسقط لولا أن لي شانغيان أسرع وأمسك بها
وتقدم لين ييفنغ بسرعة، ثم نظر إلى يي جيان تشينغ الممدد على الأرض وهتف: "جيان تشينغ، لقد استيقظت؟"
واندفعت يي زييوان نحوه أيضًا، فرأته يفتح عينيه، فسألته بلهفة: "أبي، كيف تشعر؟"
في تلك اللحظة، لم تعد عيناه محمرتين كما من قبل، بل صارتا صافيتين لامعتين كنجوم، وبملامحه الوسيمة بدا رجلاً ناضجًا جذابًا بحق
تأمل من حوله للحظات، ثم ثبت نظره على يي زييوان وتنهد: "زييوان، لم أتوقع أنك كبرتِ هكذا في غمضة عين. سامحيني، والدك قد فاته الكثير"
لم تعد يي زييوان قادرة على الصمود، فألقت بنفسها في حضنه وبكت بحرقة
أما لي شانغيان، فقد نظر إليها بتمعن، ورأى أنها رغم صلابتها المعتادة، إلا أنها بين يدي والدها لم تكن سوى فتاة صغيرة
وبعد فترة طويلة، توقفت عن البكاء، لكنها ظلت ممسكة بذراعه بقوة، غير راغبة في تركه
فقد كانت تخشى أن يختفي فجأة كما حدث قبل خمسة عشر عامًا
التفت يي جيان تشينغ إلى لين ييفنغ ولي شانغيان قائلًا أولًا: "أيها الشيخ لين، مضت مدة طويلة"
فقال لين ييفنغ بارتياح: "لو علم المعلم الأكبر لفرح كثيرًا. لقد ظل طوال هذه السنين يبحث عن أي أثر لك، ولكن دون جدوى"
"داخل الطائفة، الجميع اعتقد أنك سقطت. لم أتوقع أن تبقى حيًا، وهذا رائع بالفعل"
قال يي جيان تشينغ باعتذار: "لقد كان جيان تشينغ متهورًا وقتها، تصرف بمفرده وسقط في الخطر، وجعل الجميع يقلقون"
سألته يي زييوان: "أبي، ما الذي جرى حقًا آنذاك؟ لماذا علقت هنا؟"
غاص يي جيان تشينغ في الذكريات وقال: "قبل خمسة عشر عامًا، أراد المعلم أن أتولى منصب سيد الطائفة، لكنني كنت مصرًا على التجوال في عالم الزراعة الروحية، لأبحث عن سراديب خفية أجمع منها الموارد"
"في البداية، وبالاعتماد على قوتي وحسن حظي، حققت بعض المكاسب الجيدة"
"لكن طموحي كبر، ورغبت أن أجد سردابًا خفيًا للطائفة، وأعثر أيضًا على نار فريدة لزييوان تساعدها في الزراعة"
"وفي أحد الأيام، جاءني جاو ليه وقال إنه يملك أدلة عن سرداب الغروب السري، ومستعد لاستكشافه معي"
"ورغم أنني لم أكن أثق به، إلا أن فكرة خوض سرداب لم يُكتشف من قبل أغرتني، فجئت معه"
"لكن لم أتوقع أن يكون سرداب الغروب هذا أعقد وأخطر بكثير مما تصورت"
"فما إن دخلناه، حتى وقعنا في سلسلة من الفخاخ والآليات، ولحسن حظنا أننا استطعنا تجاوزها بقوتنا وخبرتنا"
"كان جاو ليه يتصرف طبيعيًا وقتها، وإن كان أحيانًا مندفعًا قليلًا، لكنه كان متعاونًا"
"لكن كلما تعمقنا في السرداب، وجدنا أن الموارد المتقدمة هنا قليلة، ولا أثر لأي نار فريدة"
"وكان ذلك بعيدًا جدًا عن الأساطير التي تحدثت عن كنوز لا تُحصى"
فتساءل لي شانغيان باستغراب: "لكنني رأيت في نطاق مصفوفة التنين الأزرق حقولًا روحية مليئة بالأعشاب الطبية، وفي نطاق مصفوفة النمر الأبيض منجمًا مليئًا بالذهب الروحي"
فنظر إليه يي جيان تشينغ متفحصًا ثم سأله: "أيمكنني معرفة اسمك يا أخي الصغير؟ شكرًا لإنقاذك حياتي آنفًا"
فلوّح لي شانغيان بيده وقال: "المعلم يبالغ، فهذا واجبي"
فتجمد يي جيان تشينغ بدهشة: "المعلم؟"
قهقهت يي زييوان وقالت: "أبي، دعني أقدمه لك. اسمه لي شانغيان، وهو التلميذ الذي أخذته"
ازداد ذهول يي جيان تشينغ، وحدق فيهما بريبة: "تلميذك؟"
فقد كان في حيرة، إذ رغم ضعفه قبل قليل، إلا أن وعيه كان قويًا، وقد رأى أن قوة لي شانغيان تتجاوز ابنته بكثير، فكيف يرضى شخص كهذا أن يكون تلميذها؟ ما اللعبة التي يلعبانها؟
لكن يي زييوان، وقد لاحظت ارتباكه، احمر وجهها قليلًا وقالت: "أبي، لي شانغيان عبقري خارق! لم يمضِ على دخوله الطائفة أكثر من نصف عام، وقد ارتقى من مرحلة تنقية الطاقة الروحية إلى مرحلة روح الوليد. أليس هذا مذهلًا؟"
فقال يي جيان تشينغ بعدم تصديق: "مستحيل!"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ