رواية العبور بين عالمين العالم الحديث وعالم الزراعة الروحية

🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

📖 {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} (آل عمران: 40)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد المعارك المتتالية، كان الجميع قد بلغوا حد الإنهاك، ونُهكت طاقتهم الروحية تمامًا

حتى لي شانغيان نفسه شعر بأثر التعب، إذ لم يتبق في دنتيانه سوى أقل من خمسين بالمئة من الطاقة الروحية، ولم يعد قادرًا على تحمّل معركة كبرى أخرى

فأخرج ثلاث كتل من الأحجار الروحية عالية الدرجة بحجم رؤوس البشر، ووزعها على يي زييوان ويي جيان تشينغ ولين ييفنغ

تفاجأ لين ييفنغ قليلًا وقال بدهشة: "أحجار روحية عالية الدرجة بهذا الحجم؟"

فعلى الرغم من أنه شيخ في طائفة شوان يوان، وخبير في مرحلة روح الوليد، وكيميائي أيضًا، إلا أنه لم يرَ يومًا أحجارًا بهذا الحجم

فكل كتلة تحتوي عشرات الآلاف من الأحجار عالية الدرجة، وحتى طائفة شوان يوان لا يمكنها إنتاج هذا القدر

ومع ذلك، أخرج لي شانغيان ثلاث كتل دفعة واحدة

كما بدا يي جيان تشينغ مذهولًا، متسائلًا: هل تغير العالم بعد خمسة عشر عامًا من انعزاله؟ متى أصبح المزارعون بهذا الثراء؟

وكان الاثنان قد أرادا رفضها في البداية، لكن يي زييوان بادرت وأخذتها بلا تردد

فهي تعلم أكثر من غيرها أن تلميذها عبقري فائق ليس بحاجة أبدًا إلى الأحجار الروحية، وهو كريم للغاية، خاصة مع من يعتبرهم أهله

فنصحت قائلة: "أبي، أيها الشيخ لين، الوقت الآن ضيق، وعليكما استعادة حالتكما سريعًا، لذا اقبلاها أولًا"

"وإن شعرتما بالحرج، فساعدا لي شانغيان أكثر مستقبلًا"

فلم يجدا بُدًّا من الموافقة "على مضض"

أما لين ييفنغ، فقد وصل فعلًا إلى حده، إذ فرغت طاقته الروحية تمامًا، لكنه عقد العزم أن يلبي أي طلب يطرحه لي شانغيان مستقبلًا بكل قوته

وأما يي جيان تشينغ، فقد كان يقاتل شيطان الدم لأكثر من عقد، بل استحوذ عليه الشيطان لفترة، وهو بحاجة لإعادة الزراعة والعودة إلى مستوى مرحلة روح الوليد

ولم ينسَ لي شانغيان بقية زملائه، فأعطى بعض الأحجار الروحية عالية الدرجة والمتوسطة للين شيو دونغ، ومو وان تشينغ، وغيرهما

بالطبع، لم يحصل الجميع عليها، مثل "الأسيرين" تساو شاو ووي آن

فقد كانا يراقبان بحسد لين شيو دونغ وهو يحتضن بسعادة أحجاره عالية الدرجة، بينما لم يكن في وسعهما سوى استخدام بضعة أحجار صغيرة بائسة لاستعادة طاقتهما

وتمنّيا لو ذاقا طعم الأحجار عالية الدرجة

فتضاعف حقدهما على وو دونغمين، ذلك العجوز الحقير الذي جنى الفوائد لنفسه، والآن جعلهما مبغوضين عند لي شانغيان، حتى إنهما لا يعلمان كيف سيعودان إلى الطائفة بعد ذلك

أما لي شانغيان فلم يهتم بمشاعرهما، وبعد أن بدأ الجميع التأمل لاستعادة حالتهم، ترك الأسد المقدس ذو اللهب الذهبي وملك أرواح النار يحرسونهما

أما هو فدخل عالم سيد النار متظاهرًا بفحص الوحوش الياو لآثار شيطان الدم

لكن في الحقيقة، كان يعود إلى عالم المدن

لأنه لم يشأ أن يختفي جسده أمام أنظار الجميع

لقد قضى هذه المرة ثلاثة أيام كاملة داخل سرداب الغروب السري

وعلى الرغم من أنه أخبر تشين رونغيوان أنه سيدخل في عزلة لبضعة أيام، إلا أنه أراد العودة ليتفقد الأمر

… … … …

عالم المدن

قصر شوان شيان

فتح زوجان في منتصف العمر أعينهما ببطء، مطلقَين زفيرًا من هواء عكر

وعلى الرغم من مظهرهما المتوسط العمر، فقد بدت بشرة المرأة نضرة مشدودة، اختفت التجاعيد من عينيها، وتحول شعرها الرمادي إلى أسود لامع

حتى إن أحدًا لن يشك لو قيل إنها شابة في الرابعة والعشرين أو الخامسة والعشرين

أما الرجل بجانبها، فكان وسيما، يحمل شبهًا بخمس ملامح من لي شانغيان

قالت يانغ ليان بفرح: "يا لي العجوز، هذه الزراعة مدهشة حقًا، أشعر أنني صرت أكثر شبابًا"

أما لي ليانغ تشينغ فقد بدا متأثرًا؛ ففي السنوات الأخيرة، شعر بانحدار جسده بوضوح

لم يعد قادرًا على التحمل، وظهرت أعراض الانزلاق الغضروفي وارتفاع الضغط والسكري والكوليسترول وهشاشة العظام بشكل واضح

وكان أحيانًا يتنهد قائلًا إنه شاخ حقًا

لكن بعد أن تناول حبة صقل الجسد وحبة تحسين الجمال التي منحه إياها ابنه، بلغ جسده مستوى من الصحة لم يعرفه قط، أقوى من شبابه بأضعاف

وبدأ في ممارسة الزراعة مؤخرًا، فامتلأ نشاطًا وقوة، حتى إنه قادر على تحطيم صخرة بلكمة واحدة

سوبرمان، لا أكثر!

ضحك لي ليانغ تشينغ وقال: "حقًا، أن توجد تقنية زراعة عجيبة كهذه تجعلنا نتحول من أجساد بشرية إلى ذوي قوة عظمى"

كانت كلماته مبالغًا فيها قليلًا، لكنها جعلته فعلًا من زمرة الأشخاص الاستثنائيين

وبمظهره وزوجته المتجدد، سيصدّق الناس إن قيل إنهما في العشرينات من العمر

ابتسمت يانغ ليان وقالت: "حقًا، نحن مباركان، ليس فقط لأن لدينا ابنًا بارًا وزوجة ابن صالحة، بل لأننا نلنا أيضًا فرصة العمر الطويل، كل هذا أشبه بحلم"

فقد عاشا في هذه الفترة وكأنهما في حلم بالفعل

ابنهما قوي ذو مكانة رفيعة، زعيم المقاتلين في هواغو

وأسس مجموعة شوان شيان التي تبيع الحبوب الطبية ذات الأثر العجيب، منقذة أرواحًا لا تحصى

وقد جمع ابنه ثروة هائلة من هذا، ومع ذلك لم يكن أنانيًا

بل قام بأعمال خيرية، أسس مؤسسة لمساعدة الفقراء، وجمع الأموال لإنشاء جامعة لفنون القتال، ووهب تقنيات الزراعة القتالية، ناشرًا فنون القتال، رافعًا لياقة الشعب

فنال تقديرًا واسعًا من الناس

ولم تكن فنون لي شانغيان سرًا مطلقًا؛ فقد حصلت دول عدة على بعض الأساسيات منها

لكن من دون موجهين متمرسين، لم يستطيعوا فهمها أو إتقانها

أما إجبار هواغو أو لي شانغيان على تعليمهم فنون القتال؟ يا للعجب!

كانت عظام مسؤولي شركة روي هوي في بلاد النسر خير دليل

فما كان أمامهم إلا محاولة استرضاء هواغو للحصول على مقاعد في تعلم الفنون القتالية

وقد ناقش لي شانغيان ذلك مع كبار المسؤولين مثل جيانغ يونغبينغ وتشين لينغيون

وبما أنهم قرروا نشر الفنون القتالية، فإن بقية الدول ستحصل عليها حتمًا، ولا فرق إن علموا هذا أو ذاك

فطالما أن أعلى الفنون لم تُعلَّم، ومع اجتهاد وذكاء وكثرة شعب هواغو، فلا خوف من أن يتفوق عليهم غيرهم

بل جعلوها موردًا للمقايضة مقابل موارد مهمة أخرى

وبهذا، انتشرت شهرة لي شانغيان من هواغو إلى كل النجمة الزرقاء

فأصبح الناس كلهم يعرفون أن أقوى خبير على النجمة الزرقاء هو لي شانغيان

وصارت جامعة فنون القتال في هواغو بمثابة أرض مقدسة للفنون القتالية

وعلى الرغم من أنها لم تُبنَ بالكامل بعد، إلا أن عدد الراغبين في دخولها لا يُحصى

وهكذا ارتفع مقام لي شانغيان إلى السماء

أما والداه، يانغ ليان ولي ليانغ تشينغ، فقد كانا في الأصل مواطنين عاديين، فإذا بهما يعيشان في قصر واسع، يتنفسان من طاقة روحية غنية، ويتناولان طعامًا لا يوصف لذته

وابنهما بار، وزوجة ابنهما طيبة عاقلة، والجميع يعاملهما بأقصى درجات الاحترام

كل هذا حقًا بدا كالحلم

فقد كان صعود لي شانغيان سريعًا جدًا، إلى حد أنهما شعرا بالدوار، بل وبالذهول

لكنه كان حقيقيًا يومًا بعد يوم

ولو كان حلمًا فعلًا، فهما لا يريدان أن يستيقظا منه أبدًا

وبينما كان الزوجان يعيشان نشوة هذا الحلم، دوى صوت عذب صافٍ:

"عمي، عمتي، هل أنهيتما زراعتكما؟ هل سارت بسلاسة؟"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ