رواية العبور بين عالمين العالم الحديث وعالم الزراعة الروحية

📖 ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ (سورة طه، الآية 114)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ابتسمت يانغ ليان وقالت إن رؤية الأطفال يكبرون هي معنى إرثنا الحقيقي

قالت تشين لينغيون حماتي على حق فالناس لا بد أن ينضجوا سنرضى إن رأينا الأجيال تتقدم واحدًا بعد آخر

والآن مع أساليب الزراعة الروحية وحبوب الدواء الروحي التي جاء بها لي شانغيان ربما نرى خمسة أجيال تعيش معًا

قال لي شانغيان مبتسمًا حين ينجح الجميع في الزراعة الروحية مستقبلًا سيغدو العيش مئات السنين أمرًا هيّنًا ولن تكون خمسة أجيال تحت سقف واحد شيئًا نادرًا بل حتى عشرة أجيال ليست مستحيلة

ضحكت منغ شيويي وقالت عيش مئات السنين ألن يجعلنا عجائز مخيفين

كانت يي تسييوان الأعرف بحال الزراعة الروحية فقد بلغت اكتمال مرحلة تأسيس الأساس وكادت تدخل مرحلة النواة الذهبية لذا كانت تعلم أن ارتفاع مستوى الزراعة يطيل العمر

قالت مبتسمة إن الفنون القتالية التي روّج لها لي شانغيان لا تحسّن البنية الجسدية للبشر فحسب بل تكسر القيود الجينية وتمد في الأعمار

وفي المستقبل سيصبح تجاوز عمر المئتين ظاهرة مألوفة

عند سماع ذلك لم تستطع عائلة تشين كتمان الشغف في أعينها وازداد نظرهم إلى لي شانغيان حرارة

لقد كان فعلًا صهرًا رائعًا

في تلك الأمسية أقامت عائلة تشين مأدبة فاخرة لإكرام لي شانغيان

حاول تشين تيان والآخران أن يسكروا لي شانغيان وألزموا عليه ألا يستخدم طاقته الداخلية لطرد الخمر

تعامل لي شانغيان مع استفزازهم بخفة فبمجرد حركة بسيطة خرّ الإخوة الثلاثة أرضًا

وعلى العكس هم من سارعوا إلى تشغيل طاقتهم الداخلية لطرد الخمر كي لا يبقوا مطروحين على الأرض

ومع أن تشين زيمينغ وأخويه كانوا من كبار سنّ لي شانغيان فإن مكانته وقوته اليوم جعلتهما لا يتصرّفان تصرّف الكبار ولا بعفوية تشين تيان والآخرين

لكنهم مع ذلك أكثروا الشرب مع والد لي شانغيان لي ليانغتشينغ حتى ثقل لسانه

كانت مأدلة الخطبة تلك بهيجة للمضيف والضيف وأُعلن رسميًا خِطبة لي شانغيان وتشين رونغيوان

أمّا في عالم الزراعة الروحية فكان الجميع ما يزال يستعيد طاقته الروحية فلم تقع أحداث تُذكر لبعض الوقت لذا بقي لي شانغيان يومين في عالم المدن

في اليوم التالي مضى لي شانغيان وتشين رونغيوان إلى مختبر الأكاديمي شين بينغ

بعد تناوله حبوب الدواء الروحي التي أعطاها له لي شانغيان صار شين بينغ مفعمًا بالنشاط يعمل بحماسة تفوق ما كان عليه في شبابه

كان بالكاد ينام وكلما شعر بالتعب تناول حبة تثبيت الجوهر ثم عاد مباشرة إلى عمله في استزراع النباتات الروحية

غير أن نتائجه في زراعة النباتات الروحية كانت باهرة إذ صار يمتلك مساحات تمتد على مئات آلاف الأفدنة لزراعة الأدوية الروحية

كما أن حكومة مدينة وو دعمت عمل الشيخ شين بقوة فمتى طلب أرضًا مُنحت له فورًا

فهذا كله ربح صاف

ومن ذا الذي أغدق على مدينة وو هذا الفضل إن لم تكن مجموعة شوانشيان فقد دفعت خلال أقل من عام مئات المليارات ضرائب

وعلاوة على ذلك ترقّى تشاو كانغ كبير مسؤولي مدينة وو مباشرة إلى شخصية رفيعة بالمستوى الوزاري في العاصمة وصار عمادًا جديدًا لعائلة تشاو مستندًا إلى هذا الإنجاز

وكان في الأصل لا يرغب بمغادرة مدينة وو لكن عائلات عليا كثيرة كانت قد وضعت عينها منذ زمن على منصبي المسؤول ونائبه في المدينة طلبًا لخدمة مجموعة شوانشيان كما ينبغي

ولأن عائلة تشاو أضعف قليلًا فلم تستطع مجابهة تلك العائلات الكبرى

وطبعًا لم تُسئ تلك العائلات الكبرى إلى تشاو كانغ بل عرضت عليه منصبًا أرفع فلم يترك منصبه إلا راضيًا

وعودة إلى الأكاديمي شين بينغ فلما رآه لي شانغيان يكدّ بهذا الجنون خشي ألا يحتمل جسده ذلك فعلمه أسلوبًا للزراعة الروحية

لكن على غير المتوقع لم يكن لدى شين بينغ أدنى اهتمام بتلك الزراعة التي يحلم بها الناس

وقال بلسانه أنا لا يهتم قلبي في هذه الحياة إلا بالنبات أما الزراعة الروحية فمضيعة للوقت

بُهت لي شانغيان

لكن في النهاية اقتنع شين بينغ بكلام لي شانغيان وقرر أن يخصّص ساعة كل يوم للزراعة الروحية

وكان السبب بسيطًا إذ قال لي شانغيان يا شيخ شين إن الزراعة الروحية نافعة لجسدك وأَنفع لاستزراع هذه النباتات الروحية

ولن تفهم النباتات الروحية حق الفهم إلا إذا امتلكت طاقة روحية

ومع استمرار شين بينغ في استزراع الأدوية الروحية ومع ما حمله لي شانغيان من كميات كبيرة من الأدوية الروحية الناضجة من عالم الزراعة الروحية عملت آلات إعداد الحبوب الروحية الآلية التي طوّرها لي شانغيان مع ثلة من الأكاديميين بكامل طاقتها لصنع الحبوب

وإلى جانب إعداد الحبوب استلهم لي شانغيان فكرة آلة الإعداد الآلي وبحث مع الأكاديميين آلات آلية لصياغة الأدوات السحرية

وبطبيعة الحال تفتقر النجمة الزرقاء إلى ذهب روحي عالي الجودة ولا يُعد من الدرجة الأولى إلا بعض المعادن النادرة بالكاد تكفي لصياغة أدوات سحرية من الدرجة المنخفضة

ولئن لم تكن الأدوات السحرية منخفضة الدرجة لافتة في عالم الزراعة الروحية فإنها لدى مقاتلي الفنون القتالية في عالم النجمة الزرقاء أسلحة جبارة

والنجمة الزرقاء تفتقر إلى ذهب روحي متقدم وكذلك عالم الزراعة الروحية

غير أن في عالم المدن مواضع كثيرة لم يكتشفها البشر بعد

فالناس لم يستكشفو أعماق البحار

ولا أحد يدري هل ترقد في الأعماق على عمق عشرة آلاف متر سبائك من ذهب روحي لم يكتشفها البشر بعد

لكن اهتمام لي شانغيان الأكبر كان منصبًا على السماء المرصعة بالنجوم

فأداته الروحية المرافقة نصل نيران السقوط النجمي صيغت من ذهب نيزك السقوط النجمي

وهذا الذهب في أصله نيزك وافد من خارج الأرض

وقد تواصل لي شانغيان مع كبار المسؤولين في هواغو فحصل على النيازك التي جمعتها هواغو على مر السنين

بل وابتاع نيازك من دول شتى في عالم النجمة الزرقاء مقابل حبوبه الدوائية

ومع أن معظم تلك النيازك كانت صخورًا حقًا فإن كثيرًا منها كان غنيًا بالذهب الروحي

بل إن قطعتين منهما بلغتا مستوى ذهب نيزك السقوط النجمي ووصل كثير غيرهما إلى ذهب روحي من الدرجة الثالثة والرابعة

ومع هذا الاكتشاف الكبير ازداد شغف لي شانغيان بالسماء

وإلى جانب الذهب الروحي كان يأمل أن يعثر من الفضاء على مزيد من أحجار الروح

فهو يسيطر الآن على جزء من خام اليشم في عالم النجمة الزرقاء وسيبسط سيطرته على المزيد لاحقًا

لكن مع تزايد ظهور مقاتلي الفنون القتالية في عالم النجمة الزرقاء سيكتشف هؤلاء لا محالة فعالية اليشم

وقد بدأ كثير من الناس لمّا رأوا اهتمام لي شانغيان باليشم يبحثون في منافع اليشم للزراعة الروحية

ومع ازدياد عدد المزارعين روحيًا سيصير اليشم موردًا استراتيجيًا نادرًا يومًا بعد يوم

وربما غدا فتيلًا لحروب أهلية بين مزارعي عالم النجمة الزرقاء في المستقبل

واليشم الذي يهيمن عليه لي شانغيان كافٍ لأن يدعم زراعته حتى يصير خبيرًا فائقًا

وهو بطبيعة الحال لا يخشى أن يزاحمه الآخرون على أحجار الروح لكن ذلك لا يكفي

فإلى جانبه هناك تشين رونغيوان ووالداه وأقاربه وأعقابه من بعده وكلهم بحاجة إلى الزراعة الروحية

ولذلك سيغدو العثور على مصادر جديدة لليشم أمرًا بالغ الأهمية

وخلال هذين اليومين وإلى جانب بحثه في آلات الصياغة الآلية تواصل لي شانغيان أيضًا مع خبراء بحوث الفضاء استعدادًا للشروع في استكشاف الفضاء

وبالتقنيات المتاحة راهنًا لم يعد السفر الفضائي قصير المدى مشكلة مثل إرسال بشر إلى القمر

لكن لي شانغيان لن يقنع بمسافة كهذه

فهدفه القريب استكشاف النظام الشمسي وهدفه المتوسط والبعيد استكشاف درب التبانة وفي المستقبل استكشاف عنقود العذراء المجرّي

ولا يصدق أن كونًا بهذا الاتساع يخلو من ذهب روحي ويشم

بل إنه يأمل أن يعثر في هذا الكون على ذهب ذي عمر طويل وأحجار ذات عمر طويل مما انقرض في عالم الزراعة الروحية

وطبعًا ما يزال كل ذلك بعيد المدى ويحتاج إلى التقدم خطوة خطوة

أما المشكلة العاجلة والملموسة فهي أن تقنيات الفضاء ومستوى تطويرها اليوم لا تزال بعيدة جدًا عن بلوغ أهدافه

ولذا قرر لي شانغيان أن يجمع بين فكرة صياغة الأدوات السحرية وخبرة خبراء الفضاء

كان لدى الخبراء أفكار كثيرة عن المركبات الفضائية لكن التقنية الحالية تعجز عن تحقيقها

أما لي شانغيان فاستعان بطرائق الصياغة من عالم الزراعة الروحية ليحوّل تلك الأفكار إلى واقع بل ليتجاوز توقعاتهم

فاتفق الطرفان من فورهما

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ