📖 ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ (طه: 114)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من غير أن يشعر أحد، مرّت أيام عدة
تدفقت الطاقة الروحية ضمن دائرة تمتد لعشرات الأميال حول لي شانغيان كأنها مئات الأنهار تعود إلى البحر، وانصبت في روح الوليد لديه، فبدأت تلك الروح تكبر قليلًا قليلًا
إن كانت روح الوليد لديه من قبل بحجم رضيع، فقد أخذت الآن تنمو حتى بدت كهيئة فتى
لقد بدأت فعلًا تتحول إلى روح بدئية
والأشد هولًا أن قوة لي شانغيان ارتفعت أضعافًا مضاعفة
وفوق ذلك، بدأ حيّز دماغ لي شانغيان، الذي لم يتغير منذ زمن طويل، يشهد تحولًا غير مألوف
سابقًا، بعدما بلغ لي شانغيان حد الاكتمال من مرحلة روح الوليد، وحتى مع ممارسته تقنية الزراعة الروحية لصقل الروح، لم يتجاوز حيّز دماغه نصف قطر قدره 3 كيلومترات إلا قليلًا، ثم كاد أن يتوقف عن التبدل
أما الآن، ومع تحوله إلى مرحلة تحوّل الروح، فقد أخذ حيّز دماغه يتسع بسرعة مذهلة
4 كيلومترات…
5 كيلومترات…
6 كيلومترات…
…
10 كيلومترات…
20 كيلومترًا…
…
واصل الاتساع حتى قارب 100 كيلومتر قبل أن يتباطأ ويتوقف رويدًا
كما بدأت كتل اليشم الكثيرة المخزونة أصلًا في حيّز الدماغ تذوب وتختفي بسرعة، كأنها سكر في الماء
وكان وعي لي شانغيان السماوي يدرك أن تلك الأحجار لم تتلاشَ، بل دُفنت عميقًا في أغوار الحيّز كبذور
والأعجب أنه مع تحوّل حيّز الدماغ صار قادرًا على استمداد القوة من عالم الفراغ، فيغذّي بلا انقطاع أحجار اليشم المخبأة في العمق
فأخذت جودة تلك الأحجار تتحسن ببطء، وتزداد أعدادها على الدوام
وكأن أحجار اليشم التي خزنها لي شانغيان هنا قد تحولت إلى بذور لأحجار روحية، وأن حيّز الدماغ يعيد تشكيلها على هيئة عروقٍ للأحجار الروحية
وبالإضافة إلى أحجار اليشم، خضعت النباتات الروحية التي زرعها لي شانغيان في حيّز دماغه لتحول مماثل؛ إذ نمت بسرعة ونضجت ثم عادت إلى البذور لتنمو من جديد
خلال أيام قليلة فقط، أتمت الأعشاب الروحية عدة دورات نمو، فتحولت المئة فدان الأصلية إلى عشرات الآلاف من الأفدنة
والأعجب أيضًا أن رتبة تلك الأعشاب الروحية ارتفعت درجة، حتى صارت من رتبة 4 ورتبة 5
وبمجرد خاطرة، وجّه لي شانغيان قسمًا من الطاقة الروحية التي كان يستمدها من الحمم ليتابع جريانها إلى روح الوليد فيه، بينما أرسل قسمًا آخر إلى حيّز دماغه ليواصل ملأه بالطاقة الروحية
وبعيدًا عن لي شانغيان، فقد ارتفعت قوة يي جيان تشينغ والآخرين بسرعة كذلك
كان يي جيان تشينغ يمتص الطاقة الروحية وهو يركز على مذهب شوانتشينغ الطاوي، تحوم من حوله رقوم عميقة المعاني
ومع ازدياد فهمه لفنون الطاوية، راحت تلك الرقوم تندمج تدريجيًا في جسده، فترفع هجومه ودفاعه إلى مستوى غير مسبوق
وقد استعاد يي جيان تشينغ أصلًا ذروة مرحلة روح الوليد، وها هو يخطو نحو مرحلة تحوّل الروح
في خريطة النجوم لتشو تيان المنبثقة من مذهب شوانتشينغ لديه، تحولت آلاف طاقات السيف إلى شهبٍ هاطلة
وحين أضاء النجم السيفي رقم 108، تحطم سيفه النفيس فجأة، ليعاد صوغه وسط ألق النجوم جنينَ سيفٍ فراغيًّا شفافًا
يي جيان تشينغ مزارعُ سيفٍ، وقد اندمجت روح الوليد لديه مع سيف الروح الفطري
السيف هو الروح، والروح هو السيف
وفي تلك اللحظة، أُعيد صوغ المعدن الروحي الفطري، فتحول إلى سيف الروح البدئية الأقوى، فحقق بذلك مرحلة تحوّل الروح
وبسبب وجودهم في العالم السري للغروب، أخفت قوانين هذا العالم محنة البرق الخاصة بمرحلة تحوّل الروح، فدخل يي جيان تشينغ ولي شانغيان مباشرة مطلع مرحلة تحوّل الروح من دون أن يجتازا محنة البرق
وبالطبع، فذلك لا يعدو كونه تأجيلًا لعهد قريب؛ إذ ما إن يغادروا العالم السري ويكشفوا عن قوة مرحلة تحوّل الروح حتى يلاقوا محنة تلك المرحلة
غير أنه حينذاك سيكونون قد امتلكوا فعلًا قوة مرحلة تحوّل الروح، وسيغدو مجابهة المحنة أيسر بكثير
أما لين ييفنغ، وأسَدُ اللهيب الذهبي السماوي، وملك الروح النارية… فقواهم بدورها تتقدم بسرعة
غير أنهم كانوا أصلًا في أواخر مرحلة روح الوليد، فلم يتقدموا إلى مرحلة تحوّل الروح بالسرعة نفسها التي عند لي شانغيان ولين ييفنغ، لكن المسافة بينهم وبين تلك المرحلة لم تعد بعيدة
ولم ينسَ لي شانغيان أولئك الذين وضعهم في عالم سيد النار
فمنذ بدايات ممارسته، أخرج كذلك لين شو دونغ، ومو وانتشينغ، وتشـو تشونلاي، وهم ثلاثة من ممارسي مرحلة النواة الذهبية، ليزاولوا الزراعة هنا
وقد جعلتهم الطاقة الروحية الغزيرة ترتقِي بسرعة، متجهين نحو مرحلة روح الوليد
أما من هم في مرحلة تأسيس الأساس، فلم يُخرجهم
فعلى الرغم من غنى الطاقة الروحية هنا، إلا أن الحرارة تفوق تمامًا ما يمكنهم احتماله
ولو خرجوا بلا حماية، لاحترقوا وتبخروا في الحال
وهذا حقًا يبين أن لكل امرئ فرصته، وحتى إذا واجه الناس الفرصة نفسها، فقد تُفوَّت الفرصة العظمى بسبب ضعف القوة أو عثار الحظ
…
بعد شهر واحد
كانت منصة لوتس اليشم النارية التي تجلس عليها يي زيوان قد ارتفعت 100 تشانغ في السماء
فتحت عينيها فجأة، ولهيبٌ ذهبي يلوح في حدقتيها إذ يذيّب الشهب الهابطة إلى سائل ذهبي
وبموجة خفيفة من يدها الغضّة، دوت سبعة مراجل برونزية والتحمت مرجلًا واحدًا؛ وتداخلت النقوش العتيقة على جسده مع لهيب التجليات الروحية، حتى تكوّن مرجل نار لازوردي بحجم كفّ
«لقد نجحت» قالت يي زيوان بهدوء، وكان في نبرتها الخفيفة قوة وثقة لا توصفان
نهضت ببطء، يحيط بها لهيبٌ ذهبيّ خافت، وهو الختم الذي تركه لهيب التجليات الروحية في جسدها
وقد بلغت قوتها حدّ الاكتمال من مرحلة تحوّل الروح، متقدمةً مرة أخرى على تلميذتها المتمرد لي شانغيان، محافظة بالكاد على هيبة الأستاذة
وكي لا تتعرض لما يقال عنه قلبُ التلميذ على أستاذه، ذلك التلميذ الذي يطعن معلمه، فعلى الأقل وبصفتها مُعلّمة ينبغي أن تبقى متقدمةً على تلميذها، أليس كذلك
عودةً إلى صلب الموضوع، فإن القوة الهائلة الكامنة في لهيب التجليات الروحية كانت كافية لدفعها إلى مراتب أعلى بكثير
لكن بسبب ضعف الأساس لدى يي زيوان إذ لم تكن إلا في مرحلة روح الوليد سابقًا، فإن الارتقاء القسري كان سيؤدي في أحسن الأحوال إلى إتلاف الأساس ومنع أي تقدم لاحق
وفي أسوئها، قد ينهار جسدها وتفنى روحها السماوية
لذلك ختم لهيب التجليات الروحية جزءًا من قوته، وخزن قسمًا منها في المرجل اللازوردي الناري الذي تحمله يي زيوان بيدها
وسيعود هذا القسم من القوة إليها حين يشتد أساسها ويثبت
وهذا المرجل اللازوردي الناري أداة صنعها ذو العمر الطويل ساطع الشمس؛ وقد كان لهيب التجليات الروحية يحول قوته عبر هذا المرجل إلى طاقة روحية للمحافظة على عمل العالم السري للغروب
أما الآن، فبعد أن أُخضع اللهيب العجيب، لم تعد هناك حاجة لبقاء المرجل هنا
وفي اللحظة نفسها
فتح لي شانغيان، ويي جيان تشينغ، ولين ييفنغ، وأسَدُ اللهيب الذهبي السماوي، وملك الروح النارية أعينهم في آنٍ تقريبًا، وومضت في عيونهم بهجة الاختراق وحماسته
طوال الشهر الماضي، وبعون قوة لهيب التجليات الروحية، لم يرفعوا زراعتهم كثيرًا فحسب، بل تعمق فهمهم لقوانين العالم السماوي والأرض، فتجاوزوا جميعًا عتبة مرحلة تحوّل الروح
أما لين شو دونغ والآخرون، ممن كانوا أصلًا في مرحلة النواة الذهبية، فقد دخلوا جميعًا نطاق مرحلة روح الوليد
لقد ازدادت قوة طائفة شوان يوان هذه المرة زيادة عظيمة
أُضيف مباشرة 6 من أقوياء مرحلة تحوّل الروح و3 من أقوياء مرحلة روح الوليد
وبالمقارنة مع ذلك، لم يعد هلاك تشاو ليه والآخرين مما يستحق الأسى
«لقد… نجحنا جميعًا»
لم يستطع لين ييفنغ كتمان انفعاله، وارتعشت نبرته قليلًا
وكانت ملامح الجميع في غاية الانتعاش، فالمكتسبات هذه المرة هائلة حقًا
لكن في هذه اللحظة
اندفع إلى قلوب الجميع إحساسٌ قوي للغاية بالخطر
نظر لي شانغيان سريعًا من حوله، فإذا بالفضاء الذي كان مستقرًا يبدأ بإظهار شقوق دقيقة، كما أن السلاسل الحمراء الضاربة إلى البني راحت تتكسر واحدةً تلو أخرى مُصدرة طقطقات واضحة
«ليس جيدًا، لقد تم ترويض لهيب التجليات الروحية على يد زيوان؛ ومن دون صيانته، فربما ينهار فضاء العالم السري هذا»
اتخذت ملامح يي جيان تشينغ صرامةً وهو يحلل الوضع سريعًا
فبمجرد انهيار العالم السري، سيُحاصرون جميعًا هنا، وقد يواجهون خطر الهلاك
«أسرعوا، علينا مغادرة المكان فورًا» حسم لي شانغيان أمره، وهمَّ بقيادة الجميع للفرار من هذا الفضاء الآيل للسقوط
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ