📖 ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجًا * وَيَرزُقهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2-3]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لي شانغيان لم يكن يعلم أن أستاذه العزيز كان يستعد لاستعمال زراعته الروحية لخداع مجموعة من الناس
بعد أن عاد إلى فناءه الصغير، واصل الزراعة الروحية بطريقة منظمة
أما السمين "سو" من البيت المجاور فلم يكن في المنزل أيضًا، ويبدو أنه ما زال مشغولًا بكسب نقاط المساهمة للطائفة
رغم أنه عقد صفقة مع لي شانغيان بالأمس وربح عددًا لا بأس به من الأحجار الروحية، إلا أن نقاط المساهمة كانت ضرورية كذلك
لي شانغيان لم يكن يعرف الكثير من الناس في هذا الوقت، لذلك لم يكن بحاجة إلى الانخراط في تواصل اجتماعي غير مجدٍ
ففي أي عصر، وفي أي عالم، الأمر لا يتعلق فقط بمطابقة المكانة الاجتماعية، بل أيضًا بالدوائر الاجتماعية
هو الآن ما يزال في مرحلة تكرير الطاقة الروحية، ولو أجبر نفسه على تكوين صداقات مع تلاميذ القسم الداخلي، لكان ذلك يجلب له المشاكل في النهاية
لذلك، كان يفهم أن مهمته الحالية هي الزراعة الروحية
فهو الآن يعرف مهارة السفر العظيم، وبعض التعاويذ من عناصر النار والأرض والخشب
بالمجموع كانت حوالي عشر تعاويذ أو أكثر قليلًا، لكنه لم يكن بارعًا في استعمالها بعد
في هذه الظهيرة كان يتعمق في فهم تقنية الزراعة الروحية
...
عندما عاد لي شانغيان إلى عالم المدن، تلقى فجأة مكالمة من يانغ جينشيو
قالت بلهفة عبر الهاتف: "رئيس، لقد تم تسجيل الشركة، وحصلنا على الرخصة التجارية"
لي شانغيان، الذي كان قد استيقظ للتو، اندهش لسماع ذلك "بهذه السرعة؟"
عادةً ما يستغرق تسجيل شركة أسبوعًا إلى أسبوعين، وحتى مع وجود وسيط يأخذ على الأقل أسبوعًا
قالت يانغ جينشيو بفرح: "نعم، لا أعرف لماذا، لكن اليوم اتصل بي أحد من مكتب الصناعة والتجارة فجأة وطلب مني استلام الرخصة"
قال لي شانغيان: "هذا خبر رائع، أين أنتِ الآن؟"
قالت: "لقد حصلت على الوثائق للتو، كما أنني وجدت مكتبًا محتملاً، وأنا فقط بانتظارك، رئيس، لتأتي وتراه"
قال لي شانغيان: "حسنًا، أرسلي لي العنوان وسأذهب لإلقاء نظرة"
بعد نصف ساعة
قاد لي شانغيان سيارته إلى الموقع المتفق عليه، والذي كان في ساحة وانغو وسط المدينة
ومن بعيد، رأى يانغ جينشيو ومعها فتاة جميلة تقفان بجانب الطريق
سارع بالقيادة نحوهم وأطلق بوق السيارة، فلاحظته يانغ جينشيو فورًا
قفزت بحماس وهي تصرخ: "رئيس، هنا!"
لكن قفزتها كانت مفرطة بعض الشيء، فجذبت نظر لي شانغيان نحو مشهد متماوج معين
يبدو أن يانغ جينشيو لاحظت أن نظر رئيسها قد المترجم: ( تم مسح الكلام القذر )
المترجم: ( تم مسح الكلام القذر )
سعل لي شانغيان بخفة وقال إنه سيذهب ليركن سيارته أولًا ليغطي على إحراجه
يا إلهي، يتلصص على موظفته، ويبدو أنه كاد يُكشف
الفتاة التي كانت بجوارها كانت وكيلة عقارات تدعى تشاو يويه
عندما رأت لي شانغيان يقود سيارة "لاند روفر" كبيرة، ازداد فهمها لقوته المالية، وتعاظم اهتمامها بهذه الصفقة أكثر
في البداية، كان مدير شركة التأجير العقاري قد رأى المظهر الشاب ليانغ جينشيو وشعر أنها لا تبدو كغنية، فاعتبر أن هذه الصفقة مجرد إجراء شكلي
ولهذا أرسل تشاو يويه، الخريجة الجديدة قليلة الخبرة، لتتولى الاستقبال، ولم تكن هي نفسها تتوقع الكثير، بل تعاملت معه كفرصة للتدريب
لكن لم تتوقع أن خلف الآنسة الشابة رئيسًا قويًا بالفعل
وعندما ركن لي شانغيان سيارته وتقدم نحوهما، أدركت يانغ جينشيو وتشاو يويه معًا مدى وسامة هذا الرجل حقًا
قالت يانغ جينشيو بدهشة: "هاه؟ رئيس، لماذا أشعر أنك أصبحت أكثر وسامة؟"
ضحك لي شانغيان بحرارة عند سماع ذلك "ربما لأن الأخبار السارة تجلب البهجة، ومع وجود مساعدة جميلة وموهوبة مثلك، لا بد أن أكون بمزاج جيد"
احمر وجه يانغ جينشيو بخجل من مدحه، بينما ألقت تشاو يويه الواقفة بجانبها نظرة حسد عليها
العمل مع رئيس وسيم كهذا لا بد أنه أمر سعيد
حتى لو كان العمل شاقًا، أو بذلت فيه جهدًا كبيرًا، فالأمر يستحق
وبينما تفكر هكذا، احمر وجه تشاو يويه فجأة وشعرت أن قدميها قد تلينان قليلًا
نظر كل من لي شانغيان ويانغ جينشيو إليها بدهشة حين احمرّت فجأة
أما تشاو يويه، فسرعان ما أدركت رد فعلها وقالت متلعثمة: "السيد لي... والسيدة يانغ، تفضلا باتباعي، سآخذكما لرؤية العقار"
اعتقد لي شانغيان ببساطة أن الفتاة جديدة في العمل ولم تتقنه بعد، فلم يحرجها، بل قال بلطف: "شكرًا على جهدك"
كان المكان الذي أوصت به تشاو يويه ليس في مبنى مكاتب، بل في منزل مستقل له طابع تاريخي
وبمجرد أن عادت إلى مجالها المهني، استعادت هدوءها وبدأت تشرح بصبر
"السيد لي، هذا منزل غربي قديم عمره أكثر من مائة عام. بعد عدة تجديدات، أصبحت المرافق بداخله كاملة وحديثة"
"هذا المبنى مكوَّن من خمسة طوابق، اثنان تحت الأرض وثلاثة فوقها، بإجمالي مساحة تتجاوز 920 مترًا مربعًا، منها 520 مترًا مربعًا فوق الأرض"
"والأهم أن موقعه مميز جدًا، فهو في وسط المدينة وعلى النهر في نفس الوقت، ويتمتع بإطلالات رائعة. إنه من بين القليل من المباني المستقلة في المدينة"
بعد جولة دقيقة، شعر لي شانغيان برضا كبير عن المبنى
فسأل: "هذا المبنى جيد حقًا، فلماذا لم يُؤجر من قبل؟"
أجابت تشاو يويه بصدق: "سعر المالك المطلوب مرتفع نسبيًا، فهو يكلف 3 ملايين كإيجار سنوي"
تفاجأ لي شانغيان: "هذا مرتفع بالفعل! فرغم أن الموقع وهذا المبنى جيدان، إلا أن سعره يعادل ثلاثة إلى أربعة أضعاف إيجار مبنى المكاتب المجاور"
ابتسمت تشاو يويه بمرارة: "نعم، عندما ظهر هذا المبنى لأول مرة، جاء عدد لا يحصى من الناس لرؤيته، لكن في النهاية لم يتمكنوا من الاتفاق بسبب السعر"
"نتيجة لذلك، ظل المبنى فارغًا لعدة أشهر، لكن المالك كان يرفض تخفيض السعر، إلا أنه مؤخرًا بدا وكأنه أصبح أكثر مرونة"
سأل لي شانغيان عرضًا: "لماذا؟"
قالت تشاو يويه: "المالك السابق كان ثريًا جدًا، لكن يبدو أن أعماله مؤخرًا واجهت بعض المشاكل، لذا أصبح يعاني من ضائقة مالية"
فجأة تحرك قلب لي شانغيان وسأل: "شياو تشاو، هل تعتقدين أن مالك هذا المبنى سيكون مستعدًا لبيعه؟"
صدمت تشاو يويه عند سماع ذلك
"بيعه؟ تريد شراءه؟ أخشى أن السعر لن يكون رخيصًا"
ضحك لي شانغيان بحرارة وقال: "المال ليس مشكلة، ساعديني واسأليه إن كان مستعدًا للبيع وبكم؟"
أومأت تشاو يويه بسرعة، ثم ابتعدت لتجري مكالمة هاتفية
في هذه الأثناء، واصل لي شانغيان تفقد المنزل التاريخي مع يانغ جينشيو، وكلما نظر إليه أحبه أكثر
سألته يانغ جينشيو بدهشة وهي بجانبه: "رئيس، هل تنوي حقًا شراء هذا المبنى؟"
ابتسم لي شانغيان وقال: "طالما أعجبني، فلماذا لا أشتريه؟"
هذه الجملة أربكت يانغ جينشيو تمامًا
لقد كان الأمر وكأن لي شانغيان يتسوق، فرأى ثوبًا أعجبه فاشتراه لأنه فقط أعجبه
لكن هنا نتحدث عن مبنى كامل
وفي تلك اللحظة، عادت تشاو يويه بخليط من الإثارة والارتباك وقالت: "السيد لي، المالك وافق على البيع، ولكن..."
رفع لي شانغيان حاجبيه وسأل: "لكن ماذا؟"
قالت تشاو يويه: "لكن السعر المطلوب مرتفع قليلًا، 100 مليون يوان!"
لم يتكلم لي شانغيان بعد، لكن يانغ جينشيو بجواره صاحت: "100 مليون؟ من أجل هذا البيت القديم؟"
في نظرها، رغم أن المبنى جيد، إلا أنه بالفعل منزل قديم، لكن بسعر 100 مليون يعني أن سعر المتر المربع الواحد يبلغ حوالي 110 آلاف يوان
وهذا "وو سيتي"، وليست "شنغهاي" ولا "بكين"!
فحتى أغلى البيوت في وو سيتي لم تتجاوز 100 ألف يوان للمتر، لذا كان السعر مبالغًا فيه فعلًا
فكر لي شانغيان لحظة ثم قال: "هذا السعر مرتفع فعلًا، الحد الأدنى لي هو 90 مليون يوان"
"إذا تمكنتِ من التفاوض ليصل إلى أقل من 90 مليون يوان، فسأمنحك 50% من قيمة التخفيض كمكافأة"
"بمعنى، إذا تفاوضتِ حتى 80 مليون، فسأمنحك 5 ملايين مكافأة"
اتسعت عينا تشاو يويه لدرجة كادت أن تخرج من محجريها، وسألت بعدم تصديق: "السيد... السيد لي، هل أنت جاد؟"
ابتسم لي شانغيان وقال: "بالطبع، سأمنحك أسبوعًا واحدًا، وآمل أن أحصل على خبر جيد خلال أسبوع"
"وما قلته الآن يمكنني كتابته في عقد"
لقد صُدمت تشاو يويه مرة أخرى من سخاء لي شانغيان
هزت رأسها بالموافقة وقالت: "حسنًا، السيد لي، أعدك أن أنجز المهمة"
ابتسم لي شانغيان ثم غادر مع يانغ جينشيو
أما تشاو يويه فقد سارعت فورًا بإبلاغ مديرها بهذا الخبر الضخم، فهذا المشروع الكبير لم يعد شيئًا يمكن لمبتدئة مثلها أن تقرر فيه
بل كان لا بد أن يُنجز بجهود الشركة كلها، أو على الأقل بفرعها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ