{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تجاوز سير الأحداث تمامًا توقعات تشو بايداو وسيطرته
كان ينوي في الأصل إنقاذ يي زييوان ولي شانغيان
لكن قبل أن يجمع معلومات واضحة، وصمته طائفة الرعد السماوي بلقب «متعاون مع بوابة الشياطين»
أصبح الآن هدفًا للجميع، محاصرًا في وضع بالغ الخطورة
نظر تشو بايداو إلى عشرات التلاميذ إلى جواره وقال بنبرة حماسية
«أيها الشيخ تشاو، أيها التلاميذ، يبدو أن حظوظنا اليوم ضئيلة، ما دام هؤلاء لا ينوون ترك طائفة شوان يوان وشأنها، فسنقضي عليهم جميعًا»
«لقد صمدت طائفة شوان يوان آلاف السنين، وضحّت أجيال من أسلافنا بدمائهم وحياتهم حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم»
«لا يمكن أن نسمح لطائفة شوان يوان أن تضعف وتفنى في جيلنا»
«إن أرادونا موتى، سنجرّهم معنا»
ضحك تشاو ووجي بصوت عالٍ وأجاب بكلمة واحدة
«اقتلوا»
كان التلاميذ الذين رافقوهم من السلالة المباشرة لخط تشو بايداو، وبينهم عدة سادة قمم وتلاميذ أساسيون وشيوخ
ربما كان بإمكانهم لاحقًا اختراق مرتبة أعمق، والعيش مدة أطول، ورؤية المزيد
لكن حين حوصرت طائفتهم وواجهت الفناء، لم يُبدوا أي نية للتراجع
صرخ لي هانبينغ
«عِناد حمقى، اقتلوهم جميعًا»
وهتف لين كه أيضًا
«يا رجال طائفة تشينغيون، اتبعوا هذا السيد وأفنوا طائفة شوان يوان»
علا الهتاف
«اقتلوا»
وارتفعت هالة القتل إلى السماء
كان أفراد طائفة شوان يوان محاصرين في الوسط كقارب صغير
وأولئك الآلاف كانوا كالسيل، يندفعون بجنون نحو القارب
لكن في تلك اللحظة
دوّى انفجار عنيف فوق الهاوية السوداء كأن السماء تهوي
وقطع التغيّر المفاجئ اندفاع الطرفين نحو المعركة اليائسة
رفع الجميع أبصارهم، فرأوا شقوقًا مكانية تظهر فجأة وتنتشر كخيوط العنكبوت، تمزّق السماء كلها إلى قطع
«ما الذي حدث؟»
«أهي السماء تسقط؟»
«هل نزل ذو عمر طويل؟»
لم يعد أحد يهتم بقتل طائفة شوان يوان، بل تبدّلت وجوههم رعبًا وحدّقوا في السماء
كان هذا المشهد المرعب والعجيب لم يُسمع به من قبل ولا شوهد
لكن لي هانبينغ ولين كه وتشو بايداو وغيرهم بدا أنهم تذكّروا شيئًا، ولمع في أعينهم بريق توق
ازدادت الشقوق وضوحًا، كأن شيئًا ما على وشك الخروج من عالم الخواء
«ابتعدوا بسرعة» صرخ أحدهم وقد كان أسرعهم بديهة، فطار بعيدًا نحو الأفق
وفي تلك اللحظة تمزّقت السماء تمامًا
ظهرت الشقوق المكانية، فامتصّت كثيرين ممن أبطؤوا في رد الفعل، ومزّقتهم حتى صاروا لحمًا ممزقًا، وفنيت أجسادهم وأرواحهم
ارتاع الباقون مما رأوا فتفرّقوا هاربين، كأنما تمنّوا لو ولدوا بساقين إضافيتين
وفي غمرة ذلك، انشق شقّ مكاني أكبر، فأفزع كل من استعاد توازنه وهمَّ برصد ما يجري
لكن قبل أن يفرّوا مجددًا، خرجت من الشق بضع شخصيات في هيئة مبعثرة بعض الشيء
تقدّمهم امرأة بثوب أرجواني، ذات مظهر أنيق وقوام متناسق، يتبعها ستة أشخاص ووحشان من ياو
كانوا لي شانغيان ويي زييوان ويي جيان تشينغ ولين ييفنغ وغيرهم
«من هؤلاء؟ أيخرجون من العالم السري؟»
«هل انفجر العالم السري؟»
«ماذا جرى بداخله؟»
«لماذا خرج سبعة فقط؟ أين الآخرون؟»
«صحيح، دخل أربعة أو خمسة مئة، فلم خرج هذا القليل؟»
«بهذا الحال للعالم السري، أليس الباقون في خطر عظيم؟»
«ابني ما زال بالداخل ولم يخرج»
«ومعلمي أيضًا... وأخي الأكبر»
«أعرفهم، إنهم من طائفة شوان يوان»
«ماذا؟ ما زال في طائفة شوان يوان أحياء؟»
«أيها الأوغاد، ماذا حدث هناك؟»
تعالت همهمات آلاف المزارعين الروحيين، لكنهم لم يجرؤوا على الاقتراب من لي شانغيان في تلك اللحظة
ورغم أن الشقوق المكانية بدأت تخفت تدريجيًا، فإن الفضاء هناك لم يستقر بعد
كان وحده تشو بايداو بين الحشود قد رأى تلك الوجوه، فتسمّر مكانه وحدّق في أحدهم
ارتجفت شفتاه قليلًا كأنه يهمّ بمناداته، لكن صوته لم يخرج
لقد فقد رجل في مرحلة تحوّل الروح رباطة جأشه في تلك اللحظة
كان تشاو ووجي أول من استفاق فهتف بدهشة
«جيان تشينغ؟»
وحين سمع المناداة، التفت يي جيان تشينغ ومن معه وقد نجوا لتوّهم من الموت، وأخذوا يتفحّصون ما حولهم
أدرك لي شانغيان أنه عاد إلى الهاوية السوداء، لكنه فوجئ بحشود غفيرة قد تجمّعت هناك
وكانت نظراتهم إليهم متباينة
وإذ شعر بأن الجو مريب، أرسل بسرعة رسالة روحية إلى يي زييوان ولين ييفنغ يحذّرهما من الحذر، فهذه الجماعة لا تُضمر خيرًا
نظر يي جيان تشينغ نحو مصدر الصوت، فرأى تشو بايداو وتشاو ووجي وغيرهما، فأشرق وجهه وهتف بسرعة
«الأخ الأكبر تشو، أيها الشيخ تشاو»
لم يتوقع أن يرى أخاه الحميم في حياته ثانية، ففاض الفرح في صدره كالسيل
ضحك تشو بايداو من قلبه، ولم يعد يكترث بآلاف المحيطين بهم، وطار مع تشاو ووجي والآخرين نحو يي جيان تشينغ
قال تشو بايداو بلهفة ظاهرة
«أخي الصغير، هذا عظيم، لم أصدق أنك ما زلت حيًا»
لم يكونا شقيقين بالدم، لكنهما كانا أقرب من الإخوة
نشآ معًا وزارعا معًا، وكان كل شيء بينهما مشتركًا
وحين اختفى يي جيان تشينغ على نحو غامض قبل خمسة عشر عامًا، كان أشد الناس حزنًا وقلقًا بعد يي زييوان هو تشو بايداو
قال يي جيان تشينغ بنظرة يغلّفها الاعتذار
«آسف لأنني أقلقتك»
«لا بأس، ما دمت عدت فكل شيء بخير» تقدّم تشو بايداو وعانق أخاه الحبيب بقوّة
غير أن صرخة حادّة قطعت لقائهما
«يي جيان تشينغ، ألا تشرح حال العالم السري بسرعة؟»
تصلّب جسد يي جيان تشينغ، وأفلت تشو بايداو واستدار نحو صاحب الصوت، وقد بدا له مألوفًا
وبعد لحظة تذكّر، وحدّق فيه من أعلى إلى أسفل وقال ساخرًا
«من هذا يا ترى؟ إنه لي ماو»
«بعد أكثر من عشر سنوات، ما زلت في مرحلة روح الوليد؟ يا للخسارة»
اغتاظ لي ماو من سخرية يي جيان تشينغ وقال
«لا تتعالى يا يي جيان تشينغ، أتحسب نفسك ما زلت كما كنت؟»
«ما ذاك الذي يسمّونه نجمي شوان يوان التوأمين؟ ألست الآن ككلب تائه؟»
كان يي جيان تشينغ قد خرج للتوّ من العالم السري، وفوق ذلك كان يصارع شيطان الدم أكثر من عقد، فبدت هيئته مبعثرة حقًا
ابتسم يي جيان تشينغ ابتسامة باردة وقال
«كلب تائه؟ يبدو أنني لم أؤدبك منذ سنين، فغلظ جلدك حتى صرت تتجرأ وتكلمني هكذا»
ولوّح بيده، فانطلق سيف طائر شكّله من الطاقة الروحية نحو لي ماو
زمجر لي هانبينغ
«وقاحة»
ورمى لكمة تحوّلت إلى صاعقة، فالتقت بالسيف الطائر
دوّى الاصطدام بعنف
قطّب لي هانبينغ وهو يحملق في يي جيان تشينغ بنظرة باردة
«أحقًا اخترقت إلى مرحلة تحوّل الروح؟»
فما كان من الحشد إلا أن ضجّ مرة أخرى
«ماذا؟»
«هل لدى طائفة شوان يوان خبير آخر في مرحلة تحوّل الروح؟»
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ