📖 ﴿وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ﴾ [هود: 88]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فجأةً، كان الجو صافيًا بلا غيوم، فإذا بالسماء تغيم وتتكاثف فيها السحب الداكنة، وتشتعل بالبرق وتزمجر بالرعد
كان هذا المشهد مألوفًا جدًا لممارسي الزراعة الروحية
"هذه هي... الكارثة السماوية؟" صرخ كثيرون بدهشة
"كارثة سماوية! إنهم لم يخوضوا المحنة بعد!" لمع في عيني لي هانبينغ أثرُ دهشة سرعان ما برد إلى قسوة
"هاها، إن العُلى حقًا تعينني، لقد اخترتم يا حمقى خوض المحنة السماوية أثناء القتال"
"والأحمق أكثر أنكم اخترتم خوض المحنة في الوقت نفسه، ألا تعلمون أن هذا يزيد صعوبة الخوض بدرجة كبيرة"
"وفوق ذلك، عليكم أن تشتتوا تركيزكم لمواجهتنا جميعًا"
"هاهاهاها... ما أشد حماقتكم اليائسة"
سخر لي هانبينغ مرارًا بصوت عالٍ وهو يهزأ بهم
أمالت كلماته فورًا قلوب كثير من المهاجمين الذين كان بعضهم يفكر في التراجع
عضَّ شيخُ وادي احتراق السماء على أسنانه وقال "حقًا، خوض المحنة وحده تجربة قريبة من الهلاك المحقق، لا أصدق أنهم سيخرجون سالمين بعدما يخوضون الكارثة السماوية جماعيًا وقد تضاعفت صعوبتها مرات"
وقال شيخ طائفة السيف الملتهب "إذا انطلق السهم فلا عودة، بما أننا أغضبناهم بالفعل فلنغتنم هذه الفرصة التي لا تتكرر لإبادتهم تمامًا"
"أحسنت القول، هذه فرصتنا الأخيرة، يجب أن نتحد ونُبقيهم هنا"
من بين أكثر من ألفٍ كانوا يحاصرون طائفة شيوان يوان، بقي نحو 700 ينتظرون اللحظة الحاسمة لتوجيه الضربة القاضية إلى لي شانغيان والآخرين
أما المئات الباقون، فلما رأوا هذا المشهد المرعب، تلاشت رغبتهم في القتال منذ زمن، وعلى غرار من سبقهم، تواروا بعيدًا
نظر تشو بايداو إلى كارثة البرق في السماء، وكانت كأنها نهاية العالم، فاستولى عليه قلق شديد
كانت كارثة البرق في مرحلة تحوّل الروح هذه أشدَّ بعشرة أضعاف من تلك التي خاضها هو
حتى مع قوته الحالية في المرتبة الأولى من مرحلة تحوّل الروح، لم يكن لديه أي ثقة في خوض المحنة أمام كارثة سماوية كهذه
بدَّل كلٌّ من يو مين ويانغ هويرو وسواهما ملامحهم فجأة، إذ لم يتوقعوا هذا التحول الذي لم يخطر لهم ببال
لقد كان هذا الأمر فوق ما تحتمله العقول
تقلُّبات متتابعة، صعود وهبوط، وذرى تتلو ذرى، حتى صار الأمر لا يُطاق
وما لم ينتبه إليه الجميع هو أنه أمام كارثة سماوية مفزعة كهذه، ومضةُ ابتسامةٍ غريبة لمعَت في عيون لي شانغيان ورفاقه
فقط يي زيوان بقيت واقفة على بُعد، لا تتحرك
لم تُظهر قوتها هذه المرة كي لا تجذب انتباه الكارثة السماوية
كانت يي زيوان الأقوى، ولا بد من إبقائها كورقة خفية واحتياط
اختفى ثلاثة أشخاص ووحشان فجأة، ثم ظهروا من جديد في تشكيلٍ خماسي، فـ"حاصروا" كلَّ المزارعين الروحيين الذين كانوا يهاجمونهم
وبانتشارهم، تبعتهم الكارثة السماوية في الجو، واتسعت أكثر وأكثر، حتى ابتلعت لي شانغيان ومن أحاطوا بهم تمامًا
ارتاع لي هانبينغ والآخرون كثيرًا، وأدركوا في الحال أن هناك أمرًا غير طبيعي
"يا لهذه الوحوش، لقد جرُّونا إلى نطاق الكارثة السماوية أيضًا"
"تبًا... لقد انتهينا"
"ماذا نفعل؟ هل نتمكن من الفرار؟"
"فرار؟ وكيف نفر؟ لقد دخلنا نطاق الكارثة السماوية وتلوثنا بهالتها، أينما هربنا ستلاحقنا الكارثة السماوية"
"إذًا ماذا نصنع؟"
"لا شيء"
"ليس أمامنا إلا أن نخوض المحنة معهم"
"أوغاد طائفة شيوان يوان، لقد خدعونا" سبَّ أحدهم بصوت مرتفع
"هذه كارثة سماوية في مرحلة تحوّل الروح، وأنا لم أخض المحنة ولو مرة واحدة" قال آخر وهو يرتجف
"طائفة الرعد السماوي ليست خيرًا أيضًا، لقد جعلونا نأتي هنا للموت" صبَّ أحدهم غضبه على طائفة الرعد السماوي
"كان الشيخ مُفرِّطًا، كيف جاء بنا للمشاركة في معركة بهذا التصنيف"
"انتهى الأمر، سنفنى اليوم هنا، عبقريٌّ مثلي يهلك قبل الارتقاء إلى مقام ذوي العمر الطويل، هذا حقًا مؤلم"
"تفّه، أنت في الثمانين وما زلت في مرحلة تأسيس الأساس، أيُّ عبقري أنت"
تبدلت ملامح لي هانبينغ هو أيضًا، ولعن يي جيانتشينغ والآخرين على خبثهم ودهائهم
ندم سرًا لأنه لم يفكر إلا في كيفية مباغتتهم وهم يخوضون المحنة، ونسِي تفصيلًا مهمًا كهذا
كانت يو مين قد شعرت قبل قليل أن طائفة شيوان يوان في خطر، لكن جاء انقلابٌ آخر على حين غرّة، فدفعها، وهي الرصينة الذكية عادة، إلى أن تفلت منها عبارة سباب "اللعنة! حتى هذا اللعب جائز؟"
ضحك يي جيانتشينغ عاليًا "مندهشون؟ غير متوقع؟"
ارتسمت على شفتي لي شانغيان ابتسامةُ نجاح في المكيدة، وكيف له ألا يعلم أنه سيواجه كارثة سماوية بعد خروجه من العالم السري
ما إن خرج من عالم الغروب السري حتى أدرك سوء نيات هؤلاء، وخطر له فورًا هذا المخطط لاصطياد الجميع وقتلهم
كان يظن في البداية أن هؤلاء الآلاف كلهم سيتبعون طائفة الرعد السماوي ويحاصرون طائفة شيوان يوان
ولو أن طائفة شيوان يوان واجهت الآلاف بعدّة عشرات فقط، فحتى إن انتصرت فسيكون نصرًا مُكلِّفًا إلى حدٍّ كبير
لذلك نبَّه لي شانغيان فورًا يي جيانتشينغ ولين ييفنغ ويي زيوان والباقين إلى الحذر، وفي الوقت نفسه خطرت له الحركة القصوى: خوض المحنة السماوية عمدًا
وكان الهدف بطبيعة الحال أن يُفني الجميع دفعة واحدة
غير أن ما لم يحسبه لي شانغيان هو أن معظم الناس انسحبوا في النهاية
لم يتبع طائفةَ الرعد السماوي إلا أناسٌ من طوائف من الدرجة الثانية والثالثة، ما بين سبعمئة إلى ثمانمئة
جعل ذلك لي شانغيان يشعر بقليل من الأسف
كان الأمر كمن قفز لو بو قفزةً كبيرة في معركة جماعية فلم يسقط إلا على اثنين، وبقي الآخرون خارج الدائرة
لكن هؤلاء الناس تحولوا من مشاركين إلى مراقبين على الأطراف
ثم فكَّر لي شانغيان، وهذا حسنٌ أيضًا، فليشهد هؤلاء المراقبون قوة طائفة شيوان يوان بأعينهم
فمن دون إظهار بعض الأوراق والقوة، سيبقى لدى هؤلاء أوهامٌ غير واقعية
في تلك اللحظة ازدادت السحب السوداء في السماء كثافةً، واشتدَّ دويُّ الرعد، وشقَّت صواعقُ غليظةُ العُروق الفضاء كأنها تريد تمزيق العالم كله
"احذروا جميعًا، الكارثة السماوية على وشك أن تبدأ" هتف أحدهم في الجموع
"سارعوا بتشكيل تشكيلٍ للدفاع" صرخ آخر
شحب وجه لي هانبينغ وامتلأ قلبه ندمًا، وزأر "أدخلوا الطاقة الروحية في رايات التشكيل هذه، تعالوا ندافع بسرعة"
كان لي هانبينغ محاطًا بالكارثة السماوية أيضًا في هذه اللحظة، وبحكم كونه ممارسًا في مرحلة تحوّل الروح وقد خاض كارثتها من قبل، فهو يعرف مدى رعبها، ولا يريد البتة أن يخوض المحنة مرة أخرى
لكن لم يتخيل قط أنه سيُساق إلى موته على يد رجال طائفة شيوان يوان الآن
بسط كفه فورًا، فتطايرت عشراتُ رايات التشكيل واستقرت حولهم، ولما رأى الممارسون ذلك أدخلوا الطاقة الروحية حالًا في الرايات
توهجت رايات التشكيل وأحاطت بالجميع
ولما رأوا الحاجز الوقائي يعمل، شعر الممارسون تحته بقليل من الاطمئنان
وعلى النقيض، بدا لي شانغيان ورفاقه، الذين كانوا هم من يخوضون المحنة حقًا، في غاية الهدوء، لا يلقون بالًا لبرق الكارثة في السماء
دوّي! دوّي! دوّي!
كانت كارثة البرق في السماء قد أنهت تهيؤها، فانهمرت صواعق سماوية بغلاظة السواعد من علياء السماء
انصبَّت الموجة الأولى من الكارثة كعاصفة عاتية، تحمل كلُّ صاعقة منها قوةً مدمرة، فوصلت السماء بالأرض في بهاءٍ أبيضَ فائق اللمعان
تذبذب الحاجز الوقائي الذي رتَّبه لي هانبينغ تحت قصف الكارثة السماوية تذبذبًا مضطربًا كأنه سيخبو في أي لحظة
"تماسكوا! ركزوا جميعًا ولا تتشتتوا"
زأر لي هانبينغ، محافظًا بكل طاقته على عمل التشكيل
فإن انهار التشكيل، عرَّوا أنفسهم مباشرةً لصواعق الكارثة السماوية
ما عدا قليلين، كان سائرهم ضعيفي القوة، فكيف لهم أن يصمدوا أمام كارثة سماوية مفزعة كهذه
ومآلهم عندئذٍ أن يهلكوا ولا تُجمع لهم أشلاء
كانت قوة كارثة البرق في مرحلة تحوّل الروح هائلةً إلى حدٍّ مفرط، حتى إن تشكيلًا دفاعيًا مؤلفًا من عشرات رايات التشكيل المتقدمة بدأ يترنح تحت القصف المتواصل لصواعق الكارثة
شحبت وجوه الممارسين، وصارت طاقتهم الروحية تتدفق إلى رايات التشكيل كالماء الجاري، ومع ذلك وجدوا صعوبةً كبيرة في مقاومة شراسة الكارثة السماوية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ