📖 "وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا" (سورة طه، آية 114)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلى جانب ذلك، كان هناك مو وي ووانغ شيشوان، وهما شيخان في مرحلة روح الوليد؛ لم يكونا مخلصين لتشاو ليه بإخلاص شديد، لكنهما كانا من حلفائه
لم يُبدِ تشو بايداو أي تساهل معهما، لكنه لم يعاقبهما مباشرة، بل اختار عزلهما من مناصبهما الحالية
وأمرهما بالبقاء في العالم السري للطائفة من أجل الزراعة الروحية والتفكر، وهو في الحقيقة شكل مقنّع من الحبس
لم يُبدِ مو وي ووانغ شيشوان مقاومة، وقَبِلا هذا الترتيب طواعية
ولفترة من الزمن، غمرت طائفة شوانيوان أجواء من القلق، بينما كانت هزة غير مسبوقة تتكشف بهدوء
وخلال هذه العملية، كان من الطبيعي أن يُبدي غير قليل من الناس اعتراضاتهم
لا سيما الشيخ الأكبر تشنغ كشي، الذي كان ساخطًا بشدة على تصرفات تشو بايداو
لكن بعد أن ذهب يي جيان تشينغ بنفسه لإجراء نقاش «ودي» مع تشنغ كشي، قَبِل تشنغ كشي النتيجة على مضض
كان تشنغ كشي يميل إلى تشاو ليه فقط لأنه يشبه ابنه
لكن أفعال تشاو ليه لم تكن بتحريض منه، لذلك بعدما اطّلع على سلسلة تصرفاته، ومع هزيمته القاسية على يد يي جيان تشينغ، قرر بكل بساطة ألا يتدخل بعد الآن في شؤون الطائفة ودخل في عُزلة منذ ذلك الحين
ولم يُصعّب تشو بايداو الأمر عليه أيضًا
بعد هذه الحملة التطهيرية، ورغم أن قوة طائفة شوانيوان تضررت بعض الشيء، فإن الأجواء داخل الطائفة تحسنت بوضوح
لم يعد أفراد قاعة العقوبات يتغطرسون ويتنمرون على باقي تلاميذ الطائفة؛ وبدأ الجميع يثابرون على الزراعة الروحية بجد
ولم تتوقف تحركات تشو بايداو عند هذا الحد؛ إذ أعلن أن لي شانغ يان سيصبح قائد الطائفة الشاب، وصرّح بأنه سيتنحى قريبًا
ولم يُحدث هذا الخبر دهشة كبيرة بين الحاضرين
فبالرغم من الاضطراب الداخلي الكبير في طائفة شوانيوان خلال هذه الفترة، بدأت بعض الأخبار عن العالم السري لغروب الشمس تنتشر على نطاق واسع بتحريض من تشو بايداو
وما جرى في العالم السري لغروب الشمس كان صادمًا حقًا للجميع
اتضح أن سقوط تشاو ليه وما شهدته طائفة شوانيوان من اضطراب يبدوان تافهين مقارنة بخبر اختراق لي شانغ يان ويي جيان تشينغ وآخرين إلى مرحلة تحوّل الروح
فقد حصلت طائفة شوانيوان فجأة على خمسة مزارعين روحيين في مرحلة تحوّل الروح، ليصبح مجموعها سبعة مزارعين روحيين أقوياء في هذه المرحلة
وما كان أشد مفاجأة أن يي جيان تشينغ قتل أيضًا مزارعًا روحيًا في مرحلة تحوّل الروح من طائفة الرعد السماوي
وقد رفع ذلك معنويات طائفة شوانيوان، التي كانت منخفضة وكئيبة قبل ذلك
وبالأخص لي شانغ يان، وهو تلميذ أساسي انضم قبل أقل من عام، فقد كانت تجربته أشبه بقالب بطل مختار
فذو موهبة العناصر الخمسة، وبداية كارثية كاد معها ألا يدخل الطائفة، لكنه حاز بشكل غير متوقع تقدير سيد الطائفة وأصبح تلميذ الشيخة يي زي يوان
وفي حفل احتفاء الشيخة يي زي يوان بترقيتها إلى مرحلة روح الوليد، تجرأ بجسده الهزيل على توبيخ القائد الشاب لطائفة تشينغيون
وبعد ذلك، وفي ثلاثة أشهر فقط، أصبح مزارعًا في مرحلة تأسيس الأساس، وفاز بالمركز الأول في البطولة الكبرى للقسم الخارجي للطائفة، ثم صار تلميذًا أساسيًا
وكان يُظن أن هذا وحده أسطوري كفاية، لكن بعد بضعة أشهر من الهدوء، حين لمع اسمه مجددًا، كان قد أصبح مزارعًا في مرحلة تحوّل الروح
ومن بين الذين انضموا إلى الطائفة في الوقت نفسه، بلغ أقواهم بالكاد مرحلة تأسيس الأساس، بينما ظل معظمهم عالقين في مرحلة تنقية الطاقة الروحية
أما لي شانغ يان فقد صار بالفعل ركيزة من ركائز الطائفة
مثل هذه التجربة، أيًا كانت الطائفة في عالم الزراعة الروحية التي تقع فيها، ستكون حدثًا مدوّيًا
بعد أن تولّى لي شانغ يان منصب القائد الشاب للطائفة، بدأ تشو بايداو بتفويض الصلاحيات ونقل سلطات إدارة الطائفة
وأول ما فعله لي شانغ يان عند تسلّمه هو تغيير الهيكل التنظيمي للطائفة
كانت لطائفة شوانيوان ثماني قمم هي: قمة زِي يانغ، وقمة السيف الذهبي، وقمة الحبة المكرمة، وقمة أنماط التشكيلات، وقمة الأدوات الروحية، وقمة منبع الخشب، وقمة الجليد البارد، وقمة العذراء الغامضة
وكانت العلاقة بين هذه القمم الثماني أشبه بعلاقة شركة أم وفروعها؛ علاقات متباعدة، وكل قمة تدير نفسها، وأحيانًا تنشأ بينها عداوات واضحة
أما داخل قمة زِي يانغ فكانت توجد قاعة العقوبات، وجناح الحبوب، وقاعة الشؤون العامة، وبرج التشكيلات، وجناح الأدوات الروحية
كان لي شانغ يان منذ زمن ينتقد مثل هذا الهيكل التنظيمي وإدارة بهذا القدر من الفوضى
لكن في السابق كان منصرفًا كليًا إلى الزراعة الروحية، ولا يريد الانشغال بهذه الأمور الدنيوية
وفوق ذلك كان ذا شأن محدود، ولا يملك سلطة للتدخل في هذه الأشياء
أما الآن وقد بات يملك سلطة واسعة، فمن الطبيعي أن يسعى لإعادة تنظيم هيكل الطائفة لتُدار بكفاءة وعدل أكبر
أولًا، أسّس مجلس الشيوخ الكبار ومجلس الشيوخ
كان أعضاء مجلس الشيوخ الكبار من المزارعين الروحيين في مرحلة روح الوليد فأعلى ممن لا يتولون إدارة شؤون الطائفة، مثل تشنغ كشي ومو وي وغيرهما، وفي المستقبل سيدخل تشو بايداو هذا المجلس بعد تنحيه
ومع أنهم لن يديروا الشؤون، فإن عليهم أن يبذلوا ما يلزم خدمة للطائفة عند وجود مهام
وطبيعي حين يحين دورهم أن تكون المسائل كبرى وتمسّ المصالح الجوهرية للطائفة
أما أعضاء مجلس الشيوخ فكان المطلوب أيضًا قاعدة زراعة روحية بمرحلة روح الوليد فأعلى، مع وجوب معاونتهم سيد الطائفة في إدارة الشؤون
ومن الأعضاء الحاليين: يي جيان تشينغ، لين ييفنغ، تشاو ووجي، يو مين، يي زي يوان، لين شو دونغ، مو وان تشينغ، تشو تشونلاي، وثمانية آخرون
ومما يجدر ذكره أن لين شو دونغ ومو وان تشينغ وتشو تشونلاي شرعوا فور عودتهم إلى الطائفة في عبور المحنة، ونجحوا ليصبحوا مزارعين في مرحلة روح الوليد
وقد عوّض اختراقهم نواة قوة الطائفة ورفع معنوياتها كثيرًا
وتحت مجلس الشيوخ تأسست خمس قاعات: قاعة الشيوخ الوكلاء، وقاعة توريث الفنون، وقاعة المكافآت والعقوبات، وقاعة الموارد، وقاعة الظل
وكان أعضاء هذه القاعات الخمس جميعهم من المزارعين في مرحلة النواة الذهبية
كانت قاعة الشيوخ الوكلاء مسؤولة عن معاونة إدارة الشؤون الداخلية للطائفة والتواصل مع الطوائف الأخرى
وكانت قاعة توريث الفنون مسؤولة عن بحث وحفظ فنون الزراعة الروحية للطائفة وتعليم تلاميذها طرق الزراعة الروحية
وقاعة المكافآت والعقوبات تتولى مكافأة التلاميذ ذوي الإسهام، ومعاقبة من يخالف قواعد الطائفة
وقاعة الموارد مسؤولة عن جمع وحفظ ومعالجة كنوز الطائفة، بما يشمل تحضير الحبوب وصناعة الأدوات والتشكيلات
أما قاعة الظل فكانت مسؤولة عن جمع المعلومات من عالم الزراعة الروحية، وخصوصًا عن الطوائف المعادية
بعد إعادة تنظيم لي شانغ يان، صار هيكل إدارة طائفة شوانيوان أكثر تسطيحًا وكفاءة، ووُضّحت الوظائف وأصبحت أشمل
فعلى سبيل المثال، لم يكن هناك في السابق من يتولى جمع معلومات عن الطوائف الأخرى خصوصًا، لذا كانت معلومات الطائفة محدودة للغاية
وبعد إعادة هيكلة إطار الطائفة، أجرى لي شانغ يان تعديلات على تبعية التلاميذ ومزاياهم
فبعد حملة التطهير هذه، فقدت عدة قمم عددًا كبيرًا من الأفراد، خصوصًا قمة السيف الذهبي التي أُزيل فيها تقريبًا كل أصحاب المراتب العليا
لذا أوقف لي شانغ يان ببساطة تقسيم القمم الثماني، بل أعاد ترتيب أفرادها جميعًا من جديد
وجرى دمج كل تلاميذ الطائفة، ثم تقسيمهم من جديد إلى تلاميذ القسم الخارجي، وتلاميذ القسم الداخلي، والتلاميذ الأساسيين
وزاد لي شانغ يان مزايا التلاميذ بشكل ملحوظ، فشُدّدت جهود الرعاية لهم، وصار كل مستوى يحصل على ضعف الموارد السابقة أو حتى ثلاثة أضعافها
لكن بالمقابل أصبح الترقّي أصعب بكثير على التلاميذ
فعادة ما يكون تلاميذ القسم الخارجي في مرحلة تنقية الطاقة الروحية، بينما ينبغي على تلاميذ القسم الداخلي بلوغ مرحلة تأسيس الأساس إضافة إلى تلبية متطلبات محددة من حيث إسهاماتهم في الطائفة
وبعد اجتياز تقييم القسم الداخلي، لا يتمكنوا فقط من ممارسة فنون زراعة روحية أعمق والحصول على توجيه شخصي من الأقوياء في الطائفة، بل ينالون أيضًا موارد زراعة روحية أكثر
وهذه المزايا تفوق مزايا تلاميذ القسم الخارجي بعشرة أضعاف أو حتى بعشرات الأضعاف
أما شروط التلاميذ الأساسيين فكانت أعلى بكثير؛ فبلوغ مرحلة النواة الذهبية شرط أساسي، وإضافة إلى ذلك تُقيَّم الموهبة في الزراعة الروحية، والسلوك الشخصي، والإسهامات للطائفة، والولاء
ولا يقتصر تمتع التلاميذ الأساسيين على مزايا ممتازة، بل يكونون أيضًا عناصر تركّز الطائفة على صقلهم، ومرشحين احتياطًا لمنصب سيد الطائفة والشيوخ
حاز مخطط إصلاحات لي شانغ يان سريعًا موافقة كل مستويات طائفة شوانيوان، ووُضع موضع التنفيذ بسرعة
وبعد فترة مؤلمة من التحوّل، أكملت طائفة شوانيوان أخيرًا انبعاثها، وبدأت تركز على التطوير وتراكم قوتها بهدوء
بانتظار قدوم عدو عظيم، أو حلول اليوم الذي يندفعون فيه نحو طائفة الرعد السماوي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ